بوابة الوفد:
2024-06-12@09:26:17 GMT

توثيق الآثار

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

كتبت الأسبوع الماضى عن تطوير القاهرة التاريخية والتى عقد الرئيس السيسى اجتماعًا بشأنها.. ويتابعها بدقة.. وبالأمس نشرت الأهرام تحقيقًا رائعًا حول نفس الموضوع بعنوان: «تطوير القاهرة التاريخية.. توثيق للآثار» تحدث فيه المسئولون عن جبانة الإمام الشافعى رضى الله عنه وتضم 37 أثرًا تم ترميمها وجبانة وادى الملوك والتى لا نظير لها فى العالم كله إلى جانب جبانات تشهد على عصور فنون العمارة الأولى.

. انها مصر التى عرفت العالم كله ما هى الجبانات والقرافة التى لا يعرفها ولا يرددها إلا المصريون فقط.

إن جبانات مصر قلعة للفنون ومدارس لفن العمارة فلنحافظ عليها وعلى مقابر الملوك والتى كانوا يدفنون بجوار هذه الجبانات الإسلامية تبركًا بها وتقربًا لله عز وجل.. حقًا فى مصر أكثر من «بقيع» بل بها وبمحافظات أخرى مثل بنى سويف بقيع للصحابة رضوان الله عليهم ولملوك وملكات حكموا مصر قبل الزمان بزمان.. برافو.. الرئيس السيسى وأدعو الله أن تمتد يد الحفاظ على آثارنا وثروتنا المعمارية لاحياء القاهرة القديمة والتى أراها تاريخية أيضًا بدلاً من هدم قصور ومبانٍ أثرية سليمة وتناطح الزمن بعظمة وعلمية بنائها وتم هدمها ومنها من وثقته الثقافة بأنه طراز معمارى لا يجوز هدمه.. أرجوك يا سيادة الرئيس أن تمتد رعايتكم للقاهرة القديمة كما تنعم بها القاهرة التاريخية والفاطمية والخديوية.. وتظل مصر قبلة العمارة والثقافة والتاريخ إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

وأذكر أيضًا يوميات بالأخبار كتبها الزميل حازم نصر بعنوان «هل تحققت نبوءة سيد البنائين والمهندسين بالعالم كله المرحوم حسن فتحى» والذى تبنى عمارة الفقراء والبناء بالمواد الموجودة بموقع المبنى من الحجر والجير، لم يكن يرى أو يعترف بالكتل الخرسانية والأسمنت المصنع وأنها تعمر كل أرض بما تحتويه أرضها بأسلوب حضارى لا يستخدم الكهرباء إلا للإنارة والأجهزة الكهربائية.. وأى منزل لا يحتاج «للتكييف» فهو مبنى مكيفًا طبقًا للبيئة المحيطة به.. من حسن حظى أنى التقيت به عقب زيارتى للقرنة الجديدة والتى بناها ودخلت التراث العالمى عام 1971، وبنى القرية النوبية بأمريكا وبنى سوقًا تجاريًا بالوادى الجديد وبعض المواقع ولم يمهله القدر لاستكمالها وله كتاب بعنوان «عمارة الفقراء» تمت ترجمته لمعظم لغات العالم.. ليتنا مع تطوير القاهرة التاريخية نكمل عمارة حسن فتحى ولو كنا اعتمدناها لما دخل العالم فى تغيير المناخ ولا تكلفت مصر تكاليف الكهرباء والغاز والحرارة التى لم تعد تحتمل والبرد القارص.. إن لكل بيئة حكمها وآلياتها وعلماءها الذين لو أخذنا برأيهم لتغيرت الحياة للأفضل.. وهنا أذكر عالم البيئة د. محمد القصاص عليه رحمة الله والذى بنى بيته فى بلطيم بمنهج حسن فتحى ولم يدخل التكييف ولا الموكيت ولا السيراميك فى بنائه لأن هذه المواد مع «الألوميتال» لا تصلح لجو وبيئة مصر وكان رحمة الله ينبه المصريين بعدم استخدامها وأن كل مصرى لابد أن يستمتع بالشمس التى يحسدنا عليها العالم وإن حجبها سوف يكلفنا الكثير. رحم الله العلماء الذين أعطوا علمهم وخبرتهم للعالم كله فأخذ بها إلا نحن المصريون مما كلفنا هدر الموارد وتخلينا عن الوقاية الربانية وأنفقنا الكثير والكثير على العلاج.. ولم ننعم بما اخترعه حسن فتحى ود. القصاص وآخرون عليهم رحمة الله.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشعب يريد توثيق الآثار الاثار تطوير القاهرة التاريخية الرئيس السيسي مصر العالم القاهرة التاریخیة حسن فتحى

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي.. الاستفادة والخطورة

وقفتنا هذا الأسبوع، سوف نتحدث فيها حضراتكم عن حالة أظن أن لها درجة من الأهمية كبيرة، وتشغل بال كثير من الناس ألا وهى ما يسمى بالذكاء الاصطناعى (artificial intelligence) فهى حالة لو صدق ما سمعناه عنها، فهى لها جانب استفادة كبيرة، وجانب لو صح، خطر كبير جدًّا كمان.

فجوانب الاستفادة كثيرة، ومتعددة فى تيسير أمور العمل بالوظائف الحكومية والخاصة، وفى مجال الشركات والاستثمارات من خلال إعداد برامج الذكاء الاصطناعى المتخصصة التى تخدم مجالات العمل المختلفة منها العادى مثل حفظ البيانات، واستدعائها، ومنها ما هو غير عادى فى إعداد الخطط والبرامج المتخصصة التى تساعد فى تطوير العمل، وإنجازه بسهولة ويسر سواء كان هذا العمل حكوميًّا أو خاصًّا، ولكن جوانب الخطورة هى بالفعل قد تكون أخطر، وأعم منها ما سمعناه، ومنها ما يمكن تخيله بناء على ما سمعناه.

فالذكاء الاصطناعى حسب ما سمعناه من متخصصين، أو ممن أبحروا فى مجاله حتى ولو على سبيل الفضول لأهميته، ولأن القشور الأولى عندما تسمعها، أو تقراها عنه تثير اهتمام أي شخص سواء متعلمًا، وخاصة المثقف، أو غير متعلم ولكن يحب أفلام الرعب وأفلام الإثارة والأكشن، فلقد سمعنا عن إمكان الذكاء الاصطناعى فى تسجيل وتقليد الأصوات والشخصيات صورة وصوتًا، وأنه يمكن أن يطور من نفسه وأن يخرج عن طوع مصنعه والتصرف من ذاته دون الرجوع لمصنعه أو من يأمره، وهذا لو صح فإنه على درجة كبيرة من الخطورة فى مجال الحروب وأخذ أو أمر بالقتل والاشتراك فى جرائم الخطف والمساومة حتى ولو كان من تلقاء نفسه بعد تطوير نفسه بنفسه حتى يتمكن من إجراء عمليات لصالح ذاته، بل إنه قادر على تأليف الأغانى والمقالات والكتب والقصص وسيناريوهات الأفلام بدقة وحرفية عالية جدًّا كما سمعت إلى الدرجة التى قد يلغى معها العقل البشرى التفكير والعمل فى مجالات كثيرة، ومعها ممكن أن نتخيل لو تم إنتاج روبوتات ذكاء اصطناعى يتم استخدامها فى الحروب بدلاً من الضباط والجنود، ويمكنها قيادة الدبابات والمدرعات والطائرات وأنظمة الدفاع الجوى وحمل السلاح والبندقيات المدفعية، واستخدامها بمهارة عالية جدًّا.

هنا فقط مع هذا التخيل ممكن نفكر ماذا يمكن أن تكون عليه الحروب فى المستقبل القريب، والمصيبة بقى لو قرر الروبوت صاحب الذكاء الاصطناعى من تطوير نفسه، والخروج على شخص مصنعه وأمره وبدأ يحارب من تلقاء نفسه ستكون الخطورة شديدة هنا على طرفى الحرب، لأنك لن تعرف الروبوت حيطلق النار على مين بالضبط والذى معها نتمنى أن يكون الروبوت فى هذه الحالة قد يطور نفسه أخلاقيًّا، ويخلصنا من العدو الصهيونى، وأعداء الأمة العربية والإسلامية.

وهناك جانب تخيلى آخر أنه قد يؤدى إلى الاستغناء عن ملايين بل قل مليارات الموظفين وخاصة أعمال التحميل والشحن والكتبة ومجال التجارة والمحاماة والهندسة والطب وفى أعمال الشرطة والبحث بترجمة الأدلة والقرائن والدلائل لمواطن إثبات على من ارتكب جريمة قتل بأنواعها أو سرقة أو خطف وأيضًا يمكن أن يساعد فى وضع سياسات الدول الاقتصادية والاستثمارية الناجحة، وأيضًا فقد نجد يومًا ما محامى ذكاء اصطناعى يستطيع بمهارة فائقة دراسة أى قضية وثغراتها وإعداد مذكرة دفاع قوية تقنع القضاة ببراءة مرتكبيها، وهنا مربط الذئب، مش الفرس، فالخطورة هنا تشمل جميع الجوانب أقلها تعميم البطالة العالمية والاستغناء على 90% تقريبًا من البشر، يا رب سلم وأكون ما ذكرته وأفكر فيه هو كابوس أفقت منه، أو حلم خيالى.

إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع أدعو الله أن أكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.

مقالات مشابهة

  • المفكر القبطي كمال زاخر يكت : وأصعدنا معه
  • البرزخ ولصوص التاريخ «الأخيرة»
  • سعود الصرامي : توثيق البطولات موضوع هامشي
  • أحمد خالد توفيق.. ليس أثرًا في الرمال
  • وداعا لـ«القطب الأوحد».. عالم جديد يتشكل
  • امتحانات الثانوية العامة.. محافظ القاهرة: تطبيق أقصى درجات الحماية والوقاية للطلاب داخل اللجان
  • الحجيج.. و"دعوة الله"
  • قمم ثنائية وعربية لإنهاء القتال في غزة.. ومؤتمر «القاهرة للسلام» خارطة طريق مصرية للحل
  • الذكاء الاصطناعي.. الاستفادة والخطورة
  • مكة تشع نوراً