خارطة الطريق لكل مدير جديد
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
بقلم: علي المطوع
مبدع أنت يا سعادة المدير في وصولك إلى هذا المكان وتلك المكانة، خاصة أنك ما زلت في سن صغيرة قياسا بمن سبقك وربما من سيأتي بعدك، هذا يعكس شيئا من معالم شخصيتكم القوية المؤطرة بتلك الرؤية الثاقبة المنطلقة خلف تلك الطموحات الجموحة، المحفوفة بتلك المصاعب الكثيرة التي تنتظر كل قائد نذر نفسه ومواهبه للنجاح والنجاح فقط.
هذه بعض معالم شخصيتكم المتميزة، ولكن ماذا عن تجربتكم الوليدة، وماذا تحتاج لتثمر وتستثمر وتوصل وتصل؟
أعتقد أن أي مدير جديد سيواجه في تجربته الإدارية ثلاث فئات، كل فئة من هذه الفئات لها أجنداتها المختلفة ومخيالها الإداري والتجاربي ومنطلقاتها التي بها تكون أو لا تكون، فأول هذه الفئات: المتفقون، وثانيها المختلفون والمخالفون، والثالثة هم أصحاب الرأي والرؤية.
فالمجموعة الأولى نفعيون إما بدافع العشم أو الانتهازية، كونهم مقربين إليك وينتظرون الكثير منك، فخذ منهم ما يعينك واحذر أن يثقلوا كاهل تجربتك الوليدة، كونهم محسوبين عليك عددا وعدتهم دائما قليلة، والتجارب الإدارية تقول إياك أن تؤتى تجربتك من قبلهم، فهم الضرر الذي قد يصيب تجربتك من حيث لا تدري!
أما المجموعة الثانية، فهم المختلفون والمخالفون، فالمختلفون ضروريون لزيادة خياراتك الإدارية ورفع مستوى أدائك، لكنهم في النهاية ليسوا معك بل مع تجربتك، إن نجحت نجحوا معك، وإن أخفقت كنت وحدك صاحب هذا الإخفاق، هؤلاء لديهم رؤاهم ومعطياتهم لكنهم يتحمسون أكثر لذواتهم وقد يخذلهم التقدير عندما يرون الأضواء تنحسر عنهم لآخرين جدد فيصبحون سلبيين عالة على تجربتك، أما المخالفون فهم الحقودون والحاسدون، لا يعجبهم العجب ولا يتفقون معك في توقيت صيام رمضان ولا بعض من رجب، ومع ذلك يظل وجودهم مؤشر نجاح، ودافعا لتحقيق الأهداف، كونهم رقما لا تستغني عنه تجربتك، فهم المصاعب التي تندرج تحتها العديد من فرص النجاح لك ولمنظومتك.
أما المجموعة الثالثة، فهم أصحاب الرأي والرؤية والروية، وهم القلة القليلة، لديهم من التجارب ما يسددك ويصوب أخطاءك ويعيد الحياة لتجربتك لتستمر سائرة نحو أهدافها، هؤلاء يناصرون نجاحك ويعيدون تقييم فشلك؛ لأنهم يعشقون النجاح للمنظومة وليس لأنفسهم، لهم شخصياتهم المستقلة وتجاربهم الناجحة ويظلون خيارك وخيار تجربتك الأول والأخير.
أما ما ينبغي عليك الحذر منه فنوجزه في عدة أمور، فإياك والإشاعة التي يبنى عليها قرار، والانطباع الأولي الذي يبنى عليه موقف، وصناع المحتوى الفارغون التافهون الذين لا يعملون ولا يعلمون ولا يسعدهم أن يعمل ويعلم الآخرون.
ختاما، تذكر يا سعادة المدير، أن السلم الأخلاقي في البيئات الإدارية (الموبوءة) يكون بالعكس، بمعنى أن صعود الموظف إلى الأعلى يكون باتجاه السيئ من الأخلاق، والسبب يعود لأسلوب إداري فاسد وعقيم، زرع في هذا الموظف الموبوء وأمثاله هذه المفاهيم الخاطئة؛ والنتيجة كارثية كون البيئة الوظيفية بمجملها تصبح بيئة مسمومة، طاردة لأصحاب النهج الوظيفي القويم والخلق الإنساني الرفيع.
*كاتب سعودي
*نقلاً عن: makkahnewspaper.com
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: تختتم مشارکتها فی صباح ا
إقرأ أيضاً:
الصين تهيمن وتعيد رسم خارطة المعادن الحيوية في أفريقيا
تشهد القارة الأفريقية سباقا محموما على مواردها المعدنية الحيوية، في وقت تتزايد فيه الحاجة العالمية إلى عناصر، مثل الكوبالت والليثيوم والنحاس والمعادن النادرة المستخدمة في الصناعات الدفاعية والطائرات والسيارات الكهربائية والذكاء الاصطناعي.
ويكشف تقرير حديث للمركز الأفريقي للدراسات الإستراتيجية أن الصين باتت تسيطر على أكثر من نصف إنتاج هذه المعادن عالميا، وتحتكر نحو 87% من عمليات المعالجة والتكرير.
وركزت بكين على بناء قدراتها في معالجة المعادن النادرة، قبل أن تتوسع في الاستحواذ على أصول التعدين الأفريقية.
فقد استحوذت على مناجم كبرى مثل منجم النحاس في بوتسوانا (2023)، منجم الليثيوم في مالي (2024)، ومنجم العناصر النادرة في تنزانيا (2025).
كما ضمنت شركة "بي واي دي" الصينية، أكبر مصنع للسيارات الكهربائية في العالم، ستة مناجم لليثيوم في أفريقيا لتأمين احتياجاتها حتى عام 2032.
لا تقتصر الهيمنة الصينية على المناجم، بل تمتد إلى البنية التحتية التي تربط الموارد بالأسواق العالمية.
فالصين تمول وتبني شبكات سكك حديدية وموانئ ومحطات كهرباء، مثل مشروع تحديث خط تنزانيا-زامبيا الذي يربط حقول النحاس والكوبالت بموانئ المحيط الهندي.
وحسب التقرير، فإن هذا التغلغل يمنح بكين قدرة على التحكم في توقيت وتكلفة صادرات أفريقيا المعدنية، ويعزز نفوذها الجيوسياسي.
مخاطر بيئية واجتماعيةكما يشير التقرير إلى أن شركات التعدين الصينية كثيرا ما تواجه اتهامات بانتهاك معايير البيئة والعمل.
ففي فبراير 2025، تسبب تسرب كيميائي ضخم من شركة صينية في نهر كافوي بزامبيا، وهو مصدر رئيسي لمياه الشرب، ما أثار احتجاجات ودعاوى قضائية غير مسبوقة.
وفي الكونغو الديمقراطية، علقت السلطات عمليات إحدى الشركات الصينية بعد تسرب ملايين الأمتار المكعبة من المواد الكيميائية قرب مدينة لوبومباشي.
رغم هذه الهيمنة، بدأت بعض الدول الأفريقية اتخاذ خطوات للحد من تصدير المواد الخام دون تصنيع.
إعلانفقد فرضت 13 دولة منذ 2023 قيودا على تصدير المعادن الخام، وانضمت ملاوي أخيرا إلى القائمة بحظر شامل.
كما أطلقت زامبيا والكونغو الديمقراطية منطقة اقتصادية خاصة لإنتاج البطاريات والسيارات الكهربائية، بدعم من مؤسسات إقليمية ودولية، في محاولة للاستفادة من ثرواتهما المعدنية محليا.
الفرص والتحدياتيخلص تقرير المركز الأفريقي للدراسات الإستراتيجية إلى أن المعركة حول المعادن الحيوية ليست مجرد تنافس عالمي، بل اختبار لقدرة أفريقيا على تحويل مواردها إلى تنمية حقيقية.
فبينما توفر الاستثمارات الصينية فرصا للبنية التحتية والتمويل، فإنها تضع القارة أمام تحديات الشفافية، البيئة، والسيادة الاقتصادية.