منخفض جوي قاتل في غزة: البرد ونقص الدواء يهددان حياة أكثر من 100 ألف طفل
تاريخ النشر: 11th, December 2025 GMT
تشهد وزارة الصحة في غزة حالة استنفار متصاعدة مع تحذيرات أطلقها مديرها العام الدكتور منير البرش بشأن تداعيات المنخفض الجوي الجديد، والذي يهدد حياة آلاف العائلات النازحة في المخيمات، حيث يتحول المطر والبرد – وفق البرش – إلى خطر مباشر يهدد الفئات الأضعف.
وأوضح البرش، في مقابلة مع قناة الجزيرة، أن المخيمات تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الإصابات الفيروسية الناتجة عن البرد القارس، إضافة إلى الانعدام شبه التام للغذاء والدواء، ما يجعل الأطفال والنساء والمرضى في دائرة الخطر المتصاعد.
وأشار إلى أن غياب الملاجئ المناسبة والخيام القادرة على حماية النازحين فاقم من تأثير موجة البرد، حيث تتعرض الفئات الهشة لأمراض تنفسية متعددة، من التهاب رئوي والتهابات في القصبات ونزلات برد حادة وأمراض جلدية، وصولاً إلى حالات ارتجاف وتباطؤ في التنفس ودقات القلب قد تؤدي إلى الوفاة.
وأكد البرش أن هذه الظروف القاسية أدت اليوم الخميس إلى وفاة الطفلة رهف أبو جزر (8 أشهر) في خان يونس جنوب القطاع، مشدداً على أن النقص الحاد في الأدوية جعل الوضع أكثر خطورة. ولفت إلى أن الوزارة تعاني نفاداً تاماً لنحو 70% من أدوية السرطان، إضافة إلى غياب ألف صنف دوائي أساسي، و312 نوعاً من الأدوية و710 من المستهلكات الطبية الأساسية، ما تسبب في شلل للأقسام الحيوية، خاصة الرعاية الأولية وعلاج الأمراض المزمنة.
وكشف البرش عن إحصاء 102 ألف طفل دون سن الخامسة في قطاع غزة، بينهم أكثر من 9 آلاف يعانون سوء تغذية حاد، محذّراً من أن موجات البرد ستفاقم أوضاعهم الصحية ما لم تُفتح المعابر بشكل فوري لإدخال الأدوية وحضّانات الأطفال وأغذية الطوارئ لإنقاذ الأرواح.
ومع استمرار هطول الأمطار، تتدهور أوضاع النازحين في مخيمات القطاع، حيث غمرت المياه خيام مئات الأسر في عدة مناطق، وسط توقعات بأن تتفاقم الأزمة خلال الساعات المقبلة.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
صحة غزة: البرد يهدد حياة الأطفال وكبار السن بخيام القطاع
حذّر مدير عام وزارة الصحة بقطاع غزة منير البرش، الخميس، من وفاة أطفال وكبار سن ومرضى جراء انخفاض درجات الحرارة داخل خيام النازحين التي غمرتها مياه الأمطار خلال المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع.
وخلال الساعات الـ24 الماضية، تلقى جهاز الدفاع المدني بغزة أكثر من 2500 مناشدة من نازحين غمرت مياه الأمطار خيامهم بفعل المنخفض العاصف، وفق ما أفاد به للأناضول متحدثه محمود بصل في تصريحات سابقة الخميس.
ومع اشتداد تأثير المنخفض منذ فجر الأربعاء، غرقت آلاف خيام النازحين في مناطق متفرقة من القطاع، بعد هطول أمطار غزيرة بكثافة، وسط توقعات باستمرار الحالة الجوية حتى مساء الجمعة.
وتأتي هذه الموجة في وقت يعيش فيه النازحون أوضاعا مأساوية بفعل انعدام مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى المستلزمات الأساسية وتراجع الخدمات الحيوية بسبب الحصار الإسرائيلي.
وقال البرش، في تصريح للأناضول، "ما زالت الإبادة هي العنوان الأبرز لما يحصل في غزة، ومع كل منخفض جوي يتحول البرد والمطر إلى تهديد مباشر للفئات الهشة التي تعيش بلا منازل وبلا تدفئة في خيام ممزقة وأسقف مهدمة".
وأضاف "انخفاض درجات الحرارة ينهش الأطفال وكبار السن والمرضى، ويؤدي إلى رجفان شديد وفقدان حرارة وتدهور في التنفس وقد يصل إلى الوفاة، خاصة مع المجاعة وضعف المناعة".
وتابع "الرطوبة والمياه داخل الخيام تخلق بيئة مثالية لانتشار الالتهاب الرئوي والتهابات الجهاز التنفسي، بينما يعجز المرضى عن إيجاد دواء أو رعاية صحية".
ولفت إلى أن البرد بغزة ليس حالة جوية بل عاملا إضافيا في معادلة الموت اليومي، يهدد مئات الآلاف ممن لا يطلبون سوى خيمة تقيهم، بينما يقف العالم متفرجًا في صمت فاضح أمام شعب محاصر يعيش المجاعة والقصف والبرد في آن واحد.
وفي السياق ذاته، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل مقاطع تظهر وفاة رضيعة في مدينة خان يونس، قالوا إنها توفيت بسبب البرد.
إعلانوظهر أحد أفراد عائلتها في مقطع مصور وهو يقول: "قتلها البرد، يا عالم ما حد مدور عليهم، الأطفال بموتوا واحد واحد".
ويتخذ معظم النازحين من الخيام التالفة مأوى لهم، في حين قدر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، أن نسبة الخيام التي لم تعد صالحة للإقامة في القطاع بلغت نحو 93%، بواقع 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفا.
ورغم انتهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة بسريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم يشهد واقع المعيشة لفلسطينيي غزة تحسنا جراء القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على دخول شاحنات المساعدات، منتهكة بذلك البروتوكول الإنساني للاتفاق.
وعلى مدى نحو عامين من الإبادة تضررت عشرات آلاف الخيام بفعل القصف الإسرائيلي الذي أصابها بشكل مباشر أو استهدف محيطها، في حين اهترأ بعضها بسبب عوامل الطبيعة من حرارة الشمس المرتفعة صيفا والرياح شتاء.