مع اقتراب أوكرانيا من الذكرى السنوية الثانية للصراع مع روسيا، أصبحت التركيبة السكانية المسنة لجنودها مصدر قلق ملح للمخططين العسكريين في البلاد. إذ أن غالبية القوات التي تدافع ضد جيش الرئيس بوتين هم من الرجال في منتصف العمر، وتؤثر قدراتهم البدنية المتضائلة على قدرة الجيش على إنجاز المهام على خط المواجهة.

 

كشف دميترو بيرليم، قائد اللواء 32 الأوكراني، أن "متوسط عمر الجندي في كتيبتي هو 45 عامًا". وأعرب وفقا لما نشرته صنداي تايمز، عن الصعوبات التي يواجهها الجنود في الأربعينيات من العمر، قائلاً: “في هذا العمر، من الصعب إنجاز المهام. بالنسبة للبعض، حتى حمل الذخيرة والدروع الواقية للبدن إلى مواقع الخطوط الأمامية أمر صعب. وقد أدى عدم وجود مجندين أصغر سنا ليحلوا محل هؤلاء الجنود المسنين إلى تفاقم التوتر، مع انخفاض جودة التعزيزات بمرور الوقت.

 

ويتناقض الوضع الفريد في أوكرانيا مع الحروب الكبرى التي دارت خلال القرن الماضي، حيث كانت غالبية القوات عادة من الرجال في العشرينات من عمرهم أو حتى أصغر سنا. ويقدر متوسط العمر الحالي للجندي الأوكراني بحوالي 43 عامًا، وهو أعلى بكثير من أفراد الخدمة الفعلية في القوات المسلحة الأمريكية (28) وأفراد القوات المسلحة البريطانية (31) في السنوات الأخيرة.

 

وأثار سيرهي ليششينكو، مستشار رئيس أركان الرئيس زيلينسكي، مخاوف بشأن بعض الألوية التي يبلغ متوسط أعمارها 54 عامًا، مشددًا على التحديات الجسدية التي يواجهها الجنود في الوحدات الهجومية في مثل هذه السن.

 

وفي حين حشدت أوكرانيا المدنيين للقتال، كانت الموجة الأولية من القوات تتألف بشكل رئيسي من متطوعين، وأغلبهم من الرجال في الأربعينيات من العمر أو أكبر. وتوقع الكثيرون أن يتم تعزيزهم بمجندين أصغر سنا للقيام بمهام أكثر شاقة. ومع ذلك، فإن طبيعة الصراع التي طال أمدها وغياب تدفق كبير للجنود الشباب قد أدى إلى التعب والإرهاق بين القوات المتقدمة في السن.

 

وتدرس الحكومة خفض الحد الأدنى لسن التجنيد الطوعي إلى 25 عامًا، وذكر الرئيس زيلينسكي أن الجيش طلب 500 ألف جندي إضافي. ولا تهدف هذه الخطوة إلى زيادة أعداد القوات فحسب، بل تهدف أيضًا إلى السماح بتناوب الجنود الذين يخدمون في الخطوط الأمامية منذ الغزو الروسي.

 

وتعكس هيمنة الجنود الأكبر سناً على الخطوط الأمامية الأزمة الديموغرافية في أوكرانيا، وما يترتب على ذلك من عواقب خطيرة على تعافي البلاد في مرحلة ما بعد الحرب. يبلغ متوسط العمر في أوكرانيا 40 عاماً، وقد انخفض عدد سكانها بشكل ملحوظ على مر السنين. وقد أدى الصراع الحالي إلى تفاقم هذه التحديات الديموغرافية.

 

وفي حين يؤكد بعض الجنود الأكبر سنا على مزايا الخبرة والموقف الجاد تجاه الحياة، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة بشأن الخسائر الجسدية والعاطفية التي يتحملها هؤلاء الأفراد. بالإضافة إلى ذلك، تثير الأزمة الديموغرافية تساؤلات حول استدامة الجيش الأوكراني على المدى الطويل وتأثير ذلك على قدرته على التعافي وإعادة البناء بعد الصراع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تستهدف قاعدة جوية روسية

البلاد (كييف)
نفذت القوات المسلحة الأوكرانية هجوماً جديداً استهدف قاعدة جوية روسية في منطقة فورونيج، وفق ما أعلنته كييف أمس (السبت)، في تصعيد لافت في سياق الحرب المستمرة بين البلدين.
وأفادت القوات الأوكرانية أن القاعدة الجوية الواقعة في مدينة بوريسوجليبسك كانت تضم طائرات مقاتلة روسية من طراز “سوخوي سو-34″، و”سو-35 إس”، و”سو-30 إس إم”، إضافة إلى مستودع للقنابل الانزلاقية وطائرة تدريب.
وأشارت القوات الأوكرانية إلى أن هذا الهجوم يأتي ضمن جهودها المتواصلة “لإضعاف القدرات الهجومية للجيش الروسي” وإجباره على وقف عملياته العسكرية ضد أوكرانيا، حسبما ذكرت في بيان على تطبيق “تليغرام”.
في المقابل، أكدت وزارة الدفاع الروسية وقوع الهجوم بواسطة طائرة أوكرانية مسيرة على منطقة فورونيج، لكنها لم تعلن عن تسجيل أي خسائر مادية أو بشرية جراء الهجوم.
يأتي هذا التطور في ظل تصعيد متبادل على جبهات القتال، حيث شهدت العاصمة كييف انفجارات عنيفة، فيما واصلت القوات الأوكرانية استهداف مواقع خاضعة لسيطرة روسيا في دونيتسك. في المقابل، أعلنت موسكو إسقاط 42 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدة مقاطعات روسية خلال ساعات الليل. كما فرضت وكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية قيوداً مؤقتة على حركة الطيران في أربعة مطارات كإجراء احترازي عقب الهجمات.
وفي سياق متصل، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى تعثر مسار الهدنة بين الجانبين رغم استمرار الجهود الدبلوماسية. وأعرب ترامب عن “استيائه الشديد” من مكالمته الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبراً أن بوتين مصمم على “مواصلة القتل والمضي قدماً في الحرب حتى النهاية”.
كما أعلن ترامب أنه ناقش مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال اتصال هاتفي، إمكانية إرسال صواريخ “باتريوت” لتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية في مواجهة الهجمات الروسية.

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تستهدف قاعدة جوية روسية
  • أوكرانيا تنفذ قصفاً جديداً على قاعدة جوية روسية
  • ترامب غير راضٍ عن موقف بوتين بشأن أوكرانيا: يريد الاستمرار في قتل الناس
  • فيما يحتاج العالم إلى الحكماء يحكمه القساة
  • روسيا تعلن عملية تبادل أسرى جديدة مع أوكرانيا
  • 5 جنود يخدمون بغزة يكشفون ما لا يريد أي إسرائيلي سماعه
  • ترامب بعد مكالمته مع بوتين: غير راضٍ عن الوضع في أوكرانيا ولا تقدم يُذكر
  • بوتين لترامب: لن نتخلى عن أهدافنا في أوكرانيا
  • بوتين لترامب: روسيا لن تتخلى عن أهدافها في أوكرانيا
  • الكرملين: اتصال صريح بين بوتين وترامب تناول أوكرانيا والشرق الأوسط