خبير اقتصادي:تعظيم الإيرادات لا يعني زيادة الضرائب على المواطن كما يفعل السوداني
تاريخ النشر: 3rd, July 2025 GMT
آخر تحديث: 3 يوليوز 2025 - 9:22 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد الخبير الاقتصادي والمالي الدكتور نوار السعدي، الخميس، على أن “تعزيز الموازنة العامة للدولة لا يتحقق من خلال الاعتماد على الإيرادات النفطية وحدها”، مشيرًا إلى أن العراق يعاني من “هشاشة واضحة في هيكل الموازنة”، إذ ما زال أكثر من 90% من الإيرادات يعتمد على صادرات النفط، وهو ما يجعل الاقتصاد الوطني عرضة للتقلبات الحادة في أسعار الخام، ويُعرّض البلاد إلى عجز مفاجئ قد يُعطّل قدرتها على الإنفاق العام.
ويرى السعدي في حديث صحفي، أن “تعظيم الإيرادات لا يعني زيادة الضرائب على المواطن”، بل يتطلب إصلاحًا جوهريًا للنظام المالي والإداري، عبر السيطرة على الموارد غير النفطية التي “ما تزال تُهدر أو تُدار خارج الأطر الرسمية”. ويؤكد أن المنافذ الحدودية والضرائب والرسوم والاستثمارات العقارية يجب أن تخضع لنظام مركزي موحد يخضع للرقابة، وتُحوّل إيراداتها مباشرة إلى الخزينة العامة. وبحسب رأيه، فإن “استعادة الثقة بين المواطن والدولة تمرّ بعدالة الجباية وشفافية التخصيص”. وشدد السعدي على أن الدولة العراقية تملك قطاعات قادرة على تحقيق موارد فعليّة لو أُديرت باحتراف، من بينها “السياحة الدينية، والصناعة التحويلية، والزراعة، والخدمات اللوجستية”. ويرى أن التعامل مع هذه القطاعات بوصفها عبئًا إداريًا وليس أدوات تمويل، هو ما يحرم الموازنة من مواردها الفعلية. ويضيف أن إصلاح النظام الضريبي لا يجب أن يعني “ملاحقة الطبقات الضعيفة”، بل “مكافحة التهرب الضريبي، وتفعيل الجباية الرقمية، وضمان عدالة التوزيع الضريبي بما يتناسب مع النشاط والدخل”.يختم السعدي بأن “لا يمكن الحديث عن موازنة قوية في ظل اقتصاد غير منتِج”، مشيرًا إلى أن الاستقرار المالي الحقيقي يتطلب إرادة سياسية واضحة لتوسيع مصادر الدولة، وتحويل الموارد المهدورة إلى أرقام واضحة داخل الموازنة. ويضيف أن المطلوب اليوم “ليس مجرد تعظيم الموارد رقميًا، بل تغيير فلسفة إدارة المال العام من الريعية إلى التنوع، ومن الاعتماد إلى الإنتاج، ومن العشوائية إلى الحوكمة”. تلك، برأيه، هي الركائز التي يمكن أن تضع الموازنة على طريق الاستدامة، وتمنح العراق أفقًا ماليًا جديدًا.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
نائب:السوداني باع العراق من أجل ولايته الثانية
آخر تحديث: 1 نونبر 2025 - 4:25 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد عضو مجلس النواب، محمد الزيادي، اليوم السبت، أن العقود النفطية التي منحتها حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حصراً للشركات الأمريكية تنطوي على جانبين رئيسيين، أولهما ضعف الحكومة في مواجهة الضغوط الخارجية، والثاني سعيها للحصول على دعم واشنطن لتجديد ولاية ثانية، وهو ما اعتبره أمراً مستبعداً. وقال الزيادي في تصريح صحفي، إن “العقود النفطية الأخيرة الممنوحة للشركات الأمريكية جاءت نتيجة ضغوط سياسية تمارسها الإدارة الأمريكية بهدف الهيمنة على أهم قطاع اقتصادي في العراق، وربط القرار السياسي والاقتصادي العراقي بها، فضلاً عن تحقيق أرباح طائلة لتلك الشركات”. وأضاف أن “الجانب الآخر يتمثل في ضعف حكومة السوداني أمام هذه الإملاءات، نتيجة رغبتها بالحصول على دعم أمريكي لولاية ثانية، إلا أن هذا الأمر لن يتحقق، كما لم يتحقق لأسلافه الذين سعوا وراء ذات الهدف”. ويذكر أن حكومة السوداني وقعت مؤخراً عدة عقود مع شركات أمريكية، من بينها “شيفرون” لتطوير أربع رقع استكشافية في الناصرية وحقل بلد النفطي، إضافة إلى عقد مع شركة “إكسيليريت” لتنفيذ مشروع المنصة العائمة للغاز الطبيعي في البصرة، ضمن خطط الحكومة لزيادة الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة.