بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لم تعد لمحمود عباس أي قيمة سياسية بعد الآن، لا في سوق الأغنام ولا في سوق الماعز، ولا حتى في سوق السمك. فقد اختار بنفسه العيش بلا كرامة في الدرك الاسفل من الذل والمهانة، ولو كانت لديه ذرة من الرجولة لأعلن البقاء منبوذا في عزلته، أو محتقراً في مخبئه الأردني. .
يتساءل الأحرار دائما عن الظروف المربكة التي حذفت علينا هذا الشمبانزي الانتهازي، الذي تخلى عن حقوق شعبه، و تنازل لعصابات الاحتلال عن 89% من مساحة فلسطين، وتسبب بحرمان اللاجئين الفلسطينيين من حقوقهم الشرعية في العودة.
الباعث على الدهشة ان هذا النمر الورقي الهزيل غير مسموح له بالتنقل داخل منزله، أو الجلوس بين عياله إلا بموافقة النتن ياهو، في حين تتبختر عجلات الموساد والشاباك أمام بيته، وفوق خشمه من دون ان يفتح فمه ولو بحرف واحد. .
تداولت مواقع التواصل قبل عامين فيلما مصورا لعباس يشتم فيه كل من الصين وروسيا والبلدان العربية بألفاظ نابية وعبارات دونية يخجل منها السكرچية ورواد البارات الرخيصة. لكنه لا يجرؤ على خدش مشاعر أولياء نعمته في تل أبيب. .
ففي المدن والأحياء السكنية التي يفترض ان يمارس فيها عباس سلطته (المسلوبة) تتجول دروع جيش الاحتلال في الليل والنهار، وتتعمد إطلاق نيرانها بالذخيرة الحية ضد أي فلسطيني، واحيانا تمارس هوايتها التخريبية المعتادة في تجريف الشوارع وتخريب الأرصفة، وردم شبكات المياه الثقيلة، وقطع أسلاك الكهرباء، ونبش المقابر القديمة، وتدنيس المساجد، وتمزيق المصاحف، والصعود فوق منابر الخطابة لقراءة مقاطع من ترنيمات الحانوكا وبعض التراتيل التلمودية بمكبرات الصوت وباللغة العبرية، في مشهد لا يخلو من الاستخفاف والعبث والاستهزاء. حتى تكررت الخروقات التي نالت استحسان بن غفير، فقال عنها: (نحن غير ملزمين بمحاسبة الذين انتهكوا المساجد ومنابرها، ولا حرمة بعد الآن لأي مسجد). . فلدى جنود الاحتلال الآن مطلق الحرية في ارتكاب ما يشاؤون من خروقات أمنية وإنسانية أمام مرأى ومسمع عباس وطاقمه الوزاري الغارق معه في مستنقعات العمالة بينما يلوذ عباس وجماعته بالصمت المطبق وكأن على رؤوسهم الطير أو الطين. . .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
بمناسبة ذكرى ميلاد محفوظ.. انطلاق ورشة "دروب مصر"
فى إطار فعاليات متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ، بتكية محمد أبو الدهب، التابع لصندوق التنمية الثقافية، برئاسة المعمارى حمدى السطوحى، وبمناسبة الذكرى ال١١٤ لميلاد نجيب محفوظ، ينظم المتحف ورشة "دروب مصر" بإشراف المعمارى سالم حسين، حيث تبدأ غداً (الجمعة ١٢ ديسمبر) بجولة فى منطقة الجمالية، أما أيام ١٣ و١٤ و٢٠ ديسمبر، فتقام الورشة بمقر متحف نجيب محفوظ.
يركز هذا المشروع على توثيق دروب حي الجمالية، أحد الشوارع التاريخية المرتبطة بسيرة الأديب نجيب محفوظ، بهدف إبراز الطابع التراثي والثقافي للمنطقة، وتنشيط السياحة، وتحسين البيئة العمرانية مع الحفاظ على الهوية التاريخية للمكان.
يعد المشروع فرصة حقيقية للارتقاء العمراني لمنطقة "درب قرمز" ومحيطه شارع المعز ، ورفع القيمة الاقتصادية والسياحية للمنطقة. وربط درب قرمز وشارع المعز بالمناطق المحيطة بنسيج عمراني متكامل، بما يعزز الترابط الوظيفي والبصري داخل المنطقة ويحترم الطابع التاريخي.
تطرح الورشة
العديد من الأفكار المرتبطة باستخدام وتوظيف المباني التراثية مع الحفاظ على هوية المكان وتنشيط الأنشطة الثقافية لتشجيع مشاركة المجتمع المحلي في جهود الحفاظ والتطوير.
ويؤكد المعمارى سالم حسين أن الفكرة الأساسية إننا نعيد قراءة المكان من جديد، نفهم نسيجه، ونرسم معه رؤية للتطوير تحفظ ذاكرته وتعيد له الحياة.
وأضاف: الورشة ستستمر لمدة ٤ أيام مكثفة نعمل فيهم على استكشاف وتحليل واقتراح حلول تصميمية حقيقية. البداية ستكون بجولة ميدانية داخل الدروب المختارة نحلل فيها خصائص المكان ونوثّق تفاصيله المعمارية والبشرية، وبعد ذلك سنبدأ ورش التحليل والتصميم داخل مساحة العمل ونعمل كفرق على أفكار لإحياء المشهد العمراني حول المواقع التاريخية. اليوم الرابع سيكون ختام التجربة بعرض المشاريع والمقترحات أمام لجنة من الخبراء والمحكمين في مجال التصميم العمراني والتراث الثقافي.