الاندماج الوطني طريق استقرار القارة الأفريقية.. تراجع التنمية والحروب والأزمات السياسية قضايا تبحث عن حلول.. الأمازيغ يعانون التهميش والشتات في أنحاء القارة ويطالبون بحقوقهم
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
تشهد القارة الأفريقية صراعات مستمرة، وأزمات كبرى تتجدد كل فترة تعطل عملية الاستقرار السياسي لدول القارة، ومن أكبر المشكلات والتحديات التي تواجهها مشكلة الاندماج الوطني التي يراها الخبراء أنها أثرت بالسلب على عملية التنمية داخل القارة، لأن نجاح عملية التنمية تتطلب درجة معقولة من الاستقرار السياسي الذي لا يأتي إلا في دولة مندمجة ومنصهرة مع بعضها البعض؛ وفي هذه السلسلة نلقى الضوء على مشكلة الاندماج الوطني بالقارة وأزمة الامازيغ.
تنوع المجتمعات
مشكلة الاندماج الوطني في بعض دول أفريقيا تعتبر على درجة كبيرة من التشابك والتعقيد سواء كانت في دول شرق افريقيا "كأوغندا" أو في دول الشمال الأفريقي العربي.
ورغم أن مجتمعنا العربي يتسم بالتجانس وفقا لعناصر الدين واللغة والتاريخ إلا أن سمة التجانس هذه لا تنفي وجود التنوع الذي يظهر في المجتمع في شكل جماعات تصنف إما عرقيا أو طائفيا أو مذهبيا وهو ما يؤدي في كثير من الاحيان إلى كثير من الاشكاليات ومن ضمن هذه الجماعات التي يضمها المجتمع المجتمع العربي «الامازيغ» الذين ينتشرون في دول الشمال الافريقي ويمثلون جزءا من سكانها بدءا من ليبيا وانتهاء بالمغرب.
قضية الأمازيغ
تعود قضية الأمازيغ ألي سنوات طويلة خلت؛ وعلى الرغم من نجاح الامازيغ فى طرح قضيتهم على الساحة المجتمعية في الجزائر والمغرب إلا أنهم في ليبيا لم يستطيعوا تحقيق ذلك فى فترات كثيره من التاريخ الليبي خاصة في حكم الرئيس السابق «معمر القذافي» وكان الامازيغ ومشاكلهم من أهم إشكاليات عدم تحقيق الاندماج الوطني الليبي.
فعلى الرغم من أن الامازيغ في ليبيا لا يشكلون سوى من 10% إلى 15% من سكان ليبيا وهم بذلك يمثلون أقلية عددية إلا أن لهم دورا مؤثرا في حدوث عملية الاندماج داخل المجتمع الليبي من عدم حدوثها.
يتركز الأمازيغ في دول الشمال الافريقي "كالمغرب والجزائر وتونس وليبيا" ويقدر عددهم حوالي ما بين 20 إلي 50 مليون نسمة ويتحدثون بلهجة أمازيغية تسمى "تمازيغت" ولها العديد من اللهجات الأمازيغية ولقد ناضلوا من أجل الحصول على حقوقهم والحفاظ على هويتهم وثقافتهم ولغتهم ونجحوا في ذلك فعلا في الجزائر والمغرب وتونس إلا ان ذلك لم ينجح في ليبيا.
دخل الأمازيغ الإسلام في الفتح الإسلامي لليبيا، فوجودهم يعود لآلاف السنين، وسرعان ما اختلطت الثقافة الأمازيغية بالثقافة العربية وهو الامر الذي نتج عنه تنوع ثقافي ولغوي ولم يحدث أي صراع بين الأمازيغ والعرب في فترة المملكة الليبية أو في فترة التخلص من الاستعمار ويشكل الأمازيغ مكونات أساسية من مكونات المجتمع الليبي و يعيشون في الجبال الواقعة في طرابلس أو في الصحراء جنوبا ويفضل الأمازيغ في ليبيا إطلاق مسمى الجبالية عليهم نظرا لأن سكان الجبال يتسمون بالقوة.
الثقافة الأمازيغية
تتميز قبائل الأمازيغ بالصبر، بعد احتلال الرومان لهم في شمال أفريقيا لمدة وصلت ستة قرون، ازدهرت الحياة الثقافية فشهدت تأسيس مسارح وجامعات مثل مسرح تبسة، وجامعة مداوروش ثاني أكبر الجامعات بعد جامعة روما، وقاوم وقتها الأمازيغ محاولات اندماجهم واحتفظوا بلغتهم وثقافتهم، وواجهوا التدخل الروماني بشراسة، فأصبح وجود الاحتلال الروماني كعدمه، حافظت الثقافة الأمازيغية القديمة على هويتها لأكثر من ٥٠٠٠ سنة قبل الميلاد، لتؤثر في الثقافات الأخرى من خلال العلاقات التجارية أو الاحتكاك كما قال
المفكر الجزائري الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم "هي أمة عظيمة قدمت لغيرها أكثر من ما قدمت لنفسها،وأن كل ما نالته من تمجيد وما قيل عنها قاله أعداؤها والعدو غالبا ما يحاول التصغير من شأن من قام بمواجهته" ويعود الفضل الكبير في تدوين تاريخ الأمازيغ الى العلامة ابن خلدون في كتابه “ العبر وديوان المبتدأ والخبر”.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القارة الأفريقية الاستقرار السياسي الأمازيغ ليبيا بالمغرب الثقافة الأمازیغیة فی لیبیا فی دول
إقرأ أيضاً:
في لقاءاته ببنغازي.. بولس يؤكد دعم واشنطن لتوحيد ليبيا والدفع بالعملية السياسية قدمًا
بحث كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون أفريقيا، مسعد بولس، مع قائد عملية الكرامة خليفة حفتر، آخر المستجدات على الساحتين المحلية والإقليمية.
ووفق إعلام الكرامة، ناقش الجانبان آفاق التعاون الثنائي بين ليبيا والولايات المتحدة، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والصناعية، بهدف تعزيز الاستقرار ودعم مسارات التنمية المستدامة في البلاد.
وفي سياق متصل، عقد رئيس مجلس النواب عقيلة صالح لقاءً مع مسعد بولس، بحضور نجلي حفتر، بلقاسم وصدام، حيث ناقشوا آخر المستجدات المحلية والإقليمية وسبل تعزيز التعاون لدعم الاستقرار والتنمية المستدامة.
وأكد عقيلة صالح أن مجلس النواب هو الجهة الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي، وأنه أصدر القوانين الانتخابية ووضع آلية لتشكيل الحكومة تمهيداً لإجراء الانتخابات التي تمثل مطلباً شعبياً.
من جانبه، أكد مسعد بولس أنه عقد اجتماعًا جيدًا مع عقيلة وبلقاسم وصدام، مشيراً إلى تبادل الآراء حول جهود التنمية الاقتصادية في ليبيا وسبل تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.
وأوضح بولس أنهم ناقشوا أهمية دفع العملية السياسية قدمًا والانتهاء من وضع ميزانية موحدة.
وأضاف بولس أنه أجرى مباحثات مع صدام حفتر في إطار متابعة زيارته المهمة إلى واشنطن في أبريل، حيث تناولوا سبل توسيع التعاون وتعزيز الجهود الليبية الرامية إلى توحيد الجيش وبقية المؤسسات الرئيسية، مؤكداً التزام الولايات المتحدة بدعم وحدة ليبيا وسيادتها واستقرارها.
وأشار بولس أيضاً إلى مباحثاته مع خليفة حفتر، مؤكداً دعم الولايات المتحدة للجهود الليبية في توحيد المؤسسات وتعزيز السيادة ورسم طريق نحو الاستقرار والازدهار عبر الحوار السياسي.
المصدر: قناة ليبيا الأحرار
ترامبحفتر Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0