في ذكرى الثورة السودانية وسلاح السلمية
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
في ذكرى الثورة السودانية وسلاح السلمية
خالد فضل
لا أدري أهو من باب المصادفة أم القصد ، انطلقت أول المظاهرات في الخرطوم مطالبة برحيل نظام البشير في يوم 19ديسمبر من العام 2018م ، وهو التاريخ الذي يصادف قرار الجمعية التأسيسية الأولى في العام 1955م بالتصويت لصالح نيل الإستقلال التام عن دولتي الحكم الثنائي (مصر/بريطانيا).
التصويت في البرلمان ، ووجود البرلمان المنتخب نفسه دليل على سلمية النضال الذي خاضه السودانيون من أجل تحقيق الإستقلال ، ليس لدينا سجل حافل بالتضحيات بالأرواح وأرتال الشهداء من أجل هذا اليوم ، والشاعر الذي يكتب عن إرتياد المنون من جانب جيل الأجداد والآباء لمثل هذا اليوم لم يك يعبّر عن حقيقة تاريخية بقدر تعبيره عن عاطفة جيّاشة ؛ ولا تثريب على العواطف التي في أحيان كثيرة تجافي الواقع .
المهم نجد بعض الآراء التي ترجع ما حاق بنا من كرب وفجائع بعد الإستقلال إلى طريقة نيله السهلة فلم نبذل جهدا كبيرا حتى تحقق ، ولم تختبر القيادات في تلك الأيام في ساحات نضال شاق وبالتالي لم يتبلور مشروع وطني جاذب للسودانيين ، هو رأي له وجاهته على كل حال ، ولكن في المقابل أنوه هنا فقط إلى الخبرة السلمية التاريخية التي أرستها تلك التجربة ، وفي ثلاث تجارب لاحقة ضد أنظمة وطنية بالاسم ولكنها مارست من الفظائع ضد شعبها ما لم يمارسه الإستعمار منذ انتهاء معركة كرري في خواتيم القرن التاسع عشر .
إنّ أعداد الضحايا من القتلى والنازحين والمعاقين واللاجئين التي انجبتها الأنظمة الوطنية يفوق مئات المرات ضحايا وشهداء الاستعمار منذ موقعة كرري وحتى يوم الإستقلال , هذه الجزئية فقط ترجح كفة الحكم الاستعماري الأجنبي على الجكم الاستعماري الوطني مع الأسف بالطبع .
وعودا على بدء فإنّ انظلاق الثورة السلمية ذات الطابع الشبابي النسائي الأبرز ، ونشدانها للحرية والسلام والعدالة مما يعزز رسوخ جينات السلمية في الوجدان السوداني أو بالأحرى وسط القوى الحية في المجتمع ، القوى التي لديها قدر مناسب من الوعي بقيمة الحياة السلمية الحرة الديمقراطية في ظل نظام حكم مدني ، وقد شكّلت النقابات السودانية والروابط والإتحادات المهنية وبعض الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والتشكيلات الشبابية والنسائية الصاعدة المحرك الرئيس للثورة الأخيرة ولما سبقها في أكتوبر 1964م وأبريل 1985م وربما يشكل هذا الواقع أملا في إنقاذ السودان إنقاذا حقيقيا وجادا من عهود الدم والدموع ، والخروج بالبلاد من أتون الحروب والقتل والترويع والإنتهاكات الجسيمة إلى أفق جديد قوامه ما ظل الشباب يرددونه في مواكبهم وأنشطتهم حرية سلام وعدالة ، وهي قيم أخلاقية رفيعة ، لا يعاندها إلا كفيف الإنسانية ، ونرجو أن تنتهي وإلى الأبد عهود الأكفاء _بكسر الكاف_ إنسانيا ليسود عهد الأكفاء _بسكون الكاف وفتح الفاء_ إنسانيا ، هو الأمل على كل حال ولولا أماني النفس وهي حياتها لما طار لشعب السودان طائر . لا للحرب وتمددها الموجع ، نعم للسلام والثورة والحياة الجديدة .
الوسومالذكرى السلمية القتلى النازحين خالد فضلالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الذكرى السلمية القتلى النازحين خالد فضل
إقرأ أيضاً:
في ظل تصاعد الغارات.. غزة تودّع ضحايا القصف الإسرائيلي في جنازات جماعية
شيّع مئات الفلسطينيين في مدينة غزة، اليوم، جثامين عدد من القتلى الذين سقطوا في ضربات جوية إسرائيلية خلال الساعات الماضية، بينهم طفل وعدد من النساء، وانطلقت الجنازات من مستشفى الشفاء باتجاه المقبرة الشرقية، وسط حضور شعبي وحالة من التأثر الشديد بين المشيعين. اعلان
ورُفعت الجثامين ملفوفة بالأكفان البيضاء، فيما تعالت أصوات المشيعين بالهتاف والتكبير، تعبيرًا عن الحزن والغضب مما يعيشه القطاع. ووُضعت بعض الجثامين في سيارات إسعاف، في حين حملها أقارب الضحايا على الأكتاف في مشهد مؤلم.
وتأتي هذه التشييعات في وقت تواصلت فيه الضربات الجوية الإسرائيلية على مناطق متفرقة في غزة، ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى والمصابين، بحسب مصادر طبية في القطاع. وأفادت وزارة الصحة بأن من بين القتلى أطفالًا ونساء، وأن المستشفيات تواجه ضغطًا شديدًا بسبب العدد الكبير من الإصابات.
Relatedغزة: الفصائل الفلسطينية تعتبر دم ياسر أبو شباب "مهدورًا" وتتوعد مجموعته بالملاحقةجدل في إسرائيل.. انتحار جندي بعد معاناة نفسية من آثار الحرب على غزة ولبنانغزة بعد هدنة الستين يوما: من يحكم القطاع في "اليوم التالي"؟وقالت مصادر في مستشفيات غزة إن 24 فلسطينياً قتلوا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة بالقطاع منذ فجر اليوم الاثنين، وأفاد الإسعاف والطوارئ في غزة بمقتل شخصين وإصابة 20 آخرين بنيران القوات الإسرائيلية قرب مركز مساعدات شمالي مدينة رفح.
وكانت مصادر طبية قد أفادت أن 82 فلسطينياً قتلوا في غارات إسرائيلية منذ فجر أمس الأحد، تركزت على مدينة غزة ومخيم النصيرات وخان يونس جنوبي غزة.
ولا تزال إسرائيل تصعد من عملياتها العسكرية في القطاع المحاصر وسط تحذيرات من منظمات إنسانية بشأن تفاقم الوضع الإنساني، لاسيما في ظل تراجع خدمات الإسعاف والإمدادات الطبية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة