العالم يكذب دون أن يخجل في يوم ميلادك.. يقتل ويعبث بما خلقه الله.. فمتى الخلاص؟

 

 

 

تفاعل الكثيرون مع صور الفنان الهندى وتمنوا انتهاء حرب إسرائيل على غزة ليفرح الأطفال مرة أخرى.. لكن أطفال فلسطين لم يتفاعلوا مع ذلك الخيال لأنهم يعيشون الواقع ويريدون سلاماً حقيقياً، يريدون قراراً نافذاً لوقف إطلاق النار والعودة إلى ديارهم، فقد فاتهم الكثير من دروسهم يودون تحصيلها، تمزقت كرارسيهم وأُحرقت أقلامهم وتاهت سطورهم، سيبدأون من جديد في كتابة سطر عن الحياة كعادتهم.


 

لا أحد يفرق بين شموع عيد الميلاد، وشموع يستخدمها الأهالي جراء انقطاع الكهرباء في قطاع غزة، وخاصة أطفالها الذين يبكون مع بكاء الشموع، بعدما فقدوا آباءهم وأمهاتهم وكراستهم لكنهم لم يفقدوا ابتساماتهم، التي ما زالت تتوضي في السماء مستبشرة بعام جديدٍ وإن أتى على الأنقاض.

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بصور «بابا نويل» وهو يبحث بين الأنقاض عن أطفال غزة ويسأل سؤالا كخنجر في قلب العالم الصامت المتواطئ: هل يوجد أحد هنا؟.. يوجد صبح لا تستطيع آلة الاحتلال الغاشمة محوه.. يوجد أطفال ينبتون من الأرض ومن تحت الأنقاض سيصيرون أشجاراً تحمي وطنهم من هبوب العواصف وطمس الحقائق.. هنا غزة وما أدراك ما غزة.

في زوايا غزة الصامدة، أطفال يتحدثون بلغة البراءة،  عيونهم تشع بالأمل والإصرار، في قلوبهم لحن من المقاومة والحب.

«أطفال غزة، يا أبطال الأمل،تحت قصف الظلم لكنكم تقفون، بقوة وإصرار تواجهون التحديات، تبنون الأحلام في عالم الألم.. أنتم نجوم لا تخمد أضواؤها، في سماء غزة تتلألؤون كالمجرات، تروون قصص الصمود والصدق، تعلموننا دروس الحياة والشهامة. نحن نقف بجانبكم يا أطفال غزة، نحمل راية العدالة والإنسانية، ندعمكم بقلوب صافية وأفكار نيرة، نحلم بعالمٍ خالٍ من الحروب والجراح.. فلنعمل سويًا من أجل غدٍ أفضل، حيث ينمو السلام كزهرة جميلة، وينعم الأطفال بحياة آمنة وسعيدة، في غزة وفي كل أنحاء العالم».

كنا هنا.. كنت أنا كنت هنا.. كنت أنا..

كانت الدنيا لنا في ربيع عمرنا.. 

الشوارع ملكنا.. 

والسلام يعمنا بالصفاء والهناء.. 

من بعيد تنظر لنا نبدو وكأننا كلآلئ في السماء..

تفرح الحياة بنا حتى غاب فيه آمالنا..

ضاع فيه سلامنا.. 

دمرت أحلامنا كل يوم.. كان يعلى صوتنا.. شر يقصف بيتنا.. 

فانهض انتفض لنا ولو ليوم.. كنت هناك.. كنت أنا..

 كانت الدنيا لنا وفي السماء ها أنا كنت هنا..

 كنت أنا.. كانت الدنيا لنا

 السلام أمانة.. السلام رسالة.

ثمة شئ تغير في كيمياء البشر، لم يعد الأشخاص ولا الأشياء كما كانت، شوهت يد الغرب الاستعمارية كل جميل في العالم، حتى ذلك الرجل العجوز السعيد دائماً، كان سميناً ضحوكاً، وبات نحيلاً عبوساً، سترته الحمراء باتت ملطخة بالدماء حتى أطرافها البيضاء لطخها ثرى الأنقاض، ولحيته كساها غبار القصف، بابا نويل الذي كان مصدر سعادة، كان يأتي من مداخن المدافئ ونوافذ وأبواب المنازل محملاً بالهدايا، دسوا في زكائبه قنابل ومدافع وأسلحة فتاكة.

خيال يحاول تحسين صورة «سانتا كلوز» 

 ما يقارب الثلاثة شهور وأطفال قطاع غزة يعيشون في دمار وخراب، بسبب قصف المنازل والمشافي والمدارس، مشاهد الخراب في غزة، دفعت العديد من المشاهير إلى نسج صور من الخيال لأوضاع يعمها الحب والسلام في محاولة لإنقاذ احتفالات عيد الميلاد المجيد من أسفل أنقاض الخراب والدمار.. من بين هؤلاء المصور الهندى جيو جون مولور، الذي استخدم الذكاء الاصطناعى، في محاولة لتحسين صورة بابا نويل فتخيل عددًا من أبرز نجوم كرة القدم حول العالم وأشهر نجوم هوليوود، مثل النجم ويل سميث وتوم كروز وغيرهم، وهم يتقمصون شخصية بابا نويل ويرتدون بدلته الحمراء الشهيرة، ويلتقطون صورة «سيلفى» مع أطفال غزة وهم فرحون مبتسمون، ذلك الخيال الذى تمناه الهندى المقيم بدبى، حسبما ذكر بصفحته الشخصية على «فيس بوك».

ونشر المصور ومصمم الجرافيك، الصور التي صممها بواسطة أحد برامج الذكاء الاصطناعى، على صفحته الخاصة على «فيس بوك»، وكتب عليها: «هذا الكريسماس، أتصور عالماً يزدهر فيه الفرح، أقدم هذه الصور في غزة، وهؤلاء المشاهير الذين يرتدون زي سانتا كلوز، يجلبون هدايا للأطفال ترمز للسلام والحب.. الأرض التي ولد فيها عيسى لا ينبغي أن تحمل أحزان الأطفال. لنتحد لنشر الحب وليس الحرب هذا الموسم».

«دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات»

تفاعل الكثيرون مع الصور التي نشرها الهندى، وتمنوا إنتهاء حرب إسرائيل على غزة ليفرح الأطفال مرة أخرى.. لكن أطفال فلسطين لم يتفاعلوا مع ذلك الخيال لأنهم يعيشون الواقع ولم يعودوا يعبأوون بكلمات الشجب والإدانة وفيديوهات التضامن وعبارات السلام الزنانة التي تطير مع سحب الدخان، فهم يريدون سلاماً حقيقياً يٌفرض على أرض الواقع، يريدون قراراً نافذاً لوقف إطلاق النار والعودة إلى ديارهم، فقد فاتهم الكثير من دروسهم يودون تحصيلها، تمزقت كرارسيهم وأُحرقت أقلامهم وتاهت سطورهم، سيبدأون من جديد في كتابة سطر عن الحياة كعادتهم، سيملأون صفحاتهم بذكريات مريرة عاشوها من فقد للأهل والأصدقاء وركض بين البلدات هرباً من رصاصات اختارتهم بقصد حتى لا ينبتوا من جديد كشجر زيتون يحيي قضيتهم.. كثيرة هي حكايات أطفال فلسطين في أعياد الميلاد صاغوها بأقلام من أضلاعهم المكسورة وأناملهم المبتورة، ملأوا الدويات من دمائهم وكتبوا رسائلهم إلى السيد المسيح في يوم ميلاده: أين أنت أيها المخلص؟ أترى ما فعلوه بنا؟ نحن نذوق ما ذقته من عذاب لأننا لم نخن دعوتك للسلام، هم يصلبوننا كل يوم وعلى جثاميننا يحتفلون، ونحن نسأل جميعنا يا سيدي: أين صاحب الحفل؟ لم تكن كلمة عبارة تلك التي قالها بابا الفاتيكان من أننا في غزة نشبه «يسوع الصغير». 

ألم يكن مجيئك من أجل فداء البشر لكي تهبهم حياة بدلاً من الهلاك!. ألم يحاولوا قتلك مراراً، ولم يهدأ لهم بال حتى صلبوك وصرخوا قائلين «اصلبه دمه علينا وعلى أولادنا».
العالم يكذب دون أن يخجل في يوم ميلادك.. يكذب ويقتل ويعبث بما خلقه الله متغطرساً متكبراً متجبراً.. فمتى الخلاص؟.

طفل فلسطيني يُبكي المسيح

«إنه ليست مشيئة أبيكم الذي في السموات أن يُهلك أحد هؤلاء الصغار»

قال شادي وهو يُشعل شمعة عيد الميلاد: أنت تعلم ما يحدث الآن، هدموا منزلي وأحرقوا ألعابي وقتلوا أبي، وتركت أمي تنتحب ورغم كل ذلك جئت إليك مبتسماً، ليس لدينا الآن أكل يكفينا.. أنظر يا سيدي أنا أمشي حافياً.. أرجوك ساعدني أن أعود إلى المدرسة، وأرجو أن تٌعيد لي أبي غذا إن كان ذلك في الإمكان، لكني لا أعرف أين ينام فكل أرضنا أصبحت مقابر بلا عنوان، لكن من المؤكد أن لديك كل الأسماء والأماكن..  هل تريد أن ترى كدماتي (وهم ينتشلونني من تحت الأنقاض)؟ وهذه دماء هنا أيضاً.. أنا أعتقد أنك تعرف بوجود الدم.. أرجوك لا تغضب، أنت أفضل صديق لي، وأنا أخبرك بكل ما جرى وبخوفي ومع ذلك أنا فرح بيوم ميلادك.. وها أنا أعطيك هديتي لك.. قلبي كما هو رغم ما عاش من ألم.. وانتظر منك هديتك، التي أحب أن تكون السلام..

لم يكمل "شادي" جملته حتى أصابته قذيفة من قذائف الاحتلال، فتجمع حوله كثير من الناس وهو غارق في دمائه، وفجأة .. ظهر رجل بثياب بيضاء.. جرى مسرعاً إلى شادي وحمله على ذراعيه وهو يبكي.

رسالةٌ من القلبِ إلى القلبِ، أرسلها معْ عصفورٍ فلسطينيٍ جريحٍ، طافت روابي الوطنِ وتلاله، حطّت على جبالِ الخليلِ، ثم واصلتْ الطريقَ صوبَ رام اللهِ ومرّت على غزّة ويافا والجليل، عبرت حواجزَ الاحتلالِ الإسرائيليِ، ثمّ شاهدَت عدوانَ الاحتلالِ الغاشمِ في الهزيع الأخير من الليل، يطرقون ببساطيرهم أبوابَ الآمنين في أزقّة الضفةِ والقدسِ، ثمّ يهاجمون العزّل ويعتقلون ما شاءوا من المكلومين والمجروحين.
22 ألف شهيد أغلبهم من الأطفال

يسجل قطاع غزة حربا إسرائيلية غاشمة منذ 7 أكتوبر الماضي؛ إذ ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية «السيوف الحديدية» رداً على عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها الفصائل الفلسطينية صباح السبت 7 أكتوبر، وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين حتى الآن مع مرور 90 يوماً على الحرب إلى أكثر من 22 ألف شهيد أغلبهم من الأطفال والسيدات وسط مطالبات من دول عربية وإقليمية وعالمية لوقف إطلاق النار في ظل دخول العام الجديد وارتفاع أعداد القتلى والمصابين والشهداء.
ظهر الملاك ليوسف بالليل 

قال له خذ مريم واذهب لبلاد النيل

قام يوسف في الحال 

أخذ الطفل المتعال والعذرا مريم لبلاد السلام

غضب الملك فأرسل الرجال 

إلى بيت لحم أهلك جميع الأطفال

لذا بيت لحم باتت باكية       

أرواح الشهدا بها هائمة

 بعد تلاث أعوام بشره في المنام       

 أن الإله البار أهلك الملك الجبار

.. وتستمر المأساة حولنا لكن فلسطين باقية

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حرب إسرائيل غزة اطفال غزة

إقرأ أيضاً:

كنيسة القديس بولس تنظم غدًا فعاليات الخمسين المقدسة

تنظم كنيسة القديس بولس التابعة لإيبارشية الأقباط الأرثوذكس، غدًا الأحد، فعاليات خاصة بمناسبة الاسبوع الثاني من الخمسين المقدسة التي تعرف بـ"خبز الحياة الأبدية أو أحد الشبع"، ذلك بمقرها في منطقة مدينة العبور بدءًا من الساعة السادسة صباحًا.  

بمناسبة الأسبوع الثاني من الخمسين.. فعاليات خاصة بكنيسة الشهيد أبانوب فعاليات كنيسة العذراء بالزمالك بمناسبة الأسبوع الثاني من الخمسين المقدسة


يتخلل اللقاء اقامة الطقوس القبطية الأرثوذكسية خلال فترة الخميسن، ومن المقرر أن ينتهي القداس الأول الساعة الثامنة والنصف صباحًا ، يليه القداس الثاني مباشرةً ويستمرحتى  الحادية عشر صباحًا.

 

الخمسين المقدسة في الكنائس القبطية


تستكمل الكنيسة  المصرية الأرثوذكسية،  احتفلها بذكرى قيامة السيد المسيح من خلال فترة روحية تعرف بـ"الخمسين المقدسة"، وهى الأيام المنحصرة بين عيد الفصح المجيد وعيد العنصرة المقرر اقامته 23 يونيو المقبل، وتُعد رحلة ممتدة للفرحة المسيحية التي شهدت العديد من الأحداث الخالدة في وجدان الأقباط.   


وتحتفل الأسبوع الثاني من الخمسين بـ"خبز الحياة الأبدية" وهو الأحد الذي جاء بعد أحد توما في إطار قصص احاد الخمسين، وتعد هذه الفترة لا يوجد صوم ولا مطانيات، وتقيم الكنيسة في هذه الفترة احتفالات واعلان الفرحه الروحية وتعلو الألحان الفريحية، وتعليق الستائر البيضاء، كما تسود الورود التي تتزين بها الساحات داخلها كثيرًا ما تشهد اقامة الأفراح وتمتلأ الأجواء بالبهجة والزغاريد. 


وأشار قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في احتفالية عيد القيامة منذ أسبوعين بالكاتدرائية المرقسية في العباسية، إلى فترة الخمسين المقدسة التي تبدأ بعيد الفصح وتعتبر كل اسبوع فيها هو احتفال بـ "أحد القيامة"، قائلًا :"كأننا نحتفل بيوم أحد طويل".


وتعتبر "الخمسين" فترة روحية بالكنيسة القبطية  وهى عبارة عن  ٤٠ يوم قبل ذكرى صعود  المسيح، ١٠ يوم بعد الصعود  وهى الفترة التي شهدت في إتمامها  حلول الروح القدس علي التلاميذ، وأما عن كلمة "الخماسين" تعني في معجم اللغة العربية هي إسم رياح مصرية حارة جافة  متربة أي هي أسم رياح مصرية مصحوبة بحرارة جافة ومصحوبة بأتربة ، لذلك تكتب الخمسين في الكنيسة نسبةً لهذه الذكرى المجيدة.


القيامة..احتفالات مستمرة في كنائس مصر


تمتد فترة احتفالات القيامة بعدما اقيمت صلوات القداس الإلهي  بالكاتدرائية المرقسية في العباسية والتي جاءت في كرى قيامة المسيح من بين الأموات مرورًا بعدة لحظات فارقه في الإنسانية والتاريخ المسيحي كذكرى خميس العهد أو كما يعرف بالعشاء الأخير اليوم الذي غسل المسيح أجل تلاميذة في رساله منه لأهمية التواضع وصولًا ليوم الجمعة العظيمة ذو خصوصية روحية ومكانة فريدة لدي الأقباط، ويرتبط هذا اليوم بذكرى هامة وهى تسليم السيد المسيح الى المحاكمة وبدء تعذيبه بشتى الأنواع على يد اليهود والحكام الرومان، بعدما خانه تحد تلاميذه يدعى "يهوذا" كما أنه يعيد  هذا اليوم  إلى الاذهان ذكرى فداء  المسيح من اجل خلاص  العالم من ظلام الإستبداد والظلم وهى الاحداث التي جاءت في ختام أسبوع الآلام آخر ايام المسيح في الأرض.

مقالات مشابهة

  • الأميرة رشا يسري لـ«بين السطور»: العالم يتعامل مع فلسطين بسياسة «الكيل بمكيالين»
  • أحرار غزّة من العالم الغربي
  • من المسؤول عن الحروب العبثية في المنطقة؟!
  • طريقة عمل حلوى الموكا بالبسكويت
  • 5 لاعبين من برشلونة يرفضون استمرار تشافي
  • احتجاجات حاشدة في مدن رومانية تنديداً بجرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة وإحياء لذكرى النكبة
  • مشعل: المقاومة بخير وصمود غزة غيّر العالم
  • كنيسة القديس بولا تشهد أنشطة الخمسين المقدسة..غدًا
  • كنيسة القديس بولس تنظم غدًا فعاليات الخمسين المقدسة
  • خاص| "عادل إمام أبي الروحي".. ابنة سعيد صالح توجه رسالة للزعيم فى عيد ميلاده