عين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، وزير البيئة السابق مراد كوروم مرشحا لحزب العدالة والتنمية الحاكم في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول المقررة في مارس المقبل، سعيا لاستعادة السيطرة على أكبر مدينة في تركيا.

وسيتنافس كوروم ضد أكرم إمام أوغلو من حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي، والذي أنهى انتخابه رئيسًا للبلدية في عام 2019 25 عامًا من حكم حزب العدالة والتنمية وأسلافه الإسلاميين في إسطنبول.

في مايو الماضي، فاز أردوغان بإعادة انتخابه رئيسًا، بينما حصل حزب العدالة والتنمية وحلفاؤه القوميون على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية، مما يوضح التحدي الذي واجهته المعارضة في الانتخابات البلدية على مستوى البلاد في 31 مارس.

وقال أردوغان خلال مراسم إعلان ترشيح كوروم وغيره من مرشحي حزب العدالة والتنمية في الانتخابات: 'بالعمل جنبًا إلى جنب، سنخرج إسطنبول بالتأكيد من فترة خلو العرش في السنوات الخمس الماضية'.

وكان كوروم (47 عاما) وزيرا للبيئة والتحضر في الفترة من يوليو 2018 حتى يونيو الماضي، وترك المنصب بعد الانتخابات. ثم تم انتخابه عضوا في البرلمان عن إسطنبول، المركز التجاري لتركيا والمدينة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة، أو حوالي 20٪ من السكان.

وكان كوروم أحد أبرز الشخصيات في تعامل الحكومة مع الزلازل المدمرة التي هزت جنوب تركيا في فبراير الماضي، وأودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص.

درس الهندسة في الجامعة وعمل في إدارة الإسكان الجماعي في تركيا قبل أن يتولى منصب وزير.

وأعلن أردوغان مرشحي حزبه لأكثر من عشرين بلدية في البلاد يوم الأحد، ومن المتوقع أن يعلن مرشحيه للبلديات الأخرى، بما في ذلك العاصمة أنقرة، في وقت لاحق من الشهر الجاري.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رجب طيب أردوغان مراد كوروم حزب العدالة والتنمية إسطنبول تركيا حزب العدالة والتنمیة

إقرأ أيضاً:

دبلوماسي فرنسي: لهذا يجب علينا أن نقترب من تركيا أردوغان

كتب جيرار أرو، السفير الفرنسي السابق لدى الولايات المتحدة وإسرائيل والأمم المتحدة، أن البيئة الدولية والتهديد الروسي يجب أن يدفعا فرنسا والاتحاد الأوروبي إلى إظهار قدر من البراغماتية تجاه أنقرة.

وتوقع الدبلوماسي الفرنسي -في تحليله الأسبوعي للأخبار الدولية في مجلة لوبوان الفرنسية- أن يثير عموده هذا عاصفة من الاحتجاج بين قرائه، لأن الدعوة إلى التقارب بين أوروبا وتركيا، تكفي لإثارة سخط أصدقاء اليونان وأرمينيا والأكراد وإسرائيل، ناهيك عن "أنصار الديمقراطية ومنتقدي الإسلام السياسي".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل سيُسجن المدير السابق للإف بي آي بتهمة الدعوة لاغتيال ترامب؟list 2 of 2ما سر الحشرة الزومبي التي تخرج بالملايين في أميركا كل 17 سنة؟end of list

وإذا أضفنا إلى أولئك من ينفرون من نبرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتعالية -كما يقول أرو- فإننا قد نوصف بلعب دور "محامي الشيطان"، إذا تجرأنا على القول بأن البيئة الدولية يجب أن تقودنا إلى التعاون مع أنقرة.

وذكر الدبلوماسي السابق بأن أسس العلاقات الدولية في عالم يهيمن عليه منطق القوة، لا تؤسس على التحالف أو التقارب الدائم، بل على وعي الطرفين بأن مصالحهما تتقارب ولو جزئيا، وأن تعاونهما سوف يخدم هذه المصالح بشكل أفضل.

وقدم الكاتب أمثلة تاريخية على هذا النوع من الوعي، كالتقارب عام 1892، بين فرنسا وروسيا بسبب الرغبة المشتركة في تحقيق التوازن مع ألمانيا، وكالتقارب عام 1904، بين إنجلترا وخصمها الفرنسي بسبب الخوف من جارهما الألماني، مشيرا إلى أن التقارب لا ينبغي أن يكون عالميا ولا دائما، لأن العلاقات الدولية متنوعة ومتغيرة.

إعلان

وذكر أرو بأن خلافات فرنسا المتكررة والعنيفة في بعض الأحيان مع الولايات المتحدة، لم تمنعهما قط من التحالف داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وقال "عندما كنت الممثل الدائم لفرنسا لدى مجلس الأمن، كنت أتعاون مع زميلي البريطاني بشكل وثيق إلا في قضيتين، قبرص التي يقف فيها إلى جانب تركيا، والصحراء التي يقف فيها إلى جانب الجزائر".

إستراتيجي اسمه أردوغان

وتساءل الكاتب لماذا لا نظهر نفس البراغماتية تجاه تركيا اليوم ولو كانت الخلافات تفصل بيننا؟، وأوضح أن المصالح المشتركة تقربنا منها أكثر من أي وقت مضى لسببين، أولهما أنها أصبحت قوة ديموغرافية وصناعية وعسكرية كبرى، وثانيهما أن التاريخ والجغرافيا يجعلان منها خصما إستراتيجيا لروسيا في منطقة القوقاز والبحر الأسود والشرق الأوسط.

وأشار الكاتب إلى أن تركيا لا تزال تخضع لضغوط من جارتها روسيا، ولكنها نجحت منذ بداية الحرب في مناورتها، لأن مصلحتها تقضي من ناحية، الحفاظ على أوكرانيا مستقلة بينهما، وهي من ناحية أخرى، في موقف حساس بسبب وجود القوات الروسية في سوريا وأرمينيا.

وبالفعل نجح طيب أردوغان في الحفاظ على علاقات جيدة مع كلا الطرفين المتحاربين رغم تسليحه أوكرانيا، وقد ترك لأذربيجان والمقاومة السورية مهمة إخراج الروس من حدودهما، كما استغل الصراع في غزة لإنشاء نظام قريب منه في دمشق، وفقا للسفير الفرنسي السابق.

وأخيرا استطاع أردوغان -كما يقول أرو- إسكات عدوه الأبدي حزب العمال الكردستاني الذي ألقى سلاحه بعد عقود من القتال، وبالتالي ليس من المستغرب أن تقترح روسيا إجراء مفاوضات مع أوكرانيا في هذا البلد الذي أثبت نفسه كمحور للتوازنات الإقليمية.

وفي الوقت الذي تنسحب فيه الولايات المتحدة من أوروبا وتتخلى عن دورها كشرطي عالمي، يبدو -كما يختم أرو- من الضروري لفرنسا وأوروبا الدخول في حوار مع تركيا التي تعززت قوتها، والتقارب معها خاصة فيما يتصل بروسيا، لأننا "نتقاسم مع أنقرة بعض المخاوف من عدوانية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمثل يقول عدو العدو صديق"، وفق تعبيره.

إعلان

مقالات مشابهة

  • تركيا: أوامر اعتقال بحق 22 شخصا في بلدية إسطنبول بتهم فساد تشمل مقربين من إمام أوغلو
  • موجة ثالثة من الاعتقالات ضد بلدية إسطنبول الكبرى
  • تركيا تعتقل 18 شخصا في حملة على الفساد ببلدية إسطنبول
  • العدالة والتنمية يحذر من فساد الدعم وغياب العدالة في تدبير الفلاحة
  • اعتقالات جماعية تهز إسطنبول.. ما الذي يحدث في البلدية؟
  • أردوغان يُبشّر بنصّ يليق بقرن تركيا
  • مستشار أردوغان السابق: من الصعب حصول الحزب الحاكم على 50%
  • تركيا.. العدالة والتنمية يعاود تصدر استطلاعات الرأي
  • خصم 50% للطلاب.. مبادرة من بلدية إسطنبول لدعم الشباب
  • دبلوماسي فرنسي: لهذا يجب علينا أن نقترب من تركيا أردوغان