روسيا – أكد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والصيني وانغ يي على رفض روسيا والصين لسياسات الغرب تجاه البلدين، بما في ذلك محاولة ردعهما من خلال العقوبات و”الاستفزازات”.

وجاء في بيان للخارجية الروسية في أعقاب الاتصال الهاتفي بين الوزيرين، امس الأربعاء، أنهما “بحثا عددا من القضايا الملحة لجدول الأعمال الدولي، بما فيها الأزمة الأوكرانية والنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي والوضع حول شبه الجزيرة الكورية وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ بشكل عام”.

وقالت الخارجية الروسية إنه “جرى التأكيد على الرفض المشترك للسياسات الرامية إلى المجابهة، التي يتبعها التكتل الغربي تجاه روسيا والصين، ومحاولات كبح تنميتهما من خلال العقوبات والاستفزازات المتعمدة وغير ذلك من الأساليب غير الشرعية”.

وأكد الوزيران على “الطابع البناء وغير الموجه ضد أي دول ثالثة للتعاون بين موسكو وبكين في إطار الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون و”بريكس” وغيرها من الصيغ المتعددة الأطراف”.

وأضافت الخارجية الروسية أن اتصال الوزيرين أكد على “تطابق مواقف البلدين من القضايا العالمية واستعداد الجانبين لمواصلة التنسيق الوثيق على الساحة العالمية”.

وأشار البيان كذلك إلى أن لافروف ووانغ يي “أشادا بنتائج التعاون في عام 2023، وأعربا عن الارتياح للوتائر العالية لتطور الحوار السياسي والتعاون العملي” بين البلدين في ظروف “عدم الاستقرار الجيوسياسي العام” في العالم.

وأعار الوزيران “اهتماما خاصا لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليه على المستوى السياسي الأعلى. وأكدا على الأهمية الخاصة للتعاون الاستراتيجي الروسي الصيني بالنسبة لبناء نظام عالمي عادل متعدد الأقطاب، وإرساء أسس ثابتة للأمن الأوراسي”.

وأكدا أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين “تمكن من التصدي للتحديات الخارجية بنجاح، حيث تجاوز التبادل التجاري بين روسيا والصين مستوى الـ 200 مليار دولار في ختام العام”.

وأعرب الوزيران عن “مواصلة تعزيز العلاقات الإنسانية الوثيقة في مجالات الرياضة والتعليم والعلوم والثقافة وتنظيم مسابقات دولية للفنانين”.

وبحث لافروف ووانغ يي أيضا جدول الاتصالات المقبلة على المستويين العالي والأعلى.

 

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: روسیا والصین

إقرأ أيضاً:

موسكو "تكسر العزلة": روسيا أول دولة تعترف رسمياً بحكومة طالبان في أفغانستان

أكدت موسكو أن الاعتراف سيساهم في تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي، لا سيما في مجالات مكافحة الإرهاب والطاقة. اعلان

أعلنت حكومة طالبان، الخميس، أن روسيا أصبحت أول دولة تعترف رسمياً بـ"الإمارة الإسلامية"، ووصفت الخطوة بأنها "قرار شجاع" من شأنه أن يفتح الباب أمام دول أخرى للسير في الاتجاه ذاته.

وجاء هذا الإعلان عقب لقاء بين وزير خارجية طالبان أمير خان متقي والسفير الروسي لدى كابول دميتري جيرنوف، حيث قال متقي في مقطع نُشر عبر منصة "إكس": "هذا القرار الشجاع سيكون مثالاً يحتذى. لقد بدأت عملية الاعتراف، وكانت روسيا في الطليعة".

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية التابعة لطالبان، ضياء أحمد تكال، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، أن روسيا "أول دولة تعترف رسمياً بالإمارة الإسلامية"، وهو الاسم الذي تستخدمه الحركة لوصف نظامها السياسي.

ووصف متقي الاعتراف الروسي بأنه "مرحلة جديدة من العلاقات الإيجابية والاحترام المتبادل والانخراط البنّاء"، حسب بيان للخارجية على "إكس". ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية عبر "تلغرام" إن الاعتراف الرسمي "سيعزز تطوير التعاون الثنائي البنّاء بين البلدين في مجالات متعددة"، مشيرة إلى إمكانيات تعاون اقتصادي وتجاري في قطاعات الطاقة، والنقل، والزراعة، والبنية التحتية.

مقاتل من طالبان ورجل أفغاني يعانقان بعضهما البعض بعد أداء صلاة عيد الأضحى في مسجد شاه دو شامشيرا في كابول، أفغانستان، السبت 7 يونيو 2025. AP Photo

وأعربت موسكو عن استعدادها لمواصلة دعم كابول في جهود "تعزيز الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات"، مشيرة إلى خطوات سابقة لتطبيع العلاقات مع طالبان، أبرزها شطب الحركة من قائمة "المنظمات الإرهابية" في أبريل الماضي، والموافقة على اعتماد سفير لطالبان في العاصمة الروسية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وصف طالبان، في يوليو 2024، بأنها "حليف في مكافحة الإرهاب"، في خطوة لافتة ضمن مسار تقارب تدريجي منذ سيطرة الحركة على الحكم في 2021 بعد انسحاب القوات الأجنبية وسقوط الحكومة المدعومة من الغرب.

وفي حين كانت السعودية وباكستان والإمارات العربية المتحدة الدول الوحيدة التي اعترفت بحكومة طالبان في فترتها الأولى (1996–2001)، فإن الحكومة الحالية سعت بشكل حثيث لنيل الاعتراف الدولي، خصوصاً من دول الجوار والقوى الكبرى مثل الصين وروسيا. ومع أن عدداً من الدول، مثل الصين وباكستان، قبلت سفراء لطالبان في عواصمها، إلا أنها لم تقدم بعد على الاعتراف الرسمي.

لكن هذه الخطوة الروسية أثارت انتقادات من قبل ناشطات أفغانيات ومنظمات حقوقية. وقالت النائبة السابقة في البرلمان الأفغاني، مريم سليمانخيل، إن الاعتراف "يُضفي شرعية على نظام يمنع الفتيات من التعليم، ويمارس الجلد العلني، ويؤوي إرهابيين خاضعين لعقوبات من الأمم المتحدة"، مضيفة: "الخطوة تبرهن أن المصالح الاستراتيجية تتغلب دوماً على حقوق الإنسان والقانون الدولي".

أما النائبة السابقة فوزية كوفي فاعتبرت أن الاعتراف بطالبان "لن يجلب السلام، بل سيشرعن الإفلات من العقاب، ويهدد ليس فقط أمن الشعب الأفغاني بل أيضاً الأمن العالمي".

Relatedألمانيا تسعى لاتفاقات مباشرة مع طالبان وسوريا بشأن ترحيل المهاجرين وطالبي اللجوءالسياحة تعود تدريجياً إلى أفغانستان.. وطالبان تفتح الأبواب رغم القيودالرجال في قبضة الخوف: حين يصبح البيت فرعاً لشرطة طالبان

ولا تزال أسماء عديدة من قيادات طالبان مدرجة على قوائم العقوبات الدولية، بما في ذلك من قبل مجلس الأمن الدولي، ما يزيد من تعقيد مشهد الاعتراف الدولي الشامل بالحركة. ومع ذلك، يبدو أن موسكو اختارت المضي بخطوات أحادية تعكس أولوياتها الاستراتيجية في آسيا الوسطى والمنطقة الأوسع.

العلاقة الروسية - الأفغانية

تعود العلاقة الروسية - الأفغانية إلى القرن التاسع عشر، حين بدأت الإمبراطورية الروسية أولى اتصالاتها مع كابول عام 1837، ثم أصبحت أول دولة تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع أفغانستان عام 1919 بعد تحولها إلى الاتحاد السوفيتي. لاحقاً، شكّل الغزو السوفييتي لأفغانستان عام 1979 لحظة مفصلية، أدى إلى اندلاع "مقاومة مسلحة" أسست لاحقاً لحركة طالبان.

ومنذ عودة طالبان إلى السلطة عام 2021 بعد انسحاب القوات الأميركية، برزت روسيا كواحدة من الدول القليلة التي سعت لتعزيز التعاون مع كابول. في أبريل 2024، شطبت المحكمة العليا الروسية طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية، ما أزال – بحسب المبعوث الرئاسي الروسي زامير كابولوف – "العقبة الأخيرة أمام تعاون كامل" بين الطرفين. ورغم عدم وجود اعتراف دولي رسمي بحكومة طالبان، تحتفظ روسيا بسفارة وقنصلية عامة في البلاد، وأبدت استعدادها لاعتماد سفير من الحركة.

في سياق متصل، أعلنت موسكو استعدادها لتقديم مساعدات "متخصصة" لطالبان في مواجهة تنظيم "داعش – ولاية خراسان"، الذي تعتبره تهديداً مباشراً، لاسيما بعد تبنيه لهجمات على المصالح الروسية، من بينها تفجير قرب سفارة موسكو في كابول عام 2022، والهجوم على قاعة كروكس في موسكو عام 2023، والذي أوقع أكثر من 130 قتيلاً.

كما تسعى روسيا إلى توسيع علاقاتها التجارية مع أفغانستان، خاصة في مجالات الطاقة والنقل، وتخطط لاستخدامها كممر عبور لتصدير الوقود إلى باكستان والهند، في ظل العقوبات الغربية المفروضة عليها. ويُطرح مشروع إنشاء خطوط سكك حديدية وأنابيب غاز عبر الأراضي الأفغانية، في إطار ممر النقل الدولي "الشمال-الجنوب".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • إيران وغزة وأوكرانيا والعلاقات الثنائية.. أبزر تصريحات لافروف وبن فرحان في موسكو
  • يصل بن فرحان من موسكو: نُعوّل على قيادة ترامب لحل الصراع الفلسطيني.. ووقف النار في غزة أولوية سعودية
  • لافروف: نعمل لإلغاء التأشيرات على المواطنين السعوديين
  • الخارجية الروسية: يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لخفض التصعيد في غزة
  • بدء محادثات وزيري خارجية روسيا والسعودية في العاصمة موسكو
  • وزير الخارجية: نثمن التوافق بين روسيا والمملكة تجاه فلسطين.. ولموسكو دور هام بملفات المنطقة الحساسة
  • موسكو "تكسر العزلة": روسيا أول دولة تعترف رسمياً بحكومة طالبان في أفغانستان
  • وزير الخارجية يصل إلى موسكو في زيارة رسمية
  • الخارجية الروسية: موسكو تعترف رسميا بإمارة أفغانستان الإسلامية
  • الخارجية الروسية: الغرب لا يملك أي سيطرة على عمليات تسليح أوكرانيا