بوابة الوفد:
2025-07-06@14:16:38 GMT

مئة عام من الأحلام المؤجلة

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

من زمن لآخر ظل لحكام هذا الوطن آمال وأمنيات وأهداف سعوا إلى تحقيقها لجعل مصر جنة الأرض، والارتقاء بالمصريين إلى مصاف الشعوب المبتهجة، لكن خيبات الأمل كانت كبيرة، وقضينا مئة عام نتحدث عن أحلام لا تتحقق. ما السر؟

الإجابة فى آخر سطر، لكن فى السطور التالية بعض الإشارات اللافتة. فالأصوات تتبدل، والكلمات تتغير، وبعد أن يُغادر الممثلون خشبة المسرح، يزعم ألف زاعم أنهم قالوا وأنهم وقفوا، مُرتكزين على أن الذاكرة الجمعية للناس كذاكرة الأسماك تنسى ما جرى بالأمس.

لكن الأرشيف فضاح فضاح، ومن يعود إليه يندهش من رؤى الناس ومواقفهم، ويتعجب كيف تغيرت بعد رحيل أصحاب السلطة والجاه.

بعد ثورة يوليو1952 سُمى الملك فاروق بالملك الفاسد، ووصم العهد كله بالعهد البائد، وأفاض كبار الكتاب والصحفيين والأدباء فى رص الحكايات عن مباذله وفضائحه، غير عابئين أنهم جميعا كالوا المدائح فى عظمته وحكمته.

نقرأ مثلا من قصيدة للأديب والناقد سيد قطب فى نهاية الثلاثينيات مديحا للملك فاروق يوم ميلاده يقول فيها «والليالى مرهصات والدنا/ ترقب الميلاد آنا بعد آن/ فإذا فاروق فى طلعته/ تهتف البشرى على كل لسان/ ثم كان اليوم يوم المهرجان/ عاش فاروق ودام المهرجان».

ونقرأ أيضا للشاعر صالح جودت قصيدة أخرى يقول فيها: «فاروق واسمك فى القلوب قصيدة/ يشدو بها الوادى السعيد ونيله/ وأظل ألثم كل معنى طاهر/ منها ويُظمئ علتى تقبيله/ وأقول ما بال السمو يطوف بي/ فعلمت أنك فى النهى جبريله».

ويكتب الكاتب عبدالقادر المازنى فى عيد ميلاد الملك فاروق فى فبراير 1939: «إن جلالة الملك هو ابن الثورة.. وهو يمثل عظمة الأمة بعد الرقاد وحركتها بعد التربص.. واقدامها بعد القعود وشعورها بكرامتها القومية.. وحقها فى العمل والحياة».

ويكتب الأستاذ محمد حسنين هيكل فى روزاليوسف بتاريخ 16 أغسطس سنة 1943 مقالا يُهنئ فيه الملك بنجاته من حادث القصاصين، يقول فيه: «إن عرشك يا مولاى حياة وارفة زاخرة، حياة كلها شباب ملتف حولك وحول عرشك، وأكاد أتطلع إلى الآفاق وأطوى بخيالى فروق الزمن وأسبق بفكرى الحاضر لأنفذ إلى المستقبل فأرى عجلة الزمن تدور وأرى أجيالا أخرى تنهض، وأخالهم يشيرون إلى هذا اليوم ويقولون: إنه عصر مجيد رائع».

وفيما بعد ثورة يوليو، وبعد استقرار الحكم لجمال عبدالناصر، وتحديدا فى يوم 4 أغسطس 1956 نقرأ لمصطفى أمين مقالا فى أخبار اليوم يقول فيه « يجب أن يرتفع كل مصرى إلى مستوى الموقف الجديد،  يجب أن يشعر العالم أن كل مصرى هو جمال عبدالناصر، إنه ليس رجلا واحدا، وإنما هو ملايين المصريين، وهو بعث أمة وروح منطقة بأسرها».

ويكتب لنا يوسف السباعى فى 4 سبتمبر 1956 مقالا يتساءل فيه «من أين يستمد عبدالناصر قوته؟» ويجيب هو بإسهاب وتفصيل «من الوضوح، من الإيمان، من الشجاعة».

ونقرأ لكامل الشناوى فى الجمهورية بتاريخ 16 يناير 1958 مقالا، يقول فيه: «وعبدالناصر هو الرجل الذى انبثق من أرض مصر، من عقيدتها، من إحساسها، من فكرتها، هذا الذى صنع الثورة، فكان قلبها وعقلها، كان لهبها ووقودها».

وببساطة شديدة يُمكن الإجابة عن السؤال الأصعب عما عطل كل طموحات الحكام وأحلامهم فى التحقق، إنه النفاق، النفاق (والتكرار يفيد التأكيد)، وقاكم الله شروره.

والله أعلم

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد الوطن مصر جنة الأرض یقول فیه

إقرأ أيضاً:

بيت الملك والأردنيين

صراحة نيوز- كتب أ.د. محمد الفرجات

في وطنٍ يُقدّر الإنسان، ويجعل من كرامته بوصلته، يصبح التواصل الفعلي بين القيادة والشعب أكثر من مجرد عنوان بروتوكولي؛ بل ممارسة مؤسسية راسخة تُرسّخ الانتماء وتعزز الثقة. ومن هنا، تتجلّى أهمية الدور الذي يقوم به معالي يوسف حسن العيسوي، رئيس الديوان الملكي الهاشمي “بيت الملك”، كأحد أبرز أذرع جلالة الملك في تعزيز نهج التواصل الوطني، وتجسيد مبدأ أن “صوت المواطن مسموع في بيت الملك”.

منذ سنوات، أصبح الديوان الملكي كما أراده جلالة الملك عبد الله الثاني، بيتًا مفتوحًا لجميع الأردنيين، لا يُغلق بوجه أحد، ولا يُعتمد فيه على الواسطة أو المحسوبية، بل على صوت الناس كما هو. ويقود معالي العيسوي هذا التوجه بكل مسؤولية وانضباط، حيث يستقبل وفودًا وفعاليات شعبية، وشخصيات مجتمعية، وممثلين عن الشباب والنساء وذوي الاحتياجات، من مختلف المحافظات والبوادي والمخيمات والقرى.

هذه اللقاءات لا تُعقد لمجرد الاستماع أو المجاملة، بل تتمخّض عنها قرارات وتوصيات تُرفع مباشرة لجلالة الملك، وتُنفذ على أرض الواقع ضمن الممكن والمتاح، دون وعود فضفاضة أو مبالغات.

في وقت يشهد العالم فيه تصاعد فجوة الثقة بين الشعوب وحكوماتها، يخط الأردن مسارًا مختلفًا؛ مسارًا يُعيد الاعتبار لمكانة المواطن، ويمنحه شعورًا أن لصوته قيمة حقيقية تصل إلى أعلى المستويات. إن الجلوس على طاولة واحدة مع رئيس الديوان الملكي، ممثلًا لجلالة الملك، هو تجسيد فعلي لمعنى العدالة الاجتماعية، ورفع شأن المواطن، بغض النظر عن مركزه أو منصبه.

حين يدخل المواطن من الطفيلة أو الكرك أو المفرق أو معان أو الرمثا إلى الديوان الملكي ويُطرح قضيته أو مبادرته، يشعر بأن له وزنًا وقيمة في وطنه، وأن دولته تراه وتستمع إليه.

لم تكن لقاءات الديوان مجرد حوارات نظرية، بل تبعتها جولات ميدانية ومشاريع تنموية. فقد تابع العيسوي تنفيذ مشروعات في البنى التحتية، المدارس، المستشفيات، الحدائق، دعم الجمعيات والمبادرات الشبابية، وتقديم دعم مباشر للفئات المتضررة.

والأهم أن هذه المشاريع انطلقت من مطالب الناس أنفسهم، لا من مكاتب مغلقة. وهذا بحد ذاته ترجمة عملية لمعنى “الاستماع الحقيقي”.

إن بقاء الديوان الملكي منفتحًا على هموم الناس وتطلعاتهم، يُرسل رسالة للعالم أن الأردن، برغم التحديات المحيطة والصراعات الإقليمية، يمتلك نموذجًا إنسانيًا في إدارة العلاقة بين القيادة وشعبها. نموذج يُحتذى به، ويُضفي على الدولة الأردنية سمة التفرد في محيط مضطرب.

الديوان الملكي الهاشمي أصبح اليوم منصة وطنية لصناعة الثقة وتعزيز الوحدة، ووجهًا إنسانيًا للدولة في أبهى صورها. والمعالي يوسف العيسوي، بقيادته لهذا النهج، يُجسد الرؤية الملكية بأن لا حواجز بين الملك وشعبه، وأن صوت المواطن في الأردن مسموع، ومحترم، وله مكانه، تمامًا كما للوطن مكانته.

مقالات مشابهة

  • يابلادي.. قصيدة بالعامية لـ محمد سعيد حميد
  • غوغل تكشف عن هاتف الأحلام.. أداء خرافي وتصميم فخم!
  • المركز الأمريكي للعدالة يقول إن الاختطافات الحوثية في إب تصعيد خطير يرقى لجرائم ضد الإنسانية
  • جنازة جوتا.. «الأحزان» تعانق «الأحلام»!
  • سعر رغيف الخبز على بطاقات التموين لشهر يوليو
  • هيثم فاروق: شيكابالا أيقونة وتأثرت بشدة بعد إعلانه خبر اعتزاله
  • أنا واقفة عند تالتة إعدادي..دعاء فاروق تنشر فيديو لها بالـ سكوتر
  • هيثم فاروق: شيكابالا أيقونة.. وتأثرت بشدة بعد إعلانه الاعتزال
  • بيت الملك والأردنيين
  • وزير الإسكان: افتتاح فرع جملة ماركت بالعلمين الجديدة استعدادا لموسم الصيف الحالي