كاتب إسرائيلي: لو أوصلنا جهاز كشف الكذب بمحامينا في لاهاي لانهارت شبكة الكهرباء
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
سرايا - تحدث الكاتب الإسرائيلي بي مايكل عن المستوى الهائل لكذب فريق الدفاع الإسرائيلي، أمام محكمة العدل الدولية، وذلك في مقال كتبه في صحيفة "هآرتس" الإسرئيلية.
وقال مايكل: "ربما تكون جنوب إفريقيا اختارت رفع قضية ضد إسرائيل بتهمة "الإبادة الجماعية في غزة" رغم صعوبة إثبات ذلك، لأن تلك هي الطريقة الوحيدة لإجبارها على المثول على وجه السرعة أمام محكمة العدل الدولية، على أمل أن تصدر بعض الأوامر المؤقتة ذات التأثير ضدها"، مشيرا إلى أن "إسرائيل رأت في تلك التهمة فرصتها للتركيز على محاولة لدحضها، وبالتالي تحويل النقاش عن جميع الفظائع الأخرى التي ترتكبها في قطاع غزة".
وأشار إلى أن "هذا بالضبط ما حدث، عندما حطم المحامون الإسرائيليون كل الأرقام القياسية الممكنة فيما يتعلق بالدفع بالبراءة المزعومة.. لقد أطلقنا النار فقط على الإرهابيين.. لقد حذرنا السكان بالمنشورات. لقد حددنا لهم بالضبط أين يجب أن يذهبوا. ودمرنا الأحياء حتى يمكن تطهيرها وإعادة بنائها، وكأن الإرهابيين أقزام يختبئون خلف الأطفال أو مخنثون يختبئون خلف النساء أو مصابون بهشاشة العظام يختبئون وراء كبار السن والمرضى والأطباء والصحفيين وذوي الإعاقة".
وأضاف: "لو تم توصيل جهاز كشف الكذب بأحد المحامين الإسرائيليين أثناء خطاباته لانهارت شبكة الكهرباء في لاهاي، ولبقيت المدينة في الظلام حتى يومنا هذا"، وتابع متهكما: "ولحظ إسرائيل أيضا اختارت جنوب أفريقيا لسبب غير واضح التركيز بشكل شبه كامل على ما يحدث في غزة بدلا من الحديث عما يحدث في جميع الأراضي المحتلة، غزة والضفة الغربية والقدس، لأن الأمر يتعلق بأمة واحدة يُداس أفرادها تحت أحذية نفس المحتل".
ورأى أنه "من دلائل الخبث والشر، أن إسرائيل أنكرت لسنوات وجود الشعب الفلسطيني، وبذلت جهودا حثيثة لإنكار وجوده في الوعي العام والخطاب، وأصدرت قوانين لتشريع سرقة جميع ممتلكاته، حتى جعلت سرقة أراضيه عملا مقدسا، بل إن حياته صارت لعبة عادلة، لدرجة أنه أصبح بإمكان أي طفل يحمل مسدسا أن يطلق النار على الفلسطيني متى ما شاء، ويكفي أن يقول "شعرت بالتهديد" ليتمتع بالحصانة".
وأفاد بأن "حرية الفلسطينيين وحرية تنقلهم وتعبيرهم، مثل حقهم في تقرير المصير والدفاع عن النفس، فكل هذا تم دهسه، وما زال يداس كل يوم، فنصف الشعب تقريبا في قفص، والنصف الآخر يتعفن في ظل دكتاتورية عسكرية وظروف معيشية تبدو وكأنها مصممة خصيصا لتثقل حياته وتدفعه للتواري عن الأنظار".
واعتبر أنه "لو أن جنوب إفريقيا قد جادلت، على هذا المنوال، لاكتسب خطابها وزنا إضافيا، ولأوضحت حقيقة مهمة أنه لن ينعم أحد هنا بالسلام إلا إذا حصل كل واحد منا على أرضه الخاصة"، مبينا أن "العرض لم ينته بعد، ففي 19 فبراير ستجتمع المحكمة مرة أخرى لتناقش إسرائيل، حيث طلبت منها الجمعية العامة للأمم المتحدة استشارة تتعلق "بالتبعات القانونية الناشئة عن سياسات وممارسات إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية".
المصدر: "هآرتس"
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
الكذب في العراق… منابر وساسة وشعبٌ يصفّق!
آخر تحديث: 25 أكتوبر 2025 - 9:34 ص بقلم: عماد الناصري في العراق، الكذب لم يعد خطيئة، بل نظام حكم متكامل. القائد يكذب وهو يبتسم، والوزير يكذب وهو يقسم، والناطق باسم الحكومة يكذب وهو يقرأ البيان من ورقة كُتبت بلغة “لا علاقة لها بالواقع”.أصبح الكذب في السياسة العراقية أشبه بالنفط: ثروة وطنية لا تنضب، تُستخرج مع كل أزمة، وتُكرر في كل خطاب. كل وعدٍ حكومي يولد ميتًا، وكل تصريح رسمي يُدفن قبل أن يجفّ حبره. السياسي العراقي لا يخجل من الكذب، بل يمارسه بفخر واحتراف، كأنه بطولة وطنية. فمن “الكهرباء المستمرة” إلى “محاربة الفساد”، ومن “فرص العمل” إلى “الرفاهية القادمة”، ومن انهاء “المحاصصة” الى توزيع “المناصب على الابناء والاقارب و الكوادر الحزبية”، كلهم يتحدثون وكأن العراق يعيش في سويسرا، بينما المواطن يغرق في الطين والظلام. الانتخابات: أكذب من نشرة الأخبار حين تأتي الانتخابات، تتحوّل الكذبة إلى مهرجان رسمي للوهم. تُمطرنا الشاشات بصور المرشحين وهم يزورون الأسواق، يبتسمون للفقراء، ويتحدثون عن “التغيير القادم”. ونعرف جميعًا أن التغيير الوحيد سيكون في رصيدهم البنكي، لا في حياة الناس.يبدأ موسم الوعود، وتنطلق اليافطات التي تعد بكل شيء: كهرباء، إسكان، وظائف، أمن، عدالة… وكأننا على وشك دخول الجنة بعد الاقتراع! لكننا نفيق بعد الانتخابات لنجد أنفسنا في الجحيم نفسه — فقط بعض الوجوه تغيّرت، والفساد بقي سيد الموقف.مقاطعة المسرحية في هذا المشهد العبثي، يصبح الامتناع عن التصويت موقفًا سياسيًا ناضجًا، لا ترفًا ولا هروبًا. المقاطعة هنا ليست كسلًا، بل صرخة ضد التزييف.هي رسالة تقول: “لن نمنحكم شرعية جديدة لتكذبوا باسمنا بعد اليوم”.من يذهب إلى صندوق اقتراع في انتخاباتٍ نتيجتها مكتوبة مسبقًا، كمن يشتري تذكرة سينما لفلم شاهده ويعرف نهايته: الزعيم سيفوز، الشعب سيُخدع، والكهرباء ستعود “قريبًا”… منذ عشرين سنة وهي تعود “قريبًا”! الحقيقة المُرّة الحكومات العراقية المتعاقبة جعلت من الكذب سياسة دولة، ومن الشعب جمهورًا في مسرحية عبثية طويلة.يتحدثون عن “الشفافية”، وهم يخفون الحقائق خلف الجدران،وعن “الإصلاح”، وهم يسرقون باسم القانون،وعن “الوطن”، وهم يقتاتون على جراحه.إنهم لا يريدون شعبًا واعيًا، بل جمهورًا مطيعًا يصفق بين الكذبة والأخرى.لكن ما لا يدركونه أن الشعب بدأ يفهم اللعبة، وأن صمته لم يعد علامة رضا، بل هدوء ما قبل الانفجار. الخاتمة بلد غني بالنفط، فقير بالكهرباء. غني بالماضي، فقير بالمستقبل. غني بالوعود، فقير بالصدق. غني بساسة منافقين فقير بمسؤولين شرفاء. فلو وُزِّع الكذب كما يُوزع النفط، لأصبح العراق من أكبر مصدريه في العالم.ربما الحل بسيط: أن نُدرّس مادة “الكذب السياسي” في المدارس، كي يعرف الجيل الجديد أن الحقيقة عملة نادرة، وأن من أراد دخول السياسة فعليه أولًا أن يجيد فن الكذب والإقناع بلا دليل.وفي النهاية، ما دام القائد يكذب والشعب يصمت، وشلة المتملقين المنتفعين يصفقون فالكذبة ستستمر في حكم البلاد… وربما تُرفع قريبًا على العلم الوطني بجانب “الله أكبر” عبارة أخرى: “الوعد أكبر”.