الجحيم الذي تساق إليه البشرية قسرا كل يوم
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
#الجحيم الذي تساق إليه #البشرية قسرا كل يوم
بقلم د المخرج #محمد_الجبور
يبدو أن هذا الاستفهام الوجودي قد خلق عاريا عن أي إجابة منطقية أو عقلية تشبع رغبة المعرفة عند البشر حول هذه الجوانب الأكثر ظلمة في تاريخ الإنسانية وحياتها وطبائعها؛ فهي امتداد تاريخي للشر وإرث قديم وربما أصدق البراهين الطبيعية التي تدحض ما تبقى من شك في أن لهذا الإنسان جذرا وحشيا يتنفسه الآن على هيئة صراع دموي، منفصلا عن شكله الإنساني القويم، متخليا -في الوقت نفسه- عن أجل ميزاته الاستثنائية وأعظم مظاهر التكريم الإلهي له عن سائر الحيوانات وإذا ما استسلمنا لفكرة أن الحروب قدر أو واقع لا مفر منه وسألنا عبثا ماذا بعد الحرب؟ ماذا بعد مشاهد القيامة هذه والمسار المأساوي والجحيم الذي تساق إليه البشرية قسرا كل يوم؟ ماذا بعد أن تصير الأوطان رمادا والمدن أطلالا والحياة بكلها ثكنة عسكرية عفنة؟ ماذا بعد انتصار نشوة الموت على الحياة؟ وهذا الخراب الكبير الذي تركوه دليلا على مرور الشيطان هناك؟ ماذا بعد صور النزوح المؤلمة هذه وإفراغ الأوطان من أهلها ليعيشوا حياة الضياع والتشرد والهوان؟ لنقل إن الحروب الاقتصادية آتت أكلها فجاع البشر وحصد البؤس أرواح الكثيرين، لنقل أيضا أن الحرب النووية التي يذعرون بها الشعوب قد حدثت، ماذا بعد ذلك؟ تستطيع عقول آلهة الحرب تخيل مصير الحياة بعد شررها، وما من شك أنها تعلم ذلك جيدا لكنها تستمر في إضرامها دون اكتراث؛ لأنها -ببساطة- لن تخسر أو تعتقد أنها لن تخسر شيئا؛ فضحايا الحرب وآثارها الكارثية على الأوطان والإنسان لا تشكل لها أي رادع أو قلق؛ إذ ليس لأولئك الهمجيين أي ضمير أخلاقي أو إنساني يحول دون أخطائهم لا أهمية لدى أرباب السياسة الدموية لما سيكتبه الواقع عن طبيعتهم المنحرفة أو ما سيرويه التاريخ للأجيال عن صفحاتهم السوداء؛ لذا تراهم بكل صفاقة ورعونة يستلذون واقع البشر الأليم جراء مغامراتهم الرخيصة على رفات الإنسان وأحزانه وقلقه، وآخر ما يفكرون فيه هو الإنسان والوطن والحياة واحتواء الأزمات بدلا من صناعتها وابتكارها كل يوم إن الحروب التي يبدع الإنسان من حين لآخر في تشييئها وتطويرها وتحسين أدائها ونفخ شرارتها بما يضمن هلاك أكبر قدر من البشر فيها، هي أيضا وجود له ما بعد فإنها- حين يتعلق الأمر بعامة الناس- لا تفكر أن تبقي لهم شيئا غير الضياع أو الذكريات الأليمة إذ تمتد فصولها في حلول أبدي أو يكاد يكون كذلك إنها الحرب، واحدة من أفحش خطايا البشر، غيوم داكنة تلقي بظلالها وصقيعها وتعاستها على البؤساء فحسب وكأن قدرهم أن يعيشوا ضحاياها أو أسراها إن هان الأمر قليلا لكن ما بعدها لن يكون سهلا أو حالة يمكن تجاوزها بقدر ما تتركه من آثار اجتماعية ونفسية ومآس إنسانية على شعب دون آخر، ما بعد الحرب هو الحقيقة المرة التي تدفعها الأوطان بكل ما فيها ثمنا باهظا لنزوة أولئك اللئام الذين أظهروا بطولاتهم المخزية في حياة البسطاء وآلامهم وأحلامهم واستنفدوا كل طاقاتهم في تعكير صفو الحياة وإذلال الشعوب وتحويل واقعهم إلى جحيم، لكن يبقى عزاء الشعوب أن لكل جلاد جلادا ونهاية غير محمودة
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: البشرية ماذا بعد
إقرأ أيضاً:
“غدًا أول نوء الثريا”.. الحصيني: اعتدال ليلي وزيادة في ساعات النهار
المناطق_متابعات
قال عبدالعزيز بن محمد الحصيني، الباحث في الطقس والمناخ، إن غدًا الإثنين يُعد أول أيام نوء الثريا، والذي يستمر لمدة 39 يومًا، وتنقسم نجومه إلى ثلاث مراحل هي: الشرطان، البطين، والثريا، بحيث تستغرق كل مرحلة منها 13 يومًا.
وأوضح الحصيني أن أول هذه النجوم هو الشرطان، ويبدأ غدًا، ويُعرف بـ”ثريا الصيف”، ويُعد من النجوم الشامية، مشيرًا إلى أن هذه المنزلة تُعد سادس منزلة من منازل فصل الربيع.
أخبار قد تهمك أزهار شجرة “العَدَنَة” تزيّن جبل شدا الأسفل بالباحة 13 أبريل 2025 - 7:50 مساءً أمطار خفيفة إلى غزيرة.. الحصيني يكشف تفاصيل الحالة الحادية عشرة 5 أبريل 2025 - 12:17 مساءًوأضاف الحصيني، في تصريح له، أن الأجواء في هذه الفترة وفقًا للأرشيف المناخي تكون حارة في وسط النهار، وتميل للاعتدال مع تقدم ساعات الليل، كما تزداد خلالها ساعات النهار على حساب الليل، وتزداد الحاجة إلى شرب الماء، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
ونوّه إلى أن نوء الثريا يُعد من مواسم الأمطار في المملكة ودول الخليج العربي، وتكثر فيه هبوب العواصف والرياح، خاصة في السنوات التي تكون قليلة الأمطار، مضيفًا أن من المستحسن في هذه الفترة فتح السدود لسقي المزارع بدلًا من بقاء السيول خلفها، تفاديًا لتبخر المياه.
وأشار الحصيني إلى قول العرب قديمًا: “إذا طلع الشرطان اعتدل الزمان، وحضرت الأوطان، وتهادى الجيران”، مبينًا أن المقصود بـ”حضرت الأوطان” هو عودة الناس من البوادي إلى أوطانهم لطلب مياه الآبار بعد نقصان مياه الغدران.