الولايات المتحدة تتصدر عمالقة منتجي النفط عام 2023
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
تظهر خريطة إنتاج النفط العالمي لعام 2023 تحولا ملحوظا في القطاع، مع ظهور الولايات المتحدة كأكبر منتج في العالم، حيث وصلت إلى ذروتها التاريخية بإنتاج أكثر من 13 مليون برميل يوميا في سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي تقرير نشره موقع "أويل برايس" الأميركي استعرض مؤشرات أداء القطاع النفطي لهذا العام في الدول الخمس الأكثر إنتاجا، وهي على الترتيب: الولايات المتحدة والسعودية وروسيا وكندا ثم العراق، وأبرز التحديات والتوجهات المتوقعة في هذا القطاع.
ورغم التقديرات بتقليص طفيف في الإنفاق لعام 2024، يُتوقع أن تحافظ الولايات المتحدة على نموها، حتى مع تخطيط منتجي النفط الأميركيين لتقليص الإنفاق لعام 2024 بنسبة 1%، فمن المتوقع أن تسهل التحسينات في كفاءة العمليات استمرار نمو الإنتاج باستفادتها من التقدم التكنولوجي الذي أحدثته للوصول إلى هذه الذروة.
ويؤثر هذا الارتفاع في إنتاج الولايات المتحدة بشكل كبير على ديناميات النفط العالمية، مما يشكل تحديا كبيرا لدول أوبك بلس مثل السعودية وروسيا في إدارة أسعار السوق.
وبينما سيطرت الولايات المتحدة على الترتيبات، حيث تجاوزت أكثر من 13 مليون برميل يوميا، مع توقعات تشير إلى استمرار النمو، شهدت السعودية، العضو الأساسي في أوبك، إنتاجا بنحو 10.2 ملايين برميل يوميا في النصف الأول من عام 2023، ومع تبني الرياض نهجا طوعيا لخفض الإنتاج لتحقيق الاستقرار في الأسواق والمحافظة على الأسعار، وهو ما أدى إلى متوسط إنتاج بنحو 9 ملايين برميل يوميا في النصف الثاني من العام لديها.
وحلت روسيا ثالثة في ترتيب القائمة، والتي تعتبر حليفا أساسيا للسعودية في تحالف أوبك بلس، ويقدر إنتاجها بنحو 9 ملايين برميل يوميا من النفط الخام. وقد قررت موسكو فرض غطاء من السرية على بيانات إنتاجها وصادراتها بعد شنها حربا على أوكرانيا، معلنة أنها لن تنشر بيانات مفصلة حول قطاع النفط، خشية أن تستخدمها الدول الغربية لتعقب وعرقلة مداخيلها من هذا القطاع.
بينما وصل إنتاج النفط الكندي إلى مستوى قياسي بلغ 4.86 ملايين برميل يوميا في العام السابق، مع توقعات بالمزيد من النمو مع توسيع الإنتاج في مواقع جديدة بمقاطعة ألبرتا الغنية بالنفط، وبالتالي يتوقع أن يرتفع إنتاج الخام في كندا بنسبة 8% بحلول 2025.
وجاء العراق خامسا في هذه القائمة، حيث حافظ ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك على مستوى إنتاج بحوالي 4.3 ملايين برميل يوميا هذا العام، بحسب التقارير الشهرية للمنظمة.
وكانت أوبك قد أقرت في آخر تقرير لها في ديسمبر/كانون الأول الحالي بأن الدول الأعضاء نجحت في المجمل في خفض إنتاجها من الخام في نوفمبر/تشرين الأول للمرة الأولى منذ أشهر.
من جهتها، واصلت الولايات المتحدة رفع إنتاجها من النفط الخام والمكثفات البترولية والغاز الطبيعي المسال ليصل إلى مستويات قياسية، حيث بلغ الإنتاج الأميركي من المحروقات السائلة 21.6 مليون برميل يوميا في سبتمبر/أيلول بفضل تعزيز الأداء الإنتاجي في الحقول الواقعة في البر والبحر.
وأشار تقرير "أويل برايس" إلى أن زيادة إمدادات النفط للدول غير المنتمية إلى أوبك بلغت مستوى 1.8 مليون برميل يوميا في 2023، مدفوعة بكل من الولايات المتحدة والبرازيل وكازاخستان والنرويج والمكسيك وغويانا والصين.
وفي ظل هذا الإنتاج المتزايد من الدول غير المنتمية، فإن مهمة مجموعة أوبك بلس في السيطرة على أسعار النفط في الأسواق العالمية تبدو أكثر صعوبة في العام المقبل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ملایین برمیل یومیا ملیون برمیل یومیا الولایات المتحدة برمیل یومیا فی
إقرأ أيضاً:
رويترز: اقتصادات الخليج ستتعافى بفضل إنتاج النفط وتنويع الإيرادات
أظهر استطلاع رأي أجرته رويترز لآراء خبراء اقتصاد أن زيادة إنتاج النفط وجهود التنويع الاقتصادي ستساعد معظم اقتصادات دول الخليج على النمو بوتيرة أسرع هذا العام عن 2024.
على الرغم من التخفيضات الكبيرة في إنتاج الخام منذ أواخر عام 2022، فإن أسعار الطاقة ظلت منخفضة إلى حد بعيد، إذ أثر التوتر الجيوسياسي المتزايد وعدم اليقين الذي يكتنف السياسة الأميركية في مجال التجارة على الطلب على النفط، وهذا أضر بإيرادات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
أسعار النفطوتوقع استطلاع رأي منفصل أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 67.86 دولارا للبرميل في 2025. وحوم حول 70 دولارا في الأغلب حتى الآن هذا العام.
وعززت دول أوبك إنتاج الخام منذ أبريل/نيسان لاستعادة حصتها السوقية من المنتجين المنافسين مثل الولايات المتحدة، كما أنها تشجع السياحة لتنويع مصادر الدخل.
وأظهر الاستطلاع الذي شارك فيه 20 محللا اقتصاديا وأجري من 15 إلى 28 يوليو/تموز، أن الناتج المحلي الإجمالي للسعودية من المتوقع أن ينمو 3.8% هذا العام. وهو ما يقرب من 3 أمثال 1.3% التي حققها الاقتصاد عام 2024.
وقال محلل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى بنك الإمارات دبي الوطني، دانيال ريتشاردز: "دائما ما توقعنا أن تعيد أوبك بلس إنتاجها إلى السوق هذا العام بكميات أكبر مما كان متوقعا في بادئ الأمر، لكن وتيرة هذا النمو فاقت حتى توقعاتنا".
وأضاف: "من الواضح أن الحكومة (السعودية) لا تزال ملتزمة بجهود التنويع الاقتصادي… ومن المتوقع أن تكون قيمة الإنفاق على المشروعات التي جرى تنفيذها كافية للحفاظ على وتيرة نمو قوية خلال السنوات القليلة المقبلة".
ومن المتوقع أن ينمو اقتصاد الإمارات 4.8% في 2025 و4.6% في 2026، وهي نسبة أعلى من 4.5% و4.2% في استطلاع أجري في أبريل/نيسان.
اقتصاد قطرمن المنتظر أن ينمو اقتصاد قطر 2.7% هذا العام، وأن يتسارع إلى 5.4% في 2026، وهو أسرع نمو تحققه منذ 13 عاما، مع بدء مشروع لتوسعة إنتاج الغاز الطبيعي المسال الضخم العام المقبل. وتعمل كل من قطر والإمارات على تقليل اعتمادهما على النفط من خلال التحول إلى وجهة سياحية.
إعلانوقال الباحث في ستاندرد تشارترد، بدر الصراف: "تستفيد قطر من عوائد الغاز.. كلا البلدين (قطر والإمارات) في وضع جيد بفضل احتياطياتهما القوية والتنويع المستمر لاقتصادهما غير النفطي".
وأضاف: "أما عمان والسعودية فهما مثالان جيدان على التكيف مع انخفاض أسعار النفط من خلال الانضباط المالي وتسريع وتيرة الإصلاحات".
ومن المتوقع أن يصل النمو في سلطنة عمان والكويت إلى أعلى مستوياته في 3 سنوات العام الحالي، إذ من المنتظر أن تسجل الأولى 2.8% والثانية 3%، وكانت البحرين استثناء، فمن المتوقع أن يتراجع النمو قليلا إلى 2.9%، مقارنة بـ3% في العام الماضي.
وفي حين أن اقتصادات الشرق الأوسط بعيدة إلى حد بعيد عن تهديدات الرسوم الجمركية الأميركية، تواجه دول أخرى ضغوطا للتوصل إلى اتفاقيات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل فرض رسوم مرتفعة عليها في أول أغسطس/آب.
ومن المتوقع أن يظل التضخم في منطقة الخليج معتدلا.
وأظهر أوسط الاستطلاع أن التضخم في المنطقة سيستقر ضمن نطاق بين واحد و2.5% في 2025. وجاءت توقعات الإمارات والسعودية عند 2% وقطر عند 1.5%.
وقال ريتشاردز: "الاتجاه العام هو تضخم عام متواضع. وبينما تراجع الدولار مقابل عملات مجموعة الثماني هذا العام، فقد كان أداؤه أقوى مقابل العملات الإقليمية الأخرى، وهذا قلص أي ارتفاع في تكاليف الاستيراد الناجمة عن أسعار الصرف الأجنبي في المنطقة".