عربي21:
2025-06-22@01:19:08 GMT

من دونكيرك إلى غزة.. أين مراكب العرب؟

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

الحدث الذي غير عالمنا

في شهر أيار/ مايو عام 1940 كانت قوات ألمانيا النازية تتقدم بسرعة كبيرة نحو الأراضي الفرنسية لإتمام عملية غزو أوروبا والسيطرة على ما تبقى منها من بلدان بعد السيطرة على بولندا وبلجيكا وهولندا، وصلت القوات الألمانية إلى فرنسا وحاصرت ما تبقى من قوات فرنسية برفقة قوات بريطانية في مدينة فرنسية صغيرة تقع على الساحل تسمى دونكيرك.



آلاف الجنود البريطانيين محاصرون دون طعام أو شراب يتعرضون للقصف الألماني العنيف، يموت منهم المئات كل ساعة، ولكن الخبر السيئ أنهم لا يبعدون كثيرا عن سواحل المملكة المتحدة.

في الجهة المقابلة لدونكيرك تقع مدينة دوفر البريطانية والمطلة مباشرة على القنال الإنجليزي الفاصل بين فرنسا وبريطانيا. داخل قلعة دوفر كان يجلس جنرال بريطاني يبحث خطة انسحاب جنوده وإنقاذهم من الحصار.

في العاصمة لندن، كان رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشيرشل يبحث عن أي وسيلة لإنقاذ حياة جنوده، لم تعد الفكرة هي الحرب ولم تعد القضية هي الانتصار او الهزيمة أمام ألمانيا، وإنما تحولت القضية لكيفية إنقاذ حياة الجنود البريطانيين المحاصرين في دونكيرك.

وصف رئيس الوزراء البريطاني تشرشل الموقف بـ"الكارثة العسكرية الجسيمة"، ووسط تقدم القوات الألمانية بسرعة البرق نحو دونكيرك، لم يعد أمام تشيرشل إلا تنفيذ خطة عسكرية سريعة لانسحاب قواته، وهو ما أعلنه بالفعل وأمر البحرية الملكية البريطانية بالتحرك فورا لفك الحصار وإنقاذ الجنود.

تحركت المدمرات البريطانية البحرية وعددها 39 برفقة أربع مدمرات بحرية كندية وثلاث مدمرات بحرية فرنسية يوم السادس والعشرين من أيار/ مايو عام 1940، ليفاجأ الجميع بأن الطيران الألماني قد قصف ميناء دونكيرك ودمره بشكل كامل، فلم يعد هناك أي مجال للمدمرات البحرية الضخمة أن ترسو على مرفأ الميناء.

صنعت المدمرات الضخمة ما يعرف بكاسر الأمواج من أجل توفير ممر داخل المياه للجنود للوصول إليها داخل البحر، وبالفعل نجحوا في إنقاذ سبعة آلاف جندي في اليوم الأول وهو ثلث العدد الذي وضعه تشيرشل كهدف للإنقاذ.

ولكن الكارثة كانت أكبر بكثير من سبعة آلاف أو عشرين ألفا، كان هناك مئات الآلاف من الجنود البريطانيين المحاصرين والمعرضين للقتل إما بالقصف أو بالجوع نتيجة الحصار.

هنا حدثت معجزة دونكيرك كما أطلق عليها تشيرشل في خطابه الشهير في الرابع من حزيران/ يونيو عام 1940 أمام مجلس العموم البريطاني.

الأمل سلاح والنجاة انتصار

كان هذا هو الشعار الذي رفعه آلاف المدنيين من أبناء الشعب البريطاني الذين هبّوا لإنقاذ حياة ذويهم المحاصرين في دونكيرك.

ملحمة حقيقية، أكثر من 750 قاربا من قوارب الصيد والتنزه والتجارة والترفيه يمتلكها مدنيون يعيشون على السواحل البريطانية، تحركوا بها في رحلة بحرية لإنقاذ جنودهم المحاصرين وهو ما تم بالفعل.

في غضون أيام استطاع المدنيون بقواربهم الصغيرة أن ينقذوا 336 ألف جندي بريطاني من الموت في دونكيرك، في عملية انسحاب تاريخية حركتهم فيها الإنسانية وحرصهم على إنقاذ حياة أبنائهم المحاصرين.

غزة "أمة محاصرة بلا قوارب"

في غزة يعيش أكثر من مليوني شخص تحت حصار مستمر، يعانون من مجاعة غير مسبوقة، في غزة يتعرض أكثر من نصف مليون فلسطيني جلهم من النساء والأطفال للموت جوعا في غضون أيام بعد استنفادهم لكل أسباب التكيف مع الجوع القارص.

من بين كل 5 جائعين في العالم 4 موجودون في غزة، وفقا لتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، هناك خمسين ألف امرأة حامل في مراكز الإيواء بلا ماء أو دواء أو رعاية صحية، وما يقارب 95 في المئة من أطفال غزة لا يتوفر لهم الحليب والمواد الغذائية وأصبحوا يعانون من سوء التغذية؛ ما أدى لوفاة عدد كبير منهم نتيجة انخفاض درجة حرارة الجسم.

العالم العربي.. ولكنكم غثاء كغثاء السيل

عدد الدول الإسلامية = 57 دولة، عدد المسلمين = ملياري مسلم (قرابة خُمس العالم).

عدد الدول العربية = 22 دولة، عدد العرب = 400 مليون نسمة.

عدد سكان مصر (دولة الجوار لغزة) = 109 ملايين نسمة.

ومع ذلك لا يجد سكان غزة من ينقذهم أو حتى يُدخل لهم الطعام والمساعدات، فأين ذهبت قوارب المسلمين والعرب؟

تحرك البريطانيون في الحرب العالمية الثانية لإنقاذ حياة ذويهم المحاصرين، ويجب الآن أن تتحرك مراكب العرب والمسلمين من المدنيين لإنقاذ حياة أهل غزة من الجوع والمجاعة.

إن كانت مراكب دونكيرك قد صنعت معجزة حقيقية خلّدها التاريخ، فعلى ملايين العرب والمسلمين أن يحركوا مراكبهم الآن برا وبحرا وجوا، عليهم أن يزحفوا إلى المعابر في رفح المصرية وغيرها، عليهم أن يطلقوا سفنهم من تركيا وغيرها، عليهم أن ينزلوا مساعداتهم جوا من الأردن وغيره، عليهم أن يملأوا الشوارع والميادين بحشود بشرية لم يسبق لها مثيل.

علينا جميعا أن ننقذ غزة من الموت.

twitter.com/osgaweesh

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الحصار غزة غزة مساعدات حصار اساطيل مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لإنقاذ حیاة علیهم أن

إقرأ أيضاً:

ضغوط على الحكومة البريطانية لنشر الرأي القانوني بشأن ضربات محتملة ضد إيران

تواجه الحكومة البريطانية ضغوطًا متزايدة لنشر الرأي القانوني الذي قدّمه النائب العام بشأن مشروعية أي تدخل عسكري في النزاع، خصوصًا بعد تقارير كشفت أن المستشار القانوني للحكومة حذّر من أن المشاركة في هجمات ضد إيران ستكون "غير قانونية" ما لم تقتصر على الدفاع عن الحلفاء.

ونقلت صحيفة Spectator أن النائب العام، ريتشارد هيرمر، أبلغ الحكومة بتحفّظات قانونية حول أي دور بريطاني مباشر في عمليات القصف التي قد تُنفذها الولايات المتحدة ضد أهداف إيرانية.

وقال إد دايفي، زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين: "آخر ما نحتاجه هو أن يُجرّ بريطانيا إلى حرب جديدة وغير قانونية في الشرق الأوسط بدفع من الولايات المتحدة".

ودعا دايفي إلى نشر النص الكامل للرأي القانوني المقدم للحكومة، محذرًا من التورط في عمل عسكري غير مبرر قانونيًا.

خطر التصعيد يلوح في الأفق

وفيما شدد رئيس الوزراء كير ستارمر على ضرورة تفادي التصعيد، أشار إلى وجود "خطر حقيقي من توسّع الصراع"، لافتًا إلى أن إيران النووية تبقى مصدر قلق عالمي، لكنه أكد أن الحل لا يجب أن يكون عسكريًا بل تفاوضيًا.

وخلال اجتماعه الطارئ للجنة "كوبرا" مساء أمس الأربعاء، ناقش ستارمر سيناريوهات مختلفة بما فيها استخدام قاعدة "دييغو غارسيا" البريطانية في المحيط الهندي من قبل القوات الأمريكية، وهو ما قد يضع لندن في قلب صراع إقليمي موسّع.

قانونيًا.. لا مبرر للتدخل حتى الآن

صحيفة "الغارديان" البريطانية نقلت عن إميلي ثورنبيري، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، قولها بوضوح: "بريطانيا لم تتعرض لهجوم، ولم يُطلب منها الدفاع عن حليف بطريقة ملحة... التدخل لا يبدو مبررًا حاليًا".

وأضافت أن القانون الدولي واضح في هذا السياق: استخدام القوة مبرر فقط للدفاع عن النفس، أو في حالة الدفاع عن حليف تعرض لهجوم مباشر، أو بموجب قرار من مجلس الأمن، وهو ما لا يتوفر في الوقت الحالي.

في المقابل، قالت بريتي باتيل وزيرة الخارجية في حكومة الظل: "لا يمكن لبريطانيا أن تختبئ وراء رأي قانوني وقت الأزمات... علينا أن نكون بجانب حلفائنا".

الرأي القانوني.. هل يُنشر؟

وأشارت "الغارديان" إلى أنه وفيما ترفض رئاسة الحكومة ووزارة العدل تأكيد أو نفي ما إذا كان الرأي القانوني قد طُلب أو قُدّم رسميًا، إلا أن المتحدث باسم النائب العام أشار إلى أن "الامتناع عن الكشف عن تفاصيل الرأي القانوني هو تقليد متبع، لضمان النزاهة القانونية داخل الحكومة".

وأكدت الصحيفة أن المطالبات بالشفافية تتزايد، خاصة مع احتمال مشاركة بريطانيا اللوجستية أو العسكرية من خلال قواعدها أو دعمها الاستخباراتي، مما يضع الحكومة تحت ضغط سياسي وشعبي متصاعد.

يأتي هذا في وقت تستعد فيه واشنطن لاحتمال شن ضربات جوية تستهدف منشآت نووية إيرانية، على رأسها موقع "فوردو" المحصّن تحت الجبال، فيما لم يتخذ الرئيس ترامب قرارًا نهائيًا حتى الآن، مكتفيًا بالقول: "قد أضرب.. وقد لا أضرب".

يُذكر أن إسرائيل شنت خلال الأيام الماضية سلسلة من الغارات الجوية على أهداف إيرانية، قالت إنها تهدف لمنع طهران من تطوير سلاح نووي. في المقابل، تؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي، متهمة إسرائيل بارتكاب "مجازر بحق المدنيين".


مقالات مشابهة

  • إنقاذ حياة جميع المصابين بحادث مروري علي طريق محور ٣٠ يونيو جنوب بورسعيد
  • الاحتلال يحاصر الرُضّع.. منع إدخال الحليب يهدد حياة آلاف الأطفال بغزة
  • الاتحاد الأوروبي يخصص 5 ملايين يورو لإنقاذ حياة النساء والفتيات في اليمن
  • هيئة الغذاء البريطانية: مشروبات مثلجة تحتوي على مادة سامة للأطفال
  • "ضهر وأمان من زمان".. عندما هرع الهلال الأحمر لإنقاذ القلوب قبل الأجساد في حدائق القبة
  • ضغوط على الحكومة البريطانية لنشر الرأي القانوني بشأن ضربات محتملة ضد إيران
  • الجامعة المصرية الصينية ضمن أفضل 1000 جامعة في العالم بتصنيف التايمز البريطانية للتنمية المستدامة لعام 2025
  • في ذكرى تنصيبه واليًا على مصر.. كيف وصل محمد علي باشا إلى الحكم؟
  • الجامعات البريطانية ترفع الحظر عن احتجاجات غزة وتؤكد حرية التعبير
  • خلال 100 يوم.. خطة حكومية عاجلة لإنقاذ الاقتصاد ووقف تدهور العملة