احتفالات رأس السنة فى الثقافة المصرية
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
فى الثقافة المصرية تعتبر الاحتفالات برأس السنة من أبرز الأحداث التى تجمع بين ماضٍ عريق وحاضر متغير.
كانت الثقافة المصرية القديمة تربط مواعيد الاحتفال برأس السنة بفيضانات نهر النيل السنوية، والذى نعرفه هو أنّ قدماء المصريين كانوا يحتفلون بحلول السنة الجديدة فى المهرجان المعروف باسم (Wepet-Renpet Festival) ويبيت رينبت، والذى كان مرتبطًا بموت أوزوريس، إله مصر القديمة، ورجوعه إلى الحياة وكانت تُقدم فيه الولائم الدينية الخاصة والطقوس وتُظهر الاكتشافات الحديثة أن المعابد فى فترة حكم حتشبسوت كانت تستضيف مهرجانًا ضخمًا خلال الشهر الأول من العام.
أما فى مصر الحديثة، فإننا نجد أن احتفالات رأس السنة تقام فى الأول من يناير حسب التقويم الإغريغورى (الميلادى). تعكس هذه الاحتفالات مزيجًا من العادات والتقاليد المصرية والوافدة، وتشمل غالبًا الألعاب النارية والحفلات والتجمعات العائلية.
وتشهد المدن فى مصر الحديثة احتفالات فى الأماكن العامة والفنادق والمطاعم، حيث تُقام الحفلات الموسيقية والعروض الفنية الحية وتندمج الاحتفالات المتوارثة والحديثة، معبرة عن مجتمع أكثر عالمية وتنوعًا.
وما زلت أتذكر احتفالات ليلة رأس السنة فى الإسكندرية فى ستينيات القرن الماضى عندما انتقلت عائلتى من قرية مصرية هادئة إلى مدينة الإسكندرية بشوارعها المزدحمة وشواطئها الممتدة وثقافتها المتنوعة. وما زال فى وجدانى ذكريات جميلة عن أصدقاء وجيران وزملاء الدراسة من العائلات المصرية واليونانية والأرمينية – محيى وليديا ونيفين ورينا وأليكس..
فى الإسكندرية كانت هناك تقاليد فريدة فى الاحتفال بليلة رأس السنة، حيث يتم رمى الأطباق والأشياء القديمة من الشُرفات بتلك الليلة. يجمع الأهالى فى الإسكندرية ما لا يصلح للاستخدام فى المنازل من زجاج وأطباق وسيراميك ككنوز ثمينة يُخبئونها بانتظار ليلة رأس السنة، ومع انصرام السنة تتحول تلك الأشياء المتراكمة إلى نفايات يتوجّب رميها من الشرفات والنوافذ.
ومع دقات الساعة الثانية عشرة ليلة 31 ديسمبر، تُسمَع أصوات الزجاج وهو يصطدم بالأرض، مثل موسيقى هادرة تعبر عن وداع السنة القديمة واستقبال السنة الجديدة.
وتُظهر بعض الدراسات أن سكان الإسكندرية استلهموا عادة إلقاء الزجاج فى ليلة رأس السنة من الجاليات الأجنبية السابقة، ربما اليونانية، التى عاشت فى تلك المدينة وغادرتها فى وقت لاحق.
على الرغم من التشابه فى جوهر الاحتفالات برأس السنة بين الماضى والحاضر، إلا أن هناك فروقاً واضحة: الاحتفالات القديمة كانت تركز على الطقوس الدينية والاحتفالات الجماعية، فى حين تركز الاحتفالات الحديثة على الترفيه والتجمعات الاجتماعية.
كانت هذه الاحتفالات ولا تزال أوضح دليل على القيمة التى يوليها المصريون القدماء والمعاصرون لأشكال التعبير الجمعى عن الفرح فى الحياة والتفاؤل بالبدايات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الثقافة المصرية الاحتفالات برأس السنة لیلة رأس السنة
إقرأ أيضاً:
دارة الملك عبدالعزيز تصون ذاكرة الوطن بـ” التقنيات الحديثة”
البلاد ــ جدة
تزامنًا مع اليوم العالمي للأرشيف، الذي يوافق 9 يونيو من كل عام، تبرز جهود دارة الملك عبدالعزيز في حفظ وتوثيق تاريخ المملكة العربية السعودية باستخدام أحدث تقنيات الأرشفة والحفظ الرقمي، مولية الدارة اهتمامًا بالغًا بالمحافظة على المواد التاريخية من التلف أو الضياع، من خلال سلسلة من العمليات الدقيقة، تشمل: التعقيم، والترميم، والتصوير، والرقمنة، إضافة إلى حفظ الأصول في بيئة مناسبة، وتوفير نسخ رقمية تُدار وتُستخدم وفقًا لاحتياجات الباحثين ومتطلبات المستقبل.
وتحتفظ الدارة بكمٍ هائل من الوثائق والمخطوطات والصور والأفلام التاريخية، التي تُعد مرجعًا مهمًا في كتابة وتوثيق التاريخ الوطني والعربي والإسلامي، كما توفر بيئة أرشيفية متطورة، تُسهّل الوصول إلى هذه المواد والاستفادة منها في البحث والدراسة، حيث تتمثل أبرز جهود الدارة عبر هذا المجال، في أرشفة التاريخ الشفوي من خلال تسجيل آلاف المقابلات، التي تسلط الضوء على الجوانب الاجتماعية والإنسانية في حياة السعوديين، أُجريت على مدى أكثر من 25 عامًا. وتسهم هذه الجهود في حفظ الذاكرة الوطنية، وتعزيز الهوية، وإتاحة الوثائق للباحثين والمهتمين بلغة رقمية تواكب تطورات العصر، وتُسهم في إثراء المحتوى المعرفي والثقافي، فيما يُعدّ اليوم العالمي للأرشيف- الذي أقره المجلس الدولي للأرشيف التابع لليونسكو- مناسبة لتعزيز التعاون بين المؤسسات الأرشيفية حول العالم، والتوعية بدور الوثائق في خدمة التنمية، والحفاظ على الإرث التاريخي للأجيال القادمة.