قراءة في القيادة الصهيونية
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
قراءة في القيادة الصهيونية
يصر نتنياهو على مواصلة الحرب لأن كل يوم في استمرارها، يعفيه من يوم في السجن.
تأكد أن معادلة المواجهة كانت في مصلحة المقاومة، من خلال قيادتها الفذة عسكرياً، ومقاوميها الاستثنائيين، شجاعة وذكاءً ومهارة.
إذا كان تشبيه الحرب بصبر ساعة، تشبهاً بمن يصرخ أولاً، فإن ما يجري من حرب بريّة، أصبح من المؤكد أن يصرخ العدو الصهيوني فيها أولاً.
القيادة الصهيونية في إصرارها اللاعقلاني، وبالمطلق، لحرب العدوان على قطاع غزة، يُستثنى فيها نتنياهو المسؤول الأول عنها، من خلال موقعه رئيساً للوزراء.
مع الخسائر اليومية في الحرب البريّة، يعجب الانسان كيف يتم الاصرار على مواصلة حرب لم تحقق إنجازاً عسكرياً واحداً، ولم تخفف مستوى الخسائر في الرأي العام.
* * *
هذه القراءة في القيادة الصهيونية في إصرارها اللاعقلاني، وبالمطلق، لحرب العدوان على قطاع غزة، يُستثنى فيها نتنياهو المسؤول الأول عنها، من خلال موقعه رئيساً للوزراء.
وذلك لأن الأسباب الدافعة لنتنياهو ترتبط بمصلحة شخصية له، وتخصه وحده، وفي مقدمها تعرّضه فوراً للسقوط والمحاكمة، بتهم فساد، فضلاً عن تهمة مسؤوليته، عما أحدثته المقاومة في قطاع غزة، عندما أطلق قائد كتائب عز الدين القسام محمد ضيف (أبو خالد)، عملية طوفان الأقصى، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وما تركته من إنزال ضربة قاضية لوجود الكيان الصهيوني، عندما فاجأت الجيش الصهيوني بشنّ حرب تحريرية، وفي المقدمة "فرقة غزة" التي تمثل قوات النخبة. ومن ثم إنزال هزيمة عسكرية، بما لا يقل عن ألف ومائتي جندي وضابط، مع مركز أمني تكنولوجي رئيس.
نتنياهو ليس من الرجال الذين يتحملون، بشهامة، مسؤولية عن أخطاء ارتكبوها، أو تسببوا بها. فهو لا يملك الشجاعة التي يفترض بالقائد التحلي بها، ولا تتوفر فيه سمة تغليب أيّة مصلحة عامة للكيان على مصلحته الشخصية، إذ يتعارضان. بل هو من نوع "القادة" الذين يضحون بالدماء، وبخراب بيوت شركائه في استيطان فلسطين، لينقذ جلده من السجن.
وهذا البُعد في شخصه، سيظهر جلياً عندما تناقش القيادة العسكرية المشاركة له في مجلس الحرب، ومعها قيادة الجيش. فضلاً عن عدد من القادة والمسؤولين العسكريين المخضرمين الذين أيدوه، أو عارضوه.
كانت الصدمة التي مني بها الكيان الصهيوني، زلزالية إنهيارية، وهو يتابع عبر التلفاز انقضاض كتائب عز الدين القسام، في السابع من أكتوبر 2023، على الجيش الصهيوني، وميليشيا مستوطنات غلاف غزة.
وقد شوهد الجيش مهزوماً من دون "مقاومة" تُذكر، وهو ينفل نفلاً، مولياً الأدبار، ما بين قتيل وجريح وأسير وهارب. ثم كيف سقطت مستوطنات الغلاف، وأُسِر من أُسِر فيها، ثم زاد الطين بِلّة ضربات الطيران الذي جاء متأخراً، مرتبكاً، يتصرف على غير هدى.
من يتابع الصدمة الزلزالية تلك، يتفهم ما حلّ في النفوس من فزع ورعب، ومن خوفٍ على انهيار الجيش الذي رُكبت حوله، وعلى إنجازاته، كل مكوّنات الكيان. فهو الذي اقتلع، بالقوّة، ثلثي الشعب الفلسطيني عام 1948، وأحلّ المستوطنين مكانهم، ليشكلوا "دولة" و"مجتمع" ومؤسسات.
لكن "الفزعة" منقطعة النظير من قِبَل رؤساء أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا هي التي سمحت لقادة الكيان بالانتقال من حالة الصدمة الزلزالية الانهيارية إلى حالة الرد العسكري، وذلك بالاعتماد على سلاح الطيران، بداية، بقصف غلاف غزة، ومنتقلاً فوراً لقصف المدنيين، وتدمير مساكنهم وجامعاتهم ومساجدهم وكنائسهم، ومستشفياتهم ومدارسهم.
فبالنسبة إلى الداخل الصهيوني تحوّلت الصدمة إلى روح انتقامية هوجاء من الشعب في قطاع غزة. ناهيك عن الحقد على قادة كتائب عز الدين القسام، والقوات المقاومة للفصائل التي انتقلت تدرجاً إلى المشاركة في طوفان الأقصى، وأولهم، وفي مقدمهم كانت كتائب سرايا القدس.
وبهذا حققت الفزعة الأمريكية - الأوروبية، لا سيما الأمريكية، هدف استعادة التماسك العام، والانتقال إلى الهجوم. وقد عزز ذلك حملة سياسية عالمية، وحملة إعلامية لشيطنة كتائب عز الدين القسام، واتهام حماس بأنها داعش، واستدعوا كل ما في جعبتهم من قصص قتل أطفال، بقطع رؤوسهم، أو حرقهم، في الأفران، فضلاً عن روايات قتل النساء أو اغتصابهن، وقد تبين أن كل ذلك كان تلفيقاً، فاضطر حتى بايدن على تكذيب تصريحات له، اعتمدت على تلك الأكاذيب.
ولم تمضِ خمسة أيام، إن لم يكن منذ اليومين الأولين، حتى تبين أن الهجوم بالطيران استهدف المدنيين، لإنزال أقصى ما يمكن إنزاله، من قتل جماعي وجرحى وهدم للبيوت. الأمر الذي تكشف عن أن الحرب المعلنة تتنكر للقانون الإنساني والدولي، ولكل القوانين والأعراف العسكرية.
هذا، وقد حظبت حرب الإبادة للبشر، والتدمير للحجر، بداية، بأغلبية الرأي العام لمستوطني الكيان، وبأغلبية الرأي العام بتأثير القيادات الغربية ونفوذها الإعلامي.
لكن ما كاد الأسبوع الثالث يبدأ حتى أخذ يتبين للرأي العام العالمي ولغالبية من دول العالم، بأنهم ليسوا أمام حرب كما عرفت الشعوب الحروب، وإنما أمام قتل جماعي مستديم، ومتواصل بلا انقطاع، وذلك من خلال قصف على مدار الأربع والعشرين ساعة، ويوماً بعد يوم، ومن دون أن تبدو له نهاية.
ومن هنا أخذت سمعة الكيان الصهيوني وقيادة بايدن، وصولاً إلى الحضارة الغربية، تسوء يوماً بعد يوم. وتواصلت هذه "الحرب القذرة" المحرمة دولياً، إلى حد ساءت فيه سمعة الكيان الصهيوني، إلى حدودها القصوى التي يصعب أن تتغبر لاحقاً. وقد سمى البعض قطاع غزة، بمقبرة الأطفال في نظر الرأي العام العالمي.
عندما تمضي هذه الفضيحة التي لا تحتمل لسمعة الكيان الصهيوني في نظر الرأي العام العالمي، خصوصاً في أمريكا وأوروبا وحتى في أوساط واسعة من الشباب اليهود، ومع ذلك تستمر قيادة الحرب بالمضيّ فيها، دون توقف، فهذا يعني أنها فقدت صوابها، وافتقرت إلى الحد الأدنى من العقلانية. وراحت تهدد مستقبل الكيان الصهيوني.
هذا الحكم يتعزز أكثر فأكثر مع تجربة الحرب البريّة، والتي يفترض بالقادة العسكريين أن يلتقطوا، منذ أسبوعها الأول، وبعد تحضير دام ثلاثة أسابيع، بأنها فاشلة. وقد حملت من الخسائر في الضباط والجنود والآليات والدبابات، ما لا تسمح الأكاديميات العسكرية، باستمراره كل تلك المدة التي زادت على الخمسة والستين يوماً (الحرب 86 يوماً)، مع الإصرار على مواصلتها بغباء لا يسوّغه علم عسكري، ولا تاريخ عسكري معاصر.
مما يؤكد أن كل ما تعلمه الجنرالات من المعاهد العسكرية، ومن كارل فون كلاوزفيتز أو أنتوني هنري جوميني وفوللر ليدل هارت، ومن تجاربهم هم أنفسهم، قد طار أمام روح الانتقام والعناد المستند إلى الأهواء، والإصرار الذي لا يشبه غير إصرار، المقامر على متابعة الخسارة التي تنتهي بالانتحار، أو في الشوارع للتسوّل والتشرّد.
عندما تُراجع الخسائر اليومية في الحرب البريّة، ولا حاجة إلى جمعها المهول، يعجب الانسان كيف يتم الاصرار على مواصلة حرب لم تحقق إنجازاً عسكرياً واحداً، ولم تخفف مستوى الخسائر على مستوى الرأي العام.
هنا يُفهم أن يصر نتنياهو على مواصلة الحرب، لأن كل يوم في استمرارها، يعفيه يوماً من السجن. وهو يدرك أن الألسنة اللاذعة من زملائه ستنهش لحمه نهشاً، حالة سقوطه من رئاسة الوزراء.
ولكن كيف يفهم استمرار الجنرالات في حرب خاسرة عسكرياً وسياسياً وسمعة. وهذا مخالف لكل ما تعلموه في تقدير الموقف، بعيداً من الرغبات والأمانيّ والمصلحة الخاصة الأنانية. فالطموح المشروع عسكرياً هو طموح المنتصر، وليس عناد المقامر الذي من الأخسرين.
وكلمة أخيرة لولا الحرص على وقف العدوان لوقف ما يتعرض له المدنيون من تقتيل، والعمران من تدمير، لكان من الأفضل أن تستمر هذه الحرب، من أجل المزيد، فالمزيد من خسائر الجيش الصهيوني، وصولاً إلى الحضيض والنهاية الأسوأ.
على أن هذا العناد الذي أيدّته القيادة الصهيونية، عدا نتنياهو، في الاستمرار حتى الغرق في حرب خاسرة، وبمخالفة لاعقلانية للنتائج، أو بتحدٍ صارخ لميزان قوى عالمي وإقليمي، وميدان عسكري لن يستطيع أن يستمر طويلاً بعد هذا اليوم.
لأن هذا لا يستطيع أن يحافظ على شبه إجماع، أو على غطاء أمريكي بلا حساب لتفاقم الخسارة السياسية والإعلامية، والعزلة الدولية.
فالتصدّع في موقف القادة الصهاينة، هو الذي أصبح صارخاً على الأجندة، وأول ذلك كان إحجام وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، عن مشاركة نتنياهو مؤتمره الصحفي في 29/12/2023. مما يشكل بادرة لانهيار "مجلس الحرب".
إذا كان تشبيه الحرب بصبر ساعة، تشبهاً بمن يصرخ أولاً، فإن ما يجري من حرب بريّة، أصبح من المؤكد أن يصرخ العدو فيها أولاً. وهو ما أكدته معادلة المواجهة التي كانت في مصلحة المقاومة، من خلال قيادتها الفذة عسكرياً، ومقاوميها الاستثنائيين، شجاعة وذكاءً ومهارة، فضلاً عن صبر الشعب العظيم، في تحمّل قسوة ما تعرّض له، من مجازر فظيعة لا مثيل لها، جعلت منه نموذجاً في الإيمان والصبر والاحتساب، وتحدي العدوان.
*منير شفيق كاتب وسياسي فلسطيني
المصدر | عربي21المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: احتلال الفزعة فلسطين طوفان الأقصى القيادة الصهيونية مجلس الحرب کتائب عز الدین القسام الکیان الصهیونی الرأی العام على مواصلة قطاع غزة من خلال
إقرأ أيضاً:
توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل
كتب توماس فريدمان أنه رأى هذه المرة إشارات جديدة في إسرائيل تشير إلى أن مزيدا من الإسرائيليين، من اليسار والوسط وحتى من اليمين، يستنتجون أن استمرار هذه الحرب كارثة على بلدهم أخلاقيا ودبلوماسيا وإستراتيجيا.
وذكر الكاتب المعروف بميوله الليبرالية -في عموده بصحيفة نيويورك تايمز- أن رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، وهو من الوسط، كتب مقالا لم يتردد فيه في مهاجمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه، قائلا إن "حكومة إسرائيل تخوض حاليا حربا بلا هدف ولا تخطيط واضح، ودون أي فرص للنجاح"، وأضاف "ما نفعله في غزة الآن حرب إبادة، قتل عشوائي للمدنيين بلا حدود، وحشي وإجرامي"، وخلص إلى القول "نعم، إسرائيل ترتكب جرائم حرب".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2باحث أميركي: البوسنة والهرسك فاشلة حتى بعد 30 عاما من التدخل الدوليlist 2 of 2إندبندنت: إسرائيل مستمرة بهدم جسور الثقة بينها وبين الغربend of listأما من اليمين، فهذا أميت هاليفي، وهو عضو حزب الليكود اليميني الذي ينتمي إليه نتنياهو، وهو مؤيد شرس للحرب، يعتقد أن تنفيذها كان فاشلا، وأن إسرائيل لم تنجح في تدمير حماس.
ومن اليسار، صرح زعيم التحالف الليبرالي الإسرائيلي يائير غولان بأن إسرائيل في طريقها إلى أن "تصبح دولة منبوذة مثل جنوب أفريقيا، إذا لم تتصرف كدولة راشدة لا تحارب المدنيين، ولا تتخذ قتل الأطفال هواية".
الحرب أنهكت المجتمعوذكّر فريدمان بأنه لم يُسمح تقريبا لأي صحفي أجنبي مستقل بالتغطية المباشرة من غزة، وبالتالي عندما تنتهي الحرب وتمتلئ غزة بالمراسلين والمصورين الدوليين الأحرار، سيتم الإبلاغ عن حجم الموت والدمار وتصويره بالكامل، وستكون تلك فترة عصيبة للغاية بالنسبة لإسرائيل ويهود العالم.
إعلانولذلك كان غولان، وفقا لفريدمان، محقّا في تنبيهه شعبه إلى ضرورة التوقف الآن، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، واستعادة المحتجزين، وإرسال قوة دولية وعربية إلى قطاع غزة، ولكن نتنياهو أصر على مواصلة الحرب.
ومع استهداف الجيش الإسرائيلي مزيدا من الأهداف الثانوية، تكون النتيجة هي قتل مدنيين من غزة كل يوم، مع أنه ليس ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة وحده هو ما يثير غضب الإسرائيليين المتزايد ضد الحرب، حسب فريدمان، بل ما يثيره هو أن الحرب أنهكت المجتمع بأسره.
واستشهد فريدمان هنا بما قاله عاموس هاريل المحلل العسكري لصحيفة هآرتس بأن مؤشرات الفشل تشمل كل شيء من "تزايد حالات الانتحار إلى تفكك العائلات وانهيار الشركات".
وإذا كان العديد من الإسرائيليين يشعرون بأنهم محاصرون من قبل قادتهم، فإن سكان غزة أيضا يشعرون بمثل ذلك -حسب فريدمان- وإذا كان بعض القادة الإسرائيليين سوف يواجهون الحساب عندما تصمت مدافع الحرب، فإن الشيء ذاته سيحدث لقادة حماس بغزة.
وإذا كان قادة حماس قد ظنوا أنهم ينزلون كارثة بإسرائيل، فإنهم -حسب فريدمان- منحوا نتنياهو فرصة لتدمير حليفهم حزب الله في لبنان وسوريا، مما أضعف قبضة إيران على هاتين الدولتين، وحتى على العراق، بل ساعد في إخراج روسيا من سوريا، فيما اعتبرها الكاتب هزيمة مدوية "لشبكة المقاومة" التي تقودها إيران.
وإذا كانت عمليات نتنياهو العسكرية مهدت للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، كما يرى فريدمان، فإن نتنياهو يضيع فرصة السلام هذه برفضه أن يفعل الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يطلق العنان لسياسة المنطقة بأكملها، ألا وهو فتح الطريق أمام حل الدولتين مع سلطة فلسطينية مُصلحة.
قبيلة اليهود ضد قبيلة الديمقراطيةولا عجب أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يريد إضاعة الوقت مع نتنياهو، فهو يذهب إلى الدول التي تعطيه، لا إلى الدول التي تطلب منه مثل إسرائيل، ولكن نتنياهو لن يسمح لترامب بصنع أي تاريخ معه.
إعلان
غير أن ترامب، ربما ليست لديه أي فكرة عن مدى التغيير الداخلي الذي طرأ على إسرائيل، خاصة أن العديد من اليهود الأميركيين لا يدركون مدى ضخامة وقوة المجتمع الديني المتطرف والقوميين المتدينين الاستيطانيين في إسرائيل، ومدى اقتناعهم برؤيتهم لغزة كحرب دينية، كما يقول الكاتب.
وقد أوضح الرئيس السابق للكنيست أفروم بورغ، متحدثا عن اليمين القومي المتدين الاستيطاني في إسرائيل "بيبي (لقب نتنياهو) هو في الواقع بيدقهم وليس اللاعب الحقيقي".
وأضاف بورغ "حدِّثهم عن إمكانية تحقيق إسرائيل السلام مع السعودية، يتجاهلونك ويقولون إنهم ينتظرون المسيح، حدثهم عن فرصة إسرائيل لتحقيق السلام مع سوريا، يردون بأن سوريا ملك للشعب اليهودي، حدثهم عن القانون الدولي، يحدثونك عن القانون التوراتي. حدثهم عن حماس، يحدثونك عن العماليق".
وخلص بورغ إلى أن الانقسام الحقيقي في إسرائيل اليوم ليس بين المحافظين والتقدميين، "بل بين القبيلة اليهودية والقبيلة الديمقراطية. والقبيلة اليهودية هي المنتصرة الآن".
وختم فريدمان بمقارنة بين أسلوبي نتنياهو وترامب المتشابهين في تقويض ديمقراطيتيهما، حسب زعمه، فكلاهما يحاول تقويض محاكم بلاده و"الدولة العميقة"، أما الهدف فهو بالنسبة لترامب إثراء نفسه شخصيا ونقل ثروات البلاد من الأقل حظا إلى الأكثر امتيازا، أما بالنسبة لنتنياهو فهو التهرب من تهم الفساد ونقل السلطة والمال من الوسط الإسرائيلي الديمقراطي المعتدل إلى المستوطنين والمتدينين.