الجزيرة:
2025-12-13@00:21:48 GMT

هآرتس: ما الذي ستحفره أفعال الإسرائيليين في نفوسهم؟

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

هآرتس: ما الذي ستحفره أفعال الإسرائيليين في نفوسهم؟

مرّ شهران ونصف الشهر والحزن لا يفارقنا، ولوعته لا تبارحنا. الأيام والليالي حزينة. فقد استقر الحزن في إسرائيل من النهر إلى البحر، والظلام الذي أرخى سدوله علينا لم يترك ولو كوة صغيرة يدخل من خلالها بصيص ضوء من بين الغيوم. إنه الحزن ولا شيء سواه. هي الأيام مفزعة بلا رحمة ولا مغفرة.

بهذه العبارات المفعمة بالمشاعر الجياشة، والمثقلة بالهموم والإحباط، استهل مايكل سفارد المحامي والناشط السياسي الإسرائيلي المتخصص في القانون الدولي لحقوق الإنسان وقوانين الحرب، مقالا له في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

يقول الكاتب إن الأجواء يخيّم عليها نوعان من الحزن: نوع يخترق شغاف القلب، ويعتصر الدموع من المآقي ويجعل الروح ترتعش. ونوع ثانٍ يغوص ببطء فيجعل "شرايين وجودنا تضيق، ويكفهر وعينا".

غياهب الجحيم

ويضيف، وكأنه يندب زمانه، قائلا إن النوع الأول هو الألم. "ألم الخسارة، والصدمة في مواجهة الرعب الذي حلَّ علينا من الخارج. فالساعات التي نقضيها أمام التلفاز ونشاهد فيها قصص الأسرى، والجزع المؤلم الذي ينتاب عائلاتهم، وفقدان الجنود الذين سقطوا (في ساحات القتال)، أشبه ما تكون بعدوى الحزن الذي يتسرب إلى أجسادنا ويدب دبيبا فيها حتى يستحيل إيقافه لأن لنا إخوة وأخوات بين القتلى وأولئك الذين سقطوا والذين يعانون من غياهب الجحيم".

أما النوع الثاني من الحزن -كما يوضح سفارد- "فمرده في حقيقة الأمر إلى الإدراك والتبصر. هي رؤى مفزعة تنداح اندياحا، وأحاول طردها بأي وسيلة.. وأتساءل كيف سنكون نحن بعد الحرب؟ وأي نوع من المجتمع الإسرائيلي يُصاغ في الحاضر؟".

إن مشاهدة قصص الاختطافات وسادية القتل والانتهاكات والاعتداءات الجنسية، والاستماع إليها، تكلف ثمنا باهظا، كما يقول المحامي الإسرائيلي.

الخوف يستبد بنا

ويتابع: "إن إغراقنا في أهوال (الحرب) يجعل الخوف يستبد بنا لا محالة". وسبق للشاعر يهودا عميحاي أن قال: "من المكان الذي نحن فيه، لن تنمو الزهور في الربيع أبدا".

ويتساءل سفارد: كيف ستكون صورة مجتمع قتل عشرات الآلاف، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ،؟ في إشارة إلى ما يرتكبه الإسرائيليون في حق الفلسطينيين.

فتور الهمة واللامبالاة

ويستمر في تساؤلاته قائلا: "ما الذي ستحفره أفعالنا في الأسابيع الأخيرة في نفوسنا من تخريب المدن والبلدات والقرى ومخيمات اللاجئين، والتدمير الكامل للأحياء السكنية والبنية التحتية المدنية، ومحو العائلات وجعل المئات، إن لم يكن الآلاف من الأطفال، يتامى؟".

ويضيف: "كم قدر من فتور الهمة واللامبالاة استقر في دواخلنا لكي نحيل المباني الشاهقة إلى تراب، والمتنزهات والساحات إلى خرائب، ومليونا ونصف المليون إنسان إلى نازحين لا يملكون شيئا؟".

ما مآل مجتمعنا؟

ولا يكف المحامي والناشط السياسي الإسرائيلي عن التساؤل فيقول: "ماذا سيكون مآل مجتمع امتنعت وسائل إعلامه لأكثر من 10 أسابيع من إجراء ولو مقابلة واحدة مع أحد سكان غزة ليحكي ما يحدث لهم؛ ومن يمنع نشر صور الأطفال الذين قتلناهم والأمهات الثكلى اللاتي تسببن في فجيعتهن؟".

ويمضي في انتقاده الإعلام الإسرائيلي، فيقول إن القنوات التلفزيونية الإسرائيلية تشكل تصوراتنا الجماعية ليس فقط من خلال ما تعرضه، ولكن أيضا، وربما بشكل رئيسي، من خلال ما تخفيه عنا.

ونشعر بالصدمة -كما يضيف- عندما تطالب 153 دولة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار في غزة، فيما تعارض 10 دول فقط، وعندما تؤيد 13 من أصل 15 دولة عضوة في مجلس الأمن الدولي قرارا يدعو إلى وقف القتال، وعندما تستخدم دولة واحدة حق النقض؛ وعندما تصبح الجامعات ساحات للتظاهر ضد إسرائيل.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

دعوة لتحرك عاجل للإفراج عن المحامي صبرة في صنعاء

دعا المركز الأمريكي للعدالة المجتمع الدولي ونقابة المحامين اليمنيين والاتحاد الدولي للمحامين إلى تحرك عاجل للضغط على جماعة الحوثيين للإفراج عن المحامي صبرة دون اشتراطات.

 

وشدد المجلس في بيان له على أن استمرار احتجاز صبرة دون أي ضمانات قانونية يشكّل تهديدًا خطيرًا لكل العاملين في مجال العدالة، ويتطلب مساءلة دولية فاعلة تضمن حمايته وحريته.

 

واحتجزت جماعة الحوثي بشكل تعسفي المحامي صبرة في سجونها بصنعاء منذ اختطافه في 25 سبتمبر من العام الجاري، وأودعته في زنزانة انفرادية بجهاز الأمن والمخابرات التابع لها، ومنعت عنه الزيارات.

 

وقال مقربون من صبره إنه لجأ للإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجًا على استمرار احتجازه دون تهم أو إجراءات قانونية، بينما تفيد تقارير حقوقية بتدهور حالته النفسية والصحية، وتتصاعد المخاوف على حياته تحت وطأة العزل وسوء المعاملة، وفقا للمركز الأمريكي.


مقالات مشابهة

  • دعوة لتحرك عاجل للإفراج عن المحامي صبرة في صنعاء
  • غزة .. ارتفاع عدد وفيات الأطفال في يوم ولادتهم والآلاف يعانون من سوء تغذية حاد
  • مسبعات الجمعة.. 4 سور اقرأها تحفظك 7 أيام كاملة
  • وكيلا مجلس النواب والأمين العام للمجلس ينعون النائب أحمد جعفر
  • رئيس وزراء الاحتلال السابق يهاجم الإسرائيليين.. ما السبب؟
  • تحرك استيطاني جديد.. الائتلاف يضغط لرفع العلم الإسرائيلي شمال غزة
  • برنامج الأعمال المتعلقة بالألغام في فلسطين: الأطفال الأكثر عرضة لخطر مخلفات الحرب
  • مقررة أممية: الجوع الذي يعانيه الأطفال في فلسطين نتيجة خيارات” تل أبيب” ودعم العواصم الغربية
  • استطلاع رأي: 70% من الإسرائيليين يرجحون اندلاع حرب مع إيران العام المقبل
  • الجيش الإسرائيلي يعتقل نحو 100 فلسطيني في شمال الضفة الغربية