تمليه الضرورة.. كيف تسير الولايات المتحدة وإيران نحو إبرام اتفاق نووي جديد؟
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة قطر عن تمليه الضرورة كيف تسير الولايات المتحدة وإيران نحو إبرام اتفاق نووي جديد؟، تشير المعطيات إلى أن واشنطن وطهران تسيران في اتجاه عقد اتفاق مؤقت أو محدود تمليه الضرورة، دون سقف اتفاق عام 2015، إلا أن ذلك لا يعني أن الاتفاق .،بحسب ما نشر الخليج الجديد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات تمليه الضرورة.
"تشير المعطيات إلى أن واشنطن وطهران تسيران في اتجاه عقد اتفاق مؤقت أو محدود تمليه الضرورة، دون سقف اتفاق عام 2015، إلا أن ذلك لا يعني أن الاتفاق صار محققًا"، هكذا يتحدث تقرير للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، لافتا إلى انهيار محادثات فيينا، حينما بدا أن الطرفين قد توصلا إلى "مسودة اتفاق"، في مارس/آذار 2022.
لكن المحادثات هذه المرة، وفق التقرير، عكس محادثات فيينا، لا ترمي إلى إحياء اتفاق عام 2015 وعودة الولايات المتحدة إليه، بقدر ما تركز على قيود محددة أو مؤقتة على البرنامج النووي الإيراني والإفراج عن معتقلين وأموال محجوزة.
وقد يفسر هذا تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي، في يونيو/حزيران 2023، حينما قال إنه "لا ضير في التوصل إلى اتفاق مع الغرب بشرط الحفاظ على البنية التحتية النووية لإيران".
إضافة إلى ذلك، وفق التحليل، لا توجد معارضة إقليمية قوية لاتفاق أمريكي - إيراني، كما كان عليه الحال في اتفاق عام 2015، خاصة في ضوء التقارب الحاصل بين إيران ودول عربية في الخليج (السعودية والإمارات تحديدًا).
فحتى إسرائيل التي عارضت بشدة اتفاق عام 2015 لا تبدي هذه المرة المستوى نفسه من المقاومة، لأسباب منها أن الاتفاق المحدود لا يرفع العقوبات المفروضة على إيران، حيث يلفت التحليل إلى أن رئيس حكومة تل أبيب بنيامين نتنياهو لا يملك اليوم التأثير الذي كان له قبل 8 سنوات في واشنطن، خاصة في ظل تهميش إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن له، ولحكومة اليمين المتطرف التي يقودها، ورغبة العديد من أعضاء الكونجرس في إبقاء مسافة تفصلهم عنه للسبب نفسه.
وكانت الأسابيع الماضية شهدت حراكًا دبلوماسيًا نشطًا بين طهران ودول الغرب، خاصة الولايات المتحدة، بخصوص حل أزمة برنامج إيران النووي.
ووفقًا لوسائل إعلامية أمريكية، فإن الاتفاق المطروح حاليًا يتضمن قيودًا أقل مما كان عليه الحال في اتفاق عام 2015، وقد يشمل تقييد صادرات السلاح الإيرانية إلى روسيا، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية الأمريكية على طهران، وعدم العمل ضدها في المؤسسات الدولية.
ويقول التحليل، ينطلق المفاوضان الأمريكي والإيراني من أن إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 "غير ممكنة عمليًا"، فإيران تشغّل حاليًا أنظمة طرد مركزي أكثر تقدمًا من تلك التي سمحت لها بها خطة العمل الشاملة المشتركة، فضلًا عن أنها تخصب اليورانيوم بدرجات عالية (60%) تجعلها أقرب إلى النسبة التي تمكّنها من صناعة قنبلة نووية (90%)، وليس في نيتها التنازل عن هذه المكتسبات.
وفي المقابل، لا يبدو أن إدارة بايدن تنوي الدخول في مواجهة مع الكونغرس من خلال رفعها العقوبات عن إيران، من دون تنازلات كبيرة لا تبدو طهران مستعدة لها.
وعلى هذا الأساس، فإن اتفاقًا محدودًا أو مؤقتًا، على شكل تفاهمات محددة واتخاذ تدابير بناء ثقة متبادلة، بدلًا من محاولة إحياء الاتفاق النووي الأصلي، يمثل مخرجًا معقولًا، وفق التحليل الذي يقول إن "بايدن يحاول تجنب تصعيد في الشرق الأوسط بسبب أزمة مع إيران قبل الانتخابات الرئاسية عام 2024، وخصوصًا أنه يواجه تحدي الحرب الروسية في أوكرانيا، والتوتر المتصاعد مع الصين بسبب تايوان".
وترى إدارة بايدن، أن الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها إيران على مدى الأشهر الماضية لم تضعف النظام، كما أن تطبيع طهران لعلاقاتها مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة يعزز مكانتها في المنطقة، ويصعّب محاولات عزلها.
وتأمل واشنطن أيضًا أن تتراجع طهران عن دعم موسكو في حربها في أوكرانيا بتزويدها بصواريخ بالستية وطائرات من دون طيار، مقابل ما ستجنيه من الفوائد الاقتصادية في حال تخفيف العقوبات الأميركية المفروضة عليها.
في السياق نفسه، لا تريد طهران استفزاز الولايات المتحدة إلى الحد الذي تضطرها فيه إلى رد عسكري ضدها، وهي تعاني وطأة العقوبات الاقتصادية الأميركية عليها، وتريد متنفسًا منها.
فضلًا عن ذلك، هي في حاجة إلى تحييد واشنطن، كي تتمكن من المضي قدمًا في تطبيع علاقاتها مع جيرانها العرب.
وعلاوة على ذلك، قد يكون لدى المحافظين الذين يسيطرون على مقاليد الحكم في إيران حسابات سياسية؛ ذلك أن الانتخابات البرلمانية ستجري عام 2024، وأي تخفيف للعقوبات الاقتصادية على البلاد قد يمنحهم دفعة قوية فيها.
على الرغم من أن واشنطن وطهران لم تعلنا عن اتفاق وشيك، فإن خطوطًا عامة يجري تداولها لاتفاق محتمل، يمكن تلخيصها في التالي: تلتزم إيران بعدم تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز 60%، وهو أكثر بكثير مما نص عليه اتفاق عام 2015، والذي حدد النسبة بـ3.67%.
وحسب رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مارك ميلي، فإن تخصيبًا لليورانيوم بهذه النسبة (60%) يعني أن إيران قد تحتاج إلى "عدة أشهر" فقط لصنع قنبلة نووية.
لكنّ تقديرات عسكرية إسرائيلية ترى أن الأمر قد يتطلب من إيران قرابة عامين لتحقيق ذلك، وأن تصريحات ميلي ربما هدفها إعطاء الكونغرس شعورًا بالإلحاح بضرورة دعم اتفاق جديد.
ووفق الاتفاق، فمن المتوقع أن توسع إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والسماح لها بإجراء عمليات تفتيش مشددة في مواقعها النووية، على أن توقف طهران هجمات وكلائها في المنطقة على القوات الأمريكية أو المتعاقدين الأمريكيين من مدنيين وعسكريين.
كما يستهدف الاتفاق امتناع إيران عن تزويد روسيا بالسلاح، وخصوصًا الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، على أن تطلق إيران سراح 3 رجال أعمال أمريكيين، من أصل إيراني، تعتقلهم بتهم تجسس.
في المقابل، تخفف الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية على إيران، وتتوقف عن مصادرة الناقلات التي تحمل نفطها، وتمتنع عن دفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات عقابية ضدها.
كما من المتوقع أن ترفع الولايات المتحدة التجميد عن بعض أموال إيران في البنوك الدولية، شرط أن تذهب تلك الأم
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس اتفاق ا
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط على صفيح نووي.. خطة «بوتين» لترويض إيران والغرب: «الضمانة» كلمة السر في لعبة التوازن
كشفت تقارير دولية مؤخرًا عن عرض مفاجئ تقدّمت به روسيا لإيران، يقضي بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم مقابل اتفاق نووي شامل برعاية أمريكية.
يأتي هذا التطوّر غير المتوقع في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، وتحاول فيه موسكو إعادة ترتيب علاقاتها ومصالحها في الشرق الأوسط، بالتزامن مع استمرار الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية المفروضة عليها.
الصفقة المقترحة تعكس رغبة روسيا في لعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن، لكنها أيضًا تحمل رسائل سياسية، خاصة أن موسكو كانت من أبرز الداعمين لحق إيران في التخصيب سابقًا.
ويُثير هذا التحوّل تساؤلات حول أهداف روسيا الحقيقية، ومدى استعداد إيران لقبول مثل هذا العرض، وما إذا كان الغرب سيتجاوب معه في ظل مخاوف إسرائيل من أي تقدّم إيراني في البرنامج النووي.
أستاذ علوم سياسية: روسيا تلوّح بـ"صفر تخصيب" لمساومة الغربقال سعيد الزغبي، أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إن تقارير دولية كشفت مؤخرًا عن تحوّل مفاجئ في موقف موسكو، حيث عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إيران صفقة جريئة تقوم على أساس "صفر تخصيب" مقابل اتفاق شامل مع الولايات المتحدة.
وأوضح الزغبي أن مصادر سياسية مطلعة أفادت لبعض مراكز الفكر في الولايات المتحدة بأن موسكو، التي لطالما دعمت حق طهران في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، باتت ترى أن خفض منسوب التوتر مع الغرب في الشرق الأوسط يخدم أولوياتها الحالية.
وأضاف: "من وجهة نظري، روسيا لا تريد بالفعل أن تتخلى إيران عن التخصيب، لكنها تستخدم فكرة (صفر تخصيب) كورقة ضغط تساوم بها الغرب حتى تكسب:
تخفيف العقوبات عنها بسبب أوكرانيا.
إعادة هيكلة النفوذ في الشرق الأوسط وفقًا لما تريده".
وتابع الزغبي: "بوتين الآن لا يقول لإيران (توقّفي)، هو يتحدث إلى الغرب: (ما هو المقابل بالنسبة لروسيا إذا جعلت إيران تتوقّف؟)."
واستطرد: "إيران لن تقبل بسهولة، لكنها سوف تستفيد، فهي تعلم تمامًا أن روسيا تحتاج إليها كورقة ضغط، ولذلك سيتم استخدامها في دور (الممنوع مرغوب)."
وأشار إلى أن السيناريو المحتمل سيسير كالتالي:
ستقول إيران (لا) في البداية.
ستطلب ضمانات وحوافز ضخمة (رفع العقوبات، فك تجميد الأرصدة، وحتى صفقات سلاح).
وهكذا تحقق إيران مكاسب حتى لو لم يُبرم اتفاق نووي شامل.
وأضاف: "لا روسيا ستسمح بسلاح نووي إيراني، وروسيا تؤيد إيران قوية لكن ليست نووية بالكامل، حتى تظل إيران بحاجة إلى حماية موسكو، ولا تصبح (فرسًا نوويًا منفلتًا)."
وفي الوقت نفسه، تريد موسكو تقييد إسرائيل ومنعها من كسر اللعبة، بحيث تظل روسيا هي من تُمسك بـ(صمام الأمان).
وأكد الزغبي أن موسكو تمسك العصا من النصف، فهي تعطي إيران دعمًا نوويًا مدنيًا وغطاءً دبلوماسيًا، وتساوم الغرب بورقة "صفر تخصيب"، وتردع إسرائيل بالتهديد غير المُعلن.
ووصف ذلك بقوله: "هي لعبة توازن معقدة جيوسياسيًا، لكن الجميع يفهم أن أي خطأ صغير يمكن أن يُشعل حربًا أوسع من توقعات الجميع."
وأوضح أن السيناريو الأفضل هو تفادي الحرب عبر صفقة كبرى، تنجح روسيا من خلالها في إقناع إيران بقبول تجميد التخصيب عند مستوى منخفض، مقابل حزمة تحفيزات اقتصادية وضمانات أمنية، يتم التفاوض عليها برعاية روسية – أوروبية.
وبذلك تحصل إسرائيل على تطمينات أمنية واضحة بأن إيران لن تصل أبدًا إلى العتبة النووية.
ويخفف الغرب بعض العقوبات عن موسكو وإيران، فتتراجع أسعار الطاقة، ويهدأ الشرق الأوسط مرحليًا.
واستدرك الزغبي قائلًا: “هذا السيناريو يحتاج إلى تنازلات مؤلمة من إيران، وضمانات حقيقية للغرب، وتحركات ذكية جدًا من روسيا لتقديم نفسها كـ(ضامن موثوق به)، وهي كلمة السر: الضمانة”.
السيناريو الأسوأ: شرارة الحرب الإقليمية
أما بخصوص السيناريو الأسوأ، فقال الزغبي: "هو الانزلاق إلى حرب مفتوحة، حيث تواصل إيران التخصيب بسرعات قياسية، وتبدأ في تركيب أجهزة طرد متقدمة بشكل معلن. ومن ثم، تنفذ إسرائيل ضربة استباقية واسعة ضد المنشآت النووية، فترد إيران بقصف مدن وقواعد إسرائيلية بالصواريخ والطائرات المسيّرة."
ثم يفتح حزب الله جبهة لبنان، وتشتعل المليشيات في العراق وسوريا، فيتوسع الصراع إقليميًا.
ولا تتدخل روسيا عسكريًا بطريقة مباشرة، لكنها تدعم إيران بأسلحة دفاعية متقدمة، وأنظمة دفاع جوي، وحرب إلكترونية، مما يزيد كلفة أي تصعيد.
وأكد الزغبي أن “هذا السيناريو قد يدفع أسعار النفط فوق 200 دولار للبرميل، ويعيد تشكيل أمن الخليج، لأن روسيا تُمسك بخيوط المسرح: تُطمئن الغرب لتكسب تنازلات، وتدعم إيران لتضمن حاجتها إليها، وتردع إسرائيل حتى لا تكسر اللعبة”.
واختتم الزغبي تصريحاته قائلًا: “أرى أن الحرب الكبرى ليست مرجّحة غدًا، لكنها ممكنة في أي وقت، والشرق الأوسط يظل رهينة توازن دقيق جدًا… قابل للانفجار عند أول شرارة، ولا يدفع ثمنه إلا أبناء المنطقة العربية".