الأمم المتحدة تحذر من عدم وصول المساعدات إلى شمال غزة
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في غزة، أمس، أنه لم تصل إلى شمال القطاع سوى 5 شحنات فقط من 24 شحنة مساعدات إنسانية كان من المقرر وصولها إلى المنطقة في أول 11 يوماً من العام الحالي.
وذكر «أوتشا»، في بيان، أن السلطات الإسرائيلية تمنع بشكل ممنهج من الوصول إلى شمال القطاع لتوصيل المساعدات، مضيفاً أن ذلك يعرقل بشكل كبير العملية الإنسانية هناك. وأضاف أندريا دي دومينيكو رئيس المكتب «تزداد العمليات في الشمال تعقيداً».
ومضى قائلاً «هناك رفض ممنهج من الجانب الإسرائيلي لوصولنا إلى الشمال والقيام بمهامنا». وكانت عمليات تسليم المساعدات إلى شمال غزة محدودة منذ بدء العملية العسكرية، كما عزلت المنطقة تماماً عن أي مساعدات في الأسابيع الأولى.
ومضى قائلاً: «عدم السماح لنا بدعم المستشفيات تحديداً كان ممهنجاً للغاية، وهو أمر يصل إلى مستوى من اللاإنسانية يستعصي عليّ فهمه». وقال دي دومينيكو إن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لم يُصرَّح له بالعودة إلى جباليا، ولم يُسمح له إلا بإحضار كمية محددة للغاية من الوقود إلى مستشفى الشفاء تكفي لفترة محددة. وفي سياق متصل، قال رئيس بلدية مدينة رفح جنوبي قطاع غزة أحمد الصوفي، إن البلدية فقدت السيطرة على الخدمات الأساسية لا سيما عمليات جمع النفايات ومعالجة وتصريف مياه الصرف الصحي، بسبب الأعداد الهائلة من النازحين واستمرار الحرب. وأفاد الصوفي في تصريحات صحفية، أن بلدية رفح فقدت السيطرة على الخدمات الأساسية في المدينة بسبب استمرار الحرب والنزوح الكبير للفلسطينيين من شمال ووسط غزة باتجاه رفح هرباً من القصف المكثف في تلك المناطق. وأضاف أن «إجمالي عدد سكان مدينة رفح حالياً بلغ 1.3 مليون نسمة، في حين أن عدد سكان المحافظة الأصلي هو 300 ألف نسمة». وتابع الصوفي، أن عدد النازحين في مراكز إيواء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» يقدر بنحو 700 ألف نسمة، فيما يبلغ عدد النازحين في الساحات والشوارع نحو 300 ألف نسمة.
وأشار إلى وجود زيادة في أعداد النازحين يومياً، ما يضع البلدية أمام تحديات كبيرة لتقديم الخدمات الأساسية من مياه وصرف صحي وجمع النفايات. وقال: «الحرب المستمرة على قطاع غزة وخاصة في المنطقة الجنوبية، أفقدتنا القدرة على التحكم بمواعيد جمع النفايات أو جمعها في أوقات الليل المحددة مسبقاً، خشية من الاستهداف الإسرائيلي». وأضاف أن كمية النفايات اليومية في رفح ازدادت بشكل كبير جداً بفعل الزيادة في أعداد سكان المدينة، مشيراً إلى وجود نقص حاد جداً في أعداد الآليات اللازمة لتقديم الخدمات. وبين أن شح الوقود يعد أحد أبرز التحديات التي تواجه عمل البلدية، خاصة أن الكمية المخصصة لعمليات جمع النفايات بسيطة ومحدودة جداً، ما فاقم ظاهرة انتشار المكبات العشوائية.
وأشار إلى اتخاذ جملة من الإجراءات لتحسين الوضع الصحي والبيئي في مقدمتها إنشاء مكب مؤقت للنفايات بسبب عدم قدرة طواقم وآليات البلدية على الوصول إلى المكب الرئيس في منطقة «الفخاري» شرق مدينة خان يونس. وذكر أن رفح تعاني من أزمة حقيقية جراء طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع، وعزا ذلك إلى تهالك الشبكة والأضرار التي أصابتها جراء الحرب.
وقال: «شبكة الصرف الصحي متهالكة جداً ولم يتم تطويرها منذ 17 عاماً، وأدى تزايد عدد السكان إلى حدوث ضغط شديد عليها وانسدادات وبالتالي تسربها إلى الشوارع والتسبب بأزمة صحية وبيئة وانتشار الأمراض والأوبئة». وأكد أن كميات الوقود المخصصة للبلدية من المنظمات الدولية العاملة في غزة لتشغيل مرافق الصرف الصحي ومياه الشرب لا تكفي لتشغيل محطة معالجة مياه الصرف الصحي على مدار الساعة. وبين رئيس بلدية رفح أن محطة معالجة الصرف الصحي تحتاج إلى 1500 لتر من الوقود يومياً في حين أن ما يتم صرفه من المؤسسات الدولية المسؤولة عن توزيع كميات الوقود المدخلة إلى قطاع غزة هو 250 لتراً يومياً، ما اضطر البلدية إلى ضخ المياه العادمة باتجاه البحر من دون معالجة والتسبب بتلويثه.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة غزة قطاع غزة فلسطين أوتشا إسرائيل الصرف الصحی إلى شمال
إقرأ أيضاً:
منظمات أممية: غزة جحيم حقيقي والجوع يهدد حياة 71 ألف طفل
كررت منظمات تابعة للأمم المتحدة نداءات الاستغاثة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء الحصار الإسرائيلي، محذرة من "مرحلة مميتة" تهدد أطفال القطاع جراء التجويع.
وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن "غزة جحيم حقيقي، ويزداد الوضع فيها سوءا كل ساعة".
ووصف المتحدث الوقت الحالي بأنه "الأسوأ على الإطلاق بالنسبة للنساء والأطفال في غزة"، مبينا أن الحصار يدفع القطاع إلى حافة المجاعة، وأن الأطفال يدخلون "مرحلة غذائية مميتة".
بدوره، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن 71 ألف طفل في غزة قد يعانون قريبا من سوء تغذية يهدد حياتهم.
وأضاف البرنامج في بيان أنه "مع اقتراب المجاعة، تحتاج العائلات في غزة بشكل عاجل إلى طعام مغذّ للبقاء على قيد الحياة".
في الوقت نفسه، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن آلية "مؤسسة غزة الإنسانية" لا تصلح لإيصال المساعدات، في إشارة إلى المشروع الأميركي الإسرائيلي الذي أدانته الأمم المتحدة باعتباره أداة عسكرية وسياسية ووسيلة لتهجير الغزيين.
وقالت مديرة الاتصالات في الأونروا جولييت توما -في مقابلة مع الإذاعة الأيرلندية- إن وقائع القتل تكررت بحق من يذهبون لتسلم تلك المساعدات.
إعلانوأضافت "هذه ليست طريقة إيصال المساعدات الإنسانية.. علينا العودة إلى إدخال 500-600 شاحنة يوميا، تحمل الإمدادات الأساسية، وتدار بشكل آمن من قبل الأمم المتحدة بما فيها الأونروا.. افتحوا أبواب غزة".
ووفقا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد استشهد 110 فلسطينيين بنيران الاحتلال الإسرائيلي، وأصيب 583 آخرون وفُقد 9 أشخاص خلال محاولتهم الحصول على الغذاء من مراكز المساعدات التابعة لتلك الآلية منذ بدء تشغيلها في 27 مايو/أيار الماضي.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة ضد سكان القطاع الفلسطيني، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 54 ألف شخص وإصابة نحو 126 ألفا، وتشريد كل سكان القطاع تقريبا وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.