لبنان ٢٤:
2024-06-12@00:06:01 GMT

ما بقيَ من جبران باسيل.. للعام 2024

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

ما بقيَ من جبران باسيل.. للعام 2024

كتبت كلير شكر في" نداء الوطن":

يمكن القول إنّه على روزنامة جبران باسيل، شكّل بداية العام 2023 نقيضاً لنهايتها. أقله في الشكل. ولكن في العمق، لا شيء تغيّر بعدما أحرق رئيس "التيار الوطني الحر" مراكبه مع كل القوى السياسية، ويكاد يشعلها أيضاً مع "حزب الله"، آخر الواقفين إلى جانبه.

واذا كانت رئاسة الجمهورية هي العنوان العام، فإنّ مصير جبران باسيل، هو عنوان عامه المنصرم.

أي مصير ينتظره بعد ولادة العهد الجديد؟ هو السؤال الذي يؤرق راحته. لهذا يخوض الرجل معركة وجودية، فيها حياة أو موت. لا مساومة مع "الحزب" في خيار دعم سليمان فرنجية مهما كانت المغريات، ولا قبول بترئيس جوزاف عون مهما كانت الضغوط.   يبحث باسيل عن خيار ثالث يناسبه يجلعه شريكاً للعهد، اذا لم نقل سيده، لكن الاحتمال الأخير مرفوض من الداخل والخارج. وهو لذلك، يتصدى لأي محاولة ترفع من حظوظ القطب الزغرتاوي لدرجة التقاطع مع خصومه على اسم جهاد أزعور بعد جهود بذلها ليقنع هؤلاء أنّه لا يناور. وهو لا يزال متهماً بأنّه كان يناور بعدما تسربت أخبار أنّه عشية تلك الجلسة كان لا يزال يراسل "الحزب" ويطلب منه التخلي عن فرنجية لكي يتخلى عن أزعور.   ولكن هذا التقاطع، الذي يراه بعض عارفيه بمحاولة ناجحة لكسر جدار الرفض له من جانب القوى المعارضة ما فتخ له أبواباً كانت موصدة، وآخرها أبواب كليمنصو، يراه البعض الآخر، شيئاً من سياسة الهروب إلى الأمام. فهو مزروك في زاوية علاقته بـ"حزب الله": "لا قادر يبقى ولا قادر يفلّ". لا حلفاء لديه إلّا "الحزب" والأخير يتصرف بمنطق أنّ التفاهم انكسر بعمقه وصار لا بدّ من خيارات بديلة، بدليل ما حصل في مسألة التمديد لقائد الجيش التي راعى فيها "الحزب" باسيل بالشكل لا بالمضمون.   أكثر من ذلك، يتردد أنّ رئيس "التيار" بات يخشى أن تمرّ مياه التسوية الرئاسية من تحت قدميه من دون أن يدري أو يفرض نفسه شريكاً فيها. ولهذا، يخشى من الإقدام على خطوة "الطلاق" مع "الحزب".   في المقابل، فإنّ تراجع حضور "التيار الوطني الحر" شعبياً، بدليل أرقام الانتخابات النيابية والنقابية والطلابية، تدفعه إلى التفكير ملياً بخيارات جديدة تسحب البساط من تحت أقدام المعارضات.   وأحد تلك الخيارات هو الابتعاد نسبياً عن "الحزب". ولكن إلى أين؟ لا جواب. ومع ذلك، يرى بعض عارفيه انّه دفع ثمن عملية شيطنة كبيرة عبّرت انتفاضة 17 تشرين وما تلاها، ويكفي أنّه لا يزال لاعباً أساسياً لكي يسجل له أنّه صمد وخرج سليماً من مشروع "اغتياله" السياسي، فيما خسارة معركة التمديد لا تعني خسارة الحرب، مشيرين إلى أنّه نجح في تنظيم خلافه مع "حزب الله"، وصار لكل فريق وضعيته الخاصة بمعزل عن حليفه، لافتين إلى أنّه كسر الحصار الدولي الذي كان مفروضاً عليه وحقق نقلة في هذا الشأن، كما كسر من حدة الخلاف مع كل القوى السياسية، وصار بإمكانه التواصل مع مختلف القوى حتى لو اختلف معها.   يقولون صحيح أنّ سجل العام 2023 ليس حافلاً بالإنجازات، ولكن يكفي أنّه عطّل مشروع "حزب الله" في ترئيس فرنجية، كما أقفل باب التشريع في البرلمان ردّاً على سياسة الأبواب المفتوحة في مجلس الوزراء والتي يعارضها. ولكن ماذا عن المحصّلة؟ يقف جبران باسيل أمام مفترق طرق: الشراكة مع أي عهد غير مضمونة النتائج، والإلتحاق بالمعارضة بعد أكثر من 15 عاماً على الجلوس في جنّة السلطة، مخاطرة قاتلة.   قبل أشهر قليلة، كانت مروحة خياراته تتوزّع بين "الرابح والأكثر ربحاً"، اليوم صار يبحث عن أقل الخسائر الممكنة. وهو انتقال لا يُحسد عليه ويصعب التأقلم معه، اذا ما أضيف إلى جملة التحديات والصعوبات التي يواجهها رئيس "التيار"، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، وحدة "تكتل لبنان القوي".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: جبران باسیل حزب الله

إقرأ أيضاً:

السودان ليس سوريا

السودان ليس سوريا ….
التدخل الروسي والإيراني في سوريا كان لصالح بقاء النظام لا الدولة لأن سوريا كانت دولة طائفة مذهبية تمكنت تحت مظلة حكم البعث وتحالفت مع طهران رغم اختلافهما في أصول المذهب وثار عليها الشعب رفضا للتغيير المذهبي الحثيث المتباطئ أكثر مما كانت ثورة ذات دوافع إقتصادية.
وخلال سنوات تمكين أبناء الطائفة شمل ذلك تمكينهم اقتصاديا وسياسيا داخل روسيا فصار بعضهم أذرع قوية للحكومة السورية داخل روسيا.
الوضع في السودان يختلف.
هناك حاليا آلام وفجوات مجتمعية عميقة وتراكم غضب ولكن ليس هناك طائفة مذهبية غنوصية تدافع عن وجود ومكانة لم تحصل عليها منذ فجر الإسلام.
الجميع غالبا في هذا البلد على مذهب أهل السنة والجماعة بمختلف تشكيلاته وتلويناته يؤمنون أن أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين وعلي الكرار وينزهون أمنا السيدة عائشة وعموم أمهات المؤمنين ويجلون عموم الصحابة باعتبارهم حملة الرسالة.
قد يختلفون بينهم ، أنصار سنة ، سلفيين ، جبهة ، كيزان ، ختمية ، أنصار ، تيجانية وغيرهم من الصوفيين ، ولكن جميعهم لديهم المشتركات الكبرى الآنفة الذكر.
هناك مجموعات تشيعت خلال سنوات الإنقاذ من 1989م إلى 2019م وصارت لهم حسينيات ونشاط ولكن ظلت مدافعتهم ممكنة من خلال الدفع والتدافع الذي حدث بينهم وبين بعض الدعاة السودانيين من الذين درسوا تلك المذاهب وتخصصوا في مجادلة معتنقيها بالتي هي أحسن.
على العموم فإن الوعي بالمذاهب في انتشار وثورة المعلومات أخرجت الأسرار ونشرتها في مختلف الديار والأقطار ، وظهرت العديد من فضائيات الإرشاد الديني والتوعية المتخصصة.
التواصل المجتمعي والتواصل حتى بين علماء الدولة السودانية وعلماء الدعم السريع وهم موجودين بالمناسبة أفضل كثيرا من الإستعلاء بما قد نظنه من مكاسب لإتفاقيات تتم هنا وهناك ألجأتنا إليها الضرورات ولكن ليس بالضرورة أن أن تجري سفنها بما تشتهي رياحنا فلم تعد السفن تحتاج للرياح لتتحرك.
#كمال_حامد ????

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • المعارضة أمام محنة شديدة… ومنطق العزل يقلب السحر على الساحر!
  • تشابك الوساطات لا يبدّل المواقف المعارضة: سابقة حوار بري ما بتقطع
  • السودان ليس سوريا
  • إليكم ماذا قال بري عن باسيل!
  • قصة شهيد
  • باسيل يزور بيت الكتائب ويلتقي الجميّل ونواب المعارضة
  • باسيل في عين التينة اليوم محاصرا جعجع.. لا أمانع رئاسة بري للحوار
  • مبادرة باسيل.. استعراضية؟
  • الحزب والحزبي أليسا من مداميك الدولة الاردنية تاريخيا ولكن…؟.
  • فريد زهران: الإخوان انكشفوا أمام الشعب بعد الوصول للحكم