الخليج الجديد:
2025-12-13@00:11:39 GMT

حكومات إسرائيل.. والنصوص الدينية

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

حكومات إسرائيل.. والنصوص الدينية

حكومات إسرائيل.. والنصوص الدينية

القتل الجماعي عقيدة ملزمة مستوحاة من تفسيرات دينية مقصود بها الاستحواذ على عقول الإسرائيليين والتحكم في نظرتهم وسلوكهم نحو الفلسطينيين.

القتل الجماعي والإبادة الجماعية في غزة، لم تكن رداً على أحداث 7 أكتوبر لكنها راسخة في عمق تفكير قادة الدولة اليهودية، على طول السنين ومنذ قيامها إلى الآن.

يوضح المؤلف أنه استلهم عنوان كتابه من عقيدة دينية لدى الإسرائيليين تقول، إنك إذا شعرت بأن أحداً ينوي قتلك فسارع أنت واقتله أولًا أو لأنك تحتاج أن تقتل لكي تعيش.

القتل الجماعي إلى حد الإبادة لا ينفصل عن العقيدة الراسخة في عقل الدولة منذ قيامها وهو ما عبّرت عنه مسؤولة إسرائيلية في تصريح لها يرفض قيام دولة فلسطينية قائلة: هل لابد أن يوجد الفلسطينيون أصلاً؟!

* * *

إن الوثائق الرسمية الإسرائيلية، وما جاء نصاً على ألسنة كبار قادتها من سياسيين وعسكريين وضباط مخابرات، تكشف عن أن القتل الجماعي هو عقيدة ملزمة، وأنها مستوحاة من تفسيرات دينية، مقصود بها الاستحواذ على عقول الإسرائيليين، والتحكم في نظرتهم وسلوكياتهم نحو الفلسطينيين.

وهو ما ردّ عليه حاخامات ورجال دين يهود في أمريكا، بأن تلك الأفكار لا تمتّ بصلة للدين اليهودي، لكنها محاولة لإلباس السياسة ثياباً دينية للتأثير على عقول الناس.

وإذا كانت تلك المعاني معترفاً بها على ألسنتهم، فمعنى ذلك أن القتل والإبادة الجماعية التي تجري في غزة، لم تكن رداً على أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكنها راسخة في عمق تفكير قادة الدولة اليهودية، على طول السنين ومنذ قيامها إلى الآن.

إن الوثائق وشهادات كبار رجال الدولة، جمعها الكاتب الإسرائيلي رونين بيرغمان، وتضمنها كتابه بعنوان «انهض وبادر بالقتل: التاريخ السري لإسرائيل».

المؤلف درس في جامعة حيفا، واستكمل دراسته بجامعة كمبريدج في بريطانيا، وهو مقيم في إسرائيل، وتنشر مقالاته عن موضوعات المخابرات والأمن القومي، بالملحق الأسبوعي لصحيفة «نيويورك تايمز»، كما عمل مراسلًا لصحيفة «يديعوت أحرونوت».

بيرغمان جمع وثائق كتابه من خلال لقاءات لمدة ثماني سنوات مع كبار رجال الدولة في إسرائيل، منهم رؤساء وزارات، وقادة الجيش، وكبار الضباط، وقيادات أجهزة المخابرات. ثم أصدر كتابه وهو من 750 صفحة شاملًا تاريخ عمليات الاغتيال التي قامت بها أجهزة مخابرات إسرائيل، بعد أن التقى مع ألف شخص من كبار الشخصيات.

تقول الوثائق إن مخابرات إسرائيل نفّذت عمليات اغتيال ضد عرب صنفتهم باعتبارهم أعداء لها، وبلغ عدد العمليات التي نفذتها منذ إنشائها وخلال أكثر من 70 عاماً، 2700 عملية على الأقل. ويوضح أنه لم ينشر في كتابه كل ما يعرفه عن إسرائيل.

كان من المهم التوقف أمام عنوان الكتاب الذي يوضح المؤلف أنه استلهمه من عقيدة دينية لدى الإسرائيليين تقول، إنك إذا شعرت بأن أحداً ينوي قتلك فسارع أنت واقتله أولًا. أو لأنك تحتاج أن تقتل لكي تعيش.

وإن ذلك كله ارتبط بما رصده المؤلف من عمليات الاغتيالات على يد إسرائيل منذ قيامها وحتى الآن، وهو ما تأسس عليه موقفها تجاه منطقة الشرق الأوسط والعالم.

ويقول، إن الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة صاروا في السنوات الأخيرة، أهدافاً لعمليات الاغتيال الإسرائيلية. ومن بين الذين التقاهم بيرغمان وحصل منهم على معلومات سجلها في كتابه، رؤساء وزراء منهم شيمون بيريز، وإيهود باراك، وإرييل شارون، ونتنياهو.

المؤلف يشير – ضمناً – إلى أن إسرائيل هي التي قتلت ياسر عرفات، ولكنه أوضح أن الرقابة العسكرية فرضت عليه حظراً يمنعه من القول صراحة أنه قتل على يد الإسرائيليين.

ويقول بيرغمان، إن شارون مهووس بارتكاب جرائم القتل، وقد استحوذت عليه الرغبة في قتل عرفات، وهو ما وصفه بيرغمان بجريمة قتل حسب ما ينص عليه القانون الدولي.

بيرغمان يؤكد أن القتل الجماعي إلى حد الإبادة ليس منفصلاً عن العقيدة الراسخة في عقل الدولة منذ قيامها وحتى الآن. وهو ما عبّرت عنه مسؤولة إسرائيلية في تصريح لها برفضها قيام دولة فلسطينية، وقالت: وهل لابد أن يوجد الفلسطينيون أصلاً؟!

يحدث ذلك بينما يعرف اليهود أنفسهم أن كثيرين من قادة إسرائيل وعلى رأسهم نتنياهو، معظمهم علمانيون. حتى أنه لوحظ بعد اشتعال حرب إسرائيل على غزة، ظهورُ رجال دين يهود في أمريكا يقولون علناً إن نتنياهو ومؤيديه ليسوا متديّنين، وإن أفكارهم لا تنتمي لصحيح الديانة اليهودية.

وليس بعيداً عن هذا الزيف ما فعلوه من استخدام نصوص دينية وإعطائها معانيَ معاصرة لا تنطبق عليها، وهو ما عبّرت عنه امرأة يهودية في مظاهرة لليهود في أمريكا تدين تصرفات إسرائيل في غزة، وهي تصرخ قائلة: هذا الاحتلال الإسرائيلي ليست له أي علاقة بالدين اليهودي.

*عاطف الغمري كاتب صحفي مصري

المصدر | الخليج

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة اليهودية النصوص الدينية الاغتيالات الإسرائيلية القتل الجماعي الإبادة الجماعية أحداث 7 أكتوبر القتل الجماعی وهو ما

إقرأ أيضاً:

ترحيب فلسطيني بقرار أممي يلزم إسرائيل بتمكين الوصول الإنساني الكامل إلى غزة

رحّب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار يُلزم إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بضمان الوصول الإنساني الكامل إلى قطاع غزة واحترام مقار الأمم المتحدة.

 مؤكدا أن التصويت الواسع يعكس موقفا دوليا ثابتا يدعم وكالة الأونروا ويجدد الاعتراف بولايتها ودورها الأساسي في حماية اللاجئين الفلسطينيين وتقديم الخدمات لهم في ظل الظروف الاستثنائية.

اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

إيران تصادر ناقلة أجنبية محمّلة بستة ملايين لتر من الديزل..ما القصة؟ كوستا: قادة أوروبا تعهدوا باستمرار تجميد الأصول الروسية لهذا الوقت

وأشار فتوح إلى أن القرار يستند إلى الرأي الاستشاري الأخير لمحكمة العدل الدولية بشأن مسؤوليات إسرائيل القانونية، محذرا من التصعيد الخطير في سياسات الاحتلال والتطهير العرقي وتدهور الوضع الإنساني. 

ودعا جميع الدول إلى مواصلة دعم الأونروا باعتبارها الجهة المخوّلة بتقديم الإغاثة والخدمات للاجئين، بما يضمن الاستجابة للأوضاع المتفاقمة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وخاصة في قطاع غزة الذي يواجه عدوانا مستمرا وتهجيرا قسريا.

وجدد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم، الدعوة إلى رفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وعدم تعطيل عمل الأونروا والمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.

وأوضح المتحدث أن مئات الآلاف من النازحين ما زالوا معرضين لمخاطر الأمطار والسيول في ظل غياب وسائل الإيواء الملائمة، مشيراً إلى أن الخيام والمنازل المتنقلة والعاملين الإنسانيين يُمنعون من دخول القطاع.

ودعا إلى تسهيل وصول المساعدات العاجلة وتوفير الحماية للمدنيين في ظل استمرار تدهور الوضع الإنساني.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن قطاع غزة يشهد تحسناً طفيفاً في توافر الرعاية الصحية، لكنه ما يزال يعاني من تدهور حاد ونقص كبير في الإمدادات والمعدات الطبية، فيما يفاقم فصل الشتاء مخاطر الأمراض والعدوى.

وأوضح ممثل المنظمة في الأرض الفلسطينية المحتلة، الدكتور ريك بيبركورن، في مؤتمر صحفي من غزة، أن نحو 50% من مستشفيات القطاع تعمل جزئياً، بينما لا يستطيع نحو 37 ألف شخص في شمال غزة الوصول إلى المرافق الصحية.

وأشار بيبركورن إلى أن المستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة يقعان خارج "خط وقف إطلاق النار"، في حين يقع مستشفى الشهيد كمال عدوان داخله. وكشف أن المنظمة حاولت إنشاء مركز رعاية صحية داخل مستشفى كمال عدوان، لكنها مُنعت من بدء العمل، ما دفعها لتحديد موقع بديل في بيت لاهيا سيُباشر العمل فيه قريباً.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادرها داخل الدولة العبرية أن جيش الاحتلال يُخطط لعملية عسكرية ضد حزب الله قد تؤدي إلى التوصل لتسوية مع لبنان.

وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم، أن أي جيش يخوض معركة ويصل إلى طريق مسدود يلجأ بعد ذلك إلى خيار التفاوض.

وأشار إلى أن قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتُخذ وأن تطبيقه جارٍ بشكل مستمر لضمان سيطرة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية.

مقالات مشابهة

  • ترحيب فلسطيني بقرار أممي يلزم إسرائيل بتمكين الوصول الإنساني الكامل إلى غزة
  • كتلة الوفاء للمقاومة: إسرائيل تريد إبقاء لبنان تحت النار
  • نواب وصحفيون أميركيون: واشنطن لا تحاسب إسرائيل على القتل الممنهج للصحفيين
  • أمل مبدي: قادرون باختلاف غيّر الثقافة المجتمعية وحقق نقلة حقيقية ويجب البناء عليه
  • جامعة الإسكندرية تنظّم فعاليات مميزة ضمن دورة "الهوية الدينية وقضايا الشباب" بكلية التمريض
  • أمل مبدى: قادرون باختلاف غيّر الثقافة المجتمعية وحقق نقلة حقوقية حقيقية.. ويجب البناء عليه
  • إسرائيل تتغير جذرياً على يد الجماعات الدينية
  • وزير خارجية إسرائيل: نحن الآن أبعد مما كنا عليه من التوصل لاتفاق مع سوريا
  • خنق المجني عليه.. تنفيذ حكم القتل قصاصًا بأحد الجناة في منطقة عسير
  • فريحات: حكومات فاشلة والقاضي يرد: ما عنا حكومات فاشلة كلها مقدرة