تحذيرات من التواطؤ للمنظمات الأممية ورئيس البعثة الدولية لحقوق الإنسان أبو سعيد: غزة تواجه خطر المجاعة والمساعدات لا ترقى إلى مستوى المطلوب
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
أحمد موسى
لبنان| تداعى “المجلس الدولي لحقوق الإنسان” المعتمد في الأمم المتحدة لدرس جدول عمل المجلس لسنة ٢٠٢٤، وتدارسو مواضيع حقوقية في عدد من الدول وسبل مقاربتها، إلا أن طرح السفير الأممي رئيس بعثة المجلس إلى الأمم المتحدة في جنيف، الدكتور هيثم أبو سعيد جاء صاعقا فدعا إلى “وجوب أخذ إجراءات جديدة لمقاربة حقوق الإنسان والعمل على إيجاد سبل الدعم للمحتاجين في المجال الحقوقي”، السفير أبو سعيد انتقد حجم المساعدات التي وصلت إلى غزة منذ ٧ تشرين الأول الماضي ووصفها بأنها “لا ترقى إلى المستوى المطلوب”.
أبو سعيد
فقد أكد السفير الأممي رئيس بعثة المجلس الدولي لحقوق الإنسان إلى الأمم المتحدة في جنيف السفير هيثم أبو سعيد أن حجم المساعدات الإنسانية لا ترتقي و”حجم الكارثة” التي تعيشها غزة وأهلها نتيجة “التدمير الممنهج” من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ورأى أبو سعيد إلى أن العقبات والمعوقات والشروط الموضوعة على الشاحنات التي كانت تريد التوجه إلى الفلسطينيين في قطاع غزة عن طريق معبر رفح أدى إلى “تقليص” عددها.
واصفاً ما يصيب سكان قطاع غزة من “مجاعة” هي ضمن “مخطط توجيهي” من القيادة السياسية التي تنفذها ببراعة القيادة العسكرية الإسرائيلية من أجل تفريغ القطاع من أهله لتنفيذ مخطط “الترانسفير” الذي برمجته إسرائيل منذ مدة للسيطرة على باقي الأراضي الفلسطينية.
واستشهد بما أعلنته منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، أن “خطر الموت جوعاً صار حقيقياً في غزة”، مطالباً بإيصال المساعدات الإنسانية بسرعة وأمان إلى القطاع.
موضحاً عن إجراءات حقوقية عديدة بدأ “المجلس الدولي لحقوق الإنسان” والتي تجسد كل أنواع الاعتداءات الجنسية واللإنسانية واللاخلاقية ضد المدنيين العزل والأطفال والنساء وكبار السن وقصف المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد ومقرّات الأمم المتحدة و”الخطف من كل الجهات” واستعمال الأسلحة المحرمة دولياً،
وأكد أبو سعيد أن هذه الانتهاكات تقع ضمن “خرق فاضح لاتفاقية جنيف واتفاقية لاهاي واتفاقية جرائم الإبادة وغيرها من المواد الدولية الأخرى”.
مشيراً إلى قرابة المليوني نازح في قطاع غزة، يتعرضون إلى “التهديد” بشكل واضح في الأمن الغذائي والمائي والدوائي، ويعانون من سوء المعيشة والمأوى، مترافقة مع “تحذيرات الحكومة الفلسطينية” للمؤسسات والهيئات والمنظمات الدولية من “تواطئهم” في تمرير سياسة التجويع والتعطيش ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وطالبتهم بالقيام بدورهم المطلوب منهم بشكل فاعل وحقيقي.
*كاتب صحفي وناشر موقع “ميديا برس ليبانون”
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
سعيد الزغبي: فرنسا كسرت الصمت الأوروبي… لكن المطلوب إرادة دولية توقف العدوان
في خطوة لافتة أعادت خلط الأوراق داخل المشهد الأوروبي، أعلنت فرنسا دعمها للاعتراف بدولة فلسطين، ما فتح الباب أمام تساؤلات واسعة حول مدى قدرة هذه الخطوة على كسر جدار الصمت الغربي تجاه الجرائم الإسرائيلية في غزة.
وبينما رأى البعض في التحرك الفرنسي محاولة متأخرة لإعادة التموضع في الشرق الأوسط، اعتبر محللون أن له دلالات أبعد من مجرد موقف دبلوماسي.
سعيد الزغبي: فرنسا كسرت الصمت الأوروبي… لكن فلسطين تحتاج أكثر من الاعتراف
قال أستاذ السياسة سعيد الزغبي في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن إعلان فرنسا دعم الاعتراف بدولة فلسطين يمثل كسرًا مهمًا لحالة الصمت الأوروبي تجاه الجرائم الإسرائيلية في غزة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة رغم أنها تبدو متأخرة إلا أنها تحمل دلالات أعمق من مجرد تصريح دبلوماسي.
وأكد الزغبي أن التحرك الفرنسي يعكس إدراكًا متزايدًا في باريس بأن استمرار الصمت الأوروبي لم يعد مقبولًا، لا سياسيًا ولا أخلاقيًا، خاصة مع تصاعد مشاهد القتل والدمار في القطاع، تحت سمع وبصر المجتمع الدولي.
واعتبر الزغبي أن فرنسا تسعى من خلال هذا الاعتراف إلى استعادة دورها التاريخي كقوة دولية مؤثرة، خاصة في ظل تراجع الوزن الأوروبي لحساب الولايات المتحدة وبريطانيا، مضيفًا أن “باريس تريد أن تقول إنها لا تزال حاضرة في معادلات الشرق الأوسط”.
وحذر الزغبي من الإفراط في التعويل على الاعترافات الرمزية، قائلاً إن “إسرائيل لا تعير اهتمامًا للتصريحات، لكنها تراقب جيدًا موازين القوة وأدوات الضغط، وبالتالي فإن الاعتراف السياسي وإن كان مهمًا لا يكفي لتغيير قواعد اللعبة”.
وأشار الزغبي إلى أن اعتراف كل من إسبانيا وأيرلندا والنرويج بدولة فلسطين قبل عام فتح الباب أمام “تأثير الدومينو” داخل الاتحاد الأوروبي، لكنه شدد على أن عواصم مثل برلين وفيينا لا تزال رهينة لضغوط أمريكية ولوبيات مؤيدة لإسرائيل.
وأوضح أن الخطوة الفرنسية تعد صفعة للسياسة الإسرائيلية التي راهنت طويلًا على انقسام المواقف الغربية، لكنه تساءل عن مدى استعداد أوروبا لترجمة هذه المواقف إلى خطوات ملموسة مثل فرض عقوبات على المستوطنات أو مقاطعة منتجاتها.
وختم الزغبي تصريحاته قائلاً: “التحرك الفرنسي يفتح نافذة جديدة، لكنه لن يكفي وحده فلسطين بحاجة إلى إرادة دولية حقيقية توقف العدوان، تكسر الحصار، وتفرض على إسرائيل احترام القانون الدولي، فرنسا قد تكون الشرارة، لكن هل أوروبا جاهزة لتكون النار؟”