توازن التحديات: استراتيجية العراق في التعامل مع الارادات الأمريكية والإيرانية
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
19 يناير، 2024
بغداد/المسلة الحدث: تتجلى التحديات التي يواجهها العراق في تحقيق توازن حساس في علاقاته مع الولايات المتحدة وإيران، حيث يسعى العراق جاهدًا للحفاظ على استقلاليته وتجنب التورط في التصعيد الإقليمي. وطلب العراق سحب القوات الأمريكية والتحالف الدولي يظهر رغبته في تجنب تورطه في الصراعات الإقليمية، وفي المقابل، قد يعزز هذا الموقف نفوذ إيران في المنطقة.
وترى تحليلات ان الحكومة العراقية في وضع محرج، بسبب العلاقة غير المتكافئة بين كل من ايران والولايات المتحدة. وصدرت عن العراق في الفترة القريبة الماضية تصريحات متناقضة تحاول إرضاء إيران والحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة.
وفي حين تشيد تصريحات عراقية بدور إيران في دعم الاستقرار في المنطقة، فان هناك من يظهر الحاجة الى الدعم الامريكي، ومنها الحكومة العراقية نفسها.
ويلعب العراق دورًا هامًا في التوازن بين القوى الإقليمية والدول الكبرى، ويبدو أن رئيس الحكومة يسعى إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع إيران والولايات المتحدة. وهذه المواقف المتناقضة تعكس التحديات الكبيرة التي يواجهها السوداني في إدارة علاقات بلاده الخارجية.
ويجب عليه تجنب إثارة التوترات الإقليمية والتحفظ على استقرار العراق الداخلي.
وتحذر تقارير من معهد “المجلس الأطلسي” الأمريكي من رسائل متضاربة ترسلها حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني حول مستقبل القوات الأمريكية في البلاد. ويتناول التقرير المخاوف من أن العلاقات بين بغداد وواشنطن تقترب من فترة توتر شديدة، مشيراً إلى أن ذلك يذكر بالديناميات التي سادت في فترة إدارة ترامب بعد الهجوم على قادة فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.
السوداني، رغم تصريحاته القوية، قدم رسالة مهدئة للولايات المتحدة، مؤكدًا أن المحادثات حول إنهاء وجود القوات لا تعني نهاية الشراكة مع التحالف الدولي، بل بداية لعلاقات ثنائية جديدة.
ويشير التقرير إلى أهمية الأشهر المقبلة لمعرفة موقف الحكومة العراقية وإذا كانت ستتقدم بطلب رسمي لسحب القوات الأمريكية.
وتظهر تصريحات رئيس الوزراء العراقي استراتيجية محايدة في التعامل مع الولايات المتحدة وإيران، حيث يحاول الحفاظ على توازن حساس في العلاقات. يعكس هذا التوجه تحديات السياسة الخارجية العراقية وضرورة تجنب التورط في التصعيد بين القوى الكبرى. يبقى السؤال حول كيف ستستمر هذه الاستراتيجية وما إذا كانت التصريحات هي جزء من خطة دبلوماسية مستدامة أم مجرد تصريحات استهلاكية للمحليين.
ومع تأثير إيران المتنامي في العراق، يتعين على الحكومة العراقية أن تتبنى استراتيجية محايدة ومستقلة، تتيح لها الاستفادة من التعاون مع الدول الإقليمية والدول الغربية على حد سواء.
وتحقيق توازن دقيق في السياسات الخارجية يمكن أن يعزز استقرار العراق ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وتظل التحديات الأمنية والاقتصادية، جنبًا إلى جنب مع الضغوط الإقليمية، تشكل تحديات حقيقية للعراق، ولكن استراتيجية متوازنة وحكيمة قد تكون المفتاح للمضي قدمًا نحو مستقبل أكثر استقرارًا واستدامة.”
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الحکومة العراقیة
إقرأ أيضاً:
مخاوف إنسانية وسياسية بعد الرحيل الأممي عن العراق
13 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: تنتظر العراق مخاوف متعددة بعد إنهاء ولاية بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، رغم أن هذا الإغلاق يُنظر إليه رسمياً كعلامة على تقدم البلاد نحو الاستقرار والسيادة الكاملة بعد أكثر من عقدين من الدعم الدولي.
وبينما يرى مسؤولون أمميون وعراقيون في الإنهاء إنجازاً للمهمة، مع استمرار وكالات الأمم المتحدة الأخرى في أعمالها التنموية، تبرز هواجس محلية من فراغ محتمل في مجالات حساسة مثل حقوق الإنسان والدعم الإنساني.
من جانب آخر، يثير خروج يونامي قلقاً إنسانياً واسعاً، إذ كانت تنسق برامج تدعم النازحين والأقليات والفئات الهشة، وربط الجهات المحلية بخبرات دولية، مما قد يصعب تعويضه فوراً من قبل المؤسسات الوطنية.
في الوقت ذاته، يُعبر مختصون عن مخاوف سياسية من تأثير الإغلاق على صورة العراق الدولية، خاصة في تقارير التقييم المتعلقة بحقوق الإنسان والمصالحة الوطنية، رغم أن دور البعثة السياسي المباشر كان محدوداً في السنوات الأخيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يحذر حقوقيون وباحثون من تداعيات على ملفات البيئة والتغير المناخي وحماية الأقليات، حيث قدمت يونامي دعماً فنياً ورقابياً، وقد يواجه العراق تحديات في الحفاظ على الزخم دون هذا الإطار الدولي.
علاوة على ذلك، يرى مراقبون أن القرار، الذي جاء بناءً على طلب حكومي يعكس تقدماً أمنياً وسياسياً، قد يترك فراغاً في توثيق الانتهاكات ودعم المنظمات المستقلة، خاصة بعد دور البعثة في مواجهة آثار تنظيم داعش.
من ناحية أخرى، يؤكد مسؤولون أمميون أن الإنهاء لا يعني قطع التعاون، بل انتقالاً إلى مرحلة جديدة تركز على التنمية المستدامة عبر فريق الأمم المتحدة القطري.
وبالتالي، يضع إغلاق يونامي المؤسسات العراقية أمام اختبار الاستقلال في إدارة التحديات المتبقية، وسط تفاؤل رسمي بقدرة البلاد على قيادة مستقبلها.
يأتي هذا التحول في وقت يصل فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى بغداد للمشاركة في مراسم الإعلان عن انتهاء المهمة، التي أُنشئت عام 2003 ووسعت تفويضها لاحقاً لتشمل التنسيق الإنساني والسياسي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts