تهجر الطيور موطنها باحثة عن الأمان فكل مهاجر هائم على وجهه قاصدا مسكنه وأمانه، وهكذا البشر يبحثون عن أرض يعيشون عليها وهذا ما اشتهرت به مدينة دهب المصرية في الأونة الأخيرة، التي أصبحت مقصدا للكثيرين خلال الفترة الأخيرة سواء من داخل مصر أو خارجها بغرض الاستقرار فيها لما تتمتع به من هدوء وجمال الطبيعة وهو نفس ما حدث مع «تالين جمال» جزائري الجنسية.

«من عاشر القوم 40 يوم صار منهم ودول 7 سنين»، بهذه الكلمات بدأ تالين حديثه لـ «الوطن»: «تزوجت بمدينة القاهرة وقررت التجول بمدن مصر السياحية، وانجذبت لجمال دهب وسماحة أهلها وعشت وسطهم وأتقنت اللغة العربية العامية حتى أصبحت مصر بلدي الثاني كما أن أهلها يعاملون السياح بطيبة لم أجدها بأماكن كثيرة».

حكاية عمل تالين بائع أيس كوفي

ووصف صاحب الـ27 عاما حاله؛ بأنه وجد ضالته في أهل دهب الطيبين، قائلا: «عملت سنتين بمجال الرحلات والبيتش باجي وفي يوم العطلة ذهبت لشواطئ محمية اللاجون مع أصدقائي لتقضية اليوم لنستمتع بالسباحة فهي محمية طبيعية رائعة الجمال يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم، ولكنها تفتقر للخدمات مما يجبرني على الذهاب لسوق المدينة لقضاء طلباتنا من طعام ومياه ولم يكن معي سيارة ولذا كلفني المشوار أموالا كثيرة وحينما خلدت إلى النوم في المساء ذهب تفكيري إلى أن أقوم بتوفير الخدمات على شواطئ اللاجون فقررت شراء دراجة هوائية وذهبت بها للمنطقة الصناعية لإضافة آيس بوكس عليها، وأصبحت أعمل بائع أيس كوفي ومثلجات وحلويات وأوفرها بأسعار مناسبة لرواد المكان».

وأضاف «تالين»: «لفيت جمهورية مصر العربية وشواطئها السياحية واستقريت في أجمل بقعة بجنوب سيناء وهي مدينة دهب، ولم أجد في حفاوة أهلها في استقبالي، ورحبوا بوجودي وساعدوني فلم أقصد أحدهم يوما إلا ووقفوا معي، وعندما حضرت لمصر لم أكن أتحدث اللغة العربية بطلاقة وتعلمتها من الناس على الشاطئ».

 

تالين يبهر زوار المحمية بطريقة بيع مميزة

تالين الجزائري يضع لافتات على دراجته تحمل شعارات مميزة مثل: «مش كل الرزق فلوس»، «هنفضل أبطالها لحد ما نبطلها»، «من جاء دهب عقله ذهب»، ويبيع من خلال أقواله المميزة مثل: «هوبا هوبا تالين هيروح أوروبا»، «ولما يسألوك عن الحنين قولهم شربت أيس كوفي من عند تالين»، «لو معاك فلوس هتشرب ولو مفيش فلوس برضه هتشرب».

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جنوب سيناء مدينة دهب

إقرأ أيضاً:

عبدالوهاب أشاد بصوته.. حكاية الدكتور عبد الحميد يحيى مع أغاني الزمن الجميل

حالة خاصة يعيشها السبعيني عبد الحميد يحيى، بمجرد أن تلامس أصابعه أوتار العود، لتعزف ألحانًا تأخذ سامعيها لرحلة إلى «زمن الفن الجميل»، ولا سيما إذا امتزجت ألحانه بجمال صوته العذب الوقور، الذي أكسبه قبل سنوات طويلة إشادة «غالية» من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.

النشأة في أحضان أسرة فنية

عبد الحميد يحيى، أستاذ جامعي، حصل على بكالوريوس تجارة عام 1968 م من جامعة القاهرة، نشأ في أسرة فنية؛ فقد كان خاله عازفًا للكمان، فبثَّ داخله منذ صغره روح التذوق الموسيقي من خلال الأغاني التي كان يطرب بها أذنيه في أثناء عزفه على الكمنجة، ليكبر الطفل «عبد الحميد» ويكبر معه حب الفن وتكبر كذلك موهبته.

«خالي كان دايمًا بيعزف قدامي هو وصديقه الأستاذ عز الدين حسني أخو الفنانة نجاة الصغيرة، فكانوا بييجوا البيت عندنا، نجاة تغني وخالي والأستاذ عز الدين حسني يعزفوا، فأنا عشقت النغم والفن والغناء»، قالها «عبد الحميد» باستمتاع حقيقي وتذوق للكمات وكأنها طربًا خارجًا من حنجرته، لافتًا إلى أن خاله لاحظ حبه للفن وموهبته في العزف والغناء وشجعه، إلا أن والده كان له وجهة نظر أخرى، وهي أن يُكمل تعليمه للنهاية أولًا.

التخرج وبداية تعلم العزف

بالفعل انصاع «عبد الحميد» لرغبة والده، وتخرج في كلية التجارة جامعة القاهرة عام 1968 م، ومن بعدها راح يشتري عودًا مستعملًا ويبدأ رحلة الممارسة الفعلية والتعليم ليصل بعدها إلى درجة عالية من الإتقان وإمتاع كل مستمعيه بمجرد إمساكه العود والريشة، وكان خلال هذه الفترة وما زال الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب مصدرًا للإلهام والتشجيع على العزف بالنسبة له.

«أنا بحب محمد عبد الوهاب قوي، كان ليا صديق في باب الشعرية اسمه شحاتة، وفي مرة رحتله زيارة، ولما جيت أمشي قالي لا أقعد الأستاذ جاي.. أنا معرفش مين الأستاذ، فقالي محمد عبد الوهاب.. بعدها جه الأستاذ محمد عبد الوهاب، فأنا سلمت عليه وبقوله أنا ليا الشرف أني أقابلك، وقبل ما أكمل كلامي لقيته بص على قريبه وقاله: يا شحاتة، زميلك صوته جميل جدًا»، وأنه يعتز كثيرًا بهذه الشهادة، بل ويعتبرها شهادة أكاديمية عليا مُنحت له: «كون محمد عبد الوهاب يستمع إلى صوت دون أن يغني هذا الصوت أمامه، ويقول الصوت جميل، يبقى كده هو اكتشف جمال الصوت»، وأن موسيقار الأجيال وقتها طلب منهما زيارته في منزله ليستمع إلى صوته، إلا أن القدر لم يسمح لهما بهذه الفرصة.

شهرة واسعة وسط الشباب

لم يحظ الأستاذ الجامعي «عبد الحميد» صاحب الـ77 عامًا بإشادة كبار السن فقط أو معاصري الزمن الجميل، بل شقّ عزفهُ طريقهَ إلى آذان الشباب أيضًا وأطربها؛ إذ تداول كثيرون من نشطاء الـ«سوشيال ميديا» مقطع فيديو له وهو يحتضن الكمان بين يديه يداعب أوتاره ويردد إحدى أغانيه، مشيدين بجمال عزفه وعذوبة صوته: «كنت في إحدى السهرات مع المطرب المهندس محمد سامي، ولقيته بيقولي: عايز أسمع منك أغنية قلبي بيقولي كلام.. فقولناها في دقيقة و56 ثانية، وخلاص مشيت لأننا كنا بالليل والوقت متأخر، صحيت تاني يوم لقيت الفيديو انتشر بشكل غريب وأنا استغربت لأني مكانش عندي استعداد لهذا الانتشار»، وأن ذلك أسعده بشدة، لا سيما وأن أغلب التعليقات التي شهدها الفيديو كانت من «الشباب».

مقالات مشابهة

  • عمرو يوسف عن فيلم ولاد رزق 3: «حبيت شخصية ربيع بسبب شقاوته وطيبة قلبه»
  • محاربة الظلام.. حكاية بصيرةٍ من الموصل صنعت الإنجاز
  • وفاة حاج جزائري في وقفة عرفة
  • الارض تقاتل مع أهلها، معركة الفاشر بداية الطريق نحو سحق الميليشيا
  • حكاية العيدية.. تقليد عريق وبهجة على قلوب الصغار والكبار
  • عبدالوهاب أشاد بصوته.. حكاية الدكتور عبد الحميد يحيى مع أغاني الزمن الجميل
  • بروفسور وزعيم حزب سياسي يبيع الخضروات بعد التهميش
  • فيديو بيع الخضروات يشعل موجة تعاطف مع سياسي جزائري سابق
  • «لكل ملعب حكاية».. 10 مُدن ألمانية تستضيف «يورو 2024»
  • قبل ما تسحب فلوس العيد.. اعرف رسوم السحب من ماكينات الصراف الآلي| عاجل