وكالة الصحافة المستقلة:
2025-07-30@02:01:16 GMT

حدثني التاريخ فقال!

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

يناير 17, 2024آخر تحديث: يناير 17, 2024

د. عامر ممدوح

كاتب وأكاديمي

كنتُ وقتها مبعثراً.. تحملني أمواج الضياع مثل الملايين! اركض لاهثاً، باحثاً عن ملاذ آمن.

تائهٌ وسط صحراء الحياة، متعثرة خطواتي تحت سياط شمسها اللاهبة.. صارخاً ـ مثل جبرا ـ في ليلٍ طويل.

ووسط طوفان التيه العميق، لاح لي من بعيد، بهيئته الوقور، وعصاه الثابتة الأركان، ووجهه العطوف الذي افتقدته منذ زمن.

.

مسح على رأسي، ساكباً الطمأنينة في روحي، وأجلسني تجاهه..

من أنت أيها العم؟ سألته.

ألا تعرفني؟ كان هو الجواب!

أنا الماضي السحيق، والأفق البعيد، مدرسة العبر، والفوائد والفرائد والدرر!

أنا التاريخ يا ولدي، وجئتك من الماضي بالنبأ اليقين!

قلت: هات ما عندك فقد اتعبني اقتفاء الأثر!

……………………………

……………………………

حدثني التاريخ، فقال:

بضاعتك هي الأمل، وهواء حياتك هي العزيمة، والاصرار هو سلاحك، وكل الطموح مشروع ما لم يكن اثماً، واليأس هو عدو النجاح، فليبقى عدوا!.

لا تنكسر مهما جابهت من عقبات، فمن للحياة وانت وقودها، وصانع حاضرها، ومؤسس مستقبلها؟!.

ثم أمسك بيدي مستدركاً وقال:

ولكني يا ولدي لا أريد لك ان تستعجل قطف الثمار، فالنجاح أساسه وضوح الطريق، وتدرج الخطوات، ومشوار الألف طموح يبدأ بخطوة، والتحليق في عوالم الخيال مصيره السقوط السريع، فلا أريدك ان تُلقى سريعاً في بئر الندم، او مراكب الموت المجانية…

لا أريد لنبضك أن يتوقف!

حياتك بناءٌ، فاعرف كيف تؤسس له، والنجاح هو بصمتك وتأثيرك في مسارات الحياة، لا في كسبٍ سريع من مال وشهرة كذوب فليست هي الأساس.

ولا تصدق كل ما يقال، ولا يخدعنك المخادعون، اذ سحروا أعين الناس!

ولا تنسى خمساً وتجنب خمس:

لا تنسى: الأمل والعمل والطموح والعزيمة والايمان.

وتجنب اليأس والكره والغضب والبناء في غير ارضك والذوبان.

وتذكر:

أنه لا قيمة لأي نجاح دون ان تكون لك هوية، ومبدأ، ورؤية، ومشروع.

دون أي يكون لك وطن..

فلتكن أنت الوطن!

……………………………….

……………………………….

ثم غاب فجأة وصدى صوته يردد قول دنقل:

“هل ترى..؟

هي أشياء لا تشترى”.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

الفظائع التي لن ينساها التاريخ

يتواصل المسلسل الإجرامي في غزة بشكل تصاعدي، بعد انسحاب الكيان والراعي الرسمي له من مفاوضات الدوحة، والدخول في متاهة البحث عن مخرج من الوضع الإنساني الكارثي الذي أنتجته سياسة “جهنم” الأمريكية الصهيونية في غزة.

جريمة نكراء تنزع ما تبقى من ورق توت على خاصرة حضارة النفاق العالمي المؤطر للإجرام عبر التقتيل والتجويع والتشريد والتهجير والإبادة المنهجية في عالم القرن الـ21 وليبرالية قرن أمريكا والغرب التي باتت تتفتَّت أوراقُها مع خريف شتاء قادم يعرِّي ما تبقى من سيقان وأغصان نبتت من جذع مشترك: ديمقراطية وبرجوازية عصر ما بعد قرن الأنوار.

الجُرم المشهود، والإبادة الشاملة، والإنكار الأمريكي والصهيوني وحتى لدى بعض دول الغرب التي بدأ جزءٌ منها يخرج عن الصمت المريب، والخنوع المطلق لإرادة أمريكا والصهيونية العالمية، أوصل الوضع في غزة إلى حالة الفضيحة العالمية المدوِّية، دفعت الكيان وعرَّابه في سلسلة ألاعيب المفاوضات الدائرة رحاها منذ 22 شهرا، إلى انسحاب تكتيكي أمريكي صهيوني في الدقائق الأخيرة من الاقتراب من موعد التفاهم على آخر بند متعلق بطريقة توزيع المساعدات التي تريد كل من الولايات المتحدة والربيب الصهيوني الإبقاء على صيغة الرقابة التامة بشأن إدخال المساعدات وتوزيعها ولو بـ”القتل مقابل كيس طحين”، بما يمنح سيطرة لجيش الكيان على غزة ونهاية المقاومة واستسلام حماس. هذا ما لم يحدث تحت طائل المفاوضات العبثية.

انسحابٌ تكتيكي صهيوني أمريكي، بغرض إلقاء اللوم على حماس ومضاعفة المزيد من الضغط عليها للحصول على تنازلات لن تقدّمها حماس، إلا ضمن الرؤية والتصوُّر الذي قدَّمته للوسطاء من قبل ومن بعد.

إقدامُ العدوّ، في آخر لحظة بعد انسحاب الوفد الأمريكي الصهيوني من محادثات الدوحة، على ذرِّ الرماد في أعين العالم المصاب بالذهول لما يحدث أمام أعينه، عبر السماح بإدخال بعض الشاحنات شمال غزة وجنوبها وهدنة مؤقتة موقوتة، لتوزيع وجبات العار والدمار باتجاه تجمُّعات تريد فصلها عن باقي القطاع في شكل محتشد إنساني تتحكم فيه وفي إدارة المساعدات ولو بإطلاق النار على المجوّعين، أو إنزال طرود جوية، ليس في الواقع سوى مسرحية سريالية عبثية وفرجة عالمية ساخرة من سلطة احتلال وعرّابه، بغطرسته الإجرامية لما يحدث، محاولة منهما تبييض وجه أسود لكيان مجرم مدعوم أمريكيًّا بشكل لا يصدًّق وغير مسبوق: تبييض وجوه سود ببشرة بيضاء، أخرجت الحامل والمحمول من دائرة الإنسانية إلى دائرة التوحُّش الإجرامي المشهود.

مناورة سرعان ما اتّضحت نيّاتها على يد راعي الكيان: “حماس تدرك أنها ستموت بعد أن تفقد أوراق ضغطها، وستموت”، قبل أن يعلن من جديد عودة المفاوضات إلى مسارها، عندما أبلغت حماس الوسطاء والعالم عبر خطاب خليل الحية أنه لا معنى لحياة مفاوضات تحت طائل التقتيل والتجويع، بما يعني انسحاب محتمل لحماس من مفاوضات الدوحة.

هذا الوضع، لا يريح الكيان وداعميه في الولايات المتحدة والغرب، لأنهم لا يملكون ورقة أخرى لم يجرّبوها بالحديد والنار والعار، والمكر الغدار، فتسارع هذه الدوائر، إلى محاولة أخرى بائسة ويائسة معا: شيطنة المقاومة إعلاميًّا وعمليًّا عبر الظهور بوجه المتظاهر بالإنسانية، أخيرا، الرؤوف، المتباكي بدموع تماسيح على ضحايا بسبب “تعنّت حماس”.

مسرحية واحدة بإخراج متغيِّر ومشاهد متجددة لا تخفي النيّات ولا الغايات.
أعمال وممارسات وحشية، يندى لها ضمير قرن الـ21، الذي سيرسم التاريخ يوما أن المحرقة النازية تبدو أقلَّ شأنا من نازية ضحايا النازية أنفسهم، وهذا بشهادة شهود من أهلها، ممن لم تتمكّن الفظائع من جعلهم يبتلعون ألسنتهم.

الشروق الجزائرية

مقالات مشابهة

  • بالصور .. حرير تساهم في تركيب أطرافًا صناعية لأطفال من غزة والأردن
  • ضبط أسعار صرف العملات الأجنبية في البنك الأهلي اليوم الأربعاء 22 يناير
  • غرفة الجيزة التجارية: تراجع أسعار الأرز والسكر والدقيق مقارنة بـ يناير 2025
  • محكمة باريس تعيد الأمل إلى الإيزيديين لتجاوز سنوات الاستعباد
  • حكومة الفشل، وحكومة الأمل، هل يستويان مثلا !!
  • علي جمعة: الخطأ من شيم النفس البشرية وعلى المسلم أن يتوب ويتسامح مع نفسه والآخرين
  • الفظائع التي لن ينساها التاريخ
  • بدعم من رؤى جلالة الملك.. حرير تمكّن أطفال غزة والأردن من المشي مجددًا
  • قافلة دعوية من الأزهر تزرع الأمل في قلوب أطفال سرطان الأقصر
  • حملة تبرع بالدم في حمص… عطاء أسبوعي ينقذ الأرواح ويزرع الأمل