نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا، قالت فيه، إنه "من الصعب هذا العام، مقارنة بالسنوات السابقة، عكس التفاؤل. لا تزال الحرب في أوكرانيا مستمرة دون أن يلوح في الأفق أي حل، وتتحول إلى حقيقة واقعة بدلا من أمر مثير للاشمئزاز التي كانت عليه قبل عامين تقريبا". 

وتابعت الصحيفة عبر تقرير للصحفية، نسرين مالك، أنه: "في غزة، لا يزال الأطفال يُدفنون تحت الأنقاض، وكذلك مشاهد آبائهم وهم يودعونهم بطريقة لا يمكن تصورها.

ولا يزال الأسرى الإسرائيليون وعائلاتهم عالقين في هذا الاشتباك الدموي، حيث يبدو أن كل الأمل في إطلاق سراحهم ووقف إطلاق النار أصبح بعيدا".

وأوضحت: "إن كتابة عمود رأس السنة يتضمن التزاما غير معلن، بعكس بعض التفاؤل والتجديد. إنه تقليد، مثل طقوس وثنية، احترام الوقفة المقدسة بين سنة وأخرى، وتقديم قربان قرارات العام الجديد. الاعتراف بأنه، على الرغم من كل ما يبدو غامرا وساحقا، لا يزال هناك قدر من الحرية الشخصية لنكون أفضل ونقوم بعمل أفضل".

وأردفت: "على الصعيد الداخلي، فإن حكومتنا الميتة الحية غائبة في أحسن الأحوال، وقذرة في أسوأ الأحوال. لقد أصبح الأمر مقتصرا بشكل شبه كامل على سياسة واحدة، إذ أن التركيز على الهجرة الذي يقيد الحق في الحب وتكوين الأسرة فقط لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها، ويدخل الحكومة في صراع مع سلطتها القضائية في جهودها الرامية إلى تنفيذ مخطط ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، وهو مكلف وغير عملي وغير قانوني". 

واسترسلت: "كما أن احتمال إجراء انتخابات عامة يجلب معه شعورا أقل بالارتياح، ويجلب معه قدرا أكبر من الاستعداد للقيام بشيء. سوف يدير اليمين أسوأ الحملات الانتخابية، والتي تحدث عنها بالفعل نائب رئيس حزب المحافظين، حيث قال إنها يجب أن تكون مزيجا من "الجدل حول المتحولين جنسيا" و"الحروب الثقافية"، وهي خطة ربما لن تفعل الكثير لإحياء فرص حزب المحافظين، ولكنها رغم ذلك لن تفعل شيئا يذكر سوى أن تجعل الخطاب السياسي أكثر إزعاجا".


وفي السياق نفسه، تابعت بأن "عرض حزب العمال، سواء من حيث اللهجة أو الجوهر، هو بمثابة تعتيم مستمر للأضواء لإعدادنا لحقيقة مفادها أن الكثير مما هو مادي في حياة الناس اليومية لا يمكن أن يتغير على المدى القصير، لأن الفوضى الموروثة هي ببساطة أكبر من أن نتمكن من تغييرها بين عشية وضحاها؛ لقد تم توجيهنا لإبقاء توقعاتنا منخفضة، لأن الأمل الكاذب أسوأ من عدم وجود أمل".

وتعلق "إن الحقائق السياسية بما فيها الحرب، وأزمة تكاليف المعيشة، والبنية التحتية المتهالكة، وجوع الأطفال؛ لا تُقدَّم إلينا باعتبارها مسألة قوة الإرادة، والاختيار، والرحمة، والخيال، وخفة الحركة، بل كنوع من جبهة الطقس التي يتعين علينا أن نتحملها إلى أن تمر؛ أو نتأقلم معها والنتيجة هي شعور غامر بأن الساسة إما عديمي الفائدة أو لا يمكن الوثوق بهم في إنجاز أعمالهم".

واستطردت بأن "ما يصاحب ذلك هو استمرار النمط الذي تم بناؤه على مدى السنوات القليلة الماضية، وهو انخفاض نسبة إقبال الناخبين والشعور الدائم، الذي يضايق حزب العمال ولكنه ليس غير مبرر تماما، بأن الأحزاب "جميعها متشابهة".

وتعلق "أولئك الذين يشاركون في الديمقراطية الانتخابية يتركزون بشكل متزايد في تلك الطبقات التي لها مصلحة وهم أصحاب المنازل، والخريجون، وأصحاب الدخل المرتفع. وأولئك الذين لا ينتمون إلى هذه الفئات يعرفون، بغريزة أكثر حدة بكثير من الاتهام الذي يُنسب إليهم بـ "اللامبالاة"، أن الأمر بالنسبة لهم هو ممارسة لا طائل من ورائها". 

وكما قال أحد كبار زملاء معهد أبحاث السياسة العامة لصحيفة "الغارديان"، الشهر الماضي: "بغض النظر عمّن هو في السلطة، فإن آلتنا الديمقراطية تحتاج إلى إعادة تركيب. إذا كان للناس مرة أخرى أن يسيطروا على حياتهم الخاصة، وأن يشعروا بالأمان، فيجب عليهم أن يشعروا بتأثيرها في مسعى صنع القرار الجماعي الذي هو الديمقراطية"".

وتعلق: "لكن تحملوني، الآن بعد أن حيدت المتشائمين. وأحسنتم صنعا لبلوغ هذا الحد من المقال، في اليوم الأول من العام عندما تكون الشهية للكآبة منخفضة؛ لأن الكآبة ليست أمرا مسلما به. إذا نظرت إلى العامين الماضيين، فقد نشأت، إذا استعرنا هذا التعبير، حركة تأليف حياتك. لقد أصبح احتجاجات العاملين أكثر تكرارا مما كانت عليه منذ عقود، وأكثر شمولا". 


وتابعت: "في المدارس والجامعات ومؤسسات التعليم العالي ووسائل النقل العام والمصانع وهيئة الخدمات الصحية الوطنية، شارك العمال في عدة إضرابات منسقة جيدا ومثقفة سياسيا. يتم العمل بين العمال النقابيين وغير المنتمين إلى نقابات، ولا يقتصر الأمر على الحكومة من أجل تحسين ظروف العمل والأجور، بل أيضا على أصحاب العمل في القطاع الخاص مثل أمازون، في نوع من التنظيم التصاعدي للأجور وساعات العمل".

وأفادت بأنه "على الرغم من إحباط الجهود، فقد بُذلت جهود لإنشاء اتحاد رسمي لعمال أمازون في محاولة لخلق وظائف نقابية في مكان عمل غير مستقر. إن المكاسب غير مكتملة، لكنها موجودة. وحصل عمال السكك الحديدية على زيادة في الأجور بأثر رجعي بنسبة 5 في المئة، بالإضافة إلى ضمانات الأمن الوظيفي".

إلى ذلك، أردفت، أن "نقابات المعلمين قبلت زيادة في الأجور بنسبة 6.5 في المئة، في صفقة تضمنت مبلغا إضافيا قدره 900 مليون جنيه إسترليني سنويا كتمويل إضافي للمدارس. أدت المشاورات العامة حول إغلاق مكاتب تذاكر السكك الحديدية إلى إلغاء هذه السياسة".

و"ينظر عامة الناس إلى الإضرابات، وتصورها الحكومة، على أنها اضطراب وتقلب، لكنها علامة صحية على الديمقراطية بوسائل أخرى. وبصرف النظر عما تم تحقيقه، هناك نتائج إيجابية وثانوية أخرى للعمل المنظم الكبير، الشعور بالانتماء للمجتمع، والصداقة الحميمة والإرادة السياسية، ورفض الترتيبات السياسية والاقتصادية باعتبارها شيئا يجب قبوله بشكل سلبي، وعكس اتجاه التفتيت. وهذا مفيد جدا لتلك السلبية". 

وفي هذا التضافر، هناك أيضا التعاطف والاحترام لسيادة القانون، وهم نادرا ما يتم تسليط الضوء عليه، كما هو الحال في تصرفات المحامين البارزين المجانيين، الذين ساعدوا في إفشال خطة الترحيل إلى رواندا التي أطلقتها الحكومة".

و"هناك صدى لذلك في الاحتجاجات الكبيرة ضد القصف الإسرائيلي لغزة، ورفض القادة السياسيين الدعوة إلى وقف إطلاق النار. إن تكريس مئات الآلاف من الناس لهذه القضية، المنظمين مع القليل من الطموح في تغيير الأمور، يشكل إصرارا على الواقع الذي لن يعترف به القادة. نعم، في اللحظة التي تنفتح فيها فجوة كبيرة بين ما يقوله السياسيون وما يراه الناس، فإن الكثيرين سوف ينسحبون ببساطة، ولكن كثيرين آخرين سيختارون دخول المعترك". 

وأكدت أنه "تعليقا على تقرير زميلي، أديتيا تشاكرابورتي، حول تنظيم أطفال المدارس لمسيرات من أجل غزة، كتب القارئ كيث فليت أنه في تلك الفجوة، "تتطور السياسة".


وتقول: "أنحدر شخصيا من جزء من العالم حيث يوجد في كثير من الأحيان نوع من الاستسلام السعيد للسلطات القائمة، بمجرد قمع الثورة والاحتجاج، إما بالعنف أو لأنه لا يوجد بديل. ومن المغري أن نفعل الشيء نفسه عندما يولّد ما يمكن اعتباره إجماعا سياسيا قديما نفس الشعور بالعجز؛ ولكنني أقول لك إنه لا يزال هناك الكثير مما يجب العمل عليه خارج هذا الإجماع السلبي".

وتختم بالقول "قد لا تشعر بالكثير، الفواتير لا تزال مرتفعة، ولا تزال هيئة الخدمات الصحية الوطنية تعاني من الإرهاق، ولا تزال المدارس تنهار حرفيا، وتستمر القنابل في التساقط. لكنه ليس لا شيء، وكل هذا يرسم طريقا، وإن كان متعثرا ومتعرجا، نحو مستقبل قد لا يكون فيه ما نقوم به اليوم حاسما على المدى القصير، ولكنه قد يكون حاسما على المدى الطويل؛ هذه هي الفجوة والسياسة التي تتطور داخلها. أتمنى لكم عاما جديدا سعيدا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة الغارديان المدارس غزة الغارديان المدارس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لا یزال لا یمکن لا تزال

إقرأ أيضاً:

الحكيم يبارك جهود الحكومة برفع اسم العراق من قائمة استخدام الأطفال بالنزاعات المسلحة

15 يونيو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: بارك رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، عمار الحكيم، اليوم السبت (15 حزيران 2024)، جهود الحكومة و وزارة العمل برفع اسم العراق من قائمة استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة.

وقال الحكيم في بيان، إننا “نثمن عاليا الجهود التي بذلتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والتزامها بخطة العمل المشتركة مع فريق الأمم المتحدة الخاص بمنع إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة”.

وأضاف ان “الخطة خلصت إلى رفع اسم العراق من قائمة دول استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة بشكل رسمي”، مؤكدا ان “هذا الإعلان يمثل خطوة بالاتجاه الصحيح في مسار برنامج عمل الحكومة وتشكيلاتها ذات الصلة”.

وتابع الحكيم أننا “نبارك هذه النقلة النوعية ونحث على بذل المزيد من الجهود وعلى مختلف الصعد لتعزيز مكانة العراق في المجتمع الدولي”.

يذكر ان وزير العمل والشؤون الاجتماعية، أحمد الأسدي، اعلن مساء أمس الجمعة، عن خروج العراق من قائمة استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة بشكل رسمي.

وقال الأسدي في بيان للعمل، إن “التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة بخصوص الدول التي تستخدم الأطفال في النزاعات المسلحة خلا من اسم العراق، وذلك للالتزام بخطة العمل المشتركة التي وقعنا عليها مع فريق الأمم المتحدة القطري (اليونيسف، و يونامي) الخاصة بمنع إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة”.

وأشار إلى، أن “هذه الخطوة ستعزز من مكانة العراق في المجتمع الدولي”.

وأكد، أن “العراق التزم بكل ما تفرضه اتفاقية حقوق الطفل وبروتوكولها الاختياري لعام 2008 اللذين وقع عليهما”.

ولفت البيان الى أن “اللجنة التنفيذية للجنة الرصد والإبلاغ التي تترأسها وكيل وزارة العمل للشؤون الاجتماعية هدى سجاد وبإشراف مباشر من قبل وزير العمل عملت خلال أقل من سنة على مراحل تنفيذ الخطة بالتعاون مع فريق قطري وفريق من يونامي ووزارات عدة والتي تضمنت مراحل الوقاية والعلاج والتعاون”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

مقالات مشابهة

  • ما الذي تخفيه حسن نوايا الحوثيين المفاجئة تجاه تعز؟!
  • نقابة عمال المخابز: فرحة عيد الأضحى ناقصة
  • الحكيم يبارك جهود الحكومة برفع اسم العراق من قائمة استخدام الأطفال بالنزاعات المسلحة
  • ماذا يريد المواطن؟
  • حزب الإصلاح البريطاني يتقدم على المحافظين لأول مرة في استطلاعات الرأي
  • على حافة الغابة البدائية: الحلقة (25)
  • هل يتحمل صاحب العمل مسؤولية حماية العمال من أخطار موجات الحر؟
  • بلدية أبوظبي توعّي بـ«الإجهاد الحراري»
  • "نيويورك تايمز" تنتقد اجتماع القادة الغربيين في قمة مجموعة السبع وتطلق عليهم وصفا
  • حزب العمال البريطاني يتعهد بالاعتراف بدولة فلسطينية إذا فاز بالانتخابات