قالت صحيفة لاكروا الفرنسية، إن التوتر يسود الوضع بين مصر والاحتلال الإسرائيلي، بسبب إصرار الإسرائيليين على إعادة احتلال الشريط الحدودي بين غزة ومصر والمعروف بمحور فيلادلفيا، وهو ما يشكل خرقا لاتفاقية كامب ديفيد من وجهة نظر القاهرة.

وأوضحت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن محور فيلادلفيا الذي يسمى أيضا محور صلاح الدين، هو شريط بري بطول 14 كيلومترا وعرض 100 متر، يمثل الحدود بين مصر وغزة.

وقد ظهر هذا المحور في اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في العام 1979، بهدف أن يكون منطقة عازلة.

وقد كان في ذلك الوقت خاضعا للسيطرة الإسرائيلية بهدف منع التعرض لهجمات والتصدي لتهريب الأسلحة نحو غزة، فيما تمت إعادة سيناء إلى السيادة المصرية. ولكن السيطرة على هذا المحور تغيرت في العام 2005 لتذهب إلى القاهرة، عندما قررت إسرائيل بشكل أحادي سحب قواتها من غزة. وبناء على ما يعرف باتفاق فيلادلفيا، تعهدت مصر بالتعاون من أجل مكافحة تهريب الأسلحة عبر هذه الحدود، فيما سيطرت السلطة الفلسطينية على الجانب الآخر من هذا المحور. ولكن بعد سنتين فقط تسلمت "حماس" الحكم في القطاع.

وتضيف الصحيفة أن هذا الشريط البري بات يحظى بأهمية استراتيجية بالغة منذ عملية طوفان الأقصى، حيث يريد نتنياهو احتلال هذا الممر من أجل فرض حصار كامل على قطاع غزة، وفي 30 كانون الأول/ ديسمبر الماضي كان قد تعهد بالقضاء على "حماس"، مؤكدا على ضرورة التحكم في محور فيلادلفيا، ومتوعدا بعدم قبول أي حل مغاير.

ولكن في 16 كانون الثاني/ يناير، حذر ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات من أي خرق لاتفاقية السلام في حال دخل الجيش الإسرائيلي إلى هذا الممر. هذا الرجل المقرب من النظام المصري ندد بالتصرفات الإسرائيلية معتبرا أنها تشهد حالة انفلات تام وتزيد منسوب التوترات مع دول الجوار. ويشار إلى أن اتفاقيات كامب ديفيد تنص على الحد من تعداد وعتاد الحضور العسكري من الجانبين في هذا المحور.


ويرى روبرت سبرينغبورغ، الباحث في المعهد الإيطالي للشؤون الدولية، أن تعامل مصر مع هذه المسألة يمثل مخاطرة كبيرة توشك على تحويل هذا الموضوع الصغير إلى وضع خارج عن السيطرة.

وتؤكد الصحيفة وجود مفاوضات متواصلة بين القاهرة وتل أبيب حول مستقبل محور فيلادلفيا. وإلى غاية اليوم ينص البروتوكول الأمني الموقع بين الطرفين على حضور 750 جنديا مصريا مسلحين لمكافحة الإرهاب والتهريب. وهو أمر لا يحقق رضا الإسرائيليين رغم جهود القاهرة السابقة وقيامها بإغراق الأنفاق بمياه البحر.

وبحسب الكثير من المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام الأمريكية والعربية والإسرائيلية، فإن هنالك العديد من المقترحات التي قدمت على طاولة المفاوضات من أجل تعزيز المراقبة في هذه المنطقة على غرار تركيب حساسات، واستخدام الطائرات المسيرة، أو إقامة سياج عازل تحت الأرض لمنع التحركات السرية من وإلى قطاع غزة. ولكن إلى حد الآن لم يتوصل الطرفان إلى أي اتفاق حول الفكرة سواء من حيث المبدأ أو التفاصيل.

وفي الانتظار، يبقى محور فيلادلفيا هدفا عسكريا، إذ إنه في 23 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أعلنت "حماس" أن قوات الاحتلال قامت بمحاولة للتقدم عبر هذه المنطقة العازلة، ولكن تم التصدي لها، ومنذ بداية الحرب يستهدف الاحتلال بشكل متواصل مواقع على طول هذا الشريط الممتد على مسافة 14 كيلومترا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية مصر غزة محور فيلادلفيا الاحتلال مصر غزة الاحتلال محور فيلادلفيا صحافة صحافة صحافة سياسة من هنا وهناك صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محور فیلادلفیا هذا المحور بین مصر

إقرأ أيضاً:

مؤشر توتر مع إثيوبيا.. إريتريا تتحلل مجددا من روابط الإيغاد

أعلنت إريتريا اليوم الجمعة انسحابها من منظمة إيغاد، في حين عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه من التوتر بين أسمرة وأديس أبابا.

وقالت وزارة الخارجية الإريترية -في بيان- إن أسمرة أبلغت الأمين العام لمنظمة الإيغاد أن قرار انسحابها جاء بعد فقدان المنظمة تفويضها القانوني، وعجزها عن تحقيق الاستقرار الإقليمي أو تلبية تطلعات شعوب القرن الأفريقي.

وقد اتهمت إريتريا المنظمة بأنها تحوّلت إلى أداة سياسية تُستخدم ضد بعض الدول الأعضاء، في إشارة إلى إثيوبيا التي تربطها علاقات متوترة معها.

وقالت الحكومة الإريترية إن استمرار المنظمة في التملص من الالتزامات القانونية جعل بقاءها داخل التكتل فاقدا للجدوى.

وأشار البيان إلى أن إريتريا أعادت تفعيل عضويتها في يونيو/حزيران 2023 على أمل دفع عملية إصلاح المنظمة، لكنها لم تلحظ أي تحسن في أدائها.

قرار مؤسف

من جهتها، أعربت إيغاد عن أسفها لقرار حكومة دولة إريتريا الانسحاب من المنظمة.

 وقالت في بيان إن إريتريا سبق أن علقت عضويتها لعقدين من الزمن، وإن قمة الإيغاد في يونيو/حزيران 2023 قررت عودة إريتريا إلى الإيغا، في خطوة تضامنية تؤكد التزاما جماعيا من أجل مصلحة الإقليم وتعزيز التعاون، وإن الأمانة العامة ظلت منفتحة وعملت بإيجابية من أجل مصلحة المنظمة.

وأوضح البيان أن قرار الانسحاب اتخذ دون تقديم مقترحات ملموسة أو الدخول في مشاورات بشأن إصلاحات مؤسسية أو سياسات محددة، مؤكدة أن قنواتها الاستشارية القائمة ظلت دائمًا مفتوحة للحوار.

وأكد البيان أن الإيغاد ستتواصل مع الحكومة الإريترية وتشجعها لإعادة النظر في قرارها والعودة الكاملة إلى المنظمة بحسن نية، بما يخدم الأهداف المشتركة للسلام والاستقرار والتنمية في المنطقة.

وجدد البيان التزام منظمة الإيغاد العمل من أجل تعزيز التعاون الإقليمي والحوار الجماعي لخدمة شعوب القرن الأفريقي.

ضغائن التاريخ والجغرافيا

يذكر أن الانسحاب الأول لإريتريا من منظمة الإيغاد شكل محطة مفصلية في تاريخ علاقات الطرفين.

إعلان

ففي عام 2007، أعلنت أسمرة انسحابها من المنظمة احتجاجا على الاتهامات التي وجهت لإريتريا بدعم حركة الشباب الصومالية. وهو ما نفته إريتريا، واتهمت إثيوبيا بالعدوان عليها وعلى الصومال.

ويومها، اتهمت أسمرة الإيغاد بالانحياز لأديس أبابا.

وعقب اتفاق السلام بين إريتريا وإثيوبيا في عام 2018، تحسنت العلاقات وطالبت إثيوبيا إيغاد والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بالعمل مع إريتريا ورفع العقوبات عنها، ممهدة لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

واستأنفت إريتريا عضويتها رسميا وشاركت في القمة العادية الـ14 للإيغاد.

ويأتي الانسحاب اليوم ليثير المخاوف من تصاعد التوتر بين إريتريا وإثيوبيا اللتين دخلتا في حرب حدودية انتهت قبل 25 عاما بموجب اتفاقية أبرمت في الجزائر.

وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه للتوتر بين أثيوبيا وإريتريا، مؤكدا أن أي تصعيد جديد بين البلدين سيهدد الاستقرار الهش في القرن الأفريقي.

مقالات مشابهة

  • مؤشر توتر مع إثيوبيا.. إريتريا تتحلل مجددا من روابط الإيغاد
  • جيش الاحتلال يتوغل مجددا في عدة قرى بريف القنيطرة جنوب سوريا
  • دراسة: الأنظمة الغذائية النباتية قد تكون صحية للأطفال.. ولكن بشروط
  • زيلينسكي يرفض مجددا سحب القوات من جمهورية دونيتسك
  • مبعوث ترامب: العراق يقف مجدداً أمام لحظة حاسمة
  • حنان يوسف تنضم إلى مسلسل أب ولكن .. رمضان 2026
  • المركزي التركي يخفض الفائدة مجددا رغم استمرار مخاطر التضخم
  • الجبهة تشتعل .. أين يقف التوتر بين سوريا وإسرائيل؟
  • مدبولي: من حق المواطن أن ينتقد ولكن ليس حقه الترويج لأكاذيب
  • جيرارد: صلاح أخطأ ولكن ليفربول مازال بحاجة له