شددت الإمارات في مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الجمعة، على "إنقاذ" حل الدولتين، ومنع تدهور الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في جلسة بالمجلس حول "جدوى حل الدولتين، واستقرار منطقة الشرق الأوسط" التي دعت لها دولة الإمارات.

وقالت مندوبة الدولة الدائمة لدى الأمم المتحدة، لانا نسيبة في كلمتها، إن الحرب الأخيرة ضمن حروب أخرى امتدت عقوداً، تكشف لنا أننا أمام مفترق طرق،  وأن على الدول الحاضرة في المجلس، بما في ذلك بلادي، اتخاذ إجراءات حازمة، وربما مؤلمة، في أقرب وقت، لأن البديل سيكون الجحيم، في غزة، الذي سيتمدد إلى الضفة الغربية، وإلى إسرائيل، ولبنان، وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط.

During the UN Security Council meeting on the West Bank, #UAExUNSC emphasized the need to:

➡️ Establish an international presence to monitor a ceasefire in Gaza
➡️ Implement a plan towards separation that begins, rather than ends, with a Palestinian state
➡️ Impose a prohibitive… pic.twitter.com/jmw3LNWAfQ

— UAE Mission to the UN (@UAEMissionToUN) December 29, 2023

وأضافت لانا نسيبة "غزة في 2023، أظهرت القدرة الهائلة للبشر على إلحاق رعب لا يوصف بغيرهم البشر، وللأنظمة العسكرية المتقدمة، على رفع حجم وتيرة الموت والدمار" مضيفة أن هذه "حرب المتشددين، وتطرف الشباب في المدارس والجامعات، والشوارع في الشرق الأوسط وما وراءه، ومنذ الهجمات المروعة في 7 أكتوبر، على إسرائيل، والحرب التي تلتها قيل في هذه القاعة وخارجها، إن دفاع إسرائيل عن نفسها، سيحسم الأمر بوضوح، مع احترام قواعد الحرب، لأن هذا ما تفعله الديقمراطيات".

وأضافت لانا نسيبة "لكن بعد 3 أشهر، ومقتل 21 ألف فلسطيني، تأكد أنها تصريحات كاذبة، وكنا جميعاً على اتصال دائم ومتكرر بالعاملين في المجال الإنساني في غزة على الأرض، ورواياتهم عن الأحداث وشهاداتهم التي لا تطاق، معروفة للجميع أيضاً. فالمدنيون يرحلون صعوداً ونزولاً في هذا الشريط الضيق، بحثاً عن الأمان الذي لا يجدونه، ويقتل كثيرون منهم في رحلة البحث عن الأمان".


ومضت لانا نسيبة قائلة: "سقط على غزة أكثر من ألفي رطل من القنابل، بما يهدد حياة مليوني فلسطيني، وحياة الرهائن الـ129 المتبقين في القطاع أيضاً". 

واعتبرت المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، أن  "بعد هذه المذبحة، أعدنا اكتشاف ضرورة المضي في طريق حل الدولتين، للخروج من هذه الأزمة، وأن على صحوة الضمير الأخلاقية هذه أن تعبر عن نفسها بإجراءات حاسمة، تضمن البقاء على هذا المسار وحمايته، وأن تؤكد أن عنف المستوطنين في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين، هو النهاية المنطقية لعنف الاستيطان وابتلاع أراضي الفلسطينيين منذ عقود".

وأشارت لانا نسيبة إلى تصاعد عنف الاستيطان قائلة:" بعد أكثر من 300 قتيل في الضفة الغربية، 80 منهم أطفال، وتصاعد الهجمات الإسرائيلية على البلدات والمدن الفلسطينية، من الواضح أن تحولات جذرية بدأت تظهر ، أكثر مما يحصل في غزة وحدها".


وأضافت لانا نسيبة "عندما يفاخر قادة بأنهم عملوا طيلة حياتهم السياسية على منع حل الدولتين، وعندما يجاهرون بالدعوة إلى ترحيل الفلسطينيين من أرضهم، وعندما يهددون دولاً أخرى، بمصير مشابه لغزة، ندرك بوضوح أن علينا إعادة ضبط الأمور".

وأضافت لانا نسيبة "هذه حرب مختلفة، ونهايتها يجب أن تكون مختلفة أيضاً، يجب أن يكون حضور دولي لمراقبة وقف إطلاق النار، ويجب أن تكون هناك خطة للفصل بين الجانبين، لا تنتهي بإقامة دولة فلسطينية، هناك حاجة إلى خطوات جريئة مماثلة، ، وإلا كيف يمكن للفلسطينيين، الذين يتعرضون لمذابح لا تتوقف في  هذه الحرب، أن يمدوا أيديهم لصنع السلام؟"و أضافت نسيبة " الراحل اسحق رابين تحدث عن تقديس الحياة البشرية كما في الكتاب المقدس، وأنه لا يتطلب مدرعات، أو دبابات، أو طائرات، أو تحصينات، بل يتطلب السلام، ولكن بعد أقل من سنة قتله متطرف في تجمع بتل أبيب، رفعت فيه أعلام إسرائيلية وفلسطينية، لوحت بها أيدي آلاف المشاركين فيه من الذين كانوا يتوقون إلى تقديس حياتهم وحياة جيرانهم أيضاً".


وقالت لانا نسيبة: "تعلم أكثرنا، وبعضنا أكثر من غيره أخيراً، أنه لا يمكننا أن ندع الإسرائيليين والفلسطينيين، يختارون ما نريد لهم، ولكن يمكننا أن نختار الاعتراف بأن ما يحدث في غزة لا يمكن أن يكون بأي طريقة، دفاعاً عن النفس، ويمكننا اختيار فعل الصعب والتضحية، من أجل السلام، ولضمان منع نشوب الحرب مرة أخرى، ويمكننا أيضاً اختيار فرض كلفة باهضة على سياسية وقانونية ومالية على تطرف التوسع الاستيطاني، والعنف الذي يرافقه في الضفة الغربية، ويمكننا اختيار الاعتراف بأن إقامة وطن قومي يهودي، لا يكون على أساس الاحتلال، ويمكن أن نختار حرمان المتطرفين، وداعميهم، مهما كان شكلهم أو هيأتهم، من القيادة ومن الدعم، ويمكن أن نختار أيضاً، أن يوم 7 أكتوبر، أثار الهلع العميق بين يهود إسرائيل والعالم، وأن نختار التمسك بوعدنا بألا يحدث ذلك مجدداً، وإلى الأبد، كما يمكننا أن نختار تعلم درس من كتاب قواعد اللعبة القديم، وأن نمنع ظهوره مجدداً  على شكل كراهية وظلم بين الأجيال، ذلك أن لا شيء في هذا الصراع كان حتمياً، لا مفر منه، ولا في أي لحظة كان كذلك، بل كان خياراً".

وأضافت لانا نسيبة "علينا الآن جميعاً التحلي بالشجاعة، على كل الدول في هذه القاعة وخارجها، أن تغير المسار، أن نعطي بصيص أمل لوقف التطرف العاتي الذي يسعى إلى إغراق منطقتنا في موجته".




المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الإمارات الضفة الغربیة حل الدولتین فی غزة

إقرأ أيضاً:

عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي: الإمارات أكبر ممول لحملة الإبادة الجماعية في السودان

قالت النائبة بمجلس الشيوخ الأمريكي سارة جاكوبس إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد أكبر ممول وأكثرهم استمراراً لحملة الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الدعم السريع في السودان.

 

 

ودعت جاكوبس في منشور لها على منصة إكس لاستخدام النفوذ الكبير وإقرار قانون "الوقوف مع السودان" الذي اقترحته لمنع مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الإمارات حتى تتوقف عن تسليح قوات الدعم السريع.

 

ونشرت قناة إن بي سي الأمريكية تقريرا موسعا لها عن الأوضاع في السودان، وقالت عملية إيصال المساعدات لا تزال صعبة للغاية في المناطق التي تعاني من العنف، حيث تستمر الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

 

وكان برنامج الأغذية العالمي وصف ما يجري بالسودان بأنه "الأزمة الإنسانية في عصرنا"، حيث يكافح عشرات الملايين من الناس في ظل الحصار والإغلاق ونقص المساعدات الذي دفع مدنًا بأكملها إلى المجاعة.

 

وقالت ليني كينزلي، مسؤولة الاتصالات في برنامج الأغذية العالمي في السودان، لشبكة إن بي سي نيوز إن السودان يمثل أكبر أزمة إنسانية في العالم اليوم، لا يمكن نسيانها أو تجاهلها بعد الآن، ببساطة لأن شدتها وحجمها لم يسبق لهما مثيل على هذا المستوى.

 

وتشير التقارير إلى أن ما لا يقل عن 21.2 مليون شخص - أي ما يقارب 45% من سكان السودان – يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقًا لأحدث تصنيف مرحلي متكامل للأمن الغذائي، وهو النظام المعترف به دوليًا لتقييم المجاعة وانعدام الأمن الغذائي. وقد أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة وجود ظروف مجاعة في منطقتي الفاشر وكادوقلي بدارفور، حيث "يعاني السكان لأشهر دون الحصول على الغذاء أو الرعاية الطبية بشكل منتظم".


مقالات مشابهة

  • اختراق غير متوقع أم تقصير أمني.. كيف نجح «مسلح منفرد» في هجوم مدينة «تدمر» السورية؟
  • الأمن السيبراني في المنطقة العربية
  • سوريا:مقتل وإصابة عناصر دورية أمريكية-سورية مشتركة بكمين غامض
  • الوهمان.. "إسرائيل الكبرى" و"حل الدولتين"
  • سوريا: خارجون عن القانون يستهدفون الأمن في ريف السويداء
  • هآرتس: هذه أدوار الإمارات في المنطقة.. ومقترح مرتزقة كولومبيين لغزة
  • برلماني: اتصال الرئيس السيسي وماكرون يعكس توافق مصري ـ فرنسي حول حتمية حل الدولتين
  • واشنطن تتهم رواندا بجر المنطقة للحرب بعد هجمات حركة إم 23 بشرق الكونغو
  • «كابيتال دوت كوم»: الإمارات الأولى أوسطياً في حجم التداولات الإلكترونية للمشتقات المالية
  • عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي: الإمارات أكبر ممول لحملة الإبادة الجماعية في السودان