بوريس جونسون: عودة ترامب قد تكون ما يحتاج إليه العالم الآن
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
20 يناير، 2024
بغداد/المسلة الحدث: أعرب رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون عن رأيه بأن عودة دونالد ترامب إلى منصب الرئاسة في الولايات المتحدة قد تكون “ما يحتاجه العالم الآن”.
وقال جونسون في مقال رأي له في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، يوم الجمعة: “إذا نظرنا إلى الحقائق ليكون من الجائز أن نقول، وهذا ما أفعله الآن، إن رئاسة ترامب قد تكون ما يحتاج العالم إليه الآن بالذات”.
ودعا جونسون “لعدم شيطنة” ترامب، بل تقييم نتائج رئاسته بشكل عقلاني، وعدم اعتباره “ديكتاتورا مستقبليا”.
واعتبر جونسون سياسات ترامب الاقتصادية ناجحة، وذكر بأن إدارة ترامب بالذات قدمت صواريخ “جافيلين” المضادة للدبابات لأوكرانيا.
وفي معرض الحديث عن توقعاته بشأن سياسات ترامب المحتملة تجاه أوكرانيا، وردا على مخاوف من تقليص الدعم الأمريكي لها، كتب جونسون: “مهما قالوا عن الرئيس ترامب الآن، أنا لا أصدق أنه سيريد أن يبقى في التاريخ كرئيس ترك البلاد التي ساعدها في وقت سابق في الدفاع عن حريتها”.
واعتبر أن ترامب “لن يتمكن من جعل أمريكا عظيمة من جديد إن سمح الجمهوريون لروسيا بإهانة الغرب” في أوكرانيا.
وأعرب جونسون عن رأيه بأن ترامب “قد يكون أدرك أنه لا يمكن عقد أي صفقة” مع موسكو، ولذلك فإنه سيقدم لأوكرانيا “كل ما تحتاجه من أجل النصر”، حسب قوله.
وتذكر جونسون عددا من خطوات ترامب، بما فيها قصف سوريا في 2018 والقضاء على قائد “فيلق القدس” للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وأضاف رئيس الوزراء البريطاني السابق أن “هناك أسسا للاعتقاد بأن الغرب سيكون أقوى مع ترامب، والأوضاع في العالم ستكون أكثر استقرارا”، مرجحا أن ترامب كان سيوقف النزاع في أوكرانيا وسيمنع تفاقم الأزمة في الشرق الأوسط، لو كان رئيسا للولايات المتحدة.
ويذكر أن انتخابات الرئاسة ستجري في الولايات المتحدة في 5 نوفمبر عام 2024. ويتصدر ترامب استطلاعات الرأي العام بوصفه السياسي الأوفر حظا للفوز بحق الترشح عن الحزب الجمهوري.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
ترامب يحتاج إلى زنزانات إضافية... فهل أوروبا على استعداد للمقايضة؟
بينما يسعى الاتحاد الأوروبي جاهدًا للعثور على أوراق ضغط فعالة في مفاوضاته التجارية المرتقبة مع إدارة ترامب، قد تكون هناك ورقة غير متوقعة يمكن لبروكسل أن تلعبها لجذب اهتمام الرئيس الأمريكي: سجون مهجورة، وجزر منسية، ومساحات احتجاز قد تناسب طموحاته في "توسيع" نظام العقوبات. اعلان
صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا لهجته بشأن التعامل مع المجرمين العنيفين، معلنًا أنه "يحب" فكرة ترحيل المتورطين في جرائم عنف إلى سجون أجنبية، وعلى رأسها سجن ضخم سيء السمعة في السلفادور.
وفي مقابلة أجراها مع مجلة "تايم"الشهر الماضي، قال ترامب: "أحب أن أفعل ذلك إذا سمح القانون... نحن ندرس هذا الخيار".
لكن هذا "الدراسة القانونية" لا يبدو أنها أسفرت عن نتيجة واضحة حتى الآن، خاصة وأن ترامب يبحث بالتوازي عن مساحات إضافية داخل الولايات المتحدة لاحتجاز المجرمين الخطرين.
وأضاف ترامب خلال لقائه بالرئيس السلفادوري ناييب بوكيلي في المكتب البيضاوي قبل أسابيع: "أنا أتحدث عن الأشخاص العنيفين... عن الأشخاص السيئين حقًا. أشخاص سيئون جدًا".
وتدير حكومة بوكيلي مركز احتجاز الإرهابيين (CECOT)، وهو سجن ضخم يُعدّ من أكثر السجون قسوة في نصف الكرة الغربي. وقد أصبح هذا السجن رمزًا لنهج بوكيلي المتشدد في مكافحة الجريمة، ولا يخفي ترامب إعجابه به.
فترامب، الذي سبق أن رحّلت إدارته مئات المهاجرين غير النظاميين إلى هذا السجن المحصّن، يبدو أنه لا يكتفي بإعجابه، بل يطمح لنقل بعض نهجه إلى الولايات المتحدة، لكن بطريقته الخاصة. إذ يرى أن سجن "سيكوت" لم يعد كافيًا، ويريد توسعة أكبر لقدرات أميركا على احتجاز المجرمين.
ومن هنا، جدّد ترامب قبل أسبوعين اقتراحًا مفاجئًا بإعادة فتح سجن "الكاتراز" الشهير في خليج سان فرانسيسكو، بل وتوسيعه، رغم أنه مكوّن من مبانٍ شبه متهالكة.
لكن في حال لم تسعفه الجغرافيا الأمريكية، ربما يجد ضالته في أرخبيلات أوروبية... فالاتحاد الأوروبي يضمّ جزرًا تاريخية كانت تُستخدم كسجون وتتميّز بطابع معماري وثقافي قد يروق لذوق ترامب.
ولنبدأ مع واحدة من أشهر هذه الجزر: "شاتو ديف" قبالة سواحل مرسيليا في البحر الأبيض المتوسط، والتي قد تكون -من باب المزاح أو التفاوض- أول عرض مقايضة أوروبية للرئيس الأمريكي.
حتى وإن كانت شخصية "كونت مونت كريستو"، أشهر سجين في "شاتو ديف"، خيالية ومن وحي روايات ألكسندر دوما، إلا أن الجزيرة نفسها كانت مسرحًا حقيقيًا لمعاناة العديد من السجناء، أغلبهم من رجال الدين، منذ القرن السادس عشر وحتى نهاية القرن التاسع عشر.
وتُعرف "شاتو ديف" بأنها قلعة منيعة، إذ رغم أن الرواية صوّرت هروب أحد أبطالها منها، إلا أن التاريخ الحقيقي للجزيرة لا يذكر أي حالة فرار ناجحة.
ما الذي قد يجذب ترامب؟الصفقة المحتملة ستكون مباشرة مع صديقه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، متجاوزًا تعقيدات بيروقراطية بروكسل و"الألمان المزعجين" كما يراهم ترامب.
ثم نصل إلى جزيرة الشيطان، وهي أيضًا تحت السيادة الفرنسية، لكن على الضفة الأخرى من المحيط: قبالة سواحل غويانا الفرنسية، أكبر أقاليم فرنسا ما وراء البحار، والمطلة على شمال شرق أمريكا الجنوبية.
اشتهرت هذه المستعمرة الجزائية، التي كانت تعمل بين عامي 1852 و1952، بظروفها القاسية ومناخها الاستوائي القاسي، فضلاً عن تفشي الأمراض، ما أدى إلى معدلات وفيات مروعة وصلت إلى 75% في أسوأ فتراتها.
خلّد الكاتب هنري شاريير، أحد نزلاء جزيرة الشيطان السابقين، قصة فراره الأسطوري في كتابه الشهير "بابيون"، الذي أصبح من أكثر الكتب مبيعًا عند صدوره عام 1969.
أما بالنسبة لجاذبية ترامب؟ يكفي أن نشير إلى ما سبق ذكره بشأن "شاتو ديف".
ننتقل الآن إلى "غولي أوتوك"، الجزيرة المهجورة الواقعة قبالة الساحل الأدرياتيكي لكرواتيا، والتي كانت ذات يوم أحد أكثر السجون ومعسكرات العمل سريةً في يوغوسلافيا السابقة.
وقد استُخدمت "غولي أوتوك" كسجن ومعسكر عمل شديد الحراسة بين عامي 1949 و1989، وكانت بمثابة منفى للشيوعيين المعارضين لحكم تيتو، أو حتى لستالين. أما في زمن أسبق، خلال الحرب العالمية الأولى، فقد كانت الإمبراطورية النمساوية المجرية ترسل أسرى الحرب الروس إلى هذه الجزيرة النائية.
واسمها، الذي يعني "الجزيرة القاحلة" بالكرواتية، يعكس واقعها الجغرافي بدقة: تضاريسها شبه خالية من أي غطاء نباتي.
وقد اكتسبت شهرة أكبر بعد وفاة تيتو في عام 1980، حين نشر الكاتب الصربي أنطونيو إيساكوفيتش روايته ترين (اللحظة)، التي وثّقت ظروف الاعتقال فيها، وتحولت بسرعة إلى واحدة من أكثر الكتب مبيعًا.
ما الذي قد يجذب ترامب؟ ببساطة، الجزيرة ما زالت مهجورة منذ عام 1989، وكأنها تنتظر مستثمرًا بطموحات "الكاتراز" جديدة.
وإذا لم تنجح صفقة "السجون مقابل التعريفات الجمركية"، يمكن لأوروبا أن تعرض على ترامب نموذجًا بديلًا: النظام الإصلاحي في هولندا، حيث انخفض عدد السجناء من 94 إلى 51 لكل 100 ألف نسمة بين عامي 2005 و2016، بفضل برامج التأهيل وإعادة الإدماج.
والنتيجة؟ بعض السجون الفارغة تحوّلت إلى فنادق أو مراكز ثقافية.
وقد تكون هذه الفكرة مغرية لرجل أعمال مثل ترامب، يجمع بين الهوس بالعقاب... والشغف بالعقار.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة