حذر علماء متخصصون في علوم الدماغ والصحة العامة من أن النوم غير الكافي لا يسبب فقط الإرهاق أو التوتر، بل يؤدي إلى ما وصفوه بـ"تلوث الدماغ"، ما يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض الخرف والزهايمر، داعين إلى أهمية ما سموه بـ"تنظيف الدماغ" كوسيلة وقائية فعالة.

وأكدت دراسة حديثة، نُشرت على موقع "هيلث دايجست" المتخصص، أن النوم الجيد والكافي هو الطريقة المثلى لتنظيف الدماغ من السموم والفضلات التي تتراكم خلال فترات الاستيقاظ، وهو ما يساعد في حماية الإنسان من الأمراض العصبية التنكسية.

النوم العميق: الحارس الخفي لصحة الدماغ

وفقًا للتقرير ، فإن الأشخاص الذين لا يحصلون على ساعات نوم كافية يعانون من ضعف القدرة على التذكر، وفقدان الدافع، واضطرابات في الجهاز المناعي تجعلهم أكثر عرضة لنزلات البرد والإنفلونزا، بالإضافة إلى تراجع الأداء الذهني بمرور الوقت.

نظف دماغك بمشروبات وتمارين يومية… قل وداعًا للخرفكسر دماغه.. التحقيق مع عاطل شرع في قتـ.ل ابن عمه بالعمرانيةخالد يوسف: الانفجارات في قلب تل أبيب خلفت مشاعر فرحة وشعوب العرب لم تتأثر بمحاولات غسيل الأدمغةمش ناقصين وجع دماغ.. أحمد موسى: إحنا عارفين مين ورا القوافل اللي جاية مصر

وأشار التقرير إلى أن مرحلة النوم العميق، المعروفة علميًا باسم "نوم الموجة البطيئة"، تُعد أكثر المراحل أهمية في تنظيف الدماغ، حيث تنشط خلالها آلية فريدة تُعرف بـ"الجهاز الغليمفاوي"، الذي يعمل بنفس آلية الجهاز اللمفاوي في بقية الجسم من خلال إزالة الفضلات والمواد السامة.

دراسة طويلة المدى: خطر الخرف يرتفع مع قلة النوم

واستند التقرير إلى دراسة أُجريت في عام 2021، تم فيها تتبّع ما يقرب من 8000 شخص على مدى 25 عامًا، بدءًا من منتصف أعمارهم.

 وكشفت الدراسة أن الذين كانوا ينامون أقل من ست ساعات يوميًا كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة تراوحت بين 22% إلى 37% مقارنةً بمن حصلوا على 7 ساعات أو أكثر من النوم يوميًا.

بروتينات "بيتا أميلويد": القاتل الصامت داخل الدماغ

وأوضح التقرير أن النوم غير الكافي يعيق قدرة الدماغ على التخلص من بروتينات "بيتا أميلويد"، وهي بروتينات خطيرة ترتبط بتكوين لويحات داخل الدماغ، تؤدي إلى الزهايمر وتلف الخلايا العصبية. 

وقد أشار علماء من كلية الطب بجامعة هارفارد إلى أن تراكم هذه البروتينات يحدث غالبًا أثناء اليقظة، ولا يمكن التخلص منها بفعالية إلا خلال النوم العميق.

الجهاز الغليمفاوي: الآلية الخفية لتنظيف الدماغ

يتولى الجهاز الغليمفاوي التخلص من الفضلات العصبية، ويبلغ ذروة نشاطه أثناء النوم العميق. وخلال هذه المرحلة، تنكمش خلايا الدماغ قليلًا، مما يسمح بتدفق السائل النخاعي داخل الدماغ وغسله من المواد السامة.

ويشبه هذا الجهاز في وظيفته الجهاز اللمفاوي الذي يخلص الجسم من السموم، لكن الفارق أن الغليمفاوي مخصص للدماغ فقط. 

تشير الدراسات إلى أن أي خلل في عمل هذا الجهاز يزيد من فرص الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية، بما في ذلك الزهايمر.

الشيخوخة تقلل من كفاءة تنظيف الدماغ

مع التقدم في العمر، تنخفض فعالية الجهاز الغليمفاوي تدريجيًا، ويرجع ذلك إلى تراجع إنتاج الدماغ لبروتينات قنوات الماء المعروفة باسم (AQP4)، وهي المسؤولة عن تنظيم تدفق السوائل بين الخلايا العصبية والسائل النخاعي.

كما أن هناك عوامل أخرى تؤثر على الجهاز الغليمفاوي لدى كبار السن، مثل ضعف نبضات الأوعية الدموية، واضطرابات التنفس أثناء النوم، ما يؤدي إلى بطء كبير في عملية التخلص من الفضلات الدماغية.

الزهايمر وقنوات AQP4: علاقة وثيقة

يرجّح العلماء أن مرضى الزهايمر يعانون من تقلص أو اضطراب في تمركز قنوات (AQP4)، وهو ما يضعف قدرة الدماغ على التخلص من بروتينات بيتا أميلويد. هذا التراكم يسرع من تدهور وظائف الدماغ ويؤدي إلى تلف دائم في الخلايا العصبية.

اضطرابات النوم.. عرض مبكر أم سبب مباشر؟

على الرغم من أن مرضى الزهايمر غالبًا ما يعانون من صعوبات في النوم، إلا أن الدراسات لم تحسم ما إذا كانت قلة النوم سببًا مباشرًا للمرض، أو أنها من أعراضه المبكرة،’ لكن المؤكد علميًا أن تحسين جودة النوم يساهم في الحد من تراكم السموم ويؤخر ظهور أعراض الخرف.

هل يمكن عكس تدهور الجهاز الغليمفاوي؟

حتى الآن، لا توجد وسيلة مضمونة لعكس تراجع الجهاز الغليمفاوي المرتبط بالتقدم في السن، لكن الباحثين يشددون على أهمية الحصول على نوم كافٍ وعميق يوميًا، إلى جانب الحفاظ على نمط حياة صحي، لتحفيز هذا الجهاز الحيوي على أداء مهامه بأفضل كفاءة ممكنة.

نصيحة علمية: اجعل النوم العميق أولوية

خلاصة ما توصل إليه العلماء هو أن النوم العميق لا يقتصر دوره على منح الراحة الجسدية، بل إنه يضمن أيضًا تنظيف الدماغ من المواد السامة، ما يقلل من فرص الإصابة بأمراض الخرف، ولهذا، فإن تحسين جودة النوم يجب أن يكون في مقدمة أولوياتنا الصحية، تمامًا مثل الغذاء أو الرياضة.

طباعة شارك الدماغ علوم الدماغ تلوث الدماغ النوم الإرهاق أو التوتر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدماغ علوم الدماغ تلوث الدماغ النوم تنظیف الدماغ النوم العمیق التخلص من أن النوم

إقرأ أيضاً:

7 إشارات مبكرة تحذرك من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

السكتة الدماغية حالة طبية طارئة تحدث عند توقف أو انخفاض تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، أو عند تمزق أحد الأوعية الدموية الدماغية، ما يؤدي إلى حرمان الخلايا العصبية من الأكسجين والمواد الغذائية الحيوية، وفي كلتا الحالتين، قد ينتج عن ذلك تلف دماغي دائم، أو إعاقة طويلة الأمد، أو حتى الوفاة إذا لم يتم التدخل الطبي بسرعة، وسنتعرف خلال السطور التالية عن اهم الاشارات التحذيرية التي تدل على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وذلك وفقًا لما نشره موقع healthsite

الإفراط في استخدام تيك توك.. 4 مخاطر نفسية وجسدية تهدد المستخدمينالسكري والتمثيل الغذائي.. دراسة تحذر من خطورة مشروبات الصودا دايتالصداع الشديد المفاجئ

يُعتبر الصداع المفاجئ والحاد، الذي يختلف عن الصداع المعتاد للشخص، إشارة إنذار خطيرة، فقد يكون هذا الألم الحاد نتيجة تكوّن جلطة دموية في الدماغ، الأمر الذي يعيق تدفق الدم الطبيعي ويسبب الضغط داخل الجمجمة.

الفواق المستمر

يُعد الفواق المستمر من الأعراض غير الشائعة نسبيًا، لكنه يظهر بمعدل أكبر لدى النساء، ويحدث ذلك عندما تصيب السكتة الدماغية النخاع الشوكي، وهو الجزء المسؤول عن تنظيم عمليات التنفس والبلع، مما يؤدي إلى اضطراب هذه الوظائف وحدوث الفواق لفترة طويلة.

الغثيان والقيء

يُحفّز الإجهاد الشديد إفراز هرموني الكورتيزول والأدرينالين، ما يتسبب في انقباض الأوعية الدموية وزيادة احتمالية تكوّن الجلطات، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في مستوى سكر الدم، هذا الضغط الداخلي المفاجئ في الدماغ قد يثير شعورًا بالغثيان مصحوبًا بالقيء.

ألم في الصدر

على خلاف ألم الصدر الناتج عن النوبة القلبية الذي يوصف بالضغط الشديد، فإن ألم الصدر المرتبط بالسكتة الدماغية قد يكون أكثر وضوحًا ويأخذ شكل ضيق أو إحساس بالحرقان أو عدم الراحة، ويعود ذلك إلى انخفاض تدفق الأكسجين الناتج عن جلطة دموية في أوعية الدماغ، وهو ما قد يختلط على البعض فيظنه عسر هضم أو حموضة.

تغيرات مفاجئة في الرؤية

قد تظهر تغيرات بصرية غير مبررة كعلامة إنذار مبكر، إذ تؤثر السكتة الدماغية على المناطق المسؤولة عن معالجة المعلومات البصرية في الدماغ، مما يؤدي إلى تشوش أو فقدان جزئي للرؤية.

ارتباك عقلي واضطراب في الكلام

الارتباك المفاجئ، وصعوبة التحدث، أو اضطراب الذاكرة دون سبب واضح، تعد جميعها مؤشرات على احتمال قرب حدوث سكتة دماغية، نتيجة تأثر المناطق الدماغية المسؤولة عن اللغة والقدرات الإدراكية.

ضعف في الوجه أو الأطراف

من العلامات المبكرة الأخرى انخفاض أو ضعف في عضلات الوجه أو أحد الأطراف، مثل الساق أو الذراع، وذلك بسبب تأثر المناطق الدماغية المسؤولة عن التحكم في حركة العضلات وتنسيقها.

طباعة شارك السكتة الدماغية السكتات الدماغية اعراض السكتة الدماغية انخفاض تدفق الدم الدماغ الأوعية الدموية الدماغية

مقالات مشابهة

  • اعرف طريقك.. تباطؤ حركة السيارات على أغلب شوارع وميادين القاهرة والجيزة
  • نشرة المرأة والمنوعات.. فيل عملاق يقتحم طريقا سريعا في الهند.. هاجم السيارات وأثار الفوضى.. 10 ملايين مشاهدة.. شاب يوثق موهبة والدته في صناعة العرائس ويكتسح تيكتوك.. احذر عدم تنظيف أسنانك
  • احذر.. عدم تنظيف أسنانك قبل النوم يعرضك لمرض قاتل
  • ما هي العادات التي تسبب فقدان الذاكرة؟
  • لـ المصريين بالخارج .. احذر هذا الفعل يعرضك لغرامة مالية بالقانون
  • 7 إشارات مبكرة تحذرك من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
  • كان عايز يرمى هدومه.. ضبط عامل حاول التخلص من جوالين أسفل كوبرى بالشرقية
  • في سنواتهم الأولى.. مؤشرات قد تكشف خطر إصابة الأطفال باضطراب فرط الحركة
  • بفضل الذكاء الاصطناعي.. أصبح التنبؤ بالخرف ممكنًا
  • كيفية التخلص من السعال الصباحي المزعج بخطوات بسيطة