هابل يجد "موطنا غريبا" لأقوى وأبعد انفجار راديوي ضرب الأرض حتى الآن
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
قال علماء الفلك إن أقوى تدفق راديوي سريع ضرب الأرض على الإطلاق جاء من "فقاعة" في الفضاء.
وفي صيف عام 2022، تعرضت الأرض لتدفق راديوي سريع قياسي، أقوى من أي حدث مماثل تم رصده من قبل.
إقرأ المزيدوتعرف التدفقات الراديوية السريعة (FRB) بأنها ظاهرة فلكية عالية الطاقة ذات أصل غير معروف تتجلى كنبضة راديوية عابرة تستمر بضعة ملي ثانية فقط.
وجاء هذا التدفق القياسي من موقع يعود تاريخه إلى منتصف الطريق إلى بداية الكون الذي تشكل عندما كان عمر الكون خمسة مليارات سنة فقط.
وكان التدفق الراديوي السريع هو أبعد ما تم رؤيته على الإطلاق.
ويعتقد العلماء الآن أنهم اكتشفوا أصل هذا الانفجار القوي. ويبدو أنه لم يأت من مجرة واحدة فحسب، بل من مجموعة مكونة من سبعة منها على الأقل.
ويوضح علماء الفلك أن المجرات السبع تبدو وكأنها تتفاعل مع بعضها البعض. وربما تندمج معا.
ومن النادر للغاية رؤية مجموعة من المجرات ملتصقة بعضها ببعض بهذه الطريقة. ويعتقد العلماء أن الاصطدام غير المعتاد للمجرات قد يكون السبب وراء إطلاق تدفق راديوي سريع في المقام الأول، ويمكن أن يخبرهم فحص الفقاعة بالمزيد عن مصدرها وكيف نشأت.
وتتبع العلماء أصل الانفجار باستخدام تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا. وكانت الأبحاث السابقة قد أشارت إلى أنه ربما جاء من مجرة غريبة واحدة أو مجموعة من ثلاث مجرات، لكن الصور الأكثر دقة من التلسكوب الفضائي التابع لوكالة ناسا تظهر ما لا يقل عن سبع مجرات عالقة بالقرب من بعضها.
إقرأ المزيدوقال وين فاي فونغ، من جامعة نورث وسترن، وأحد مؤلفي البحث الجديد: "هناك بعض الدلائل على أن أعضاء المجموعة يتفاعلون. وبعبارة أخرى، يمكن أن تكون مواد تجارية أو ربما في طريقها إلى الاندماج. وهذه المجموعات من المجرات (وتسمى المجموعات المدمجة) هي بيئات نادرة بشكل لا يصدق في الكون وهي أكثر الهياكل المجرية كثافة التي نعرفها".
ويمكن لهذه التفاعلات أن تبدأ في تكوين نجوم جديدة. وقد يشير ذلك إلى أن الدفقات الراديوية السريعة مرتبطة بمجموعة شابة من النجوم المتكونة حديثا، وهو ما يتوافق مع الفهم الحالي للمصدر الذي تأتي منه الدفقات الراديوية السريعة.
وفي المجمل، اكتشف علماء الفلك ما يصل إلى 1000 تدفق راديوي سريع منذ اكتشاف أول تدفق في عام 2007. ولكن أصولها الفعلية تظل لغزا ــ فالتفسير الأكثر ترجيحا يشير إلى جسم مضغوط مثل ثقب أسود أو نجم نيوتروني، ولكن هذا لم يتم إثباته.
ويأمل علماء الفلك في العثور على الأصل ليس فقط لحل لغز المكان الذي تأتي منه التدفقات الراديوية السريعة، ولكن أيضا لمعرفة المزيد عن الكون نفسه. وتتفاعل الانفجارات القوية مع الكون في أثناء انطلاقها من خلاله، ما يعني أنها يمكن أن تحمل رسائل من أجزاء الكون التي مرت بها.
وقال فونغ في بيان: "موجات الراديو، على وجه الخصوص، حساسة لأي مادة متداخلة على طول خط الرؤية، من موقع التدفق الراديوي السريع إلينا. وهذا يعني أن الموجات يجب أن تنتقل عبر أي سحابة من المواد حول موقع التدفق الراديوي السريع، عبر المجرة المضيفة، عبر الكون وأخيرا عبر درب التبانة. ومن خلال التأخير الزمني في إشارة التدفق الراديوي السريع نفسها، يمكننا قياس مجموع كل هذه المساهمات".
المصدر: إندبندنت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات الفضاء غرائب فيزياء مجرات معلومات عامة معلومات علمية هابل الرادیویة السریعة علماء الفلک
إقرأ أيضاً:
علماء: إنسان نياندرتال كانت لديه قدرات فنية
إسبانيا – أفادت قناة NBC أن فريقا إسبانيا اكتشف أقدم دليل فني معروف لإنسان نياندرتال حتى الآن، حيث عثروا على حجر منقوش عليه رسومات في أحد مواقع استيطان إنسان نياندرتال الأثرية.
كشف الباحثون عن تفاصيل مذهلة للرسم المكتشف، حيث وُجد منقوشا على حجر ذي انحناءات طبيعية تشكّل ملامح تشبه الوجه البشري. وفي مركز هذه “القطعة الفنية البدائية”، لاحظ الفريق وجود نقطة حمراء داكنة وضعت بدقة في موضع الأنف. وأظهر التحليل المخبري أن هذه النقطة صُممت باستخدام أصبع مغموس بالمغرة (صبغة أرضية طبيعية كانت شائعة في عصور ما قبل التاريخ)، وهو ما يستبعد أي احتمال لتشكلها بشكل عشوائي أو طبيعي.
وباستخدام تقنيات تحليل البصمات الدقيقة، استنتج الباحثون أن الفنان النياندرتالي كان على الأرجح ذكرا بالغا. ويفترض الفريق العلمي أن هذا الإنسان القديم قد لاحظ التشابه بين شكل الحجر والوجه البشري، مما ألهمه لإضافة لمسة فنية متعمدة تكمل التشابه. وقد وصف الخبراء هذه القطعة بأنها تمثل “أحد أقدم الأمثلة المعروفة على التجريد الفني والتعبير الرمزي في السجل الأثري”، مما يقدم دليلا جديدا على التطور المعرفي والمعقد لإنسان نياندرتال.
يقلب هذا الاكتشاف المفاهيم السائدة عن تاريخ الفن البشري رأسا على عقب، حيث يُفند الفرضية القائلة بأن الإنسان العاقل (Homo sapiens) كان أول من أبدع أعمالًا فنية. كما يشير إلى وجود قدرات تجريدية متطورة لدى إنسان نياندرتال، مما يدفعنا لإعادة تقييم التطور المعرفي للإنسان القديم.
في سياق متصل، كشفت بحوث أثرية حديثة النقاب عن أدوات عظمية يعود تاريخها إلى 1.5 مليون سنة، تم اكتشافها في الخامس من مارس الماضي. هذا الاكتشاف يؤخر زمن بداية استخدام الأدوات العظمية بمليون سنة عن التقديرات العلمية السابقة، مما يوسع آفاق فهمنا لتطور المهارات التقنية للإنسان البدائي.
المصدر: صحيفة “إزفيستيا”