لعبة الخطابين.. هكذا ترسم إسرائيل سيناريوهات الحرب في غزة؟
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
في ظل الهوة الواسعة بين رؤية الإسرائيليين للحرب على غزة ورؤية العالم لها، لجأ قادة إسرائيل إلى اعتماد خطابين مختلفين عندما يتحدثون إلى الجمهورَين المحلي والدولي حول سيناريوهات الحرب المستمرة منذ 3 أشهر دون تحقيق أي من الأهداف التي حددتها الحكومة الإسرائيلية.
تقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن "مسؤولين إسرائيليين بدؤوا في إخطار وسائل الإعلام الدولية أن الجيش الإسرائيلي ينتقل إلى مرحلة عمليات عسكرية أقل كثافة خاصة في شمال غزة، وسط قلق دولي من حجم الدمار والخسائر في صفوف المدنيين".
بالمقابل، سعت القيادة الإسرائيلية إلى تهدئة الرأي العام الإسرائيلي، مؤكدة أنها ملتزمة بحرب طويلة الأمد في غزة من أجل للقضاء على المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حتى وإن تغيرت تكتيكاتها العسكرية.
وبحسب محللين، فإن هذه الرسائل ليست متناقضة، ولكنها تعكس جهود الحكومة الإسرائيلية لتهدئة الرأي العام الدولي في المدى القريب، بهدف تحقيق أهدافها في المدى البعيد.
أما في الداخل، فيتعين على الحكومة أن تستجيب للإسرائيليين الذين أصيبوا بصدمة نفسية بسبب الهجوم الذي تعرضت له تل أبيب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذين ما زالوا يريدون من الحكومة أن تفي بوعدها بإنهاء سيطرة حماس على غزة، وفقا للصحفية الأميركية.
ويرى المحللون أنه يجب على إسرائيل أن تحتفظ بمستوى معين من الشرعية الدولية، خاصة إذا كانت تريد الحفاظ على تأييد داعمها الأساسي، الولايات المتحدة، حيث زار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تل أبيب أمس الثلاثاء، وسط ضغوط متزايدة على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة.
واعتبرت الصحيفة الأميركية أن الأمور سوف تكون أكثر صعوبة غدا الخميس، عندما تستمع محكمة العدل الدولية إلى الاتهامات التي وجهتها جنوب أفريقيا لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين. وقد تؤدي جلسة الاستماع إلى أن تأمر المحكمة تل أبيب بوقف عمليتها العسكرية، وهي لفتة رمزية إلى حد كبير قد تتجاهلها إسرائيل، ولكن لن يؤدي ذلك إلا إلى مزيد من الضرر لسمعتها.
وقال القنصل العام الإسرائيلي السابق في نيويورك، ألون بنكاس، مع كل هذه الأمور مجتمعة، تريد إسرائيل أن تظهر صورة تقول عبرها "حسنا، لقد استمعنا للانتقادات، ونحن نأخذ الملاحظات وندمجها".
أما عن التيار السائد في إسرائيل، فيقول بنكاس، إنه لا يرغب في سماع أن الحرب قد تقترب من نهايتها، في حين تظل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نشطة في معظم مناطق غزة. وأضاف أن الإسرائيليين "يفهمون أنه لم يتم تحقيق سوى تقدم ضئيل في القطاع، إذا كانت الفكرة هي القضاء على حماس أو استئصالها أو الإطاحة بها".
ربما كان الخطاب الإسرائيلي المزدوج أكثر وضوحا يوم الاثنين الماضي، عندما قال الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز إن الحرب دخلت مرحلة جديدة، مع قيام إسرائيل بسحب قواتها، والتركيز على جنوب قطاع غزة، وانخفاض عدد الغارات الجوية.
أما وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، فقال لصحيفة وول ستريت جورنال إن إسرائيل ستنتقل قريبا من "المناورة المكثفة" إلى "أنواع مختلفة من العمليات الخاصة".
وفي إيجازه الصحفي اليومي مساء الاثنين الماضي، رد هاغاري على سؤال بشأن المقابلة التي أجراها مع التايمز بقوله إن هدف تفكيك حماس لا يزال قائما، وأن "دلالات" ما إذا كانت الحرب قد دخلت مرحلة جديدة "لا تخدم الجمهور الإسرائيلي".
وبشكل منفصل، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن وزير الدفاع أخبر زملاءه المشرعين اليمينيين، في اجتماع مغلق، أن الحرب ستستمر "لعدة أشهر أخرى"، ولكي يحدث ذلك، تحتاج إسرائيل إلى "هامش" للمناورة الدولية". وقد أكد مكتب غالانت هذه التصريحات.
وترى صحيفة نيويورك تايمز، أن التعليقات الإسرائيلية التي أُرسلت إلى وسائل الإعلام الدولية كانت بمثابة محاولة استجابة لدعوات الولايات المتحدة لتخفيف وتيرة القتال، وجاءت قبل ساعات من وصول بلينكن إلى تل أبيب لإجراء مناقشات حول الحرب، حيث تتعرض إدارة بايدن لضغوط لتقليص دعمها لإسرائيل.
أحد المعلقين العسكريين في صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أشار إلى هذا التناقض، وكتب يوآف ليمور "لقد حبست الحكومة الإسرائيلية نفسها في التزامات متضاربة، تلك التي قطعتها على نفسها أمام الجمهور الإسرائيلي، قائلة إنه لن يكون هناك حد زمني، وأن الحرب ستستمر طالما كان ذلك ضروريا حتى النصر، والالتزامات التي تعهدت بها للعالم، وفي المقام الأول لواشنطن، قائلة إن الحرب تنتقل الآن إلى مرحلة جديدة أقل حدة من الحرب".
وقبيل زيارة ير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قال المسؤولون الأميركيون إنهم تلقوا طمأنة خاصة من نظرائهم الإسرائيليين بأن هذا الانتقال سيكتمل بحلول نهاية يناير/كانون الثاني الجاري.
وفي الولايات المتحدة، هناك انتقادات متزايدة لموقف بايدن من الحرب، فقد قاطع المتظاهرون خطاب الرئيس يوم الاثنين في ساوث كارولينا، وحثوه على التوقف عن دعم الحرب الإسرائيلية على غزة.
وحتى مع تعهدهم بتقليص عملياتهم في شمال غزة، قال مسؤولون إسرائيليون إن القتال سيستمر بأقصى كثافة في الجنوب، حيث فر معظم سكان غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانا غزة خلّف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تل أبیب على غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
زامير : نعمل على تقصير حرب غزة
أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير ، مساء الاربعاء 4 يونيو 2025 ، إن الجيش الإسرائيلي يعمل على تقصير الحرب على قطاع غزة ، وأن يكون العام المقبل عاما للاسقرار الأمني ، وإعادة تأهيل الجيش وتعزيز جاهزيته في الخدمة النظامية والاحتياطية.
وقال زامير خلال مشاركته في حفل تخريج دورة ضباط، إلى جانب قائد الكليات العسكرية، نمرود ألوني، وقائد الكلية متعددة الأذرع للقيادة والأركان، دان نويمان، وعدد من الضباط: "في كل جبهة نُرسل إليها الجنود والقادة، بمن فيهم جنود الاحتياط، تكون المهمة واضحة بالنسبة لنا. نحن نتعامل مع ذلك بجدية كبيرة، ونتخذ جميع القرارات العملياتية بمسؤولية عالية".
وأضاف: "لن نتوقف حتى نعيد الرهائن بأسرع وقت ممكن. هذه هي مسؤوليتنا الأخلاقية العليا، ونعمل من أجل ذلك في كل لحظة. حماس هي من يرفض مبادرة (المبعوث الأميركي، ستيف) ويتكوف التي قبلتها إسرائيل وأقرّتها. وهي تدفع وستدفع ثمنًا باهظًا على ذلك".
وزعم زامير "حماس هي من يُلحق الأذى بسكانها، وهي المعتدية والرافضة. جنود الجيش الإسرائيلي وقادته يعملون باستمرار في جميع جبهات القتال، وفقًا للقانون الدولي، مع الحفاظ على أمن إسرائيل ومواطنيها في كل عملية، من إطلاق النار وحتى تأمين توزيع المساعدات".
وأضاف أن "الجيش يعمل فقط من أجل أمن الدولة وحماية مواطنيها، وسننفذ واجبنا في الدفاع عن أنفسنا. مجرمو الحرب الذين يرتكبون جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية هم حماس وشركاؤها. هم من ارتكبوا مجازر ضدنا في 7 أكتوبر".
وأضاف "هم من يتسببون بالمعاناة والقتل في غزة. أطلقوا سراح جميع الرهائن فورًا! هذه هي المطالبة الأخلاقية"، وتأتي هذه التصريحات فيما يرتكب جيش الاحتلال مجازر متواصلة ضد المدنيين وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في القطاع.
وختم حديثه بالقول: "المعركة لم تنتهِ بعد، لكننا نعمل على تقصيرها، وسنحقق أهدافنا، ونُحسّن وضعنا الاستراتيجي، ونسعى لأن يكون العام المقبل عامًا للاستقرار الأمني، والتخفيف من الضغط العملياتي، وإعادة تأهيل الجيش وتعزيز جاهزيته في الخدمة النظامية والاحتياطية".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إسرائيل تقرر عدم السماح للسفينة مادلين بالاقتراب من غزة سموتريتش: نقترب من انتخابات وهو ما يعني توقف الحرب أو خسارتها أزمة مالية بإسرائيل تهدّد استمرار توسيع الحرب في غزة الأكثر قراءة مفاوضات غزة - كشف تفاصيل مقترح ويتكوف الجديد أوتشا: قطاع غزة أكثر الأماكن جوعا على وجه الأرض ساعات عمل معبر الكرامة الأحد المقبل الرئاسة الفلسطينية تعقب على قرار الرئيس التشيلي عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025