جندي إسرائيلي سابق: جيشنا يستخدم الفسفور الأبيض في غزة ولبنان
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
أكد جندي سابق في الجيش الإسرائيلي أنه يصدق ما وثقته منظمات حقوقية ودولية عن استخدام الفوسفور الأبيض في الحرب التي تشنها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة منذ نحو ثلاثة أشهر.
وقال الجندي السابق "يوفال" -في مقطع فيديو على صفحته بمنصة تيك توك- إن "إحدى أفظع جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل تاريخيا، والآن في هذه الحرب خصوصا، هي استخدام الفوسفور الأبيض ضد سكان غزة ولبنان".
وأضاف "كنت أطالع تقارير عدة منظمات لحقوق الإنسان توثق ذلك، حينها تذكرت الوقت الذي كنت أخدم فيه بالجيش الإسرائيلي وكنت في سلاح المدفعية وكانوا يعلموننا عن أنواع القنابل المختلفة وأخيرا وصلوا إلى الفوسفور الأبيض".
@yuvalmann.sMemories from my time in the IOF
♬ original sound – Yuval يوفال
وتابع: "وقتها قالوا: أوه!.. هذا ما يفعله هذا النوع من القنابل ولكن لا يمكننا استخدامه لأنه محرم بموجب القانون الدولي. تذكرت حينها أنني كنت في حيرة وذهول. وأفكر وأقول لنفسي حسنا. بما أن هذا النوع من القنابل محرم دوليا واستخدامه ممنوع بحكم القانون، لماذا هو هنا الآن؟! لماذا هو موجود في كل دبابة نعمل فيها؟".
وأردف "كنت أشعر ساعتها أن هذا يعد نموذجا للتناقض الإسرائيلي. إسرائيل التي تحب أن تصور نفسها للعالم بأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط وأنها أكثر جيوش العالم التزاما بالأخلاق، لكن الحقيقة تتمثل فيما نشهده على الأرض في غزة وأماكن أخرى".
وختم يوفال المقطع المصور بقوله "حقيقة إسرائيل تتمثل في التجارب التي نسمعها من الفلسطينيين، وما يتعرضون له كل يوم تحت الاحتلال الإسرائيلي الوحشي والعنيف يروي لنا قصة مختلفة تماما. أتمنى لكم يوما سعيدا وفلسطين حرة".
ونشر يوفال في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على صفحتة بمنصة تيك توك مقطع فيديو للأغنية السويدية "الحرية لفلسطين".
@yuvalmann.s#freepalestine #freepalestine????????
♬ Mohammad Rawashdeh – Mohammad Rawashdeh
وعندما علق شخص داعم لإسرائيل يدعى "إيملي" بقوله "معاداة الصهيونية هي معاداة السامية. ولإسرائيل كل الحق في تدمير الإرهابيين في غزة"، رد عليه قائلا "الصهيونية = الأيديولوجية القائلة بأن الشعب اليهودي يجب أن يكون له دولة عرقية يهودية. معاداة السامية = أيديولوجية عنصرية ضد الشعب اليهودي".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
مثّلت الحرب الشاملة التي شُنّت على اليمن في مارس 2015، التدشين العملي والأخطر لمؤامرة دولية مركبة، حيكت خيوطها بعناية فائقة في الغرف المظلمة بين واشنطن وتل أبيب؛ فالموقع الجيوسياسي لليمن، الحاكم على رئة العالم في باب المندب، جعل منه هدفاً دائماً لأطماع قوى الاستكبار التي ترى في استقلال هذا البلد تهديداً وجودياً لمشاريعها في المنطقة، ولعل المتأمل في مسار الأحداث يدرك بيقين أن ما يجري هو عقاب جماعي لشعب قرر الخروج من عباءة الوصاية.
إن القراءة المتأنية للرؤية الأمريكية والإسرائيلية تجاه اليمن تكشف تحولاً جذرياً في التعامل مع هذا الملف، فمنذ نجاح الثورة الشعبية في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، أدرك العقل الاستراتيجي في البيت الأبيض والكيان الصهيوني أن اليمن قد غادر مربع التبعية التي كرسها “سفراء الدول العشر” لسنوات طويلة، وأن القرار اليمني لم يعد يصاغ في السفارات الأجنبية. لقد كانت تلك اللحظة بمثابة زلزال سياسي دفع بنيامين نتنياهو مبكراً للتحذير من أن سيطرة القوى الثورية الوطنية على باب المندب تشكل خطراً يفوق الخطر النووي، وهو ما يفسر الجنون الهستيري الذي طبع العدوان لاحقاً. وقد تجلت هذه الرؤية بوضوح صارخ في المرحلة الحالية، وتحديداً مع انخراط اليمن في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، حيث سقطت الأقنعة تماماً، وانتقلت أمريكا من إدارة الحرب عبر وكلائها الإقليميين إلى المواجهة المباشرة بالأساطيل وحاملات الطائرات، بعد أن أدركت أن أدواتها في المنطقة عجزت عن كبح جماح المارد اليمني الذي بات يهدد شريان الحياة للاقتصاد الصهيوني.
وعند النظر إلى الخارطة العملياتية للمؤامرة، نجد أن العدو اعتمد استراتيجية خبيثة تقوم على تقسيم الجغرافيا اليمنية وظيفياً، والتعامل مع كل جزء بأسلوب مختلف يحقق غاية واحدة هي “التدمير والإنهاك”. ففي المناطق والمحافظات الحرة التي رفضت الخضوع، لجأ التحالف الأمريكي إلى استراتيجية “الخنق والتجويع” كبديل عن الحسم العسكري المستحيل؛ فكان قرار نقل وظائف البنك المركزي في سبتمبر 2016 الضربة الاقتصادية الأخطر التي هدفت لضرب العملة الوطنية وتجفيف السيولة، مترافقة مع حصار مطبق على الموانئ والمطارات، في محاولة بائسة لكسر الإرادة الشعبية عبر لقمة العيش، ومؤخراً محاولة عزل البنوك اليمنية عن النظام المالي العالمي، وهي ورقة ضغط أخيرة تم إحراقها بفضل معادلات الردع الصارمة التي فرضتها صنعاء.
أما في الجانب الآخر من المشهد، وتحديداً في المحافظات الجنوبية والمناطق المحتلة، فتتجلى المؤامرة في أبشع صورها عبر استراتيجية “الفوضى والنهب”، حيث يعمل المحتل على هندسة واقع سياسي وعسكري ممزق يمنع قيام أي دولة قوية؛ فمن عسكرة الجزر الاستراتيجية وتحويل “سقطرى” إلى قاعدة استخباراتية متقدمة للموساد وأبو ظبي، وبناء المدارج العسكرية في جزيرة “ميون” للتحكم بمضيق باب المندب، إلى النهب الممنهج لثروات الشعب من النفط والغاز في شبوة وحضرموت، بينما يكتوي المواطن هناك بنار الغلاء وانعدام الخدمات. إنهم يريدون جنوباً مفككاً تتنازعه الميليشيات المتناحرة، ليبقى مسرحاً مفتوحاً للمطامع الاستعمارية دون أي سيادة وطنية.
وأمام هذا الطوفان من التآمر، لم يقف اليمن مكتوف الأيدي، بل اجترح معجزة الصمود وبناء القوة، مستنداً إلى استراتيجية “الحماية والمواجهة” التي رسمتها القيادة الثورية بحكمة واقتدار. لقد تحول اليمن في زمن قياسي من وضع الدفاع وتلقي الضربات إلى موقع الهجوم وصناعة المعادلات، عبر بناء ترسانة عسكرية رادعة من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية والطائرات المسيرة التي وصلت إلى عمق عواصم العدوان، بل وتجاوزتها لتدك “أم الرشراش” وتفرض حصاراً بحرياً تاريخياً على الكيان الصهيوني، مسقطة بذلك هيبة الردع الأمريكية في البحر الأحمر. هذا المسار العسكري وازاه مسار اقتصادي يرفع شعار الاكتفاء الذاتي والتوجه نحو الزراعة لكسر سلاح التجويع، ومسار تحصين الجبهة الداخلية عبر ترسيخ الهوية الإيمانية التي كانت السد المنيع أمام الحرب الناعمة.
خلاصة المشهد، أن اليمن اليوم، وبعد سنوات من العدوان والحصار، لم يعد ذلك “الحديقة الخلفية” لأحد، بل أصبح رقماً صعباً ولاعباً إقليمياً ودولياً يغير موازين القوى، وأن المؤامرة التي أرادت دفن هذا البلد تحت ركام الحرب، هي نفسها التي أحيت فيه روح المجد، ليصبح اليمن اليوم في طليعة محور الجهاد والمقاومة، شاهداً على أن إرادة الشعوب الحرة أقوى من ترسانات الإمبراطوريات.