وصف الصحفي نحميا شتراسلر الوضع في إسرائيل بأنه مختل بطريقة خطط لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل إثارة الكثير من الأحداث والتعليقات والاتهامات حتى لا يميز أحد بين الصواب والخطأ، والخير والشر، والفشل والنجاح.

ونصح الكاتب -في مقال له بصحيفة هآرتس- بعدم متابعة المواقع الإخبارية خلال النهار وإلا سيصاب المتابع بالدوار، لأنه سيتفاجأ بأحداث عام كامل في يوم واحد، حيث عملية الجيش الإسرائيلي الموسعة في غزة، ومقاطعات عالمية، ورحلات جوية ملغاة، وتعيينات غريبة، وتهديدات بإقالة النائب العام، ومقترحات قوانين مختلة، وتراجع في النمو.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2طفل غزي لتايمز: "الطعام الذي كانت أمي ستحضره لنا تضرج بدمائها"list 2 of 2صحف عالمية: نظام المساعدات بغزة غير إنساني وخطير جدا وإسرائيل في أزمةend of list

والهدف من كل هذا -حسب الكاتب- هو التلاعب بعقول الناس لتصبح مسؤولية نتنياهو عن المجزرة وفشل الحرب مبهمة وتتبدد، وقد كان قبل تكاثر الأحداث يثير ضجة إعلامية كل يومين لصرف انتباه الرأي العام عن بعض الأخبار غير المريحة.

وشبه شتراسلر نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يفعل الشيء نفسه مع العالم أجمع، وقال إنهما يشتركان في الكثير من الأمور، وكلاهما نرجسي وخبير في إثارة الجنون، ولكن ترامب هو الأكثر تقلبا في مواقفه لأن خططه لا تتجاوز دورة الأخبار التالية على قناة فوكس نيوز.

إعلان

وقد يعلن ترامب في الصباح عن رسوم جمركية جديدة، ثم يلغيها بحلول المساء، وفي وقت الغداء ينهي الحرب في أوكرانيا ويتوصل إلى اتفاق في غزة، وعندما لا يتحقق أي من ذلك، يعلنه مرة أخرى دون تردد حتى إن مستشاره الملياردير إيلون ماسك لم يتحمل الأمر واستقال، حسب الكاتب.

نحو هزيمة إستراتيجية

أما نتنياهو -كما يقول الكاتب- فيغرق إسرائيل كل يوم في الكارثة أكثر، فبعد أن كنا نظن أن أسوأ ما يمكن أن نصل إليه هو هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والفشل في إدارة الحرب، وبقاء 58 محتجزا لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والانقسام بين مواطني البلاد، والاقتصاد المتعثر، هي أسوأ ما يمكن أن نصل إليه، اتضح الآن أنه يهدد وجودنا.

وبعد أن عدد الكاتب أخطاء نتنياهو في الماضي مع حماس وحزب الله وإيران، قال إنه يقود إسرائيل نحو هزيمة إستراتيجية، تتعزز خلالها مكانة حماس عالميا ويتداعى موقف إسرائيل لتتحول إلى دولة منبوذة.

وذكّر شتراسلر بأن نتنياهو كان بإمكانه إنهاء الحرب قبل بضعة أشهر، وإعادة جميع المحتجزين عندما وافقت مصر على قيادة قوة عربية لإدارة قطاع غزة بدلا من حماس، ولكنه يريد أن يغرقنا في رمال غزة المتحركة.

وبذلك يريد نتنياهو "نصرا شاملا" تمحى به مسؤوليته عن المجزرة وفشل الحرب، وقد أعاد الجيش إلى غزة، يقصف كل ما يتحرك هناك ليحمل إسرائيل مسؤولية قتل الأطفال.

والآن -يقول الكاتب- ها هي أوروبا التي دعمتنا لأشهر عديدة، تهدد بفرض عقوبات اقتصادية، ولكن نتنياهو لا يهمه إلا إلغاء محاكمته، ولسان حاله يقول "إذا أردتم سجني، فلن أذهب وحدي. سآخذكم معي. سأغرقكم في وحل غزة. سيكون ذلك انتقامي".

وخلص الكاتب إلى أن نتنياهو، بعد أن تغرق إسرائيل في ذلك الوحل ويفرض العالم عليها عقوبات خانقة، سيهرب إلى ميامي مع زوجته إلى ملجأ أعده له ابنه "الصهيوني الوطني"، ومن هناك سينظر إلى الوطن المحتضر ويضحك من سذاجتنا، خاصة أن زوجته سارة سُمعت تقول "سننتقل إلى الخارج. الوطن يمكن أن يحترق".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

دعوة عاجلة.. إيهود باراك يقول إن إسرائيل تنهار ويدعو للعصيان المدني

اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك أن "إسرائيل التي عرفناها والرؤية الصهيونية تنهاران ويجب تأمل الواقع بشجاعة"، مشيراً إلى أن إسرائيل تتحول إلى دولة منبوذة في العالم وأغلبية الشعب فقدت ثقتها في الحكومة. اعلان

وفي مقال رأي نشرته صحيفة "هآرتس"، وجه باراك "دعوة عاجلة لرصد الواقع بشجاعة والعمل لوقف الانهيار" مطالباً بـ "حالة الطوارئ".

"حرب خداع"

ودعا إلى ضرورة إدراك خمسة أسئلة: ماذا يحدث لنا؟ من المسؤول عن هذا؟ ما هو العمل، وهدفه، والنتيجة المرجوة؟ من يجب أن يدعو إلى هذا العمل ويقوده؟ ومن يجب أن يعمل ويحققه؟.

وفي إجابته على هذه الأسئلة، اعتبر باراك أن الجيش الإسرائيلي "حقق إنجازات كبيرة في لبنان وإيران وسوريا لكننا عالقون في حرب استنزاف بقطاع غزة"، ووصفها بأنها "حرب خداع".

وفي حديثه عن الوضع في إسرائيل، اعتبر باراك في مقاله أن "الدماء تسيل وعائلات جنود الاحتياط تنهار وتم التخلي عن المخطوفين على مذبح البقاء في السلطة". وأضاف أن الحراك الوحيد الذي يمكنه إنقاذ إسرائيل يتمثل في "عصيان مدني وإضراب عام حتى تغيير الحكومة أو استقالة رئيسها" في إشارة لبنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة.

Related "لست واهمًا.. ما أقوله يحدث": رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت يحذّر من اندلاع حرب أهلية في إسرائيلأولمرت يصف حكومة نتنياهو بأنها "عصابة بلطجية" ويتهمها بارتكاب جرائم حربٍ في غزةإيهود باراك يحذر: استراتيجية نتنياهو ستترك إسرائيل غارقة في "مستنقع غزة"

"الوقت المناسب"

وقال باراك إنه عندما يتم تعطيل إسرائيل كلها فستخضع الحكومة لإرادة الشعب وتُخلّي مكانها لأخرى أفضل منها، وإنه "عندما يخرج مليون إسرائيلي إلى الشوارع فستسقط الحكومة وقد آن الأوان لنخرج جميعا على مدار الأسبوع".

واقترح باراك الخروج في التظاهرات في ثلاث نوبات في الساحات، والتقاطعات، والجسور، والجلوس على الطرق، وفي مواكب السيارات، على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، حتى تُطرد الحكومة ورئيسها، معتبراً أن هذا الوقت هو المناسب وبعده يكون قد فات الأوان.

ارتفاع حدة الانتقادات

انتقد باراك مراراً الحرب على غزة، في أبريل/ نيسان الماضي، اعتبر أن الحرب لا تضغط على حركة حماس بل تحكم على الأسرى المحتجزين في القطاع بـ"الإعدام"، واتهم رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو بمواصلتها بهدف البقاء في الحكم والحفاظ على ائتلافه الحكومي.

من بين رؤساء الوزراء السابقين لم يكن باراك وحدة من انتقد استمرار الحرب، فإيهود أولمرت انتقدها بشدّة واتهم إسرائيل بارتكاب "جريمة حرب".

آخر الانتقادات من أولمرت كانت، الخميس، حيث قال في مقابلة تلفزيون إن "لا حاجة لتوسيع أو إطالة أمد الحملة العسكرية في قطاع غزة"، معتبرا أن استمرار الحرب "جريمة يجب أن تتوقف فورًا".

أولمرت هو الآخر كتب مقالاً في "هآرتس" في مايو/ أيار الماضي، بعنوان "كفى، طفح الكيل! إسرائيل ترتكب جرائم حرب"، قال فيه إن حكومة إسرائيل تشنّ حالياً حرباً بلا غاية، وبلا أهداف أو تخطيط واضح، وبلا فُرَص للنجاح.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: حماس لم تسرق المساعدات وموقف الاتحاد الأوروبي ليس حاسما
  • كاتب إسرائيلي: السنوار قد يهزم إسرائيل حتى من قبره ويجرنا للهزيمة
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو وترامب تلاعبا بعائلات الأسرى وحماس تريد إنهاء الحرب
  • مركز عمليات الوعي قسم الحرب النفسية باستخبارات إسرائيل العسكرية
  • دعوة عاجلة.. إيهود باراك يقول إن إسرائيل تنهار ويدعو للعصيان المدني
  • حماس: الكرة الآن في ملعب إسرائيل وهذه هي النقطة المركزية في النقاشات الأخيرة
  • جنرال إسرائيلي متقاعد يهاجم نتنياهو وكاتس وزمير.. يقودون الجنود إلى حتفهم
  • مكتب نتنياهو: عودة فريق التفاوض للتشاور في إسرائيل بعد رد حماس
  • كاتب إسرائيلي لحكومته: أيها المجانين اخرجوا من غزة
  • إسرائيل تدرس رد حماس وواشنطن تتحدث عن تقدم لاتفاق بغزة