سودانايل:
2025-05-08@03:03:42 GMT

الوالي الأحمق

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

نعلم أن مشيئة الله هي الماضية في عباده ومهما بلغت من سلطة لن تقرر في شأن عبيده ومن المؤلم أن يصرح والي ولاية سودانية بأن يغادر أعضاء الحرية والتغيير الولاية أو يأمر بحرق خيام أبناء غرب السودان في الولاية أنها جريمة واضحة المعالم فيه استغلال للسلطة, وهنا أقول إن خطاب الكراهيَة يعد من الظواهر السلبية التي تؤثر على الدولة والمجتمع، ويتميز بالتحريض والتشويه والتحقير والتهديد والتخويف والتجريح والإساءة، ويستخدم لتحقيق أهداف سياسية، أو دينية، أو اجتماعية، أو غيرها، و خطاب الكراهيَة من الظواهر السائدة في الاقتتال الآن، ويتميز بالتحريض على العنف والكراهية والتمييز العرقي والديني والجهوي، ويؤدي إلى تفتت المجتمع وتشرذمه، ويعد عائقًا أمام التنمية والاستقرار في البلاد, ومن أجل مواجهة هذه الظاهرة، يجب تعزيز الوعي الإعلامي والتربوي والوطني، وتشجيع الحُوَار والتسامح والتعايش السلمي، وتفعيل القوانين والتشريعات التي تحظر خطاب الكراهيَة وتعاقب مروجيه، وتعزيز العدالة والمساواة والحرية وحقوق الإنسان في البلاد و لكي تنجح المبادرة الأممية بشأن حل الأزمة لا بد من العمل على الضغط على البرهان وحميدتي لإيقاف الاقتتال، إضافة إلى كبح جماح العنف ضد المدنيين في مناطق النزاعات التي تشهد انهيارًا أمنيا مثل حالة دار فور، ومن الضروري كذلك الضغط على البرهان وشركائه للتراجع عن إجراءاتهم ضد الحرية والتغيير , ولابد من وحدة الأطراف السودانية وفقا لميثاق سياسي ودستوري جديد ومركز موحد للقيادة وهي خطوة مفتاحية للحل، فتمثيل الأحزاب السياسية والحركات المسلحة استحقاق مهم، لكن خريطة الفعل الثوري والسياسي قد تغيرت بشكل جذري، لذلك من الضروري أن يتصدر شباب لجان المقاومة وضحايا الحروب من النازحين واللاجئين والقوى الاجتماعية التي خرجت من رحم الأزمة جهود وصيغ الحل، وهذه الخطوة مفتاحية يقرَّر على ضوئها مصير نجاح أو فشل الجهود الوطنية والإقليمية والدولية في هذا السياق الذي يشهد تداخلات سياسية داخلية وخارجية مكثفة
من المهم التركيز على القضايا الكبرى المتعلقة بجذور الأزمة مثل قضايا العدالة والمحاسبة، وتحقيق السلام الشامل، والاقتصاد، وذلك حتى لا تتحول المبادرة أو العملية السياسية الأممية إلى عملية محصصات جديدة تعمق وتعقد الأزمة مثلما أن الضغط على دول الإقليم لا مناص منه، وذلك حتى لا تستمر في تعميق خلافات السودانيين أو تشجيع طموحات العسكر في إجهاض تطلعات السودانيين في الحكم المدني الديمقراطي، ومن المهم كتلك وحدة المجتمع الإقليمي والدولي في مساعيه التوفيقية، وفوق لكل هذا مهم الإقلاع عن توظيف صراع المحاور بينها بالسودان وذلك من أجل حكم مدني ديمقراطي فيه
لقد أحدثت تصريحات والي نهر النيل الأحمق الجدل والاستياء، حيث يدعو فيها بشكل صريح إلى أبعاد عضوية الحرية والتغيير من الولاية هذه التصريحات تفضح الفكر الأيديولوجي الذي يكرسه العاملين مع البرهان، الذي يهدف إلى إقامة نظام سياسي لا يشارك فيه المدنيين، ويعطي هذا الوالي وحكومته الضوء الأخضر للمليشيات الإسلامية لتصعيد الاعتداءات الإرهابية على القوي المدنية
نعتبر تصريحات هذا الوالي تحريضًا على العنف والكراهية، فعندما يقوم مسؤول حكومي بإطلاق تصريحات تهديدية وعدائية، فإنه يشجع على استخدام القوة والعنف لحل النزاعات وهذا يعرقل أي محاولات للتوصل إلى حل سلمي ويزيد من التوتر والعنف بيننا وإذا كان الوالي يتجاوز الخطوط الحمراء في تصريحاته، فإن ذلك يمكن أن يكون مدعاة للقلق والانتقاد
يجب أن يتم مراقبة وتقييم تصريحاته بعناية للتأكد من عدم تحريضه على العنف أو تجاوزه للقوانين المحلية والدولية المعترف بها وفي حالة تجاوزه للخطوط الحمراء، يجب أن يتم اتخاذ إجراءات قانونية وسياسية لمعالجة هذا الأمر وتحميله المسؤولية عن تصريحاته، ومع هذه التصريحات، يمكن أن يكون الدافع وراء ذلك هو الاعتقاد بأن الولاية هي جزء لا يتجزأ من هيمنة الإسلاميين على السلطة في السودان وجزء من مثلث حمدي وأنها تنتمي إليها بشكل طبيعي السودان القديم أو العهد البائد بالتحديد والولاء للحركة الإسلامية
يشكل خطاب الكراهيَة تهديدًا للدولة والأفراد، ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم الانقسامات والصراعات.

للتغلب على هذا الخطاب، يمكن اتباع بعض الإجراءات، مثل التعليم يمكن تعزيز التعليم والتثقيف للحد من انتشار الجهل والتعصب التوعية الإعلامية يمكن تعزيز الوعي الإعلامي والتثقيف للحد من انتشار الخطاب الكراهيَة التعاون الاجتماعي يمكن تعزيز التعاون الاجتماعي والتفاهم بين الأفراد والمجتمعات المختلفة التشريعات يمكن وضع تشريعات وقوانين تحظر الخطاب الكراهيَة وتعاقب كل من يمارسه وهذه بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من انتشار الخطاب الكراهيَة في السودان ومع ذلك، يجب أن يتم التعامل مع هذه المسألة بحذر وتوخي الحذر لتجنب تفاقم الانقسامات والصراعات
وأري بعد هذا التصريح أن مؤسسات الدولة قد تحللت خلال هذا الاقتتال وأصبحت لا وجود لها غير أشخاص ضعاف غير قادرين على أدارة الدولة وإنه لمن الضروري أن نناضل سويًا، ونبحث عن بعضنا البعض من أجل تعزيز أواصر التضامن والتعاضد، لنعبر عن وحدة نضالنا المشترك وننشر الفكر القويم من أجل بناء جبهة واسعة لوقف الحرب ومناهضة للعنصرية والتمييز ومقاومة صعود الإسلاميين داخل الدولة

zuhairosman9@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

وزير الداخلية يبحث مع والي الخرطوم خطة انتشار قوات الشرطة لتأمين أنحاء الولاية المختلفة

جدد وزير الداخلية الفريق شرطة خليل باشا سايرين ثقته الكاملة في قدرة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية على تطهير البلاد من التمرد وفرض هيبة الدولة من اجل إعادة الأمن والاستقرار للمواطنين.جاء ذلك خلال استقباله والي ولاية الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة اليوم بمقر وزارة الداخلية بشارع النيل الخرطوم وذلك بحضور الفريق شرطة أمير عبدالمنعم مدير شرطة ولاية الخرطوم.وأكد الوزير أن معظم الإدارات المتخصصة بالوزارة باشرت مهامها من داخل ولاية الخرطوم بهدف تأمين المقار الحكومية والبعثات الدبلوماسية والأسواق إلى جانب المساهمة في جهود إعادة إعمار العاصمة.وفيما يخص ملف الأجانب شدد وزير الداخلية على التزام وزارته بتنفيذ مخرجات ورشة الوجود الأجنبي من خلال تقنين أوضاع الأجانب واللاجئين وفق القانون والعمل على إبعاد المخالفين بالتنسيق مع ولاة الولايات.من جانبه حيا والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة جهود الشرطة السودانية في حفظ الأمن والاستقرار مثمناً أداء شرطة الولاية التي كانت حاضرة منذ اللحظات الأولى لانطلاق الحرب.وأكد أن استئناف وزارة الداخلية لمهامها من داخل الخرطوم يحمل دلالات واضحة على استتباب الأمن بالولاية.وأوضح الوالي أن اللقاء جاء في إطار التشاور مع قيادة الشرطة لوضع خطط انتشار أمني فعالة بهدف تأمين الولاية ومكافحة الظواهر السالبة. مشيراً إلى استعداد حكومته ولجنة أمن الولاية للتعاون الكامل مع وزارة الداخلية وتوفير كل المعينات اللازمة لتمكين الشرطة من أداء دورها.ودعا والي الخرطوم المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ الفوري عن أي تهديدات لأن الأمن مسؤولية تضامنية ومشتركة بين الدولة والمجتمع.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محلية النواب تستدعى المالية لمعرفة جهة الولاية لأرض بالمحلة لتخصيصها لمعهد أزهري
  • وزير الداخلية السيد أنس خطاب يلتقي المدير العام للشؤون القنصلية في وزارة الخارجية السويدية ميكائيل ليندفال وسفيرة السويد في سوريا جيسكيا سفاردستروم، ويبحث معهما آخر التطورات في سوريا، وسبل تعزيز التعاون والتنسيق بين الجانبين في القضايا المشتركة
  • البرهان: وحدة الصف الوطني طريقنا لهزيمة العدوان واستعادة الوطن
  • وزير الداخلية يبحث مع والي الخرطوم خطة انتشار قوات الشرطة لتأمين أنحاء الولاية المختلفة
  • اليمن يدين الاعتداءات التي طالت البنية التحتية في بورتسودان
  • نسبة نجاح الشهادة الثانوية السودانية 60.5% بولاية سنار و فادية الطيب تحرز 94% الاولى على مستوى الولاية
  • الوالي أمزازي يترأس افتتاح المنتدى الدولي الأول للصناعة والخدمات بأكادير
  • "العدل الدولية" ترفض دعوى الإبادة الجماعية التي رفعها السودان على الإمارات
  • وفد من مجموعة فيينا يزور دار الإفتاء ويشيد بدورها في تعزيز السلام ومواجهة خطاب الكراهية.. صور
  • العدل الدولية ترفض دعوى الإبادة الجماعية التي رفعها السودان على الإمارات