الأسبوع:
2025-05-09@08:15:14 GMT

لعله خير

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

لعله خير

قال تعالي فى كتابه الكريم: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، سورة البقرة 216.

ويعني ذلك: أن الإنسان يقع له شيء من الأقدار المؤلمة، والمصائب الموجعة، فيصيبه الجزع والحزن، ويظن أن ذلك المقدور هو الضربة القاضية، والفاجعة المهلكة، لآماله وطموحاته وحياته، فإذا بذلك المقدور منحة في ثوب محنة، وهدية في شكل بلية، وفوائد نظنها مصائب، ومنافع للإنسان من حيث لا يحتسب، والعكس صحيح: فكم من إنسان سعى في شيءٍ ظاهره خير، وفعل المستحيل للحصول عليه، وبذل الغالي والنفيس من أجل الوصول إليه، فإذا بالأمر يأتي على خلاف ما يريد.

. .لعله خير.

هناك مثل (رب ضارة نافعة) لم يأتِ من فراغ، فقد نمر بالكثير من الظروف والأمور المحزنة، ونشعر أننا خسرنا الكثير، وربما ذلك الضرر قد أزال عنه مصيبة كبيرة قد تحصل لنا مستقبلاً، أو تأتي بعدها منفعة عظيمة.

وقد نرى مواقف ونسمع قصصاً كثيرة في ذلك، مثلا أن رجلاً قدم إلى المطار، وكان حريصاً على رحلته، وهو مجهد بعض الشيء، فأخذته نومة ترتب عليها أن أقلعت الطائرة، وفيها ركاب كثيرون يزيدون على ثلاثمائة راكب، فلما أفاق إذا بالطائرة قد أقلعت قبل قليل، وفاتته الرحلة، فضاق صدره، ولم تمض دقائق على هذه الحال التي هو عليها حتى أعلن عن سقوط الطائرة، واحتراق من فيها بالكامل، فسبحان الله. لعله خير.

وهناك من التاريخ عبرة وقصص، فكثير من الناس عاشوا حياة مؤلمة، تحمل فوائد لاحقة لأصحابها ولغيرهم، كسجن بعض العلماء الذي ساعدهم في تأليف كتب قيّمة كالعلامة الفقيه السرخسي رحمه الله الذي ألف كتابه المشهور: (المبسوط) إملاء على طلابه، وغربة وسفر العلامة ابن القيم الذي يسر له تأليف كتابه المعروف: (زاد المعاد)، وفقدان بصر بعض الشعراء والأدباء (ابن المعري) الذي كتب أجمل القصائد، وكذلك الأديب (طه حسين) حيث كتب مذكراته مع فقدان بصره، وكثير ممن أعطى العلوم الثمينة في ظروفه العصيبة.. فالإنسان يواجه في حياته العديد من المواقف السارة أو المحزنة، ويمر بحالات ضارة أو نافعة، فهل يتقبل ويصبر ويتذكر أن لله تعالى حكمة بالغة في كل أمر حتى إن كان ظاهره سيئاً! وأنه تعالى ينفعك مستقبلاً بغيرها ويعطيك ما تتمناه! فما على الإنسان إلا اليقين بأن الله لا يخذل الصابرين ويعوضهم الخير الكثير.

لذلك عندما يصيب شخص ما ظروف سيئة في حياته، لا ينبغي له أن ييأس من رحمة الله، فالله عز وجل له حكمة في كل أمر يصرفه حتى إن بدا ظاهره سيئًا، حتى في أبسط الأشياء كالشوكة التى تصيب الإنسان بالأذي، فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها، إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة».

وفى النهاية

كل الأشياء التى تقع لنا أو تصيبنا ما هى إلا رسائل لتغيير مسارنا الي ما هو أفضل وأصلح لنا. وكل شيء عنده بمقدار، لهذا تكون أمورنا كلها خير أن نحن أحسنا قراءة الرسائل الربانية.

فما ضاقت إلا فرجت، وما تعسرت إلا تيسرت، وما اشتدت إلا سهل، وما أتى هم إلا اتبعه فرح وسعادة بإذن الله

فرب الخير لا يأتي إلا بالخير.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: لعله خير

إقرأ أيضاً:

تايمز: ما الذي يتطلبه إحلال السلام في غزة؟

قال تقرير نشرته صحيفة تايمز البريطانية إن فرص التوصل إلى سلام دائم في غزة لا تزال ضئيلة بسبب تمسك الأطراف المعنية بمواقفها المتشددة.

وأضاف أنه نظرا لغياب الثقة المتبادلة واستمرار القتال فإن احتمالات نجاح أي مبادرة لحل الأزمة في القطاع مرتبطة بمستوى الضغوط الدولية، خاصة من جانب الولايات المتحدة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: احتلال غزة تضحية بالأسرى وسنكون كالبط بميدان رمايةlist 2 of 2تلغراف: بريطانيا تستعد سرا لهجوم روسيend of list

وأكد التقرير، بقلم مراسل الصحيفة بالشرق الأوسط سامر الأطرش، أن الحكومة الإسرائيلية غيّرت إستراتيجيتها من العمليات المؤقتة في غزة إلى احتلال طويل الأمد، مع نية فرض واقع أمني جديد يشمل إنشاء منطقة عازلة وتشريد سكان شمال القطاع، مما عده عقبة كبيرة أمام أي حل سياسي.

وذكر التقرير أن الهدف المعلن للجيش الإسرائيلي هو الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خاصة بعد أن بدأت الحركة "تواجه تحديات داخلية بسبب تزايد الاستياء الشعبي وسط الجوع والتشرد"، مما قد يضعف قدرتها على الصمود.

ولفت إلى أن الحركة بدورها ترفض إطلاق سراح الأسرى دون تعهد إسرائيلي بإنهاء الحرب، بينما تصر إسرائيل على خطتها باحتلال القطاع وتولي توزيع المساعدات الإنسانية في المنطقة وسط انتقادات منظمات إغاثية.

ويزيد الأمر تعقيدا، حسب التقرير، انقسام المجتمع الدولي حول الحل الأمثل للقضية، إذ يدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة الاحتلال، بينما ترفضها مصر والأردن بوصفها "تطهيرا عرقيا"، وتدعم دول عربية عدة -مثل قطر والسعودية- موقف مصر الرافض لسياسات التهجير القسري.

إعلان

وذكر التقرير أن مصر تسعى إلى تمرير خطة منفصلة تركز على إعادة إعمار غزة وإقصاء حماس دون تهجير السكان، بالتنسيق مع دول عربية أخرى.

وأفاد بأن زيارة ترامب للسعودية وقطر الإمارات الأسبوع المقبل تمثل فرصة مهمة لإعادة إحياء محادثات السلام، خاصة أن هناك جوا من التفاؤل بين المسؤولين العرب بإمكانية استمالة ترامب ودفعه نحو الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب.

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل ستمنح مهلة قصيرة لحماس للإفراج عن الرهائن بالتزامن مع زيارة ترامب، مما قد يؤدي إلى انفراجة دبلوماسية، وسيطلق الجيش الإسرائيلي بعد ذلك عمليته العسكرية المسماة "عربات جدعون".

وخلص التقرير إلى أن الظروف التي حالت دون التوصل إلى هدنة دائمة لا تزال قائمة، فمن جانبها ترفض إسرائيل إنهاء الحرب طالما أن حماس لا تزال موجودة وصامدة، وترفض حماس تسليم الأسرى ما لم تتلقَ ضمانات بإنهاء الحرب من إسرائيل، ولن يتغير الأمر دون تدخل أميركي فعال يغير نهج إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • التنين الصيني الذي يريد أن يبتلع أفريقيا
  • الفاتيكان يختار أول بابا أمريكي عبر التاريخ.. وهذ اللقب الذي سيحمله
  • ماذا يعني اسم سيندور الذي أطلقته الهند على عمليتها ضد باكستان؟
  • سليمان تسلم من قمير كتابه الجديد
  • كان منزلنا في قلب الحصار الذي فرضته مليشيا الجنجويد، المدججة بالأسلحة والمركبات
  • ما الذي يقوله الشعراء؟
  • الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط| ضياء رشوان يكشف تفاصيل كتابه
  • الهدوء الذي يسبق العاصفة
  • تايمز: ما الذي يتطلبه إحلال السلام في غزة؟
  • الطفل حسن عياد الذي أنشد لصمود غزة واستشهد كما غنى