بعد الانفصال | طلب غير متوقع من سيدة ضد طليقها بمحكمة الأسرة
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
تقدمت زوجة بدعوى زيادة نفقة صغار أمام محكمة الأسرة بأكتوبر، ضد طليقها، بعدما علمت بزيادة راتبه مرتين.
اقرأ أيضًا :
. وزير العدل يهنئ البابا تواضروس بعيد الميلاد
وقالت السيدة في دعواها إن احتياجات طفليها في زيادة مستمرة والمبلغ الذي تتقاضاه لا يكفى تلبية كافة متطلباتهم خاصة وأن ما أوصى به الحكم الصادر ضد طليقها من محكمة الاسرة بإلزامه بدفع مبلغ معين لم يعد كافيا ورغم تأييد الحكم من محكمة الإستئناف، أكدت أن راتب طليقها زاد خلال الفترة الماضية مرتين وكان يجب عليه أن يزيد مصاريف طفليه من تلقاء نفسه، من أجل أن يعيشا في استقرار مادي وتتمكن من تلبية طلباتهم.
وأضافت السيدة في دعواها أن طليقها وأسرته حالتهم المادية ميسرة، إلا إنه يتعنت معها في مصاريف طفليه، ومنذ أن تم الطلاق بيننا أخبرها بأن التعامل معى سيكون رسمي من خلال المحاكم، ولم يراعى أنها ربة منزل لا تستطيع أن تصرف على طفليها.
وأكدت أنها تزوجت منذ 7 سنوات من موظف يعمل بإحدى الشركات الخاصة، وكان ينتمى إلى أسرة ميسورة الحال، إلا إنه حريص في الانفاق على المنزل، وتسبب بخله في نشوب الخلافات بيننا والتي تطورت إلى اعتدائه علي بالضرب مما جعلها تترك مسكن الزوجية وتتوجه إلى منزل والدها، الذي أصر على تطليقها ورفض عودتها إليها ليحميها من تفكيره الشاذ.
اقرأ أيضًا :
وأمام محكمة الأسرة طلبت المحكمة التحرى عن دخل المدعى عليه وأجلت الدعوى إلى الشهر المقبل.
وعلى جانب آخر، أكدت الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن من الحقوق الواجبة للمطلقة مؤخر الصداق المثبت في عقد الزواج أو بشهادة الشهود، ونفقة المتعة وتقدر بقيمة 24 شهرا، ونفقة العدة وتقدر 3 أشهر، وتمكينها من مسكن الزوجية أو أجر مسكن الحضانة، وكذا نفقة الصغار من ملبس ومسكن ومأكل وعلاج وتعليم.
وأوضحت «الحنفي» لـ«صدى البلد»، أنه إذا استحالت العشرة بين الزوجين وجب تحكيم شرع الله، قال تعالى: "الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ.." أي يفرق بينهما مع مراعاة الحقوق الواجبة لكل منهما حال الانفصال.
وتابعت: وبناء عليه فإن العلاقة بينهما وجب أن تكون طيبة خاصة إذا كان بينهما أبناء، لأن تشويه صورة الأب من جهة الأم أو العكس سوف يؤثر سلباً على نفسية الأبناء، ولا يحق للأم أن تمنع الأب من رؤية أبنائه أو العكس، وما حدده قانون الرؤية بيوم معين أو وقت معين يحطم نفسية الأولاد ، لأنه كما للأم حق في الأبناء كذلك للأب حق أيضا، وتأثم الأم إذا اختلقت طرقا ما لعدم رؤية الأب لأبنائه، وهي في قرارة نفسها تريد الانتقام منه.
وشددت على أن عدم رؤية الأب لأبنائه أو العكس يعد من باب الجحود والعقوق وهو بعيد كل البعد عن البر والإحسان الذي أمر به الله سبحانه في كتابه الكريم قال تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا." وهذا أعلى من قطيعة الرحم التي لاتكون إلا بين الأقارب.
واكملت: والمشهد في يومنا هذا سواء من جانب المطلقة أو المطلق ليس فيه شيء من الإحسان أو البر، بل نجد أن كل منهما يبذل كل ما في وسعه للانتقام من الآخر، دون النظر إلى مصلحة الأبناء، والذي ترتب عليه إخراج جيل محطم نفسيا ومعنويا دون أي طموح.
ووجهت العالمة الأزهرية نصائح قائلة: أنصح الأزواج اتخاذ كل الطرق للإصلاح بينهما في حال الشقاق، وأنصحهم أيضا بالتفكير في مستقبل أبنائهم وعدم استعجال الانفصال، وفي حال الانفصال عليهم تربية الأبناء في جو من الحب والطمأنينة وكأنه لا خلاف بينهما.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محكمة الأسرة زوج زوجة طلاق محكمة الاسرة
إقرأ أيضاً:
التربية البطيئة.. فن تنشئة الأبناء بهدوء وثقة
بين إيقاع الحياة السريع وتغير متطلبات سوق العمل وتطور التكنولوجيا الرقمية باستمرار، تتأثر تربية الأطفال بشكل كبير ويزداد حجم الضغوط التي يمارسها بعض الآباء على أبنائهم، مما كان سببا في ظهور فلسفة جديدة في التربية وهي "التربية البطيئة".
ولكن ما نهج الأبوة البطيئة؟ وكيف يؤثر التباطؤ في التربية على حياة أبنائنا؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الطفولة المعذّبة في غزة: صور تنطق بالألمlist 2 of 2من المطبخ إلى مهارات الحياة.. لماذا يجب تعليم الأطفال فن الطهي؟end of list فلسفة معاكسة للأبوة المفرطةبداية، تشير الاختصاصية النفسية، آنا ماثور في مقال لها على موقع "جود تو"، أن التربية البطيئة تعد نهجا يسعى إلى إبطاء وتيرة الحياة اليومية المحمومة، وتعزيز الأبوة والأمومة الواعية من خلال التراجع بعض الخطوات إلى الوراء والتخلي عن ضغط الجدولة الزائدة.
وأضافت أن التربية البطيئة تركز على جودة الوقت المخصص للأطفال بدلا من الكم، وتعطي الأولوية للعب غير المنظم مع التركيز على جودة التفاعلات الأسرية والرفاهية العاطفية للأطفال.
وبالرغم من أن التربية البطيئة ليست مفهوما حديثا، بل ربما كانت القاعدة في تنشئة الأجيال السابقة، فإنها ازدهرت مؤخرا كنهج بديل في التربية، قدمه المؤلف الكندي، كارل هونوري في كتابه الصادر عام 2008 بعنوان "تحت الضغط: إنقاذ أطفالنا من ثقافة الأبوة المفرطة"، حيث كتب: "التربية البطيئة تعني السماح لأطفالنا باكتشاف ذواتهم بدلا من أن نفرض عليهم ما نريد، تعني ترك الأمور تحدث بدلا من التدخل المفرط فيها وفرضها".
إعلانويوضح هونوري لموقع "مومنتس أداي" أن التربية البطيئة لا تعني التباطؤ أو إهمال الأبناء بقدر ما تعني القيام بكل شيء بالسرعة المناسبة وبشكل متوازن عن طريق تعزيز اللعب الحر الذي يقوده الأطفال دون جداول زمنية صارمة، والسماح لهم بالنمو بوتيرتهم الخاصة والتفاعل بشكل طبيعي مع العالم من حولهم.
تختلف عن التربية المتساهلةووفق موقع "بيرنتس"، فإن التربية البطيئة بالنسبة للآباء تعد فرصة لتخفيف الضغط النفسي وأخذ استراحة من متطلبات التربية الحديثة وضغوط الإنجازات العالية، وكذلك تحرير أنفسهم من ضغط المقارنات وإعادة اكتشاف متعة التواجد والتواصل مع أبنائهم.
ومع ذلك، يؤكد الخبراء على أهمية التمييز بين التربية البطيئة والتربية المتساهلة، فالتربية البطيئة تعطي الأولوية للتواصل وتضع حدودا مبنية على المحبة، أما التربية المتساهلة، فتفتقر إلى الهيكلية والانضباط، مما قد يشعر الأبناء بعدم الاستقرار وانعدام الأمان.
بخلاف أساليب التربية التقليدية التي ترفع من شأن التحصيل الأكاديمي، تُقدر التربية البطيئة التعلم التجريبي والإبداع والمرونة وتمنح الأطفال حرية الاستكشاف وارتكاب الأخطاء، لذلك يعتبر اللعب الحر جزءا لا يتجزأ من روتين الطفل في التربية البطيئة، ومن فوائدها:
اكتشاف العالم: تتيح التربية البطيئة للأطفال حرية اللعب المستقل أو التظاهري، أو الذهاب في نزهة في الطبيعة، مما يشبع فضولهم ويمنحهم حرية الاستكشاف والميل إلى الملاحظة وطرح المزيد من الأسئلة، وفي تقريرها لعام 2018 "قوة اللعب: دور طب الأطفال في تعزيز النمو لدى الأطفال"، سلطت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال الضوء على أهمية اللعب الحر في تنمية المهارات الاجتماعية والمعرفية والعاطفية ودوره في تعزيز مهارات القرن الـ21 اللازمة للنجاح، مثل حل المشكلات والتعاون والإبداع، وكذلك أشارت إلى دوره في إتقان مهارات إدارة المخاطر.
إعلانتعزيز الثقة بالنفس: يكتسب الأطفال الذين لا يتعرضون لضغوط تلبية التوقعات طوال الوقت مهارات المرونة وحل المشكلات، وتتعزز ثقتهم في أنفسهم، وهذا ما أشارت إليه دراسة أجراها باحثون في جامعة بيس الأميركية عام 2022، إذ توصلت الدراسة بعد مناقشة بيانات 151 طالبا من مختلف الجامعات الأميركية إلى أن توقعات الوالدين المرتفعة تُعرض الأطفال لخطر الخوف من الأحكام وتدني احترام الذات وعدم الثقة في النفس.
تطوير الاهتمامات: عندما يتوفر للأطفال المزيد من الوقت غير المنظم ويتولون زمام المبادرة، فإنهم يكونون أحرارا في استكشاف اهتماماتهم الحقيقية مثل الفن أو الموسيقى أو الرياضة، لمجرد المتعة ويشعرون بالدعم والفهم والاستمتاع.
تطوير مهارات التواصل: تعطي التربية البطيئة الأولوية للمحادثات المفتوحة والتأمل، مما يساعد الأطفال على الشعور براحة أكبر في مناقشة مشاعرهم وتطوير مهاراتهم في التواصل.
تعزيز الاستقلالية: توفر التربية البطيئة بيئة داعمة للمراهقين لتعلم مهارات اتخاذ القرار وتحمل المسؤوليات والتعامل مع الصعوبات في بيئة خالية من التوتر، على عكس الآباء المفرطين في الرعاية.
تعزيز الروابط العائلية: عندما يسمح الآباء لأطفالهم، بغض النظر عن أعمارهم، باختيار الأنشطة والتجارب التي يرغبون في ممارستها، فإن ذلك يُعزز بشكل طبيعي علاقة الوالدين بالطفل ويضع أساسا لعلاقة صحية ودائمة ويخلق ذكريات ذات معنى تدوم بمرور الوقت.
سلبيات التربية البطيئةبالرغم من الفوائد الكثيرة التي تحققها التربية البطيئة، فإنها قد لا تناسب الجميع كما هو الحال مع أي أسلوب تربوي، إذ قد يراها بعض الآباء نهجا متساهلا أو غير منظم، وبالأخص إذا كانوا يقدسون النجاح الملموس ويعتبرونه أمرا ضروريا أو يقدرون روح المنافسة والإنجاز المادي مثل الجوائز الرياضية والدرجات الممتازة.
يمكنك تطبيق فلسفة التربية البطيئة في التعامل مع أبنائك أو الاعتماد على بعض جوانبها من خلال هذه الممارسات:
دع أطفالك يستكشفون بوتيرتهم الخاصة: قد يُظهر طفلك مهارات في كرة القدم، لكن هذا لا يعني أنه مستعد للانضمام إلى فريق بعد، لذا تجنب الضغط عليه للمشاركة إلا إذا كان مهتما ومتحمسا للتجربة.
تقبل الملل: عندما يشعر طفلك بالملل لا تفكر في حلول فورية ولا تحاول إنقاذه بقائمة من الأنشطة المنسقة، ودعه يطلق العنان لإبداعه وذكائه وسيفاجئك بمدى قدرته على شغل وقته وابتكار ألعاب جديدة.
إعلانقلل وقت الشاشات: تقول المعالجة النفسية، الدكتورة نادية تيموريان لموقع "فازرلي"، إن الصحة الرقمية للأطفال تتطلب استخداما واعيا ومتوازنا للوسائط الرقمية، مع التركيز على التعلم والإبداع بدلا من الترفيه المستمر.
لا تثقل كاهل طفلك: التربية البطيئة لا تعني استبعاد كافة الأنشطة المنهجية، ولكن، حاول أن تفهم قدرات طفلك حتى لا تُحمله توقعات قد لا يكون مستعدا لها ولا تُجبره على التفوق في كل شيء، إذ ليس بالضرورة أن يكون كل شيء فرصة للتعلم.