تحدث جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، عن كيفية التعامل مع الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر، وماهية الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتعامل مع هذا التهديد.


واوضح خلال إحاطة صحافية محدودة في الرياض يوم امس الثلاثاء، عما إذا كانت جهود السلام الأخيرة التي أعلنها المبعوث الأممي لليمن، قد تساعد في تغيير سلوك جماعة الحوثي وتهديدها للملاحة الدولية، اعتبر بوريل أن تعثر عملية السلام في اليمن أحد الأضرار الجانبية لحرب غزة، والتي أخرت إعلان اتفاق وشيك للسلام كان مخططاً أن يُعلن قبل أشهر.

وأضاف: «قبل الحرب (حرب غزة) كنت أتحدث مع المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبرغ، أخبرني بأنه يتوجب علي التفكير في زيارة العاصمة اليمنية المؤقتة عدن خلال الشهرين القادمين، لربما يكون هناك اتفاق».

وتابع جوزيب بوريل بقوله: «ثم أتت الحرب (حرب غزة)، هذه أحد الأعراض الجانبية، كانت الحرب في اليمن على وشك النهاية، ولم يعد الأمر كذلك الآن».

واعتبر الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر جزءاً من المشكلة الأكبر في المنطقة، وقال «بلا شك تهدد الملاحة، ليس فقط تهدد إسرائيل، وهو مطلب لدول الاتحاد الأوروبي لإنشاء مهمة لحماية الملاحة في البحر الأحمر؛ لأنها مصلحة مشتركة، تجارتنا، بضائعنا، سفننا، علينا حمايتها، هذه الهجمات لا تهدد فقط إسرائيل بل تهدد كل من يمر عبر هذه المياه».

وأعلن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، الأربعاء، أن الهجوم الذي تصدّت له القوات الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، مساء الثلاثاء، كان «الأكبر» الذي ينفّذه الحوثيون في اليمن، على خلفية الحرب في قطاع غزة.

وكان «البنتاغون» قد أعلن أن القوات الأميركية والبريطانية أسقطت 18 طائرة مُسيّرة مفخّخة وصاروخين مجنّحين وصاروخاً باليستياً أطلقها الحوثيون باتّجاه مسارات شحن دولية في جنوب البحر الأحمر.

ووجد بوريل نفسه حائراً للإجابة عن سؤال عن أي إجراءات ملموسة ستتخذ ضد الحوثيين. فأجاب قائلاً: «ماذا تعني بإجراءات ملموسة؟ لا أعتقد أن العقوبات يمكنها أن تغير أي شيء، لكن هل دول الاتحاد الأوروبي مستعدة لإرسال سفن للبحر الأحمر لحماية الملاحة؟ لا أعلم دعونا ننتظر ونرى».

وتابع: «لا أحد يعلم ما سيحصل غداً، هناك مخاطرة متعاظمة لتصعيد الوضع، وأي حسابات خاطئة من أي طرف سيكون لها مخاطر غير معلومة».

في حين تجنب السياسي الأوروبي الإجابة عن سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية ستقوم بضرب أهداف حوثية على الأرض، في ظل استمرار الهجمات رغم التحالف الذي أنشأته، وقال بوريل: «لا أعلم، وحتى لو كنت أعلم لن أقول».

وفي معرض تفسيره للرفض الأوروبي لتوسيع عملية «أتلانتا» العسكرية المخصصة لمحاربة القرصنة قبالة السواحل الصومالية، لتشمل البحر الأحمر والهجمات الحوثية، أوضح جوزيب بوريل أن إسبانيا وهي القوة البحرية الرئيسية في «أتلانتا» تعارض توسيع المهمة بشكل قاطع.

وأضاف: «طلبت إسبانيا إنشاء مهمة جديدة للبحر الأحمر، لذلك ما سنفعله الآن هو تقديم اقتراح على دول الاتحاد الأوروبي إذا كانوا يريدون إنشاء مهمة جديدة في البحر الأحمر، لكنهم بالتأكيد يحتاجون إلى تفويض».

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، عقد لقاءات مع مسؤولين عُمانيين ومع المتحدث باسم الجماعة الحوثية، في العاصمة العُمانية مسقط، الثلاثاء، أملاً في بلورة خريطة طريق للسلام في اليمن، بناءً على التزامات الأطراف اليمنية التي توسطت فيها السعودية وعُمان.

كما التقى في وقت سابق بالرياض رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، وبحث معه «تطورات الوضع المحلي، والضغوط الدولية المطلوبة لدفع الميليشيات الحوثية نحو التعاطي الجاد مع مساعي السلام، وإنهاء معاناة الشعب، واستعادة مؤسساته الشرعية»، وفق ما نقله الإعلام الرسمي اليمني.

وكشف غروندبرغ في حوار مع «الشرق الأوسط» عن أن عناصر خريطة السلام التي يسعى لتنفيذها تشمل «وقف إطلاق نار في عموم اليمن، وفتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات، ودفع رواتب القطاع العام بجميع أنحاء البلاد، واستئناف تصدير النفط، والمزيد من تخفيف القيود على مطار صنعاء وميناء الحديدة، وإطلاق سراح المحتجزين لأسباب ترتبط بالنزاع، والتحضير لعملية سياسية جامعة يملكها اليمنيون برعاية أممية».

كما التزمت الأطراف برحيل القوات غير اليمنية (وهي التي قالت المصادر إنها تشمل التحالف، وفيلق القدس، وقوات «حزب الله» وعناصره)، وإعادة الإعمار، والانخراط في عملية سياسية جامعة للتوصل إلى حل سياسي شامل ودائم.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر فی الیمن

إقرأ أيضاً:

مليشيا الحوثي تنشر تفاصيل وأرقام العمليات العسكرية التي نفذتها تجاه القوات الأمريكية وما تعرضت له من غارات جوية

   

كشفت مليشيا الحوثي عن تفاصيل ما تعرضت له من ضربات عسكرية ن قبل الولايات المتحدة. حيث أوضحت انها شنت عليهم 1712 غارة جوية وبحرية على اليمن، منذ بدء ما وصفتها بـ”العدوان الأمريكي” في منتصف مارس الماضي.

وأفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بأن واشنطن حشدت حاملتي الطائرات “ترومان” و”فيسنون” لأول مرة في المنطقة، واستخدمت طائرات شبح من طراز “B2”، إلى جانب قاذفات استراتيجية “B52”.

وأشارت المليشيا إلى أنها نفذت أكثر من 131 عملية عسكرية، استخدمت خلالها 253 صاروخًا باليستيًا ومجنّحًا وفرط صوتي، إلى جانب طائرات مسيرة، في إطار ما وصفته بـ”عمليات الإسناد لغزة والتصدي للعدوان الأمريكي”.

وأضافت أن الدفاعات الجوية التابعة لها أسقطت 8 طائرات من طراز “MQ-9” وطائرة استطلاع من نوع “F360”، وتمكنت من اعتراض طائرات شبح ومقاتلات “F-18”، ما أجبرها ـ بحسب الجماعة ـ على الانسحاب من الأجواء اليمنية.

كما تحدثت عن تنفيذ 24 عملية استهداف ضد حاملة الطائرات “ترومان”، ما دفعها إلى التراجع نحو أقصى شمال البحر الأحمر، وإسنادها بحاملة الطائرات “فيسنون”.

ورأت الجماعة أن “ترومان باتت رمزًا لفشل العمليات الأمريكية في البحر الأحمر”، رغم ما وصفته بـ”التكتم الشديد” على حجم الخسائر. 

ولفتت إلى إسقاط طائرتين من نوع “F-18” خلال أسبوع واحد.

ورغم الدعم الأمريكي لإسرائيل، بحسب البيان، قالت جماعة الحوثي إنها نفذت عمليات نوعية استهدفت مواقع داخل إسرائيل، من بينها مطار بن غوريون وقاعدة نيفاتيم الجوية، في سياق دعمها للمقاومة الفلسطينية في غزة.

وأكدت أن هذه العمليات أدت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة، بوساطة عُمانية، يقضي بوقف الهجمات الحوثية على السفن الأمريكية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مقابل وقف واشنطن عملياتها العسكرية في اليمن.

وكانت سلطنة عُمان قد أعلنت، مساء الثلاثاء، نجاح وساطة قادتها بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي، توصلت إلى اتفاق هدنة متبادل بين الطرفين.

وفي المقابل، شددت جماعة الحوثي على أن الاتفاق لا يشمل إسرائيل، مؤكدة استمرار هجماتها ضدها “حتى وقف الإبادة بحق المدنيين في غزة

 

مقالات مشابهة

  • مجلة أمريكية: هجمات اليمن في البحر الأحمر كانت فعالة للغاية  
  • مجلة فورين أفيرز.. الحملة الأمريكية ضد اليمن بائت بالفشل 
  • 27 ألف سائح أوروبي يصلون إلى مطاري الغردقة ومرسى علم
  • ترامب يستوعب الدرس.. شواهد هزيمة الأمريكيين في اليمن!
  • مليشيا الحوثي تنشر تفاصيل وأرقام العمليات العسكرية التي نفذتها تجاه القوات الأمريكية وما تعرضت له من غارات جوية
  • الفريق ربيع يبحث تأثير التطورات الإيجابية التي تشهدها الأوضاع الأمنية بمنطقة البحر الأحمر على حرية الملاحة
  • أبريل حوَّل فيه اليمنُ البحر إلى جحيمٍ تُبحِر فيه حاملاتُ الطائرات مُنهَكةً
  • اليمن على طريق التهدئة: ترحيب أممي باتفاق عمان لوقف التصعيد
  • الإمارات ترحب بإعلان عمان التوصل لوقف إطلاق النار في اليمن
  • اليمن حول البحر إلى جحيم تُبحر فيه حاملات الطائرات منهكة