أزمة جديدة بالصومال.. مروحية اممية وطاقمها بقبضة الشباب الإرهابية
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
سقطت طائرة مروحية تابعة لبعثة الأمم المتحدة في الصومال وطاقمها بيد حركة الشباب الإرهابية بعد هبوطها في منطقة خاضعة لسيطرتها. وقالت تقارير إعلامية صومالية إن الطائرة أقلعت من مدينة بلدوين بمحافظة هيران وسط الصومال وكانت متجهة إلى مديرية ويسيل بمحافظة مدج وسط البلاد، قبل أن تهبط في ولاية غلمدغ الواقعة تحت سيطرة الحركة الإرهابية.
ولم توضح التقارير بوضوح سبب هبوط المروحية، إلا أنها رجحت أنه قد يكون هبوطا خاطئا، أو بسبب عطل فني.
وكانت الطائرة تحمل معدات وتقل 8 من الصوماليين والأجانب من موظفي مكتب الأمم المتحدة، بحسب وكالة الأنباء الصومالية.
وفق الوكالة الصومالية فإن قوات الجيش تعمل حاليا على إنقاذ من كانوا على متن الطائرة.
وبينما لم تعلق السلطات الصومالية والأمم المتحدة وحركة الشباب الإرهابية على الواقعة حتى الآن، أكد مسؤول محلي وقوع الحادث.
وقال فارح ديريه ورسمي، رئيس مديرية عدادو في محافظة غلمدغ لوسائل إعلام صومالية محلية "إن المروحية تابعة للأمم المتحدة وهي طائرة أممية صغيرة تساعد الصوماليين عادة في إجلاء الجرحى ".
ورجح المسؤول المحلي أن الطائرة تعرضت لعطل فني أجبرها الطائرة على الهبوط الاضطراري.
ونقل المسؤول المحلي عن سكان محليين قولهم بأن بعض الطاقم تعرضوا لجروح قبل الهبوط وأن إرهابيي حركة الشباب أضرموا النار بالطائرة واقتادوا جميع من كان فيها إلى جهة مجهولة.
وأوضح أنه لا توجد معلومات مؤكدة ودقيقة عن جنسيات من كانوا على متن الطائرة، لكنه رجح أن يكونوا من الصوماليين والأجانب.
وأشار المسؤول المحلي بأن الخطوات المقبلة تتمثل في حصول معلومات دقيقة في مكان تواجد الطاقم والعمل على مسار إنقاذهم في أيدي الجماعة الإرهابية.
وتشن حركة الشباب الإرهابية على الحكومة الصومالية منذ 2006 .
ومنذ تولي الرئيس حسن شيخ محمود الرئاسة في مايو/أيار 2022 تعهد بالتصدي للحركة الإرهابية ودحرها، وبالفعل تمكنت القوات الحكومية من تحقيق انتصارات متتالية على حركة "الشباب" واستطاعت تحرير عدة مناطق من نفوذها.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الشباب الإرهابیة حرکة الشباب
إقرأ أيضاً:
أنت المسؤول عن قراراتك!
البعض لا يربط الظروف بالقرارات، لكنني أرى أن الظروف عامل مساعد في اتخاذ بعض الـ»قرارات» الحاسمة، خاصة إذا كانت هذه القرارات تأتي ضمن الأمور المستعجلة التي توجب البت فيها سريعا دون أن تحتمل الانتظار الطويل؛ فعلى سبيل المثال: في أروقة المستشفى يخبرك الطبيب أن عليك التوقيع على إجراء عملية عاجلة، ويخبرك بأن الوقت ليس في صالحك. فالتأجيل قد يزيد من معاناتك في المستقبل؛ ولذا فإن الخيالات أمامك تنحصر ما بين الموافقة أو الرفض، وفي كلا الأمرين عليك تحمل نتيجة قرارك لوحدك.
مثال آخر: بعض الموظفين بعد أن يجد نفسه محبطا أو يمر بظروف نفسية صعبة يقفز إلى ذهنه الخروج نهائيا من العمل، وترك الجمل بما حمل، ومع كثرة الضغوطات والحيرة التي تسيطر على عقله يبقى القرار بيديه كالماسك على الجمر خاصة إذا كان محاطا بالالتزامات.
في سياق الحياة اليومية يواجه الإنسان على مدار الزمن الكثير من الصعوبات في اتخاذ «القرارات» التي يراها البعض بأنها سهلة جدا فيما يراها الآخرون بـ»المصيرية «. وفي كل الأمور التي يتعرض لها الشخص يواجه خطورة نتائج القرارات التي اتخذها سواء كان هذا القرار ناجحا أو فاشلا؛ فكيفما جاءت الصورة النهاية فهي نتيجة للقرارات التي أقدم على اتخاذها، وفي بعض المرات تكون دائرة الاختيارات تضيق فإلى أبعد الحدود، وأمام الحاجة الملحة لاتخاذ القرار السريع والواجب التنفيذ دون تأخير أو تفكير طويل، ولهذا الأمر وغيره يرى الناس أن القرارات تعبر عن اختياراتنا وطريقة رؤيتنا لقناعاتنا؛ ولهذا تلعب القرارات دورا حاسما في رسم شخصياتنا أمام الآخرين، ونمط سيرنا في حياتنا ومستقبلنا.
يسدي الناشط السياسي الإنساني مارتن لوثر كينغ نصحا للبشرية بقوله: «عندما تتخذ القرار الصحيح لا تبالِ بقلبك. تألم يوما، شهرا بقرار عقلي صحيح أفضل من أن تتألم طيلة حياتك بقرار خاطئ من قلبك».
إذن بعض القرارات تكون ثقيلة كثقل الجبال على القلوب، وبعضنا يقع في فخ التردد والتوجس والخوف من النتائج اللاحقة؛ ولذا تجد أن البعض يتخذ بعض القرارات السريعة ثم سرعان ما يتراجع عنها ه حتى وإن حالفها الصواب، والبعض يقدم على القرار الفوري ثم سرعان ما يكتشف أنه قد ظل طريقه فيلقي بالأئمة على الغير أو يبدأ في جلد الذات!
وآخرون يدركون بأنهم قد أخطأوا في قرارهم، لكنهم يصرون على تكملة المشوار حتى النهاية حتى وإن بدأت نتائجها واضحة سلفا، كل ذلك بسبب العناد والحماس الزائد عن الحد المعقول أو التغاضي عن الخسائر التي يمكن أن تتحقق في نهاية المطاف.
الشجاعة شيء والفصاحة شيء آخر بمعنى أن البعض يقبل التحدي لكن الأمر لا علاقة له بالقوة على قبول التحدي، بل النظر إلى نقطة الفائدة سواء كانت على المستوى الشخصي أو الجماعي.
أحيانا بعض القرارات يكون أمرها محسوما سلفا ولا يمكن التنازل عن اتخاذها، حتى وإن وقعت في دائرة الخطر، إلا أنها طريق لا بد من السير فيه حتى النهاية، وبعض القرارات تكون حتمية لا تحتمل التأجيل تماما كحتمية «الحياة والموت».
في بعض المرات نسأل أنفسنا: كم يلزمنا من الجرأة لنحطّم حواجز الخوف لنمضي في الطريق لنكون كما نحب أن نكون، أو سعينا من أجل التجرد من مخاوفنا البشرية. أحيانا أخرى نرى مثلما يرى الآخرون بأن هناك ترددا كبيرا يعيقنا في اتخاذ القرار. سببه هو أننا نخاف من أن نصطدم مجددا بتجارب فاشلة عاشها من حولنا لم تجد نورا لمسارها الصحيح. نخاف من سطوة ذلك الوجع القديم والألم العميق الذي حاصر من سبقنا.
أن تحمل تبعات مسؤوليات أي قرار فاشل قد يكون شيئا صعبا. ولكن أحيانا لا خيار هناك سبيل آخر متاح أمامك؛ ففي هذه الحالة يصارع الإنسان أمواج الخوف الذي يعتريه والحيرة التي تسيطر على رأسه، يحاول أن يستجمع كل قواه في التفكير العميق ليصل إلى القرار الذي يراه مناسبا وصائبا.