بوابة الوفد:
2025-05-11@00:05:22 GMT

عام جديد بين اليأس والرجاء!

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT

كنت فيما مضى أتوقف كثيراً أمام الفواصل الزمنية لأتأمل ماذا حدث فى العام الذى غادر بحلوه ومراراته مقيِّماً ما جرى فيه من الأحداث لأعدد المكاسب والخسائر على كل المستويات وخاصة المحلية والدولية متسائلاً عن الآتى وكيف ستكون صورته؟! إلى أن كتبت فى عام 2000م كتابى «بين قرنين – معاً إلى الألفية السابعة» الذى لم يلقَ الاهتمام الذى كنت أتوقعه، وكذا كتبت بعد ذلك كتابى «ما بعد العولمة– قراءة فى مستقبل التفاعل الحضارى» عام 2003م، وحدث نفس الشىء، إذ على الرغم من غرابة العنوان باستحداثه مصطلحاً جديداً لم يكن أحد قد استخدمه من قبل للدلالة على أننا سننتقل من عصر العولمة بما فيه من هيمنة غربية وأمريكية على العالم إلى عصر متعدد الأقطاب ستئول السيادة فيه إلى أقطاب آخرين بقيادة شرق آسيا والصين تحديداً، إلا أن ردود الفعل جاءت أيضاً قليلة وخافتة ولم يلتفت القارئ العربى كالعادة إلى أهمية أن تكون لنا رؤية مستقبلية للأحداث! ومن ثم فقد تأكد لى أننا كعرب نعشق الماضى ونحب أن نستعيده ونحيا فيه إما للتغلب على مآسٍ ومشكلات الحاضر أو خوفاً من مواجهة المستقبل وتحدياته التى تتطلب تخطيطاً واستعدادات وإجراءات لسنا جاهزين لها وربما لا نرغب فى اتخاذ أى مواقف لم يشر علينا بها الآخر أو ربما قد تثيره فينغص علينا حياتنا المستقرة البائسة!! فنحن أمة «من فات قديمه تاه» و«ليس فى الامكان أبدع مما كان».

. إلخ ودائماً ما ننظر إلى الماضى باعتباره «الزمن الجميل»!! 

ومع ذلك فإننى لم أيأس ولم يصبنى الإحباط بعد لدرجة أننى حولت دفة تفكيرى كلها نحو المستقبل، وكم عقدنا فى الجمعية الفلسفية المصرية من ندوات ومؤتمرات عن «فلسفة المستقبل» كما جعلناها مقرراً دراسياً ضمن المخطط الدراسى لطلاب الدراسات العليا بالجامعة، وكتبت منذ عامين كتابى «مدخل إلى فلسفة المستقبل» الذى فوجئت أيضاً بأنه لقى الاهتمام من التليفزيون الفرنسى دون أن يلقى أى اهتمام من الدارسين أوالإعلاميين العرب والمصريين!..

وهنا وجدتنى بحق أمام السؤال الكبير: هل نحن بحق أمة لا تقرأ؟! هل نحن أمة كتب عليها التبعية والسير فى ركاب الأمم الأخرى؟! وإلى متى سنظل أمة رد الفعل بل ربما أمة «اللا فعل»؟!، إنه السؤال الذى أواجهه ولا أستطيع الإجابة عليه إجابة قاطعة حيث أننا فى واقع الحال أمام إجابتين متناقضتين؛ فمن جهة أجد واقعنا الحالى يؤكد أننا بالفعل أمة لا تقرأ! أمة عشقت الخضوع والاستكانة للآخر ومتابعته والتبعية له فى كل الأحوال! ومن جهة أخرى وبالنظر إلى ما تملكه أمتنا من إمكانيات مادية وروحية أجد أنه يمكننا فى أى لحظة أن نستيقظ من سباتنا العميق ونفيق من غفوتنا الحالية لنوقظ إرادتنا الحرة ونعيد امتلاك زمام المبادرة واستقلال القرار ونقرر السيطرة على مواردنا المادية والبشرية واستغلالها فى استعادة قدرتنا على الفعل بتوظيف كل الإمكانيات العربية لبناء القدرة المستقلة واستعادة الدور الحضارى المفقود، إننا نمتلك كل مقومات النهوض والتقدم كدول تتحدث لغة واحدة وتعيش على نفس البقعة المتصلة من الأرض التى تمثل موقعاً جغرافياً فريداً يتوسط العالم وهو يتميز بالثروات الطبيعية التى يصعب توافرها فى مكان آخر بالعالم من الأرض الخصبة والصحارى الواسعة والأنهار العذبة والبحار التى تزخر بالممرات المائية وثرواتها السمكية والمعدنية، والشواطئ الفريدة، إننا نمتلك التاريخ المشترك والعقيدة الدينية الوسطية المتمثلة فى الإسلام والمسيحية، كما أننا تحررنا من الاستعمار التقليدى ما عدا فلسطين التى قاربت أن تلفظ مستعمريها الصهاينة! ومن ثم فلا ينقصنا إلا إرادة سياسية قوية نحو توحيد الصف واستلهام تجربة الاتحاد الأوروبى كبديل لكياننا الهش المسمى بالجامعة العربية، وإننى لعلى يقين بأنه بمجرد إعلان هذا الكيان الوحدوى ووجود جيش عربى موحد والتنسيق العربى فى كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والفنية..إلخ سينقلب حالنا من الضعف إلى القوة، ومن التبعية إلى الاستقلال الحقيقى، ومن تسول الحماية من الآخرين والاعتماد عليهم إلى الاعتماد على الذات العربية القوية بعلمائها ومبدعيها وبزعمائها وقياداتها المدنية والعسكرية! إننا بحق فى لحظة تاريخية فارقة، فهل نعى متطلباتها وتحدياتها أم سنظل نبحث عن وسائل النجاة لدى من يريدون لنا الفناء والضياع؟! هذا هو سؤال بداية العام، فهل يحمل له هذا العام إجابة؟!!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عام جديد نحو المستقبل

إقرأ أيضاً:

إنريكي: لم أشاهد سان جيرمان «الحقيقي»!

 
باريس (د ب أ)

أخبار ذات صلة حكيمي: نتطلع لصناعة التاريخ في دوري أبطال أوروبا الإنتر يقتحم «النخبة الأوروبية» مرتين في 3 مواسم!


أعرب لويس إنريكي، المدير الفني لباريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم، عن سعادته بتأهل فريقه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.
وفاز سان جيرمان على أرسنال 2-1 في إياب الدور نصف النهائي من البطولة، ليصعد إلى النهائي فائزاً بمجموع مباراتي الذهاب والإياب 3 -1.
وقال إنريكي في تصريحات نشرها الموقع الرسمي لسان جيرمان على الإنترنت: «رد فعلي الأول هو شعوري بسعادة كبيرة، لكل ما حققه الفريق والمشجعون، لا يزال أمامنا نهائيان لنلعبهما، لكننا أظهرنا هذا الموسم أننا فريق حقيقي، يشمل كل المشجعين وجميع من في النادي».
وأضاف: «أعتقد أننا أظهرنا شخصية رائعة، ولكن مازال لدينا مباراتان لصنع التاريخ، عانينا كثيراً طوال منافسات هذه النسخة من دوري أبطال أوروبا، وأحياناً عانينا كثيراً».
وقال: «أتذكر في بداية الموسم عندما لم نكن نغتنم فرصنا، وكنّا نواجه صعوبات، لكننا واصلنا العمل، وحاولنا التحسن كل يوم، أعتقد أن اللاعبين قاموا بواجبهم، والآن، الملعب ومعه الجماهير، أصبح ينبض بالحياة بكثافة كبيرة خلال اللحظات الصعبة في المباراة».
وأضاف: «لم نرَ باريس سان جيرمان الحقيقي لأنه من الصعب أن نلعب بطريقتنا أثناء الدفاع عن الكرات الثابتة، لكننا أظهرنا، بغض النظر عن نوع المباراة، أن باريس سان جيرمان سيقاتل وسيحقق أهدافه بصناعة التاريخ هنا، هذا هو هدفنا، وكيف يجب أن نتعامل مع النهائي في ميونيخ؟، لا أعتقد أننا بحاجة إلى تغيير أي شيء، لأن هذه العقلية، بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات، هي ما تجعلنا مميزين، عندما أسير في شوارع باريس، يقول لي الناس: هذه السنة سنفوز بها، وآمل أن نحقق ذلك».

مقالات مشابهة

  • بمشاركة 24 عارضا.. افتتاح معرض أوكازيون دمياط للأثاث ببولاق الدكرور
  • ولاد رزق 3 تصدر القائمة .. تركي آل الشيخ يعلن عن الأفلام الأعلى إيرادًا فى مصر
  • «العقاقير الطبية».. تتحول لمحل بقالة ومشروع للتربح على حساب المواطن
  • البنك الأهلي يحذر ملايين العملاء من هذا الفعل.. ما القصة؟
  • ردود الفعل الإيجابية تتوالى عن تنظيم مصر للمنتدى الإقليمي الأوليمبي
  • «الأونروا»: غزة أرض اليأس وتواجه جوعاً لا مثيل له
  • بسبب ظروف طارئة.. إلغاء حفل مدحت صالح فى 6 أكتوبر قبل موعدها بيوم
  • إنريكي: لم أشاهد سان جيرمان «الحقيقي»!
  • أتشيربي.. «حياة اليأس» إلى «عالم النجومية»!
  • د.حماد عبدالله يكتب: فاقد الشىء لا يعطيه !!