الإمارات نهج مستدام في دعم الأشقاء
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
تنتهج دولة الإمارات نهجاً رائداً مستداماً في دعم الأشقاء، والوقوف معهم في مختلف الظروف والمواقف، بما يشمل كافة وجوه الدعم والمساندة، السياسية والاقتصادية والتنموية والإنسانية وغيرها، إيماناً منها بمبادئ الإخاء والتعاون والتكافل والتضامن، والتي تمثل ركيزة أساسية في استراتيجيتها الوطنية، منذ أن بزغ فجر اتحادها الساطع.
إن مواقف دولة الإمارات في دعم أشقائها بارزة ومشهودة، لا يكفي مقال أو صحيفة لاستقصائها، وقوافل الخير وجسوره الممدودة، التي تنطلق من أرضها براً وبحراً وجواً، لمساعدة الأشقاء لا تتوقف، بل هي متواصلة، فلا تمضي قافلة حتى تتبعها قافلة بعد حين.
ومن المواقف المشهودة لدولة الإمارات، والتي لا تزال مستمرة ومتواصلة مساندتها لأهل غزة في محنتهم، التي يتعرضون لها، بسبب الحرب المستعرة، التي لا تريد أن تتوقف إلى الآن، ورحاها الدائرة كل يوم تطحن الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وغيرهم، فقد هبت دولة الإمارات بتوجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لمساعدتهم، وأطلقت عملية «الفارس الشهم 3»، التي تديرها قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع، بالتعاون والتنسيق مع مختلف المؤسسات والهيئات الإنسانية والخيرية في الدولة، والتي أثمرت عن إطلاق أكثر من 120 طائرة إغاثية، حملت آلاف الأطنان من المستلزمات والاحتياجات الإنسانية، كما استقبل المستشفى الميداني في غزة مئات الحالات، ولا يزال الجسر الإماراتي ممدوداً ومستمراً في تقديم المساعدات الغذائية والطبية وغيرها، لمساندة الأشقاء المتضررين في قطاع غزة.
كما عملت دولة الإمارات في خط آخر عبر جهودها الدبلوماسية، وتكثيف اتصالاتها وتواصلها المستمر مع المجتمع الدولي لإيقاف هذه الحرب وحماية المدنيين في قطاع غزة، وتسهيل إيصال المساعدات إليهم، وقدمت أكثر من مشروع قرار إلى مجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة استجابة للوضع الكارثي المتفاقم، وعلى الرغم من استخدام بعض الدول الكبرى حق النقض «فيتو» ضد هذا القرار، فإن دولة الإمارات لم تتوقف، بل تحلت بكل عزم وتصميم لإحداث اختراق في مجلس الأمن، بما يسهم في دعم الأشقاء، وإيقاف نزيفهم الدامي، وقادت زيارة لأعضاء مجلس الأمن إلى معبر رفح، ليطلعوا بشكل مباشر على الوضع الإنساني المتردي لأهل غزة، ويقفوا عياناً على التحديات، التي تواجه الأعمال الإنسانية والإغاثية هناك، فيبصروا الأمور بعين الواقع والحقيقة، ولم تزل دولة الإمارات تعمل على هذا الخط حتى نجحت في إحداث اختراق تاريخي باعتماد مجلس الأمن للقرار 2720، الذي قدمته الإمارات، والذي يطالب باتخاذ خطوات ملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتعيين كبير لمنسقي الشؤون الإنسانية وشؤون إعادة الإعمار، واتخاذ خطوات عاجلة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية فوراً، وبأمان ودون عوائق، وعلى نطاق واسع، ووقف الأعمال العدائية في قطاع غزة بشكل مستدام.
إن ذلك كله يعكس الجهود الحثيثة لدولة الإمارات على كافة المستويات لدعم أشقائها، والقيام بمسؤولياتها التضامنية تجاههم بكل عزم ومثابرة وتصميم، وعدم الاستسلام لأي تحد أو عوائق تواجه ذلك مهما كبرت، في وسط مجتمع دولي معقد جداً، تنحرف فيه البوصلة أحياناً عن مسارها لأغراض خاصة، ومصالح ذاتية تغذيها قوى خشنة وناعمة تنافح عن طرف بعينه، مهما كان حجم الفاتورة البشرية المدفوعة، مما يجعل العبء على الدول العاقلة أكبر في استخدام كافة الوسائل الممكنة للتأثير الفعال، وإحداث اختراقات جوهرية في هكذا العالم المتشابك.
ولم يقف دعم الإمارات لأشقائها على المستوى الخارجي فقط، بل شمل ذلك- كذلك- المستوى الداخلي، فقد وجه رئيس الدولة بإعفاء حملة الجوازات والوثائق الفلسطينية من أي رسوم مالية يفرضها قانون دخول الأجانب وإقامتهم على معاملات استصدار أذون الدخول والعمل والإقامة، ومنح مهلة للزائرين والمقيمين الفلسطينيين، الذين لم يتمكنوا من مغادرة الدولة، بسبب الحرب حتى تستقر الأوضاع، في خطوة إنسانية ليست غريبة على دولة الإمارات، التي لطالما دعمت أشقاءها، وساندتهم بكل ما تستطيع، وخاصة في أوقات الحروب والأزمات والشدائد، وقد قيل: «عند الشدائد تعرف معادن الرجال».
إن دعم الأشقاء ومساندتهم قيمة إماراتية حضارية، ومبدأ جوهري متأصل، غرسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسارت عليه القيادة الحكيمة، لتكون دولة الإمارات عنواناً للتعاون والتضامن والتكافل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل دولة الإمارات دعم الأشقاء مجلس الأمن قطاع غزة فی دعم
إقرأ أيضاً:
الإمارات تمد شريان الحياة إلى القطاع الصحي في غزة
نجحت دولة الإمارات عبر جهودها الإنسانية ومساعداتها الإغاثية للأشقاء الفلسطينيين ضمن" عملية الفارس الشهم 3"، في مد شريان الحياة للقطاع الصحي داخل قطاع غزة وإنقاذه من الانهيار التام والخروج النهائي من الخدمة.
وبرهنت دولة الإمارات خلال تدخلها السريع لمواجهة التحديات الطبية الناجمة عن الوضع المتفاقم في قطاع غزة، عن جاهزية قصوى واحترافية عالية ظهرت جليا من خلال التواجد على أرض الواقع سواء عبر المستشفى الإماراتي الميداني داخل القطاع أو المستشفى العائم الذي أرسلته إلى مدينة العريش المصرية، وكذلك عبر نقل الحالات الصعبة والحرجة إلى مستشفيات الدولة لتقديم العلاج والرعاية الطبية، إضافة إلى إرسال المساعدات والإمدادات الطبية بمختلف أنواعها لتعزيز قدرات القطاع الصحي داخل غزة.
ويواصل المستشفى الميداني الإماراتي المتكامل داخل قطاع غزة، منذ تدشينه في ديسمبر 2023 تقديم خدماته العلاجية لأبناء القطاع، عبر كوادر متخصصة ومؤهلة في المجالات والفروع الطبية المختلفة، بالإضافة متطوعين طبيين.وبلغ عدد الحالات التي تلقت العلاج في المستشفى الميداني الإماراتي حتى أبريل الماضي أكثر من 51 ألف حالة شملت الإصابات الحرجة والعمليات الجراحية الدقيقة.وأطلقت دولة الإمارات، من خلال المستشفى، مبادرة إنسانية نوعية لتركيب الأطراف الصناعية للمصابين ممن تعرضوا للبتر، بهدف دعم إعادة تأهيلهم وتمكينهم من استعادة حياتهم الطبيعية.
وتبلغ سعة المستشفى 200 سرير، ويضم غرفاً للعمليات الجراحية مؤهلة لإجراء أنواع الجراحات المختلفة، وعلى سبيل المثال نجح فريق الأطباء في المستشفى في استئصال ورم يزن 5 كيلوجرامات من بطن مريض عانى لسنوات من آلام حادة ومضاعفات صحية شديدة الخطر.
وأرسلت دولة الإمارات في فبراير 2024 مستشفى عائما متكاملا إلى قبالة سواحل مدينة العريش المصرية لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين.
ويضم المستشفى العائم طاقما طبيا وإداريا من مختلف التخصصات تشمل التخدير والجراحة العامة والعظام والطوارئ، إضافة إلى ممرضين ومهن مساعدة، وقد نجح المستشفى حتى أبريل الماضي بالتعامل مع نحو 10370 حالة.
وتبلغ سعة أسرة المستشفى 100 سرير، ويضم غرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبرا وصيدلية ومستودعات طبية.
وعملت دولة الإمارات في موازاة ذلك، على نقل الحالات الطبية الحرجة إلى أراضيها للعلاج وتقديم الرعاية المطلوبة لهم، وذلك تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجونها في مستشفيات الإمارات.. كما وجه سموه باستضافة ألف طفل فلسطيني أيضاً برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
وفي 14 مايو الماضي وصل العدد الإجمالي للمرضى والمرافقين الذين تم نقلهم إلى الإمارات إلى 2634، ما يجسد حرص الدولة على توفير الرعاية العلاجية اللازمة للأشقاء الفلسطينيين في مستشفياتها.وتستحوذ الإمدادات الطبية والصحية على نسبة كبيرة من إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تواصل الإمارات تقديمها إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة منذ بدء الأزمة.
وتتضمن المساعدات الطبية التي تقدمها الإمارات إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة، مختلف أنواع الأدوية والمعدات طبية مثل أجهزة غسيل الكلى وجهاز الموجات فوق الصوتية "التراساوند" وأجهزة إنعاش رئوي وكراسي متحركة وأقنعة تنفس صناعي، إضافة إلى سيارات الإسعاف.
وبعد مرور 500 يوم على إطلاق "عملية الفارس الشهم 3"، قدمت الإمارات أكثر من 1200 طن من المواد والمستلزمات الطبية دعما للمستشفيات المحلية في قطاع غزة، كما تم تعزيز المنظومة الصحية بـ17 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث المعدات.
ونفذت دولة الإمارات حملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل، ضمن جهود وقائية لحماية الأجيال القادمة من الأمراض المعدية.
وفي السياق ذاته، أرسلت دبي الإنسانية خلال الفترة من الأول من يناير حتى 24 أبريل 2025 ثلاث شحنات إغاثية إلى مطار العريش المصري دعما للأشقاء الفلسطينيين في غزة، نقلت على متنها حوالي 256 طناً مترياً من الإمدادات الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية.
وتعزيزا للصحة العامة والوقاية من الأمراض السارية، تسهم الإمارات عبر مشروعات ومبادرات نوعية في توفير المياه الصالحة للشرب في قطاع غزة، كما تنفذ مجموعة من مشروعات إصلاح شبكات الصرف الصحي بهدف الحد من التلوث ومنع انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.
أخبار ذات صلة