الجزيرة:
2025-05-16@06:02:24 GMT

الكاميرا.. سلاح فلسطيني لتوثيق وفضح جرائم الاحتلال

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

الكاميرا.. سلاح فلسطيني لتوثيق وفضح جرائم الاحتلال

نابلس- لم يكن أحد ليعرف ما حدث ليلة 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مع المواطن الفلسطيني إياد بنات بعد اقتحام جنود الاحتلال منزله في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، لو لم يصور ما جرى بأدق تفاصيله وينقله للعالم مباشرة بعد أن وثَّق ذلك على حسابه بمنصة "تيك توك".

ويُظهر مقطع فيديو ذاع بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة جنديين إسرائيليين وهما ينهالان بالضرب المبرح على الشاب إياد وسط عائلته وأطفاله، على غرار فيديوهات أخرى بات الفلسطينيون يعمدون لتصويرها ونشرها لفضح جرائم الاحتلال، وأضحى التصوير سبيلهم لحماية أنفسهم من عنف الاحتلال وصلفه.

في تلك الليلة، حاصر جنود الاحتلال منزل عائلة بنات في الحي الجنوبي بمدينة الخليل واقتحموه الساعة الواحدة صباحا، وسارع الشاب لنقل بث مباشر للحادثة عبر هاتفه بعد أن أخفاه عن أعينهم "لإظهار عنفهم أثناء اقتحامهم بيوت الفلسطينيين الآمنة، وتوثيق أي اعتداء يرتكبه الجنود".

ويقول إياد للجزيرة نت "ضربوني بعنف بأيديهم وأرجلهم وبنادقهم، وبالعتلة الحديدية التي فتحوا بها باب المنزل أمام زوجتي وأطفالي الستة الذين كاد الجنود يقتلون أحدهم بعد أن ألقوا الخزانة فوقه".

صدى كبير

وإلى خارج المنزل اقتيد إياد وأقارب له من كبار السن واحتُجزوا 4 ساعات، وتم تكبيلهم وتعصيب أعينهم وسط ضرب مبرح أصاب بعضهم بجروح خطيرة.

وعرف التصوير الذي نشره بنات عبر كل منصاته صدى كبيرا، وكان مادة دسمة لمؤسسات حقوقية كثيرة زارته واطلعت عن قرب عما حل به ووثقته، وبالنسبة له كان كافيا كشف جرائم الاحتلال وفضح "الجيش النظامي"، حسب وصفه.

لكن هذه المنصات عاقبته وأغلقت جميع صفحاته، وعندما فتح حسابه على "تيك توك" باسم جديد، أخطروه "بعدم تصوير قوات الأمن العاملة في منطقته، وأن ذلك يحاسب عليه القانون".

ويقول "أدرك جيدا أنه لن تتم محاسبة جنود الاحتلال، لكن ما جرى كان كافيا لردعهم، وأنا أدعو كل مواطن إلى تركيب كاميرات مخفية داخل منزله لتوثيق انتهاكات الاحتلال".

وشاء القدر أن يكتفي الاحتلال بضرب إياد دون إعدامه مثلما حدث مع الشابين رامي العبوشي وثائر شاهين (25 عاما لكل منهما) بمخيم الفارعة قرب مدينة طوباس شمال الضفة في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري، حيث أطلق جنود الاحتلال النار عليهما من مسافة صفر رغم أنهما لم يشكلا أدنى خطر عليهم.

وأظهر تصوير كاميرا مثبتة بجدار منزل الشهيد ثائر وتصوير آخر بالهاتف، اقتراب آليتين عسكريتين وترجل جندي من إحداهما والآخر ظل داخلها وأطلقا قرابة 12 رصاصة صوب رامي وقتلاه، ثم اقتربا من ثائر وأطلقا عليه 4 رصاصات.

ويقول منصور العبوشي عم الشهيد رامي "لم يشكل الشهيدان أدنى خطر على الاحتلال، وكانا بعيدين عن منطقة الحدث، حتى أن رامي أصيب برصاصة من بعد وسقط أرضا، ثم أجهزوا عليه".

أهمية التوثيق

العبوشي كان فقد شقيقه الطفل محمد بحادثة مشابهة لكنها لم توثق عام 1989 بعد أن قنصه جندي إسرائيلي بأحد أزقة المخيم وقتله، يضيف للجزيرة نت "حقق الفيديو انتشارا كبيرا، وتجاوز على تليغرام 20 مليون مشاهدة، وهذا يكفي لفضح الاحتلال، ورغم ادعائه فتح تحقيق عسكري مع الجنود فإنه لن يتم إدانتهم أو محاسبتهم".

وإلى جانب توثيق وفضح وحشية الاحتلال وإعدامه الشهيدين بدم بارد، سيكون التصوير دليلا ملموسا في إجراءات ذويهما القانونية لمحاسبة الجناة.

ويرى كريم جبران الباحث بمؤسسة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية أن مثل هذه التوثيقات مهمة خاصة إذا كانت مرئية، كونها تعكس "وحشية الجنود وممارساتهم غير القانونية، وتفند ادعاءاتهم والأهم أنها تقنع الآخرين بالرواية الفلسطينية".

ويقول جبران -للجزيرة نت- إنهم كمؤسسة حقوقية توثق انتهاكات الاحتلال يعتمدون على التصوير، كما دعموا مشروعا للتوثيق بالتصوير بالكاميرات قبل الهواتف الذكية. وحتى إن لم يحاسب الاحتلال جنوده، فإن هذه المقاطع كافية لفضح وحشيتهم أمام المجتمع الإسرائيلي.

ويرى الباحث ضرورة نشر التصوير عبر المؤسسات وليس الأفراد "ليخرج من محدوديته لديهم، وليكون أكثر مهنية وقوة وانتشارا عالميا، ويصل للإعلام الدولي".

ويتفق إحسان عادل رئيس "منظمة القانون من أجل فلسطين" مع جبران حول أهمية التصوير من الناحية الإعلامية والمناصرة وكشف انتهاكات إسرائيل ودحض "ادعاءات أخلاقية جيشها"، وهو ما يحقق تضامنا وتأثيرا عالميا وخاصة على صناع القرار.

الفلسطينيون يوثقون اعتداءات الاحتلال في مواجهات بقرية اللبن جنوب نابلس بالضفة الغربية (الجزيرة) مساهمة فعالة

وعلى المستوى القانوني والحقوقي، يمكن لمنظمات حقوق الإنسان الاستناد لهذه التوثيقات، كما يمكن للجان التحقيق والمحاكم الدولية اعتمادها أيضا، وهو ما يعرف -وفق عادل- "بالمصادر المفتوحة للمعلومات" التي يستعين بها المحققون الدوليون من خلال "بروتوكول بيركلي" بشأن التحقيقات الرقمية المفتوحة المصدر.

وقال للجزيرة نت إن الكثير من المواد التي رفعتها وقدمتها إلى المحكمة الجنائية الدولية منظمات حقوق الإنسان تعتمد جزئيا على المصادر المفتوحة، وإن "فيديوهات المواطنين ساهمت في إظهار حقيقة أن استهداف الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة كان من خلال جنود الاحتلال، وليس من حيث وجود الفلسطينيين كما ادعت إسرائيل بداية".

ودعا عادل إلى استثمار هذه الفيديوهات بإيصالها لجهات الاختصاص والمنظمات الحقوقية في فلسطين، وإلى رفعها للمحكمة الجنائية الدولية عبر موقعها الرسمي، وأكد أهمية التصوير بجودة عالية وحفظ مادة التصوير بنسخ احتياطية وتوثيقها بطريقة آمنة ومقبولة دوليا.

ولفت إلى أهمية تدوين اسم المصور ومن يظهر بالفيديو والزمان والمكان الذي يُفضّل أن تُظهر صورة موسعة تُبين جميع معالمه كالمدرسة أو ساحة عامة تسهل التعرف عليه بسهولة، كي لا تُثار الشكوك حول مصداقيته.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: جنود الاحتلال للجزیرة نت بعد أن

إقرأ أيضاً:

مرصد الأزهر: رقص مجندات جيش الاحتلال أداة خداع للتغطية على جرائم الحرب

كتب- محمود مصطفى أبو طالب:

حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من تداول ونشر المقاطع المصوّرة التي تظهر مجندات جيش الاحتلال الإسرائيلي وهن يرقصن بالزي العسكري على أنغام موسيقية خفيفة، مؤكدًا أن هذه المشاهد ليست عفوية أو ترفيهية كما قد يتصور البعض، بل تأتي في سياق ممنهج ضمن أدوات الحرب النفسية والدعاية المنظمة التي يستخدمها الاحتلال لتزييف الوعي العام وتجميل صورته أمام المجتمع الدولي.

وأوضح المرصد، في بيان صدر اليوم، أن هذه الظاهرة تنطوي على أبعاد متعددة نفسية، اجتماعية، سياسية، إعلامية وأمنية، تهدف إلى تسويق صورة زائفة لجيش الاحتلال بوصفه جيشًا "منفتحًا" و"شبابيًا"، بعيدًا عن واقعه الحقيقي كقوة عسكرية تمارس الانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين وترتكب جرائم حرب موثقة.

وأشار البيان إلى أن البعد النفسي لهذا السلوك يُفسَّر كمحاولة من المجندات للهروب من مشاعر الذنب المصاحبة للمشاركة في عمليات عسكرية دموية، باستخدام آليات دفاع نفسي مثل الانفصال الذهني والانغماس في الترفيه السطحي. أما من الناحية الاجتماعية، فيُستخدم هذا النوع من المحتوى لقلب الحقائق وتزييف الواقع، عبر إظهار الجنود كأشخاص عاديين، يحبون الحياة والفن، في محاولة لتضليل الرأي العام، لا سيما في المجتمعات الغربية.

وفي سياق متصل، شدد المرصد على أن هذه المقاطع تُعد جزءًا من استراتيجية القوة الناعمة التي ينتهجها الكيان الصهيوني ضمن حملات العلاقات العامة الموجهة، والتي تسعى لتقديم الجيش كمؤسسة منضبطة وإنسانية، في مقابل تشويه صورة الفصائل الفلسطينية المقاومة وتصويرها كتنظيمات متطرفة، وهو ما يعكس اختلالًا أخلاقيًا عميقًا في الخطاب الإعلامي الصهيوني.

كما أشار البيان إلى أن هذا المحتوى يُستخدم لتشتيت الانتباه الإعلامي، وصرف الأنظار عن الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب يوميًا في قطاع غزة والضفة الغربية، عبر إغراق المنصات الرقمية بمقاطع خفيفة تستهدف إثارة التعاطف أو جذب الانتباه، في مشهد وصفه المرصد بأنه: "جيش يرقص بينما ينزف الآخرون"، وهو تعبير مؤلم عن انعدام الإنسانية وطمس الحقائق باستخدام أدوات خداع بصري.

وأضاف المرصد أن التقارير الصادرة عن جهات إسرائيلية أظهرت ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات التحرش والاعتداءات الجنسية داخل صفوف جيش الاحتلال، نتيجة ما وصفه بـ"تسليع المجندات"، وتحويلهن إلى أدوات ترفيه داخل بيئة عسكرية غير منضبطة، الأمر الذي أوجد مناخًا يسمح بتفشي السلوكيات غير الأخلاقية داخل المؤسسة العسكرية.

وفي ختام البيان، دعا مرصد الأزهر إلى ضرورة تعزيز الوعي الجماهيري بأساليب الحرب النفسية والتضليل التي يستخدمها الاحتلال، والتصدي لها من خلال حملات إعلامية مهنية، موثقة وذكية، تكشف الجرائم الحقيقية وتُفند هذه الصور المصطنعة. كما شدد على أهمية تفعيل التعاون مع المنظمات الحقوقية الدولية، وبناء خطاب إعلامي مقاوم يستند إلى القيم الإنسانية ويتحدث بلغة قادرة على مخاطبة الوعي العربي والدولي بفاعلية.

وأكد المرصد أن مثل هذه الحيل لن تُخفي حقيقة الاحتلال ولا تمنحه شرعية، فصاحب الحق لا يرقص فوق جراح الآخرين، بل يعيش شامخًا على أرضه، متمسكًا بعدالته ومدافعًا عن كرامته.

اقرأ أيضًا:

موجة شديدة الحرارة.. توقعات طقس الأيام المقبلة

قانون العمل الجديد| حظر تشغيل الأطفال في هذه المهن

الجلطات وقرحة المعدة.. تعرف على الأضرار الصحية لتناول البيتزا

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

مرصد الأزهر لمكافحة التطرف جيش الاحتلال جرائم الحرب

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة بحضور 3 وزراء.. مرصد الأزهر يطلق النسخة الرابعة من "اسمع واتكلم" غدا أخبار مرصد الأزهر يطلق النسخة الرابعة من منتدى "اسمع واتكلم" الثلاثاء المقبل أخبار

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يتهم جنود قاعدة زيكيم بالهروب أمام المقاومين في السابع من أكتوبر
  • بالفيديو: القسام تنشر مشاهد لاستهداف جنود وآليات الاحتلال في الشجاعية
  • مرصد الأزهر: رقص مجندات جيش الاحتلال أداة خداع للتغطية على جرائم الحرب
  • استشهاد 43 فلسطينيًا في قصف الاحتلال على قطاع غزة اليوم
  • إعلام فلسطيني: استشهاد 80 فلسطينيا منذ فجر اليوم في قصف الاحتلال على قطاع غزة
  • لقطات جديدة لكمائن القسام ضد جنود الاحتلال شرق مدينة رفح (شاهد)
  • حماس تدين إعدام أجهزة أمن السلطة لمسن فلسطيني
  • إصابة شاب فلسطيني برصاص العدو الصهيوني شمال مدينة القدس
  • أمن السلطة الفلسطينية يقتل الشاب رامي زهران.. وحركة حماس تنعاه
  • قتل أطفال مكبلين.. جنود بريطانيون سابقون يروون جرائم زملائهم بأفغانستان والعراق