ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أنّ المقابلات مع القادة والجنود الأوكرانيين الذين يقاتلون على طول الجبهة تشير إلى أنّ التقدّم البطيء يعود إلى مشكلة رئيسية واحدة، هي الألغام الأرضية. وأوردت الصحيفة أنه “لكسب الأرض، يتعين على القوات الأوكرانية أن تشقّ طريقها عبر مجموعة متنوعة وكثيفة من الألغام الأرضية الروسية التي لم تتخيلها أبداً”.

وأضافت أنّه “يعوق الجيش الأوكراني نقص الدعم الجوي والشبكة العميقة من الهياكل الدفاعية التي بناها الروس”، مشيرةً إلى أنّ “المجموعة الواسعة من الألغام وأسلاك التعثر والشراك الخداعية والعبوات الناسفة هي التي تعثرت بها القوات الأوكرانية على بعد أميال قليلة فقط من المكان الذي بدأت منه”. ونقلت عن جندي أوكراني قوله: “لم أستطع تخيل شيء من هذا القبيل. اعتقدت أنّ الألغام ستكون ملقاة في طوابير. لكن الحقول بأكملها مليئة بها في كل مكان”. وبحسب الصحيفة، “لطالما كانت الألغام عنصراً أساسياً في الحرب الروسية، لكن حقول الألغام جنوبي أوكرانيا شاسعة ومعقدة، تتجاوز ما كان معروفاً من قبل، كما يقول الجنود الذين دخلوها”. وأمس، أفادت الصحيفة الأميركية بأنّ ما يصل إلى 20%؜ من الأسلحة التي أرسلتها أوكرانيا إلى ساحة المعركة خلال الهجوم المضاد تعرّضت للتلف أو الدمار، وفقاً لمسؤولين أميركيين وأوروبيين. وأقرّ رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، أندريه يرماك، أمس، بأنّ الهجوم المضاد لكييف الذي يواجه مقاومة القوات الروسية “لا يحرز تقدماً سريعاً”. وكشف وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قبل أيام أنّ “خسائر أوكرانيا، منذ بداية الهجوم المضاد، بلغت أكثر من 26 ألف عسكري، و3 آلاف وحدة من مختلف الأسلحة”، بما في ذلك 1244 آلية مدرعة، بينها 17 دبابة “ليوبارد”، وخمس دبابات فرنسية “إيه أم أكس”، و12 مركبة أميركية من طراز “برادلي”. وقبل أيام، أقرّ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة، بأنّ وتيرة الهجوم الأوكراني المُضاد ليست كما كان متوقعاً. وقبل ذلك، كشف ضابط الاستخبارات الأميركي المتقاعد، سكوت ريتر، أنّ “الألوية القتالية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية فقدت، خلال الهجوم المضاد، أكثر من نصف قوتها”.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الهجوم المضاد

إقرأ أيضاً:

الحرب الروسية الأوكرانية: كتاب لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات يفوز بجائزة ثقافية لعام 2025

فاز كتاب “الحرب الروسية الأوكرانية: عودة الصراعات الكبرى بين القوى الدولية” الصادر عن مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة – أبوظبي، بجائزة الدولة التشجيعية في مصر لعام 2025، باعتباره من أفضل الأعمال الثقافية التي ترشحت للجائزة في فرع العلوم القانونية والاقتصادية.

وجائزة الدولة التشجيعية هي جائزة تمنحها وزارة الثقافة المصرية للمبدعين والباحثين في مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وتُعد واحدة من أرفع الجوائز المصرية لتشجيع الثقافة، من بين أربع جوائز مصرية لتشجيع الثقافة والفنون، تضم جائزة النيل، وجائزة الدولة التقديرية، وجائزة التفوق، وجائزة الدولة التشجيعية، وتمنح سنوياً لأفضل الأعمال في مجالات الآداب والثقافة، وتضم ثماني جوائز للآداب، ثماني جوائز للفنون، ثماني جوائز للعلوم الاجتماعية، ثماني جوائز للعلوم القانونية والاقتصادية، ويقام حفل سنوي لمنح الجوائز كتقليد لتعزيز الثقافة والفنون والآداب.

 

ويُعد كتاب “الحرب الروسية الأوكرانية: عودة الصراعات الكبرى بين القوى الدولية” الصادر عن مركز المستقبل عملاً متميزاً استناداً إلى تقييم لجنة منح الجائزة، فالكتاب الذي شارك فيه عدد من الخبراء والباحثين، وصدر بعد اندلاع الحرب بفترة، ما زال رغم مرور ما يزيد على ثلاث سنوات من اندلاع الحرب يضم تحليلات وسيناريوهات كانت استباقية واستشرافية في توقع مسارات الحرب ومآلاتها.

 

أعد الكتاب مجموعة من المؤلفين، وقام بتحريره أحمد عاطف، رئيس التحرير التنفيذي للموقع الإلكتروني للمركز، وصدر ضمن سلسلة “كتب المستقبل”، ويُعد من أوائل الإصدارات في مراكز الفكر العربية التي تناقش وتحلل الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك بتسليط الضوء على الأبعاد المختلفة لهذه الحرب؛ من حيث رصد ومتابعة تطوراتها، وتفسير أدوار الأطراف الفاعلة فيها، واستعراض التأثيرات المتنوعة والممتدة لها.

ويتكون الكتاب من خمسة فصول رئيسية؛ حيث يأتي الفصل الأول بعنوان “كييف روس.. الجذور التاريخية للأزمة الراهنة”، ويسعى فيه عدنان موسى، المعيد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، لشرح جذور الأزمة الأوكرانية، وفي الفصل الثاني المعنون “اللعبة الكبرى.. الفاعلون الأساسيون في مسار الحرب الأوكرانية”، تناول حسام إبراهيم، المدير التنفيذي لمركز “المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة”، أسباب اندلاع الحرب، والمواقف الغربية تجاهها، واستراتيجية روسيا في هذه الحرب وردود فعلها على العقوبات المفروضة عليها، فضلاً عن متابعة وتقييم التطورات الميدانية والمسارات العسكرية في الحرب. وتحت عنوان “إعادة تشكل.. تأثيرات الحرب على توازنات القوى الدولية”، جاء الفصل الثالث الذي أعدته الدكتورة رغدة البهي، مدرس العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة. ويبدأ الفصل بإطار نظري عن نظرية “توازن القوى”، مروراً بتوضيح طبيعة توازن القوى الدولي قبل الحرب الأوكرانية، ثم تداعيات الحرب عليه، وصولاً إلى الحديث عن مستقبل توازن القوى الدولي في ضوء سيناريوهات الحرب الحالية ومحددات أخرى مثل الأزمة بين الصين وتايوان.

وجاء الفصل الرابع بعنوان “صراع جيواقتصادي.. ملامح تأسيس نظام اقتصادي عالمي جديد”، ويتطرق خلاله الدكتور مدحت نافع، الأكاديمي والخبير الاقتصادي، إلى اتجاهات الصراع الجيواقتصادي العالمي في ظل الحرب الأوكرانية، وذلك انطلاقاً من التطورات التي شهدها النظام الاقتصادي العالمي خلال السنوات الأخيرة. وأخيراً، يأتي الفصل الخامس المعنون “امتدادات إقليمية.. تداعيات الحرب الأوكرانية على الشرق الأوسط”؛ حيث يستعرض فيه محمود حسين قاسم، نائب رئيس تحرير دورية اتجاهات آسيوية في مركز المستقبل، تأثيرات الحرب على المنطقة؛ سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً، وكيفية تعامل بعض الدول، لا سيما دول الخليج وتركيا وإيران وإسرائيل، مع هذه الحرب، سواء من حيث الفرص أم القيود.

وتُعد سلسلة “كتب المستقبل” من أبرز منتجات مركز المستقبل، وصدر من خلال هذه السلسلة العديد من الكتب التي تتناول القضايا والموضوعات الاستراتيجية في مختلف المجالات السياسية، والأمنية والعسكرية، والاقتصادية، والتكنولوجية، والمجتمعية، وغيرها.


مقالات مشابهة

  • القوات المسلحة الأردنية تحبط محاولة تسلل شمال المملكة
  • واشنطن تبلغ مجلس الأمن بضرورة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في هذا الوقت
  • القوات الروسية تستهدف المجمع الصناعي العسكري الأوكراني
  • أربعة من أيداهو.. جريمة هزّت أمريكا في كتاب يتصدّر قائمة نيويورك تايمز
  • بعد تعديل تقرير عن طفل غزة.. احتجاجات واتهامات لصحيفة نيويورك تايمز بـالكذب
  • عاجل| القوات المسلحة تحبط محاولة تسلل على الحدود الشمالية
  • نيويورك تايمز: 5 تكتلات تتشكل في نيويورك لهزيمة ممداني
  • الحرب الروسية الأوكرانية: كتاب لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات يفوز بجائزة ثقافية لعام 2025
  • قوات اللواء الرابع مشاة تحبط محاولة تخريب وسرقة نفط خام في شبوة
  • فايننشال تايمز: العالم يخذل الشعب الفلسطيني.. والعار سيطارد الدول الغربية لسنوات طويلة قادمة