اليمن يشهد في الوقت الراهن مشهداً مزدوجاً، بين عودة اللاجئين الطوعية إلى بلادهم وبين استمرار تدفق المهاجرين الأفارقة نحو أراضيه، وهو ما يعكس تعقيدات الوضع الإنساني والهجرات غير النظامية في منطقة القرن الأفريقي واليمن. فبينما يسعى برنامج العودة الطوعية للاجئين الصوماليين لتأمين العودة الآمنة لمئات العائدين، يواصل آلاف المهاجرين المغامرة بحياتهم في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر والبر للوصول إلى اليمن.

أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنها أعادت 957 لاجئاً صومالياً من اليمن إلى بلادهم خلال العام 2025، عبر رحلات بحرية إلى بربرة ورحلات جوية إلى مقديشو، ضمن برنامج العودة الطوعية للاجئين الصوماليين (ASR) الممول من الحكومة السويدية. 

وأشارت المفوضية إلى أن العائدين سيحصلون على دعم إضافي عند وصولهم لتسهيل إعادة بناء حياتهم وبدء حياة جديدة. ومنذ انطلاق البرنامج في سبتمبر 2017 وحتى نهاية 2024، ساعد البرنامج 8,555 لاجئاً صومالياً على العودة الآمنة، بما في ذلك 1,115 لاجئاً خلال العام الماضي وحده. ويبلغ إجمالي اللاجئين وطالبي اللجوء المسجلين في اليمن أكثر من 62 ألف شخص، أغلبهم من الصومال وإثيوبيا.

في المقابل، كشف تقرير حديث لمنظمة الهجرة الدولية عن دخول أكثر من 17 ألف مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وهو ما يعكس استمرار التدفق الهجري من بلدان القرن الأفريقي إلى البلاد. ووفق مصفوفة النزوح (DTM)، بلغ عدد الوافدين 17,659 شخصاً، بانخفاض طفيف عن أكتوبر، وشكّل الإثيوبيون الغالبية العظمى بنسبة 95.8%، فيما بلغ عدد الصوماليين 552 مهاجراً، و110 آخرين من جنسيات مختلفة. وشكّل الرجال 84% من الوافدين، مقابل 11% نساء و5% أطفال.

وجاءت جيبوتي كنقطة الانطلاق الرئيسية للوافدين بنسبة 67%، تلتها الصومال بنسبة 31% وسلطنة عُمان بنسبة 2%. وتوزع وصولهم على مديريات مختلفة في الجنوب، حيث توجه أغلب القادم من جيبوتي إلى ذو باب في تعز وأحور في أبين، بينما استقر الوافدون من الصومال بشكل رئيسي في رضوم بمحافظة شبوة. من جانب آخر، أعادت سلطات عمان 402 مهاجراً إلى المهرة، فيما لم تسجل سواحل لحج أي وصولات جديدة نتيجة الإجراءات الحكومية المكثفة لمكافحة التهريب منذ أغسطس 2023.

وعلى صعيد المغادرة، رصدت المصفوفة خروج 1,580 مهاجراً إثيوبياً من اليمن خلال نوفمبر، أغلبهم عبر رحلات بحرية إلى جيبوتي، فيما توجّه 71 آخرون إلى سلطنة عُمان، في مؤشر على استمرار التنقلات الهجرية المعقدة والحرجة، والتي تتطلب تدخلاً عاجلاً لضمان الحماية الإنسانية وتقليل المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون على طرقهم نحو اليمن أو عند العودة إلى ديارهم.

هذا المشهد يعكس التحديات الإنسانية المتعددة في اليمن، بين توفير العودة الآمنة للاجئين وتخفيف المخاطر التي تواجه المهاجرين الأفارقة، إضافة إلى الحاجة المستمرة لتعزيز التدابير الأمنية والمساندة الإنسانية لضمان سلامة هذه الفئات الأكثر هشاشة.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

"أونروا": تدفق المساعدات غير المقيد سيساعد غزة على مواجهة الشتاء

غزة - صفا

أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يوم الخميس أن المساعدات الإنسانية غير المعاقة، بما في ذلك الدعم الطبي والمأوى المناسب، ضرورية لمساعدة العائلات في قطاع غزة على تحمل فصل الشتاء، في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية المتردية أصلاً بسبب الأمطار الغزيرة الناجمة عن الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة منذ عامين.

وقالت الوكالة عبر شركة التواصل الاجتماعي الأمريكية X إن العواصف الشتوية تغمر الشوارع وتغرق الخيام المؤقتة في جميع أنحاء المنطقة المعزولة، مما يخلق "صعوبات جديدة" للنازحين الذين يعيشون في مواقع مكتظة وغير صحية.

وقالت الوكالة: "إن الشوارع المغمورة بالمياه والخيام المبللة تجعل ظروف المعيشة المتردية أصلاً أكثر خطورة"، محذرةً من أن البيئات الباردة والرطبة وغير الصحية تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالأمراض والعدوى.

وذكرت الوكالة إن المعاناة يمكن تجنبها، مؤكدة أن القدرة على تقديم المساعدة دون عوائق ستسمح لفرقها بتوفير المأوى المناسب والخدمات الطبية الحيوية.

وأضافت الوكالة: "سيساعد ذلك العائلات على مواجهة فصل الشتاء بأمان وكرامة".

قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة يوم الثلاثاء إن الاحتلال سمح بدخول حوالي 38% فقط من المساعدات المتفق عليها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، مما فاقم معاناة الأهالي.

وفي وقت سابق من اليوم، غمرت المياه مئات الخيام التي تؤوي الفلسطينيين النازحين في جميع أنحاء القطاع لليوم الثاني على التوالي بعد هطول أمطار غزيرة طوال الليل مرتبطة بعاصفة شتوية جديدة.

وأعلن الدفاع المدني في غزة في بيان يوم الخميس أنه قام بإجلاء عشرات الخيام في رفح، بعد أن غمرتها المياه بالكامل.

وحذر المتحدث باسم الوكالة، محمود باصل، يوم الأربعاء، من أن أكثر من 250 ألف عائلة في مخيمات النزوح في جميع أنحاء الجيب معرضة لخطر البرد ومياه الأمطار في خيامها البالية.

ويوم الثلاثاء، حذر المكتب الإعلامي من أن نظام الضغط المنخفض القطبي سيؤثر على المنطقة المعزولة بدءاً من يوم الأربعاء ويستمر حتى مساء الجمعة، مما يهدد مئات الآلاف من العائلات النازحة.

مقالات مشابهة

  • مدينة يمنية تنهار تحت وطأة تدفق المهاجرين الباحثين عن الأمان والعمل
  • "أونروا": تدفق المساعدات غير المقيد سيساعد غزة على مواجهة الشتاء
  • انخفاض أعداد اللاجئين في الكفرة وسط صعوبات تعرقل العودة الطوعية
  • الجزائر تحسم التأهل لربع نهائي كأس العرب بعد فوز مزدوج على العراق
  • اليمن على صفيح ساخن
  • العرادة: اليمن يمر بلحظة فارقة تستدعي التلاحم وحمايته تستدعي التلاحم من الجميع
  • توسع الانتقالي الجنوبي وتماسك الحوثيين وتراجع الحكومة.. هل يعود اليمن إلى مشهد ما قبل 1990؟
  • مفوضية اللاجئين: نقص التمويل الأممي يهدد برامج الإيواء والمساعدات الشتوية
  • “تعليم قنا” تبحث تفعيل رحلات الأتوبيس الطائر