الثورة نت:
2025-08-01@15:46:02 GMT

السادات وعرفات بين “الكامبين”!!

تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT

 

 

بعد توقيعه أول اتفاق كامب ديڤيد وهو أول تطبيع “علني” مع إسرائيل، فإن أشهر ما قال الرئيس المصري “السادات” إنه لا حرب بدون مصر، وربطاً بهذا القول الساداتي ظل يُطرح أن حرب أكتوبر ١٩٧٣م هي آخر الحروب مع إسرائيل..
لعل طرح السادات جاء من خلفيته المعرفية بالأنظمة العربية ووجود تطبيع غير معلن لعدد من الأنظمة العربية مع إسرائيل، وذلك ما كشفته أو أكدته التطورات اللاحقة حتى الآن.

.
فهذا القول الساداتي قد يكون صحيحاً من ربط الحروب بالأنظمة العربية، ولكن كان يستحيل على السادات أو غيره تصور تطورات أوضاع كالمقاومة في لبنان كما “حزب الله “، والأكثر استحالة أن يفكر بأن غزة التي ظلت لسنوات طويلة تحت السلطة المصرية حتى هزيمة ١٩٦٧م.
كان يستحيل التفكير بأن “الإخوان” في مصر سيصلون إلى الحكم ربطاً بالمشروع الأمريكي وهم الذين قتلوه عام ١٩٨٢م، وحين وصلوا الحكم كرّموه بوسام رفيع وقالوا إنهم سيلتقون به في “الجنة”، وذلك يعني أنهم بقتله أرسلوه إلى النار وبعد أكثر من عقود ثلاثة أعادوا إرساله إلى “الجنة”، فهل ذلك من صكوك غفران الكنيسة المسيحية وبعد وفاته؟!..
إذا السادات يعلم أن الإخوان الذين أرسلوه إلى “النار” قد كرّموه وأعادوا تصديره إلى “الجنة”، فالمفترض أن يعلم أن غزة وعلى رأسها “حماس” استطاعت خوض حرب ضد إسرائيل بدون مصر وبدون الأنظمة العربية، بل وأنجزت غزة وفصائل المقاومة ما لم تستطع مصر والأنظمة العربية بجيوشها..
ومع ذلك، فنحن فقط نذّكر للاستيعاب ونحن من هذه الأنظمة عليها من نفسها، لأننا لا نفقد الأمل وتظل السلامة والسلمية وتبتعد عن الصراعات البينية وبغض النظر عن آخرين يسيرون أو قد يسيرون في ذلك..
في مسألة أخرى ترتبط بالمشروع الأمريكي في تطورات المنطقة، فإن الأمن القومي العربي الذي ربط ما ارتبط بتهديد إسرائيل منذ عهد جمال عبدالناصر قد تم ربطه وتجييره على إيران حتى وصل الذروة خلال ما عرف بالربيع العربي..
ما كشفه فعل المقاومة الفلسطينية في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣م ومن ثم العدوان على غزة، هو حقيقة أن إسرائيل هي عدو العروبة والإسلام وهي الخطر على الأمن القومي العربي وقضية تهجير سكان غزة إلى مصر وسكان الضفة إلى الأردن هو بين رحم المشاريع التي جاءت من رحم “كامب ديفيد” كمشروع تم الوصول إلى تفعيله واقعياً بمعزل عما حدث في غزة، وبالتالي فإن “كامب ديفيد ” كانت الخطر الأشد والأخطر على الأمن القومي العربي ولكن الأنظمة بقدر ما انغمست في الأمركة تسير في ولاء وموالاة لإسرائيل ولا يحتاج لعلنية إلا بعد أن يكمل المشروع الأمريكي تطويع الشعوب للتطبيع..
مشروع التهجير إلى مصر والأردن معروف وعُرض على خلَف السادات في مصر “مبارك”، وبالتالي هو مشروع جاهز أمريكياً وإسرائيل، والطبيعي أن تحاول أمريكا وإسرائيل استعماله في أي مستجد، ولهذا فالأنظمة يعنيها أن تعي بأن خيار ومحور “المقاومة” خيار واقعي لمواجهة هذا الإجرام الإسرائيلي المتصاعد وبقيادة أسوأ تطرف وأشنع إرهاب عرفه التاريخ..
مادامت المقاومة ومحورها لا تستهدف الأنظمة العربية وذلك واضح وأكيد، فإنه علينا جميعاً التعامل مع الأمر الواقع للأنظمة والأمر الواقع للمقاومة وأن لا نقبل بجرنا لأي صراعات بينية أو داخلية، وذلك ممكن وبالإمكان السير فيه والتعايش على أساسه..
وكون خياري هو مع محور المقاومة، فإني أطلب من كل الفصائل والتنظيمات فيه أن تؤكد واقعياً وعملياً هذا الخيار الواعي والواقعي لتفويت الفرصة على فاعليه ومستعمله في هذا الدور، واعتقد أن الأنظمة لو تعمّقت في الواقع وفي قراءة المتغيرات ستجد أن هذا الخيار السلمي والتعايشي هو الأفضل والأمثل لها، فالأفضل كان أن لا يتم قتل “السادات” وليس تكريمه بعد عقود ثلاثة أو أكثر من وفاته..
إسرائيل التي قتلت ياسر عرفات بالسم ولكن بأيادٍ فلسطينية ليست حمساوية، وبالتالي تعلّمت من متراكم التجارب أن تواجه العدو الحقيقي لفلسطين وللعرب والمسلمين فترفعت وارتفعت في الوزن والمقام..
السادات نال جائزة “نوبل” بشراكة إسرائيلية وكذلك عرفات، لكن الأول صفي جسدياً وكُرّم بعد عقود من وفاته فيما الثاني صفته إسرائيل كإرهابي حين رفض تنفيذ مطالبها ومآربها في آخر كامب ديفيد مع الرئيس الأمريكي كلينتون ولنا الاعتبار من المفارقات والمقاربات!!.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

“لن نترك غزة تموت جوعاً”… مسيرات ووقفات جامعية حاشدة تجدد التفويض للمرحلة الرابعة وتفضح الصمت العربي

يمانيون | تقرير
شهدت عدد من الجامعات اليمنية، اليوم الأربعاء، 30 يوليو 2025، خروج مسيرات ووقفات احتجاجية حاشدة، عبّرت عن غضب واسع وتضامن عميق مع الشعب الفلسطيني في غزة، في ظل في مشهد يختزل مواقف الشعوب الأصيلة في مواجهة قوى الظلم العالمي.

المسيرات التي خرجت من جامعات صنعاء، صعدة، عمران،تحت عناوين وشعارات موحّدة، تعبّر عن الوعي الجمعي اليمني بخطورة ما يجري في فلسطين، وتؤكد الدعم الكامل للمرحلة الرابعة من التصعيد الذي أعلنته القيادة الثورية والعسكرية اليمنية في مواجهة العدو الصهيوني.

جامعة صنعاء: حشود تتكلم لغة الجهاد والكرامة
في قلب العاصمة صنعاء، تحوّلت باحات جامعة صنعاء إلى ساحة غضب ووفاء، حيث خرج الآلاف من الطلاب والكوادر الأكاديمية والإدارية، يتقدمهم رئيس الجامعة الدكتور محمد البخيتي، وعدد من عمداء الكليات، رافعين أعلام اليمن وفلسطين، هاتفين بشعارات منددة بالإبادة الجماعية في غزة، ومعلنين تفويضهم الكامل للقائد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي للمضي في خيارات التصعيد العسكري.

الدكتور البخيتي، وفي كلمته أمام الجموع، شدد على أن “خروج أبناء الجامعة اليوم ليس فعلاً طارئًا، بل امتداد طبيعي لإيمان راسخ بقضية عادلة وتاريخية، تتصدر ضمير الأمة”، مشيرًا إلى أن غزة لا تدافع عن نفسها فقط، بل عن شرف الأمة الإسلامية ومقدساتها.

وفي كلمة باللغة الإنجليزية، دعا الدكتور عبد الودود النزيلي، المجتمع الأكاديمي الدولي إلى كسر حاجز الصمت، مؤكداً أن القيم الغربية تتساقط أمام بشاعة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، متسائلًا: “أين هي شرعة حقوق الإنسان؟ أين هي العدالة الدولية؟”.

بيان المسيرة أدان تواطؤ الأنظمة العربية، واعتبر أن خذلان غزة هو سقوط أخلاقي وسياسي لن يغفره التاريخ، مشيرًا إلى أن المرحلة الرابعة من التصعيد تمثل اختبارًا حاسمًا للمواقف، وموقفًا وطنيًا تفرضه كل القيم الإنسانية والإيمانية.

جامعة صعدة: الحاضنة الثورية تعيد التأكيد على النهج الجهادي
ومن معقل الثورة والصلابة، خرجت جامعة صعدة بفعالية طلابية واسعة، تأييدًا لخيار التصعيد ودعمًا للمقاومة الفلسطينية. الوقفة التي أقيمت بالتنسيق مع “ملتقى الطالب الجامعي” عبّرت عن عمق الارتباط بين الوعي الأكاديمي والروح الجهادية التي تشكل نسيج الحياة العامة في المحافظة.

نائب رئيس الجامعة الدكتور حسن معوض، تحدث بلهجة حاسمة، مؤكدًا أن “الدم اليمني لم يتأخر يومًا عن نصرة قضايا الأمة، ولن يتردد اليوم في الوقوف مع غزة مهما غلت التضحيات”.

البيان الصادر عن الفعالية دعا الأكاديميين والعلماء وطلاب الجامعات إلى ممارسة دورهم التنويري في قيادة الوعي الشعبي نحو مواجهة مشروع الهيمنة الصهيوني والأمريكي، مؤكداً أن اليمن اليوم يسجل حضورًا متقدمًا في المعركة المصيرية مع الكيان

جامعة عمران: طلابها يواجهون بالصوت والصورة جرائم العدو
ومن على منبر جامعة عمران، جاء الصوت الطلابي حادًا وواضحًا: “لن نتهاون أمام إبادة غزة واستباحة الأمة ومقدساتها”، حيث شارك في المسيرة آلاف الطلاب يتقدمهم قيادات الجامعة والمحافظة، أبرزهم المحافظ الدكتور فيصل جعمان ورئيس الجامعة الدكتور محمد الضلعي.

البيان الختامي للمسيرة لم يكتف بالإدانة، بل حمّل بالاسم الولايات المتحدة ورئيسها السابق ترامب، وقادة العدو الصهيوني، المسؤولية عن المجازر التي ترتكب بأسلحة الدمار الجماعي، مطالبًا بمحاكمات دولية ومواقف حاسمة لكسر الحصار ووقف الإبادة.

كما أعرب البيان عن الأسى لمشهد التخاذل العربي، ووجّه رسائل واضحة للأنظمة التي تمنع اليمن من الوصول إلى فلسطين، قائلاً: “افتحوا الطريق أو اصمتوا… فدماؤنا لا تُسجن خلف الحدود”.

من الجامعات إلى الجبهات… اليمن يعلن تموضعه في قلب المعركة
ما جرى اليوم في جامعات اليمن لم يكن مجرد احتجاج عاطفي أو فعالية موسمية، بل كان إعلانًا شعبيًا مؤسسيًا عريضًا، عن موقف لا يقبل المساومة، تتلاقى فيه قاعة الدرس مع معسكر الجبهة، ويتعانق فيه صوت الطالب مع بندقية المجاهد، في ملحمة دفاع عن شعب تُباد نساؤه وأطفاله في غزة.

إن هذه المسيرات، والوقفات، والهتافات، ليست بديلة عن الصواريخ ولا بديلاً عن العمليات النوعية، لكنها المدد الروحي والشرعي والسياسي لقرار الردع، وهي الرسالة الواضحة لكل العالم: شعب اليمن لا ينسى، ولا يساوم، ولا يخذل.

“لن نترك غزة تموت جوعاً”… لم تكن شعاراً فقط، بل عهدًا يتجدد في كل جامعة، وكل شارع، وكل جبهة.

مقالات مشابهة

  • “لجان المقاومة” تناشد: نعم الفاشر تنتصر للمرة 225 لكنّ الجوع يأكل أحشاءها.. أدركوها
  • في ذكرى استشهاده.. “الثورة نت” يعيد نشر رسالة الشهيد إسماعيل هنية لقائد الثورة
  • “القسام” تفجر جرافة عسكرية صهيونية في مدينة جباليا
  • قائد أنصار الله: مليار دولار قدمتها أمريكا في العدوان على قطاع غزة من التريليونات العربية
  • “لجان المقاومة”: ستبقى المسيرة الجهادية للشهيد هنية حاضرة في وجدان الأمة
  • “لن نترك غزة تموت جوعاً”… مسيرات ووقفات جامعية حاشدة تجدد التفويض للمرحلة الرابعة وتفضح الصمت العربي
  • كيف أصبحت المقاومة البديل الذي لا يُهزم؟
  • بنك  الاستثمار العربي الأردني – AJIB يفعّل خدمة الهوية الرقمية عبر تطبيق “سند” في جميع فروعه بالمملكة
  • مؤتمر “حلّ الدولتين”.. خدعة سياسية لتصفية المقاومة وتجميل وجه الاحتلال
  • اقرأ أول تعليق للمملكة العربية السعودية على حكومة “تأسيس”