خبراء: إسرائيل تخفي خسائرها واقتصادها يواصل الانهيار بسبب حرب غزة
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
عمّان– ككرة الثلج المتدحرجة، يتلقى الاقتصاد الإسرائيلي سلسلة من "الضربات الموجعة" مع استمرار الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة لأكثر من 100 يوم.
وبحسب مراقبين وخبراء فإن حكومة بنيامين نتنياهو فشلت في تحييد اقتصاد إسرائيل وتجنيبه الخسائر كما الحروب السابقة، سيما وأن المنطقة التي كانت سبباً في معركة طوفان الأقصى (غلاف غزة) هي المسؤولة عن تزويد الاقتصاد الإسرائيلي بنحو 75% من المحاصيل الزراعية التي يحتاجها الاحتلال، لكن الحرب حولتها من منطقة زراعية إلى منطقة عسكرية مغلقة.
ورسم الخبير الاقتصادي الأردني الدكتور عامر الشوبكي لوحة قاتمة لواقع ومستقبل الاقتصاد الإسرائيلي في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، وقال في حديثه للجزيرة نت إن الخسائر الإجمالية الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للاحتلال في حربه -التي يشنها على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي- وصلت إلى 165 مليار دولار.
وأضاف الشوبكي أن ما يتم الإعلان عنه إسرائيلياً جزء بسيط من الخسائر العسكرية الحقيقية، فالكلفة التشغيلية لهذه الحرب وصلت إلى 280 مليون دولار يومياً، أي ما يعادل 28 مليار دولار في 100 يوم الأولى من المعركة، فضلاً عن تكلفة الآليات العسكرية التي أعلنت المقاومة عن تدميرها، والتي تزيد على ألف مدرعة ودبابة، وهذه خسائر عسكرية لم يعلن الاحتلال عنها حتى الآن.
ويجمل الشوبكي خسائر الاحتلال في حربه على غزة في ما يلي:
إفراغ قطاعات عديدة من العمالة الإسرائيلية، ليصبحوا جنوداً احتياط في الجيش الإسرائيلي، وعددهم يزيد على 300 ألف من الموظفين العاملين في مختلف القطاعات الحيوية، أهمها قطاع التكنولوجيا الذي يزود إسرائيل بنصف صادراته، وهذا القطاع لحقت به خسائر تفوق 20 مليار دولار. الاستثمارات الخارجية أصبحت معطلة نتيجة الحرب على غزة، مما تسبب بخسائر كبيرة، وصلت 15 مليار دولار، وهو ما يحتاج لوقت طويل للتعافي، فضلاً عن توقف عجلة القطاع السياحي الذي تضرر -بحسب ما هو معلن- بنسبة 75%، وهذا القطاع كان يدر قرابة 20 مليار دولار على الخزينة الإسرائيلية سنوياً. إيواء وتعويض العائلات المهجرة نتيجة الحرب بغلاف غزة، وفي المناطق الحدودية الشمالية مع لبنان، والذين يقدر عددهم بمليون مستوطن، يعيشون حالياً بـ 280 فندقاً، وهذا ما يحتاج مبالغ طائلة لا تقل عن 10 مليارات دولار، وتعويضهم عن خسائرهم التجارية والصناعية التي لحقت بهم جراء الحرب.وكان كبير اقتصاديي وزارة المالية بإسرائيل شموئيل أبرامسون توقع أن ينكمش الاقتصاد 1.5% إذا استمرت الحرب على غزة إلى نهاية السنة الحالية، وذلك بعد أن كان يتوقع نموا بنسبة 2.7% لسنة 2024 قبل بدء الحرب، وفق تقرير نقلته صحيفة "غلوبز" الإسرائيلية الاقتصادية.
ارتفاع الديونولم يبتعد الخبير الاقتصادي حسام عايش كثيراً عن الشوبكي، إذ أكد أن إسرائيل لم تخطط بأن تمتد حربها على قطاع غزة لما يزيد على 100 يوم، لأن الاحتلال تكبد خسائر فادحة على المستوى الاقتصادي بسبب الحرب، ودخل في مأزق حقيقي نتيجة ارتفاع الديون التي يحتاجها للإنفاق على العمليات العسكرية، فضلاً عن معاناته من العجز الحاد في الموازنة بالنظر لانخفاض الإيرادات، مما يعني أن تصنيفه الائتماني تراجع من مستقر إلى سلبي، مع توقعات بأن يواجه عجزاً حكوميا بـ5.3% خلال عامي 2023 و2024، نظراً إلى الإنفاق الدّفاعي الكبير الذي تفرضه الحرب.
وقال عايش -للجزيرة نت- إن "الأضرار الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية التي تكبدها الاحتلال خلال 100 يوم الماضية تجاوزت 100 مليار دولار، مضيفا أنه كلما زادت الحرب زادت نسبة الخسارة.
ويتابع بأن قطاع التكنولوجيا الذي يمثل عصب الاقتصاد الإسرائيلي -نظراً لتفوقه بهذا المجال- بدأ بالتراجع، مشيرا إلى أن الإيرادات الضريبية المتعلقة بهذا القطاع تراجعت بنسبة 80%.
وقال عايش إن "الاحتياطي العسكري الإسرائيلي استدعى قسماً كبيراً من العاملين بهذا القطاع، مصحوباً بحالة عدم اليقين الناجمة عن هذه الحرب، وقد تسبب كل ذلك في خسائر فادحة خاصةً".
وفي وقت سابق، توقع المحاسب العام بالمالية الإسرائيلية يالي روتنبرغ أن تزيد نسبة الدين العام إلى 62.1% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2023 جرّاء التداعيات المالية لهذه الحرب، بعد أن كانت التوقعات تشير لتراجع بنسبة 1% على أساس سنوي إلى 59% قبل عملية طوفان الأقصى، وفق صحيفة "غلوبز".
كما أظهرت بيانات رسمية أن عجز الميزانية من المتوقع أن يرتفع من 2.25% إلى 6.6% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الجاري.
ووفق هذه البيانات يقدر الأثر المالي للحرب بنحو 150 مليار شيكل (40.25 مليار دولار) الفترة 2023-2024 بافتراض انتهاء الحرب في الربع الأول من العام الجاري.
إخفاء الخسائرولفت الخبير الاقتصادي عايش إلى أن حكومة نتنياهو تخفي حقيقة خسائرها الاقتصادية لكي لا تشوش على مجريات المعركة في قطاع غزة، إلا أن وسائل الإعلام الغربية -لا سيما الأميركية- نشرت مؤخراً حقيقة الخسائر التي تكبدها الاحتلال منذ ما يزيد على 100 يوم من العدوان على قطاع غزة.
يأتي هذا -حسب عايش- على الرغم من أن موازنة إسرائيل للعام 2023 -قبل الحرب- بلغت 130 مليار دولار، وهي أضخم موازنة في تاريخها، غير أنّها اضطرّت مع اندلاع الحرب إلى إقرار موازنة مُلحَقة بـ8.1 مليارات دولار، لتلبية حاجات الحرب العسكريّة، مما سيؤدّي إلى ارتفاع العجز المالي إلى3.7% من النّاتج المحلّي العام الماضي، ثمّ إلى 5% عام 2024.
وأوضح أنه رغم تخصيص البنك المركزي الإسرائيلي 45 مليار دولار لحماية سعر صرف الشيكل، فقد تدهوَرت قيمته، مُسجلاً أطول سلسلة خسائر منذ 39 عاما، بينما بلغت خسارة المركزي 7.3 مليارات دولار من احتياطياته من العملات الأجنبيّة.
يشار إلى أن محافظ بنك إسرائيل المركزي كان قد قدر تكلفة الحرب على غزة بنحو 210 مليارات شيكل (56 مليار دولار) للدفاع والتعويضات للذين نزحوا من بيوتهم في الجنوب، بسبب عمليات المقاومة الفلسطينية أو الشمال بسبب الصواريخ التي تستهدفهم من لبنان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاقتصاد الإسرائیلی على قطاع غزة ملیار دولار الحرب على یزید على ما یزید على غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يواصل قتل الجائعين أمام مركز المساعدات في رفح وتحذيرات من انهيار النظام الصحي بالكامل
الثورة / متابعات
يواصل العدو الصهيوني عدوانه الوحشي وجريمة الإبادة ضد أبناء فلسطين في غزة ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، في وقت تتعالى التحذيرات من قرب انهيار النظام الصحي بالكامل خلال الساعات المقبلة بسبب نفاد الوقود.
وقالت صحة غزة إن قصف الاحتلال أدى إلى استشهاد 108 شخصا وإصابة 393 خلال الساعات الـ24 الماضية.
فيما لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم
وبذلك ترتفع حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 54,880 شهيدا و 126,227 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م .
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، بأن عدد الشهداء الذين ارتقوا جراء إطلاق قوات العدو الصهيوني الرصاص الحي على مجموعة من المواطنين قرب مركز مساعدات تابع للشركة الأميركية غرب في مدينة رفح جنوبي القطاع، ارتفع إلى 13 شهيدا.
وفي خان يونس، أصيب أربعة مواطنين بجروح متفاوتة إثر قصف من طائرة مسيّرة للعدو استهدف مجموعة من المواطنين في مدينة «أصداء» شمالا، فيما تم انتشال جثمان الشهيدة غدير رائد شعبان بركة، من تحت الأنقاض في بلدة بني سهيلا شرق المدينة، عقب قصف استهدف منزلها.
وذكر أن حصيلة ما وصل للمستشفيات من شهداء المساعدات منذ صباح اليوم 5 شهداء، وأكثر من 123 إصابة، حيث بلغ إجمالي شهداء المساعدات ممن وصلوا المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات 115 شهيد وأكثر من 1,110 إصابة.
من جهتها أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، أن الهدف الرئيسي لما يسمى بمراكز توزيع المساعدات الأمريكية في قطاع غزة، هو إنهاء مهمة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وتصفية القضية الفلسطينية كقضية سياسية وتحويلها إلى قضية إغاثية وإنسانية.
وقالت الفصائل، إن كل ذلك يتم بهدف تسريع جريمة التهجير القسري والتطهير العرقي وإفراغ قطاع غزة من أهله وسكانه تنفيذاً لخطة الرئيس الأمريكي المجرم ترامب.
وأشارت إلى أن «مراكز توزيع المساعدات الأمريكية تحوّلت إلى أفخاخ ومصائد للموت تستهدف أبناء الشعب الفلسطيني الجوعى الذين يدفعهم الجوع والعطش للجوء إليها، وباتت هذه المراكز الوهمية عبارة عن مجازر ومذابح يومية أمام مرأى ومسمع العالم كله”.
ودعت فصائل المقاومة الفلسطينية، كافة المنظمات القانونية والقضائية الدولية والعربية وكل الأحرار في العالم إلى ملاحقة المؤسسة الأمريكية الأمنية اللاإنسانية والتي تنفذ دوراً أمنياً استخباراتيا مشبوهاً وتسببت بارتقاء أكثر من 126 شهيداً من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يعانون من المجاعة بفعل الحصار الإجرامي الصهيوني.
ووجهت تنبيه إلى الشعب الفلسطيني قائلة: “نحذر كافة أبناء شعبنا من استدراجهم عبر أية وعود وهمية من العدو الصهيوني أو مرتزقته من العملاء واللصوص، كما نحذر أي جسم عائلي أو مؤسسي أو شركات مشبوهة من التماهي والتجاوب مع مخططات العدو الصهيوني في خلق أجسام مشبوهة وعميلة بديلة عن الأونروا”.
في حين قالت وزارة الصحة في غزة إن أزمة نقص إمدادات الوقود تدخل ساعات حاسمة قد تتوقف خلالها عمل المستشفيات.
وأضافت أن مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الأهلي العربي يتهددهم خطر الخروج عن الخدمة خلال 24 ساعة.
وقالت: خروج مجمع الشفاء والمستشفى الأهلي عن الخدمة يعني انهيار ما تبقى من مؤسسات صحية في مدينة غزة.
وأشارت إلى أن «مجمع ناصر الطبي يعمل ضمن كميات محدودة من الوقود لا تتعدى اليومين».
وأكدت أن «توقف عمل المولدات الكهربائية يعني ضرب عصب الخدمة الصحية وتعريض حياة المرضى والجرحى للخطر».
وطالبت «الجهات المعنية بضرورة التحرك العاجل بالضغط على الاحتلال والسماح بدخول الوقود وقطع الغيار والزيوت للمولدات الكهربائية بالمستشفيات».
وفي سياق متصل أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن المقاومة تُدير حربَ استنزافٍ ردًّا على الإبادة ضدّ المدنيين، وتُفاجئ العدوّ يوميًا بتكتيكاتٍ ميدانيةٍ متجددة.
وأضافت: تصعيدُ الاحتلالِ عمليتَهُ العسكرية يُفاقم خسائره، ويدفع أسرَاه نحو المجهول، ولا حلَّ إلا عبر صفقةٍ شاملة، وهو ما يرفضه نتنياهو.
وقالت: “النصرُ المطلق” الذي يتحدث عنه نتنياهو ليس سوى وَهمٍ يُضلّل جمهورَه.
وأكدت أن « الحربُ التي أرادها نتنياهو بلا نهايةٍ تحوّلت إلى عبءٍ يومي، وستكون نهايتُهُ السياسيةُ والشخصيةُ، بعد سقوطِ وَهمِ الحسمِ السريع».
وردا على جرائم العدوان الصهيوني أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، استهداف جنديين صهيونيين وجرافة عسكرية للعدو الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأوضحت أن مجاهديها بعد عودتهم من خطوط القتال.. أكدوا الإجهاز على جنديين صهيونيين من المسافة صفر في شارع النزاز شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة بتاريخ 03-06-2025م.
وأضافت: كما تم استهداف جرافة عسكرية من نوع «D9» بقذيفة “الياسين 105” السبت قرب موقع اليرموك بحي المنارة جنوب مدينة خانيونس جنوب القطاع.