بمناسبة اختياره شخصية معرض الكتاب.. مكتبة الإسكندرية تستعرض أرشيف سليم بك حسن
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
تستعرض مكتبة الإسكندرية، من خلال مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لقطاع التواصل الثقافي بالمكتبة، أرشيف سليم بك حسن رائد علم المصريات وأحد فرسان الجيل الأول من المصريين الذين عملوا في علم المصريات والحفائر، ويعد من أول من وضع أسس علم الحفائر وإدارة المواقع التراثية.
ويعد مشروع توثيق أرشيف سليم بك حسن أحد مشروعات مكتبة الإسكندرية الرائدة في توثيق التراث الوثائقي وإتاحته للمتخصصين والدارسين والجمهور ليفتح مجالات للبحث والتنوير، حيث يتكون الأرشيف من 3120 وثيقة متنوعة من مخطوطات كتبت بخط يد الدكتور سليم حسن بالعربية والإنجليزية والفرنسية وصور فوتوغرافية وخرائط تتناول عددا من الموضوعات الرئيسية، منها: حفائره في هضبة الجيزة من عام 1929-1939 ولمدة 10 مواسم حفائر كشف خلالها عما يزيد عن 100 مصطبة في الجبانة الشرقية بالجيزة، من بينها الباب الوهمي لباسششت، وهي طبيبة من الدولة القديمة والمجموعة الجنائزية للملكة خنتاكوس، وحفائره في سقارة خلال موسم حفائر 1937-1938، ويحتوي الأرشيف أيضاً على مخطوطة سليم حسن الخاصة بنشر حفائره لكشفه الطريق الصاعد لهرم ونيس.
ويضم الأرشيف أيضا عددا من الموضوعات الرئيسية ذات قيمة علمية وثقافية ثرية، وتجسد دور المصريين في إنقاذ التراث الإنساني والمصري بالنوبة وتقرير سليم بك حسن عن إنقاذ آثار النوبة، والذي يعد وثيقة المشروع الرئيسية التي اعتمدت عليه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" في حملتها الكبرى والرائدة لإنقاذ آثار النوبة.
ويضم الأرشيف مجموعة نادرة من توزيع الموارد البشرية وفرق العمل وأساليب التوثيق المستخدمة، والتي خطها سليم حسن باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، واضعًا منهجًا مصريًا يحتذى به في التخطيط للمشروعات التراثية الكبرى، بالإضافة إلى عدد من الأبحاث الخاصة بالدكتور سليم حسن كتلك التي تتناول نصوص معركة قادش، وقاموسا لأسماء المدن المصرية القديمة.
يذكر أن الأرشيف عرض بمعرض جرونوبل عام 2004 على هامش اجتماعات اليونسكو بفرنسا، وأقيمت عدة معارض له منها معرض استمر لأسبوعين بمكتبة الإسكندرية عام 2015، وكذلك معرض بالمتحف المصري عام 2016، ومعرض بالمتحف القومي للحضارة المصرية بحضور أسرته في سبتمبر 2023.
وكان قد تم حصر ونشر الأرشيف على قاعدة بيانات أرشيفات علماء المصرية بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية عام 2015، ونشرت أوراق بحثية خلال الدراسات التي تمت على الأرشيف خلال عميات التصنيف والرقمنة، ومنها مؤتمر التراث الدولي بجامعة المنيا عام 2013.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سلیم حسن
إقرأ أيضاً:
"التراث المشترك بين المدارس الإسلامية".. ضمن فعاليات جناح مجلس حكماء المسلمين
شَهِدَت فعاليات اليوم الرَّابع من معرض العراق الدولي للكتاب، تنظيم مجلس حكماء المسلمين ندوة فكريَّة في تحت عنوان "التُّراث المشترك بين المدارس الإسلاميَّة: قراءة في النصوص الجامعة"، شارك فيها كلٌّ من الأستاذ الدكتور سعدي الجميلي، أستاذ أصول الفقه والعميد السابق لكلية الشريعة بالجامعة العراقية – بغداد، والأستاذ الدكتور عمار عبودي نصار، أستاذ التاريخ والفكر الإسلامي في كلية الآداب بجامعة الكوفة، فيما أدار الجلسة الدكتور محمد جمال الباحث بمكتب إحياء التُّراث بالأزهر الشريف.
وفي بداية الجلسة أكَّد د. محمد جمال، أن التراث الإسلامي ليس مجرد نصوص ومرويات، بل فضاء فكري تتداخل فيه المفاهيم وتتكامل فيه المقاصد، مشيرًا إلى أنَّ أدب الخلاف هو الجسر الذي يمكن بوساطته تحويل الحوار إلى نقطة التقاء لا إلى سببٍ للفرقة، وأنَّ استحضار هذا الأدب ضرورةٌ لإعادة بناء الوَعْي الإسلامي على قاعدة الاعتدال.
من جانبه، استهلَّ الدكتور سعدي الجميلي حديثَه بتأكيد أنَّ قضية التراث قديمَة تناولها الباحثون على مرِّ العصور، غير أنَّ الظروف الراهنة تجعل الحاجة إلى إعادة قراءتها أكثر إلحاحًا، في ظل محاولات التَّفريق بين المسلمين وإثارة الاختلافات وتضخيمها، موضحًا أنَّ المعنى الواسع للتُّراث يشمل كلَّ ما تركه السلف منذ عهد الصَّحابة والتَّابعين، لكنَّه في الوقت نفسه يتنوع بين ثوابت دينية ثابتة وموروث فقهي متغيِّر باختلاف الزمان والمجتهدين، لافتًا إلى أنَّ تعدد الرؤى داخل المذهب الواحد دليل حيوية وقوة، لا ضعف؛ لأنَّ الأمة التي تفكِّر وتناقش وتبحث هي أمة حيَّة قادرة على التجدد.
فيما أكَّد الدكتور عمار نصَّار أنَّ تعزيز الهوية الإسلامية يبدأ من ترسيخ مفهوم التفاهم، لا من تضخيم الاختلاف، موضحًا الحاجة إلى مثل هذه الندوات خاصة في ظلِّ سعي البعض لاستخدام نصوص التراث بطريقة انتقائيَّة تسعى إلى التفريق لا وحدة صف الأمة، التي نحن في أمسِّ الحاجة إليها اليوم، مشيرًا إلى أغلب الأصول العقدية والفقهيَّة لدى المسلمين مشتركة، وأنَّ تصوير الاختلاف على أنه صراع جذري إنما هو نتيجة لتوظيف ضيق للمصادر وتحريف في المتون.
وأشاد المشاركونَ بدعوة فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطَّيب، شيخ الأزهر الشريف، لوحدة صف الأمة وتعزيز التفاهم بين كافَّة مكوِّناتها، مؤكدين أن مواقف فضيلته تؤسِّس لمرحلة جديدة من الحوار الإسلامي الإسلامي القائم على الأخوة الإسلامية والاحترام المتبادل، موضِّحين أن التراث الإسلامي لم يكن يومًا سببًا للفرقة بل كان في جوهره جسرًا لوحدة المسلمين، وأنَّ إعادة قراءته في ضوء المشتركات لا في ظلال الاختلاف قادرة على إعادة بناء الوعي الجمعي للأمة.
ويشارك مجلس حكماء المسلمين في معرض العراق الدولي للكتاب، وذلك انطلاقًا من رسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم وترسيخ قيم الحوار والتسامح ومد جسور التعاون بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم؛ حيث يقع جناح المجلس في أرض معرض بغداد الدولي جناح رقم 16 - H6.