الجارديان: العلاقات الروسية الإسرائيلية متوترة وسط الموقف المؤيد للفلسطينيين
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
وصلت التوترات بين روسيا وإسرائيل إلى أدنى مستوياتها منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، مما يمثل تحولًا كبيرًا في علاقاتهما التي كانت ودية في السابق. وكانت الديناميكية المتوترة واضحة في المحادثة الهاتفية الأخيرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث احتلت التوترات التاريخية مركز الاهتمام، وفقا لتحليل نشرته “الجارديان”.
ووفقا لتحليل “الجارديان”، يمكن إرجاع العامل المحفز لهذا التدهور في العلاقات إلى أحداث السابع من أكتوبر وموقف روسيا المؤيد للفلسطينيين بعد ذلك.
ويقول المحللون إن الروايات المتناقضة التي نشرتها إسرائيل وروسيا بعد مكالمتهما الأخيرة في 10 ديسمبر 2023 تسلط الضوء على الطبيعة المتوترة للعلاقة بينهما.
وأعرب نتنياهو عن استيائه من "مواقف موسكو المناهضة لإسرائيل" في الأمم المتحدة، وأثار مخاوف بشأن تعاون روسيا مع إيران، ووصفه بأنه "خطير".
وردا على ذلك، أكد الكرملين على "الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة" وحذر من العواقب الوخيمة على السكان المدنيين بسبب الرد العسكري الإسرائيلي على هجوم حماس.
وأشارت الدكتورة فيرا ميشلين شابير، المتخصصة في السياسة الخارجية الروسية في جامعة كينجز كوليدج في لندن، إلى أن هذا التبادل لم يكن حواراً بل عرضاً لمواقف متعارضة.
وأصبح الخلاف واضحا قبل يوم واحد من المكالمة عندما أيدت موسكو قرار الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، واتهمت الولايات المتحدة "بالتواطؤ في المذبحة الوحشية التي ترتكبها إسرائيل".
وينظر إلى العلاقة المتوترة بين روسيا وإسرائيل على أنها جزء من تحول عالمي أوسع في سياسة الكرملين في الشرق الأوسط منذ حرب روسيا مع أوكرانيا.
ويقول نيكولاي كوزانوف، الأستاذ المشارك في جامعة قطر والدبلوماسي الروسي السابق، إن روسيا سعت إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع الدول العربية مع مواءمتها بشكل أوثق مع إيران.
وسلطت زيارة بوتين الأخيرة إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الضوء على الجهود التي تبذلها روسيا لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، على الرغم من الانتقادات الدولية التي تواجهها بسبب الحرب في أوكرانيا.
ويشير كوزانوف إلى أن الصراع بين إسرائيل وحماس أتاح لروسيا فرصة للتودد إلى الجنوب العالمي، مستفيدة من الانتقادات الموجهة لتعامل الغرب مع القضية الفلسطينية.
ومع ذلك، يمكن إرجاع جذور العلاقات الروسية الإسرائيلية المتوترة إلى الحرب الروسية لأوكرانيا، الأمر الذي جعل إسرائيل غير مرتاحة لإطار موسكو للصراع.
وتسببت الاتهامات الموجهة لإسرائيل بدعم "نظام النازيين الجدد" في توتر العلاقات، وزادت أحداث 7 أكتوبر من حدة الانقسام.
يقول ألكسندر غابويف، مدير مركز كارنيجي روسيا أوراسيا، إن دعم روسيا لحماس يتماشى مع مصالحها في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بجهودها الحربية في أوكرانيا.
وقد أصبح الصراع مصدر إلهاء للغرب، مما سمح لروسيا بتحويل التركيز بعيدا عن أفعالها في أوكرانيا.
أدى الموقف المؤيد لإسرائيل للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال الصراع في غزة إلى نفور بعض الدول في الجنوب العالمي، مما قد يقوض الجهود الدبلوماسية لتصوير روسيا على أنها منبوذة.
ويهدف النهج العملي الذي تتبناه روسيا، كما وصفه كوزانوف، إلى الاستفادة من التعاطف العالمي المتغير وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الوثائق والمحفوظات الوطنية تصدر كتابًا حول العلاقات العُمانية الروسية في القرن التاسع عشر
"العُمانية": أصدرت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية كتابًا بعنوان "العلاقات العُمانية الروسية في القرن التاسع عشر الميلادي" ، ـ دراسة في الوثائق الروسية ـ في إطار جهودها المتواصلة لإثراء المكتبة العُمانية والعربية بالمصادر التاريخية الموثقة، وتعزيز الدراسات الأكاديمية المعنية بتاريخ العلاقات الدولية لسلطنة عُمان.
ويقدم الإصدار مادة علمية ثرية تستند إلى نحو 2852 وثيقة روسية متنوعة تشمل رسائل وتقارير ومذكرات وخرائط وصورًا تاريخية، مما يجعله مرجعًا موسعًا يلقي الضوء على مسار العلاقات بين سلطنة عُمان وروسيا في القرن التاسع عشر، ودور الموانئ العُمانية وموقعها الحيوي في حركة التجارة البحرية العالمية آنذاك.
ويتضمن الكتاب ثلاثة فصول رئيسة تغطي تطور العلاقات الدبلوماسية والتجارية، وتحليل الوجود الروسي في منطقة الخليج، إضافة إلى توثيق مظاهر الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سلطنة عُمان خلال تلك الحقبة. كما يضم الإصدار ملاحق وثائقية وصورًا لأكثر من 50 وثيقة نادرة من الأرشيف الروسي، فضلًا عن فهارس تفصيلية تسهّل على الباحثين الوصول إلى المعلومات والموضوعات المتخصصة.
وأكد سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني، رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، أن هذا الإصدار يأتي في إطار حرص الهيئة على إبراز تاريخ عُمان الحضاري من خلال الوثائق العالمية، مشيرًا إلى أن الوثائق الروسية تكشف بوضوح عمق العلاقات العُمانية الروسية، وتبرز مكانة سلطنة عُمان السياسية والتجارية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
ويُعد هذا الكتاب خطوة رائدة نحو تأكيد أهمية المصادر الروسية في دراسة تاريخ الخليج العربي، وبداية لسلسلة من الإصدارات المتوقع أن تسهم في فتح آفاق جديدة للباحثين والمهتمين بتاريخ العلاقات العُمانية الدولية.
من جانبه، أوضح الدكتور ضرار محمد فضل المولى، مؤلف الكتاب، أن إصدار هذا العمل يمثل خطوة نوعية لإغناء المكتبة العُمانية والعربية بمصادر أصيلة تكشف جوانب جديدة من تاريخ المنطقة.
وبيّن أن الكتاب يأتي بعد عشر سنوات من الجهد في تعريب وتحقيق وثائق روسية نادرة تسهم في إبراز عمق العلاقات العُمانية الروسية ودور سلطنة عُمان الحضاري والسياسي والاقتصادي في تلك الفترة.
وأشار إلى أن الوثائق التي اعتمدت عليها الدراسة تشكل ركيزة أساسية لفهم طبيعة العلاقات الدولية لسلطنة عُمان من منظور مختلف، بعيدًا عن المصادر التقليدية التي ارتكزت غالبًا على الوثائق البريطانية والفرنسية. وأكد أن هذا العمل يمهد لسلسلة من الدراسات المستقبلية التي ستكشف مزيدًا من الوثائق الروسية المتعلقة بتاريخ سلطنة عُمان.
بدورها، أكدت الدكتورة أحلام بنت حمود الجهورية، مدير مختص للدراسات الوثائقية بالهيئة، أن هذا الإصدار يمثل إضافة نوعية في مجال الدراسات الوثائقية الخاصة بتاريخ الخليج العربي والتاريخ الأوروبي الحديث، نظرًا لاعتماده على مجموعة مهمة من الوثائق الروسية التي تُعرض لأول مرة باللغة العربية.
وأوضحت أن دراسة العلاقات العُمانية الروسية خلال الفترة الممتدة بين 1792 و1917م تكشف التطور المستمر للروابط السياسية والاقتصادية بين البلدين، وتبرز الدور العُماني المحوري في حركة الملاحة والتجارة الدولية. وأضافت أن الكتاب يستند إلى أكثر من 300 إحالة مرجعية ووثائق وصور وخرائط ومذكرات، إلى جانب ملاحق تضم أكثر من خمسين وثيقة نادرة من واحد من أضخم الأرشيفات العالمية.
وبينت الجهورية أن المادة العلمية الغنية التي يضمها الإصدار تتيح للباحثين قراءة مختلفة لتطور العلاقات الدولية في المنطقة، اعتمادًا على الوثائق الروسية بعيدًا عن الروايات التقليدية. وأكدت أن الكتاب يمثل خطوة مهمة في تعزيز جهود هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في ترجمة وإتاحة الوثائق التاريخية العالمية للباحث العربي وفق أعلى المعايير العلمية.